قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 17 تشرين1/أكتوير 2021 09:42

بيجوفيتش والطريق الثالث (الإسلام والثنائية الطبيعية للإنسان والمجتمع)

كتبه  الأستاذ محمد عبد الحميد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يرى المفكر والرئيس البوسني الراحل علي عزت بيجوفيتش في كتابه الإسلام بين الشرق والغرب الإسلام كوحدة ثنائية القطب تجمع مابين الروحي والمادي معا، ويرى أهمية تلك الثنائية في كونها ثنائية تلقائية غير مصطنعة فالإسلام نظام متوافق مع ذاته ومع طبيعة الإنسان الثنائية، ويرى في خطورة إصطناع نظام يشمل هذه الثنائية ومحاولة تطبيقها على المجتمع وأن الإنسان أيضا الذي يحاول إيجاد طريق للخلاص بخلاف هذه الثنائية أو بالإعتماد على جانب واحد فقط إما مادي أو روحي لا يصل حتماً.

فينتقد أولا نظرية التطور ويقول أن العلم يرى الإنسان مجرد حيوان ذكي ويتطور ولايختلف ذلك معه الحيوان، ويكون بذلك أيضا نتيجة حتمية لبيئته ومحيطه. ولكن طبقا للدين الإنسان منح شخصية ذاتية فهو على سبيل المثال يمكن أن يملك مبدأ أو عدة مباديء يسير عليها طوال حياته، ويرى الإنسان ذلك الكائن الذي يتطلع إلى عالم أخر بخلاف هذا العالم ويستطيع أيضا أن يرفض بعض رغباته ، فمثل هذه الصفات لايمكن أن تكون ناتجة عن ناحية عقلية فقط. ويرى أيضا أن في قدرة الكان الحيي على خلق المركب من البسيط والنظام من الفوضى تناقض لقانون القصور في الطاقة المتأصل في الحياة وفي ذلك يتجلى الكثير من الأسرار. الإنسان يحاول أن يفعل عكس الفعل الحيواني بوضوح عن طريق الدين وتتجلى عظمة الخلق الإلهي في الإنسان بسبب حرية الإختيار المنفرد بها.

ثم ينتقل للحديث عن الثقافة ودورها بصفتها نابعة من نفس السلالة الروحية التي تضم الدين والفن. فيفرق مابين التعليم الكلاسيكي الذي يسعى لإثراء الجانب الروحي للإنسان والتعليم التقني الذي يعتمد فقط على الجانب المادي مهملاُ للجاب الروحي، فالتعليم التقني يكثر في المجتمعات المادية والأنظمة الإشتراكية والرأسمالية. ويتم التلاعب بالثقافة من قبل العديد من الأنظمة لتوجيه الشعوب وهي الثقافة الجماهيرية والتي تعتمد على الإعلام بشكل كبير. وعن تحويل القوى العمالية بواسطة الأنظمة الرأسمالية والإشتراكية إلى قوى بيروقراطية لاثورية في خدمة النظام فيكون ذلك في غياب الثقافة والجانب الروحي عموما فالمجتمع العاجز عن التدين عاجز عن الثورة أيضا. وعن عجز الحضارة والتقدم فقط في إيجاد السعادة الإنسانية فيعطي مثال بمسرحيات العبث والتشاؤمية والمدارس الوجودية النابعة من قلب أوروبا المتقدمة في أوائل ومنتصف القرن الماضي.
مكون أخر من المكونات الجوانية والسلالة الروحية وهو الفن، ويراه بيجوفيتش شيء مؤكداً على الخلود والمطلق، ففكرة الفن مرتبطة بالأخلاق والحرية والخير، فهم حقائق لجوانب مختلفة لحقيقة جوانية، فالإتحاد السوفيتي كمثال عمل على منع روايات دوستويفسكي ذات الطابع الديني وعمل على تمجيد أدباء الإنتاج الصناعي وإبراز علماء الكيمياء والطبيعة، فبنظامه الشيوعي والإلحادي كان لهم الدور في غياب الدين والفن والثقافة.

