قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 19 تشرين2/نوفمبر 2014 19:05

هل تقرأ ؟ كيف تقرأ ؟ 4/4

كتبه  د . عبد الله قادري الأهدل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تصور أن هذا اليوم يكمل من عمرك ست سنوات، و قد أمن لك والداك ملابس المدرسة، و كتبها و مستلزماتها، من أقلام و دفاتر، و قد حببا إليك المدرسة منذ فترة، و ذكرا لك ما ستجده فيها، من مدرسين و زملاء، و ألعاب، و قراءة و كتابة...
و في هذا الصباح بادرت أمك –على غير العادة- بإيقاظك في وقت مبكر، و أنت تغط في نوم عميق، تحت غطائك الدافئ، فنظرت إليها متعجبا من إزعاجها لك، فصحت باكيا قائلا: ماما دعيني أنام! فقالت لك: لا يا بابا يا حبيبي، اليوم هو أول يوم من الدراسة! اصح. قم اغتسل و توضأ و صل، و البس ثيابك و خذ حقيبتك، لا تتأخر، زملاؤك كلهم في طريقهم إلى المدرسة، فأخذت تختفي تحط غطائك، و أخذت أمك ترفعه، و تصر على قيامك، فقمت غاضبا، محدقا بعينيك في وجه أمك التي ألفت منها الرحمة و اللين و عدم الإزعاج! ثم قربت إليك-على غير العادة أيضا-طعام الإفطار، و قالت لك: يالله حبيبي أفطر! فنظرت إليها في عجب! قائلا: لا أريد الطعام الآن! و بعد أخذ و رد تناولت قليلا من الطعام مكرها.
و ربطت لك أمك حقيبتك من وراء ظهرك، و على كتفك مشربة ماء(زمزمية) فخرجت كأنك جندي يحمل أدوات القتال إلى أرض المعركة. فأوصلك أحد أبويك إلى المدرسة، و أراد أن يدعك و يعود إلى المنزل، فصحت قائلا: بابا، أو ماما! تعال أو تعالي معي لا تتركيني وحدي! فلما لم يستجب لرغبتك أبوك أو أمك، أخذت تصيح منتحبا: بابا ماما، و تكرر ذلك!
و جاءك المشرف الاجتماعي، و أخذ يربت على كتفك و يقول لك: لا تخف أنت الآن في المدرسة، انظر هؤلاء هم زملاؤك، ثم طلب منك أن تدخل في الصف(طابور الصباح) و أخذ يردد لك و لزملائك النشيد الصباحي... و يطلب منك و من زملائك أن ترددوا ذلك وراءه...
ثم دخلت الصف، فرأيت المدرس يكتب بالقلم الأبيض(طبشور) في اللوح الأسود(سبورة) ألف، باء، ت، ث، و يقرأ ذلك بتؤدة، و يطلب منكم أن ترددوا ذلك وراءه، فأخذت تردد ذلك، حتى حفظته، و لكنك لا تعرف غير التلفظ.
و طلب منك أن تكتب في دفترك تلك الحروف، فأخذت تحرك القلم إلى الأعلى و الأسفل، و يمينا و يسارا، دون أن تقترب من كتابة ما يشبه حرفا واحدا.
ثم قال لك المدرس –و هو تربوي حكيم-: أرني دفترك، فلما نظر إليه، ابتسم ثم قال: ما شاء الله! تشجيعا لك على المضي في الكتابة. و كتب في دفترك: إلى ولي أمر الطالب: الرجاء مساعدته على قراءة الواجب و كتابته.
فلما رجعت إلى أبويك، و استرحت من عناء هذا اليوم الغريب، بدأت أمك تساعدك في حل الواجب، فقالت لك: كيف أنت حبيبي هل عرفت درس اليوم؟ قلت: نعم يا ماما!
فنظرت إلى دفترك، و فتحت لك كتاب التهجي، و أرتك الحروف الأربعة فيه: أ، ب، ت، ث. و قالت ما هذا و أنت قد حفظت هذه الحروف: فقلت دون أن تنظر إلى الحروف: أ، ب، ت، ث.
فأشارت لك إلى (أ) ما هذا؟ فقلت: أ، ب، ت، ث. و تابعتك أمك و أبوك يوما فيوما، و تابعك المدرس كذلك يوما فيوما، و بعد لأي و تعب من قبلك، و من قبل أبيك و أمك و مدرسك، استطعت أن تفرق بين حرف و آخر، و هكذا الكتابة، التي لم تصل إليها، إلا بعد مسك أمك و أبيك بيدك التي تكتب بها، و مرناك على كتابة كل حرف على حدة، ثم طلب منك تكرار الكتابة ناسخا ذلك من كتاب الخط أو التهجي.... ماذا ترون بعد هذا؟ هل القراءة سهلة أو صعبة؟ ألا ترون أنها تتطلب صبرا و دأبا دائمين، حتى يتمكن الإنسان من القراءة، و كذلك الكتابة؟!

