قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 29 كانون2/يناير 2015 07:20

الحوار الحضاري في التاريخ الأمريكي: هل انتقلت التنمية والحضارة والتقدم من المستعمِرين إلى السكان الأصليين؟ 2/2

كتبه  الأستاذ محمد شعبان صوان من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

و تعيش هذه المحميات على أموال المساعدات كدول العالم الثالث، و مثل هذه الدول أيضا لا يصل من المساعدات لمواطنيها إلا 12% [81]، و المهارة الوحيدة التي أخلص الرجل الأبيض في نقلها و أبدع في تعليمها للهندي هي القمار الذي تمنعه بعض الولايات الأمريكية و تنتقل ممارسته إلى المحميات الهندية كما انتقلت ممارسة القمار اليهودي، الممنوع في الكيان الصهيوني بسبب الحظر الديني السائد في دولة علمانية، إلى المحمية الفلسطينية في أريحا بعد اتفاق أوسلو، و بذلك تفوق التلميذ على أستاذه فأصبحت تلك المحميات الهندية تدر ثلث مجموع أرباح القمار الأمريكي كله حسب إحصاء سنة 2009، و لكن مثل أموال كل مؤسسات العولمة لم تؤد هذه الأموال إلى رفع شأن الهندي العادي و المجتمعات الهندية الفقيرة عموما.

و في الوقت الذي يستخرج فيه نصف اليورانيوم الأمريكي من محميات الهنود فإن 80% من النشاط النووي الذي تقوم به الولايات المتحدة يقع في أراضي الهنود أو قريبا منها، و كما يحدث مع العالم الثالث، تقوم الحكومة الأمريكية بإغراء السكان الأصليين بالمال لدفن المخلفات المشعة و السامة في أراضيهم، و قد تسرب التلوث إلى المياه و التربة والغذاء ثم إلى أجسام السكان الأصليين أنفسهم في بعض المناطق[82].

هذا النمط من التبادل الحضاري الأعرج الذي يستثني الغير من المزايا و يصب عليه المساوئ، كان هو النمط السائد في علاقة السكان الأصليين بالمهاجرين الأوروبيين منذ وطئت أقدامهم هذه القارة الجديدة عليهم، فقد تميزت هذه العلاقة باستئثار الجانب الأوروبي ثم الأمريكي بالمحاسن في نفس الوقت الذي صب فيه المساوئ على الجانب الهندي الضعيف، و إذا كان هذا هو السائد اليوم بعد انقضاء عصر المقاومة الهندية المسلحة و زوال الخطر الهندي على الاستيطان الأمريكي، فمن باب أولى أن يسود ذلك أيضا في عصر الصراع الدامي على الأرض حين كان الطرف الهندي مازال قويا بعض الشيء و يهدد المستعمرين بمقاومته و لهذا فإن حرمانه من المزايا الحضارية كان أكثر إلحاحا و أهمية للجانب الأمريكي.

●إمكانات التغير في أوضاع السكان الأصليين في الولايات المتحدة و علاقتها بسبب الصراع

أقر الرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي بثقل الماضي و وطأته في تعطيل الجهود لتحسين ظروف الحاضر و المستقبل فيما يتعلق بالسياسة القومية تجاه معاملة السكان الأصليين وفقا لعلاقتهم الخاصة بالحكومة الاتحادية[83]، و لقد حسب أحد المؤرخين المدة اللازمة لعودة أملاك الهنود التي ضمنتها المعاهدات لهم كما كانت سنة 1887 ، و ذلك قبل أن تسلب هذه البقية الباقية لتوزع منها حصص على الأسر الهندية تحت شعار تمدين الهنود و تعليمهم الاستقرار و الملكية الفردية وفقا لقانون دوز، و تذهب بقية الأرض إلى المستوطنين الطامعين، و كان الهنود حينئذ يمتلكون فيه 7% من مجموع الأرض الأمريكية التي كانت كلها يوما لهم، فوجد هذا المؤرخ أنه وفقا"للتقدم"الذي حصل منذ التراجع عن القانون السابق سنة 1934 إلى بداية القرن الحالي فإن الأمر يتطلب ستمائة سنة للعودة إلى ما كان قائما سنة 1887[84]، مع أن هذا الوضع بدوره كان نتيجة قرون من سفك الدماء و النهب و السلب و انتهاك الحقوق و المعاهدات، و مع ذلك فإن "التقدم" من سيء إلى أسوأ جعله حلما بعيد المنال، و  من أمثلة القضايا التي رافقتها أجواء إعلامية احتفالية كبرى توقيع الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر سنة 1980 على قانون بمنح إحدى القبائل الهندية مالا يكفي لشراء 2% فقط من أراض واسعة طالبت بها في ولاية مين، و قد حدث هذا "الإنجاز" بعدما قضى الرئيس وقتا في معالجة القضية أكثر مما قضاه أي رئيس أمريكي في قضايا الهنود منذ بداية القرن العشرين[85]، و مازالت الولايات المتحدة تحجم عن اتخاذ حتى خطوات رمزية لصالح السكان الأصليين مثل تقديم اعتذار أدبي[86] و ذلك رغم زوال خطرهم منذ زمن بعيد و استحواذ الرجل الأبيض على معظم بلادهم و ثرواتهم و حصول كثير من الضحايا و الأقليات على اعتذارات مماثلة في أنحاء العالم.