ويفرق أيضا بين معنيين وإن بدا متشابهين ولكن الإختلاف كبير وهما الأسلوب والوظيفة، ويشير إلى أن الأسلوب منفرد لكل شخص ولا يتشابه فيه شخصين، والوظيفة من الممكن تماثلها وتشابهها في عدد من الأشخاص، فهي شيء لا إنساني في الأساس ولا تعبر عن معنى الفردية والإختلاف كونهما من الجوانب الجوانية المنفرد بها الإنسان، وعبر عن ذلك دوستويفسكي عندما قال “لقد حظيت دائماً بتأييد قرائي لا ناقدي” إشارة الى عجز النقد بعقلانيته في تحليل العمل الفني.
الواجب و المصلحة حلقتين في سلسلة البحث عن الحقيقة، ولكن هناك فرق كبير في ما يشتمله كل منهما على معنى، فالواجب يتميز بالأخلاق واللاعقلانية مثل التضحية واحترام كبار السن فتلك المعاني لا يربطها شيء بالمصلحة في وجود الدين، ويرى أن قلة قليلة من الناس تعمل وفقه ووفق الفضيلة وهم فخر الجنس البشري ويدل ذلك أيضا على ضرورة وجود عالماً أخر يحتوي ذلك المعنى، فالعقل وهو محرك المصلحة لايفهم الحرية بل يدرك المكان و الكم فقط، ولكن الأخلاق والواجب كمثال لها منبثقة من حرية الإنسان وبذلك يكون الدين والأخلاق مدخل لعالم أخر متفوق على هذا العالم، والتاريخ لايعرف حالة واحدة عن مجتمع لاديني خالص والأخلاق الحميدة في أساسها منسوبة للدين ومنقولة منه وتم نقلها عن طريق الدين للإنسان بصرف النظر عن عقيدته وأرائه.

يرى أيضا معنى هام أخر في أن معلمي البشرية على مر التاريخ سواء أنبياء أو غير أنبياء جميعهم علموا البشرية الأخلاق نفسها والحقائق الأخلاقية حقائق ثابتة، وعن الفن والطبيعة الإنسانية يرى أن الثانية كلما كانت في طبيعتها العذراء كلما اشتملت على فضائل أكثر، والفن أيضا يتخذ مساره من المناطق المتخلفة في العالم إلى المناطق المتقدمة ، فالفن و الطبيعة الإنسانية لايرتبطان مع التقدم بعلاقة طردية بل غالبا العكس.

بمحاولة المجتمعات الوصول إلى الطوبيا والجنة الأرضية ينتج عدة مشكلات منها عبادة الزعماء وإلغاء العلاقات الأسرية وتطويع الفن في خدمة الدولة، وهذه أشياء تتعارض مع الإنسانية والفعل الإنساني الحر فالمفكرون الإشتراكيون كمثال يشعرون أن دائما كان العائق أمامهم للوصول للطوبيا هو نفسية الفرد وعلم النفس الفردي فكان ذلك سببا دائما لعجز الطوبيا في جميع الأنظمة التي تسعى لذلك، وعن العلاقات الأسرية والمرأة في ظل تلك الأنظمة فتم تهميش النظام الأسري بشكل تدريجي فتصبح التربية من أدوار الدولة فنسب تشغيل المرأة في الدول الشيوعية كمثال غالبا ماتكون أكبر من الدول الأخرى رغم أن تلك الدول ليست بالضرورة الأكثر تقدما عن الدول الأخرى بل غالبا يكون العكس، فيرى أيضا أن الحضارة وحدها تجعل المرأة موظفة فقط وحيوان جميل بينما الثقافة جعلتها رمزاً وسراً وكائناً مقدساً ولا يتوافق ذلك المعنى مع الأنظمة التي تسعى فقط إلى الطوبيا.

وفي سياق أخر ولإثبات المعنى ذاته يرى أن أعمدة الإسلام تشير إلى نفس المعنى الثنائي، فالإسلام يشتمل على عنصر يهودي وعناصر غير يهودية فعو مسيحية تم تكييفها كون اليهودية تنشد جنة أرضية والمسيحية بكونها دين مجرد تمثل العنصر الروحي، ويرى أن من أسباب إنشطار وحدة الإسلام حاليا هو إختزاله فقط إلى إحدى المعنيين إما مادي وإما روحي. ويرى أن بممارسة الإنسان المسلم للأعمدة الخمسة للإسلام يستطيع تكوين حد أدنى من حضارة، فالصلاة وحدها أدت إلى تطوير علم الفلك للمسلمين بكونها تحتاج إلى تحديد قبلة ومواقيت.