2- ثم تصور أنك رجل أمي، أو امرأة أمية، لا تقرأ و لا تكتب، ترعى غنمك أو بقرك، في شعب من شعاب أهلك و قبيلتك، فجاءك من يقول لك: (اقرأ) فقلت له: أنا لا أقرأ! فقال لك: يجب أن تقرأ؟ و أحسست بأنه قوي و أنت ضعيف لا تستطيع عصيانه، فقلت له: أنا لا أقرأ، و هو يقول لك: لا بد أن تقرأ! فلما أحسست بألاَّ مناص لك من الاستجابة له، قلت له: ماذا أقرأ؟ فتلا عليك جملة أو جملتين فقرأتها كما سمعتها، وأخذ يزيدك جملة أو جملا، وأنت تتابعه، فلما كثرت عليك الجمل شعرت بصعوبة استحضار ما سمعت وقرأت، ماذا يمكنك أن تفعل لتستمر في القراءة؟إما أن يعلمك الكتابة لتقيد ا يجب أن تقرأه، والكتابة تحتاج إلى جولات جديدة من التعليم و التعب، و إما أن تجتهد في حفظ ما تسمع و تقرأ، و في هذا من الصعوبة ما فيه، إضافة إلى أن المعلومات التي تقرأها ستكون محدودة، إذا لم تكن عندك ملكة القراءة، لتقرأ كل ما يكتب بلغتك. أليست القراء صعبة، و كذلك الكتابة، و مع ذلك لا بد، مهما كانت صعوبتهما؟
صعبة على الطفل و الأمي، لعدم تعلمهما القراءة، و صعبة على من تعلم القراءة، من حيث صبره على القراءة النافعة التي تحتاج إلى تأمل و تفهم.
ما هذا يا دكتور؟!
نعم. أتوقع أن يقول أحدكم أو بعضكم: كنت تتحدث عن طفل بدأ دراسته و سنه ست سنوات، و رجل أمي أو امرأة أمية، ما ذا تريد منا نحن و قد بلغنا من الأعمار الأربعينات أو الثلاثينات، أو العشرينات، و قد تخرجنا في الكليات، أو على الأقل حملنا الشهادة التوجيهية، نحن قد قرأنا و كتبنا، و أصبحنا مثقفين، أتريد أن تعيدنا إلى أطفال و أميين، ماهذا يا دكتور؟!
و أقول: على رسلكم أيها الأحباب، فقد عانيت من صعوبة القراءة، و لا زلت أعاني. القراءة سهلة؟ نعم. و القراءة صعبة؟ نعم. كيف؟!
جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، عندما أراد الله أن يخرج به الناس من الظلمات إلى النور، وكان قد حبب إليه التعبد في غار حراء، تمهيدا للتكليف الإلهي له بالوحي و الرسالة والبلاغ المبين.
فقال له جبريل: (اقرأ ) فقال: (ما أنا بقارئ!) يعني لا أجيد القراءة، لأني لم أتعلمها. فقال له: (اقرأ) فقال: (ما أنا بقارئ!) ... فغطه جبريل حتى بلغ منه الجهد... ثم قال له: ((اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ و ربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم.))
فقرأها صلى الله عليه و سلم... و القصة في الصحيحين، و هي في أول صحيح البخاري في باب بدء الوحي، و في تفسير سورة العلق.
ثم لما لم يكن صلى الله عليه و سلم يكتب، و قد علم أنه مكلف من الله القيام بالدعوة و البلاغ المبين بهذا القرآن، أحس بثقل المسؤولية، و حاول الاجتهاد في حفظ ما كان يقرأ عن طريق جبريل.
فكان يحرك لسانه في عجلة لحفظ كتاب الله، فخفف الله عنه، و وعده بحفظه بدون أن يتعب نفسه ذلك الإتعاب المعتاد لمن أراد الحفظ: ((لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه و قرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه))
هذا يدل على أن القراءة النافعة، تحتاج إلى جهد و صبر، و الذي لا يجتهد و لا يصبر، لا يصل غالبا إلى هدفه من القراءة.
و أعود فأقول: إن القراءة العادية –أي قراءة الحروف و الجمل و المصطلحات بدون تأمل و لا تعقل-سهلة، و لا صعوبة فيها.
و هذه ممكنة في التصفح العام، لمعرفة العناوين، أو موضوعات الأبواب و الفصول و نحو ذلك، و القراءة السريعة لبعض الموضوعات للاطلاع العام على أفكارها و فقراتها....

