قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 19 تشرين2/نوفمبر 2014 19:09

هل تقرأ؟ لماذا تقرأ؟ 3/4

كتبه  د . عبد الله قادري الأهدل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

و هذه هي الحلقة الثالثة:لماذا تقرأ؟
عرفنا فيما مضى أن الإنسان يتكون من جسم و عقل و روح أو قلب، و أنه ينبغي أن يهتم بذلك كله، فعليه أن يقرأ –بتوازن-ما يفيده في جسمه و عقله و روحه، و معنى هذا أنه يقرأ ليحفظ ما أنعم الله عليه به من جسم و روح وعقل.

و من هنا يعرف العاقل لماذا يقرأ؟
إن جسمه في حاجة إلى أن يعرف ما ينفعه و يحفظ صحته، من نظافة، و غذاء، و لباس، و غذاء-أكلا و شربا-و حركة، و راحة.
و إذا كان الإنسان يعرف –غالبا-ما يحتاج إليه جسمه من هذه الأمور، فإنه قد يجهل كثيرا منها، و يحتاج إلى من يرشده إلى معرفة ما يجهل، و القراءة إحدى وسائل الإرشاد.
و على سبيل المثال: يختلف الناس في الطعام الصالح لكل منهم، بحسب ما هم عليه من صحة و مرض، و المرضى يختلفون كذلك: فالطعام النافع لمريض، قد يكون ضارا لآخر.

و يختلف الناس في الحركة المفيدة و الحركة الضارة، فهذا يحتاج إلى بذل جهد كبير من الرياضة التي تجلب له الصحة و القوة، و تذهب عنه الأسقام و الأمراض، و ذاك يحتاج –للمحافظة على صحته-إلى جهد أقل، و آخر يحتاج إلى السكون و قلة الحركة أو عدمها.

و الذي يبين لكل إنسان ما ينفعه و ما يضره، هم المتخصصون، كل في مجاله، و قد ألفت في ذلك كتب، و كتبت أبحاث، و نشر الكثير منها في مواقع الشبكة العالمية (الإنترنت) ينبغي أن يهتم كل واحد بقراءة ما يفيده في محافظته على جسمه، لأن جسمه أمانة عنده لا ينبغي أن يفرط فيه. و قد ثبت عن الرسول صلى الله عليه و سلم، أنه قال:(إن لجسمك عليك حقا) قال: (احرص على ما ينفعك و استعن بالله)

و الأمور المتعلقة بالجسم يهتم بها غالب العقلاء، لأن دواعيها محسوسة، يشعر بها كل واحد، و يصعب صبره على ضررها.

فإذا شعر بالجوع طلب الطعام، و إذا شعر بالعطش طلب الماء، و إذا شعر بالمرض طلب الدواء، و إذا شعر بالحر طلب ما يقيه منه، من تبريد أو غطاء، أو ظل، و إذا شعر بالبرد، تعاطى طلب أسباب الدفء.

و لهذا تجده يتتبع ما يكتب عن الأمور التي يحتاج إليها، فيقرأها ليصل إلى ما يمكنه من تحقيق غرضه.

فكم ترى من مرضى السكر –مثلا- يتتبعون ما يكتب عنه، و عن أضراره، و الوقاية من مضاعفاته، و علاجه... و هكذا غيره من الأمراض، وقانا الله و جميع المسلمين شرها.

أقصد من هذا أن العناية بالجسم عند العقلاء، من الأمور التي تتوافر الدواعي و الأسباب إلى السعي إليها، و القراءة عنها أكثر من غيرها.

أما تغذية العقل بالأفكار و المعاني، فهي في المرتبة الثانية بعد الجسم، تجد غالب الناس لا يهتمون بها كما يهتمون بالعناية بأجسامهم، و لهذا تجد قراءتهم لهذا الغرض أقل من قراءتهم لما يتعلق بالجسم، لأن فائدة العناية بتغذية العقل ليست محسوسة، مثل فائدة العناية بالجسم، و في ذلك خسارة عظيمة.

و لهذا كثر في القرآن الكريم التنبيه على أهمية العقل، بلفظه أو معناه: مثل قوله تعالى: ((إن في خلق السموات و الأرض و اختلاف الليل و النهار و الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس و ما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها و بث فيها من كل دابة و تصريف الرياح و السحاب المسخر بين السماء و الأرض لآيات لقوم يعقلون)) البقرة: 164
و مثل قوله تعالى: ((إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون)) الأنفال: 22

و هما كما ترى نموذجان يتكرران في القرآن الكريم: ((يعقلون)) بالإثبات مدحا لذوي الاهتمام بعقولهم، و استعمالها فيما خلقت له، من التفكر في مصالح أهلها الدنيوية و الأخروية لتحصيلها، و في المفاسد التي تضرهم، لتجنبها.