وعن طبيعة القانون يرى أن للقانون طبيعة إسلامية ففي الإسلام يكون هناك نوع من وحدة الهوية بين القانون والدين. وعن العقوبة وحماية المجتمع فقد توفر ذلك في الإسلام من القصاص حتى استوعب عناصر حماية المجتمع، وقدر عبر المفكر عن حقيقتان هامتان وهما الحاق نظرية الذنب الأخلاقي بحماية المجتمع كنقيض معادل لها والأخرى أنه من الناحية العملية نجد أن جميع التشريعات الفعلية بصرف النظر عن فلسفاتها لا تصنع قوانين مجردة فيكون هناك شيئا مفارقا للنظرية فلايوجد قانون للعقوبات مبني كلية على مبدأ الذنب فحسب ولا على مبدأحماية المجتمع فحسب والحديث يكون عن نسبة أقل أو أكثر من هذا المبدأ أو ذاك.

وعن الأفكار والواقع ينتقد أيضا المفكر بعض الأنظمة التي تحاول الوصول معنى مصطنع عن الثنائية، فالعصور الوسطى في أوروبا تم إنشاء النظام الإكليروسي والكنيسة للتحكم بالدولة، فكانت محاولة لدمج المسيحية كدين مجرد متمثل في شخصية عيسى عليه السلام والإنجيل وإنشاء نظام يحاول الإهتمام بالجانب المادي أيضاً، وكذلك الماركسية والنظام الشيوعي حيث يرى أنه يناقض نفسه حيث أنه يتبنى فكرة الحتمية التاريخية لكن كحياة معاشة كان لابد ان يتخلى عن هذه الفكرة، فبتجاهله للشخصية الإنسانية وجانبها الروحاني و الجواني كفن ودين وثقافة كان أكبر العوائق أمام المفكرين الشيوعيين للوصول للجنة الأرضية. ويستثني المفكر أيضا إنجلترا والمجتمع الأنجلوسكسوني ويرى أنه اتجه أتجاهاً مغايراً لمعظم دول أوروبا، فكان له طابع خاص من حيث أنه حاول إيجاد طريق مختلف عن النظام الكنسي والأنظمة اللادينية، وعبر عن ذلك أكبر مفكريها مثل بيكون وسميث وكروميل وجو برنارد شو.

خاتمة :
يصل المفكر إلى معنى عميق في الإسلام يتم تجاهله من قبل الإنسان والمجتمع في معظم العالم الإسلامي اليوم، ويقوم بإثبات أن الطبيعة الثنائية للإسلام هي أكبر حجة له وأن عدم فهم العالم الغربي له كان نتيجة عدم فهم هذه الثنائية التلقائية للإسلام، فلم يكن هناك نظام تم استخدامه من قبل المجتمعات يشتمل على هذه الثنائية التلقائية فدائما ماكانت مصطنة من نظام إكليروسي وإشتراكية ورأسمالية وأنظمة اخرى تثبت عجزها في استيعاب هذه الثنائية ، ويتم إهمال هذه الثنائية أيضا كثيراً في العالم الإسلامي اليوم فيتم استيراد إحدى هذه الأنظمة المعيبة أو إختزال الإسلام إلى معنى واحد فقط يُبطًل فيه فاعلية هذه الثنائية ، فإما نرى مجتمعات روحانية متخلفة مادياُ يسهل إستعمارها بطرق مختلفة وإما مجتمعات أهملت الروحانية وجعلت الإنسان مجرد حيوان أو ألة يتم التحكم والتلاعب بها . وعن التسليم لله فلا يعني ذلك السلبية في موقف الإنسان كما يظن الكثيرين ، ولكن طاعة الله تستبعد طاعة البشر والخضوع لهم، وهذه الصلة صلة جديدة بين الإنسان والله والإنسان والإنسان، فالتسليم لله كما يعبر المفكر هو شعور بطولي “لا شعور بطل” بل شعور إنسان عادي قام بأداء واجبه وتقبل قدره.

الرابط : http://feker.net/ar/2016/01/11/%d8%a8%d9%8a%d8%ac%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%aa%d8%b4-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%84%d8%ab-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ab/

قراءة 1128 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 20 تشرين1/أكتوير 2021 09:22

أضف تعليق


كود امني
تحديث