و القراءة صعبة في أحوال كثيرة:
منها قراءة الحفظ، كحفظ القرآن الكريم، و حفظ متون العلم، لمن يريد أن يكون طالب علم، يستحضر قواعد العلم الذي يدرسه، كعلم النحو و الصرف، و البلاغة، و أصول الفقه، و الفرائض، و نحو ذلك من العلوم التي تضيع إذا لم يحفظ الطالب قواعدها الأساسية، و يتمرس عليها حتى يصبح فهمها و تطبيقها عنده مَلَكَةً. و سلوا عن هذا حفظة القرآن الكريم، و بخاصة أئمة المساجد، و سلوا كبار علماء الإسلام، الذين تضلعوا في العلوم الإسلامية.
و منها قراءة الفهم و الفقه-أي فقه معاني ما يقرأ-بحيث لا يمر القارئ بجملة أو فقرة دون أن يكون قد فهمها و فقه معناها، و هذه القراءة يحتاج إليها كل قارئ لكل علم من العلوم، سواء كانت شرعية أو لغوية، أو كونية، طبية، أو فلكية، أو جغرافية، أو رياضية...
و لا بد للقارئ هنا من توقف أمام بعض الجمل أو المصطلحات، توقفا يناسب سرعة الفهم أو بطأه، و قد يحتاج إلى تكرار القراءة حتى يفهمه فهما صحيحا، و قد يحتاج إلى وضع علامات تحت أو فوق بعض الجمل، و قد لا يتمكن القارئ من فهم المعنى –أحيانا- بنفسه، فيضطر إلى الاستفادة من أستاذه المتخصص في العلم.
و إذا تساهل القارئ في الفهم الصحيح لما يقرأ من هذا النوع، فقد يترتب على فهمه من السلبيات و من الأخطار ما يندم عليه، كأن يفهم النفي مما يجب أن يفهم منه الإثبات أو العكس، و ليتصور أنه فهم الإثبات في المنفي، أو النفي في المثبت في موضوع يتعلق بدواء مريض، ماذا سيحدث من جراء هذا الفهم؟ و هكذا في الأحكام الشرعية ....