و ((لا يعقلون)) بالنفي، ذما لمن لم يهتموا بعقولهم، فلم يستعملوها فيما خلقت له، فلم يسعوا في تحصيل مصالحهم الشاملة للحياتين، بل سعوا في جلب المفاسد المدمرة على أنفسهم و على غيرهم.

حتى إنك لترى من استعملوا عقولهم في الابتكارات العلمية الكونية المادية، و وسائل العيش ذات الرفاهية، كما هو حاصل في هذا العصر، و لكنهم أهملوا استعمال تلك العقول في إسعاد البشرية بتلك الابتكارات و تلك الوسائل، فدمر الأقوياء بها الضعفاء، و في الحروب المعاصرة على ذلك الدليل القاطع. 

و السبب في ذلك اهتمام تلك العقول بالأمور المادية و متع الحياة الدنيا، و غفلتها عن الحياة الدائمة السعيدة، حياة الآخرة التي تكون فيها السعادة المطلقة، أو الشقاء المطلق.
كما قال تعالى عن أمثال هؤلاء: ((وعد الله لا يخلف الله وعده و لكن أكثر الناس لا يعلمون. يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا و هم عن الآخرة هم غافلون)) الروم: 6-7

أما العناية بالقلب و تغذيته بالمعارف الربانية، و إضاءته بالأنوار الإيمانية، و إمداده بالشعائر العبادية، من الفرائض و النوافل المقربة إلى الله تعالى، فأهلها هم أقل الناس في هذه الحياة.
و ليسأل كل منا نفسه: ما نسبة قراءته لما يقوي إيمانه من قراءة القرآن و تدبره، ليعرف فيه صفات المؤمنين المفلحين، و صفات الكافرين و المنافقين الخاسرين، ليبحث عن نفسه بين هذه الأصناف الرئيسة ليعرف أين موقعه منها، و أي الصفات تغلب عليه، و هل يجاهد نفسه ليتصف بصفات المؤمنين، أو هو غافل عن ذلك، و فيه من صفات غير المؤمنين ما هو في أمس الحاجة إلى تغيير ما بنفسه حتى يغير الله ما به؟
و ليسأل كل منا نفسه: هل يكثر من قراءة الأذكار المطلقة و المقيدة التي تملأ قلبه إيمانا بالله و رسوله، و محبة لله و رسوله و عباده المؤمنين، و خوفا من الله و عقابه في الدنيا و الآخرة؟
هل اهتم كل منا بقراءة حقوق ربه، و حقوق نفسه، و حقوق أهله من أبوين و أولاد و أزواج، و جيران و زائرين، ليعطي كل ذي حق حقه؟
هل اهتم كل منا بقراء ما نناجي به ربنا في ظلمة الثلث الأخير من الليل، من تهجد و ذكر و ابتهال و تضرع إلى الله، طالبين مغفرته و عفوه و نصره لعباده المؤمنين المستضعفين في الأرض؟
هل اهتممنا بقراءة دعامة النصر و منطلق العزة بعد الإيمان: الجهاد في سبيل الله الذي أذلنا الله لأذل خلقه، بسبب غفلتنا عنه و عدم رفع رايته؟
هل اهتممنا بقراءة المصير بعد هذه الحياة: الموت الذي لا مفر لنا منه، و هو آت لا محالة في أي لحظة من لحظات أعمارنا؟ هل قرأنا عن ساعة الموت و نزع الروح و الفرق بين قبض أرواح المؤمنين و أرواح الكافرين؟
هل قرأنا عن أحوال أهل القبور، و أسئلة منكر و نكير، و نعيم القبر و عذابه؟
هل قرأنا عن البعث و النشور و الحشر و الحساب و الجزاء و الصراط و الجنة و النار، و عن الإعداد لكل ذلك؟
هل قرأنا صفات الجنة و أهلها، لنعمل الصالحات، رغبا فيما أعد الله فيها لعباده المؤمنين؟

هل قرأنا عن صفات النار و أهلها، لنترك السيئات، رهبا مما أعد الله فيها لأعدائه الكافرين، و عصاة المؤمنين؟
هل نتذكر و نحن نقرأ في حياتنا الدنيا اليوم الآخر الذي سنقرأ فيه كتابنا، عندما يقال ((اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا))؟
ألا نتذكر قراءة من يؤتى كتابه بيمينه، و من يؤتاه بشماله: ((يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية. فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه. إني ظننت أني ملاق حسابيه.فهو في عيشة راضية. في جنة عالية. قطوفها دانية. كلوا و اشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية. و أما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه...))
إن الذي نقرأه اليوم ونعمل به، سنؤتاه غدا و نحاسب عليه.
فليسأل كل من نفسه: لماذا أقرأ و ليجب بما يعرفه هو عما يقرأ. وفقنا الله جميعا لما يحبه و يرضاه.

http://www.saaid.net/Doat/ahdal/4-2.htm

قراءة 2242 مرات آخر تعديل على الأحد, 12 تموز/يوليو 2015 09:27

أضف تعليق


كود امني
تحديث