و إن فهم جملة واحدة فهما صحيحا، قد يكون سببا لفهم باب كامل أو فصل أو موضوع، و عدم فهم جملة واجدة، قد يترتب عليه عكس ذلك.
و لهذا شرع الله تعالى لقارئ القرآن- مع ما في قراءته من حيث هي من الثواب العظيم- أن يتدبره ويفقه معناه، ليعمل به، وأنكر على من لم يتدبره، فقال تعالى: ((كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته و ليتذكر أولو الألباب)).ص:29.و قال تعالى: ((أفلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)).النساء 82. و قال تعالى: ((أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)). محمد: 24.
و إن الذي يطلع اليوم على كثير من طلاب المدارس و الجامعات، الذين لا يقرءون دروسهم قراءة متأنية، تجعلهم يفهمون تلك الدروس فهما متقنا، تبقى به معلوماتهم ثابتة، و إنما يقرءون قراءة الزاهدين في نفيس الوقت و جواهر العلم النافع، قراءة عابري سبيل، قصدهم من قراءتهم تقيأ ما علق بأذهانهم في أوراق الامتحان، للحصول على ورقة تسهل لهم العمل الوظيفي فحسب، إن الذي يطلع على من هذه حالهم، ليقتله الحزن على ضياع أجيال تكون نتائج قراءتهم هي تلك القراءة الخاسرة، التي يتخرجون بها أميين في ثقافتهم و في معرفة مصالحهم و مصالح أمتهم في الدنيا و الآخرة.

و إني لأعرف طلابا تخرجوا من كليات متخصصة، في علوم الشريعة، أو اللغة العربية، لا يجيد بعضهم قراءة كتاب الله، و إذا تكلم نصب الفاعل، و رفع المفعول، لأنه عندما قرأ قاعدة رفع الفاعل و نصب المفعول، لم يفهم حقيقة تلك القاعدة، و إن أجاب أستاذه يوم الامتحان إجابة نظرية صحيحة!

و أرى في كثير من مواقع الشبكة العالمية (الإنترنت) إقبالا شديدا على الموضوعات ذات الإثارة في عناوينها، و تفاعلا مع كتابها، موافقة أو مخالفة، و كثير من تلك الموضوعات غير ذات بال، و بجانبها موضوعات أخرى جادة ذات أهمية لحياة القارئ في دينه و دنياه، قليلة الإقبال من قراء المنتديات قراءة أو ردا، لأن هذه الموضوعات تحتاج إلى قراءة متأنية، و صبر على تفهمها و تعقلها، للخروج منها بفائدة، و الموضوعات الأخرى، لا تحتاج إلى جهد.

و في وجود هذه الشبكة فرصة ثمينة لكل قارئ وكاتب، ليكون معلما لغيره و متعلما من غيره، فهي جامعة عالمية، تربط بينك و بين غيرك من البشر في كل مكان في الأرض، و هم لا يدرون أين أنت؟ و أنت لا تدري أين هم؟

و كم كان الناس يتمنون أن يجدوا بعض الموضوعات ليستفيدوا منها، فلا يتمكنون من الحصول عليها، و هي اليوم في متناول اليد كتبها متخصصون، و هي جديدة طرية، تصل إليك بعد فراغ صاحبها من إرسالها بدقائق، تجدها بالبحث السريع عنها، و تستطيع قراءتها و طبعها، و حفظها، ألا تستحق أن تكون قراءتنا لها قراءة فهم و وعي؟

ولا مانع من قراءة التسلية المباحة، من مزاح لا كذب فيه، أو نكات مضحكة، أو ألغاز تشحذ العقول و تدعوها إلى التفكير، و لكن لا ينبغي أن تكون الأولوية و صرف الأوقات، لذلك، بل ينبغي أن تكون الأولية لما يكون الشخصية تكوينا إيمانيا و عباديا و أخلاقيا، و ثقافيا، و علميا، و ما عدا ذلك يكون تابعا.
و الخلاصة: أن القارئ ينبغي أن يختار ما يقرأ، و يعرف ما هو أولى من غيره، و أن تكون قراءته سريعة، فيما لا يحتاج إلى حفظ أو فهم عميق، و أن يهتم بالقراءة المتأنية فيما يحتاج إلى الحفظ أو الفهم العميق، مع الصبر على ذلك، فلا قراءة نافعة بغير صبر.
فليحرص كل منا على معرفة كيف يقرأ؟ لتكون قراءتنا نافعة مفيدة.

http://www.saaid.net/Doat/ahdal/4-3.htm

قراءة 2020 مرات آخر تعديل على الأحد, 12 تموز/يوليو 2015 09:26

أضف تعليق


كود امني
تحديث