●و لكن لماذا مازال الهندي يؤلف مشكلة للمجتمع الأمريكي؟

و قد وصف أحد المحللين "المسألة الهندية" في المجتمع الأمريكي بأنها إصرار الهندي على أن يتمسك بهويته و ان يكون مختلفا في مجتمع يدعي تقديم فرص للجميع و لكن ما يعرضه في الحقيقة هو التماثل بينهم و هو ما لا يلائم مجموعة تصر على أن تختار(على أرضها) ما يلائمها و ترفض ما يفرضه الآخر عليها و هو ما يراه الهنود في المقابل"المسألة البيضاء"[87]، و هذا حق تراه بلا ريب مستمد من جذورها في هذه الأرض و كون أفرادها أصحابها الشرعيين و تظل متميزة عن المجتمع المحيط حتى و هو يتحول إلى أغلبية من الأقليات التي تنظر للمسألة الهندية من زاوية تختلف عن نظرة السكان الأصليين رغم كونهم أقلية بدورهم، كما أن النهوض بوضع الهنود يتضمن إدانة الماضي الذي سحقهم، و هذا الماضي الذي يتضمن الآباء الحجاج ثم المؤسسين و الثورة الأمريكية و الدستور و القدر الجلي و الحرب الأهلية كله مقدس و في نفس الوقت كله دنس بالنسبة للهنود لأن أي تقدم للمستوطن الأوروبي كان يعني تراجع الساكن الأصلي، و لكنه في نفس الوقت ماض تقوم عليه شرعية الحاضر بما فيها من أساطير الاستثنائية و الحرية و الإنسانية و الديمقراطية و الخيرية، و لهذا أصبح تقديم الاعتذار للهندي فضلاً عن تحسين وضعه الاجتماعي باهظ الكلفة من الناحية النفسية أكثر منه من الناحية المادية و يتطلب إعادة صياغة هذا المجتمع الظالم من أسسه.

●مدى أهمية أي تغير مستقبلي

و بغض النظر عن بؤس الواقع الحالي للسكان الأصليين، و عن آفاق التحسن في هذا الواقع، فإن الثابت و المؤكد أن الهندي الأصلي ظل طوال عهد الطمع الأبيض بأرضه و ثرواتها، و مقاومته هذا التمدد، محل عداء للمجتمع الأمريكي الذي يخفف قيوده و كراهيته إلى حد ما كلما قل ما في يد الهندي و قلت خطورته على ما في يد الأمريكي، حتى إذا استجدت الأطماع نتيجة كشف ثروة جديدة أو مطالبة الهندي بحق قديم، عادت الكراهية من جديد و عاد العداء إلى سيرته الأولى[88]، مما يؤكد أن الهندي الصالح اليوم هو الهندي المعدم الذي لا يملك ما يُطمع به، بعدما كان الهندي الصالح في عهد المواجهات المسلحة هو الهندي الميت الذي لا يقاوم الطمع في ممتلكاته و حقوقه، و هذا الوضع التاريخي الذي يصر الهندي اليوم على تصحيحه كما مر، هو الذي يضعه في تناقض مع حال اليهودي مثلا الذي يناظره عددا و يناقضه وضعا، و حتى لو تم دمج السكان الأصليين في المجتمع الأمريكي فيما بعد فأصبحوا جزءا منه و ممثلا له، و هو أمر لا يبدو احتمالا قائما في المستقبل القريب و لا حتى البعيد في ظل ما سبق، فإن هذا لن يكون تراجعا عن شرور الماضي و لا عن الاستعداد لتكرار المظالم لو استجدت مصالح في أية بقعة من العالم، بل حتى لدى الهندي نفسه كما أثبتت بعض الانتكاسات الرجعية منذ القرن العشرين، و ليس من الفضائل أن يقلع المرء عن الخطايا بعد زوال منافعها، و ذلك لأن المصالح البشرية تتجدد ما دام الإنسان حيا، و عودة المصلحة تعني العودة للخطيئة.

●محددات التغير في السياسات الظالمة

و كل ما سبق يؤكد أن مسيرة التقدم في العلاقة بين الأمريكي (الذي يمثل الحضارة الغربية)و الهندي (الذي يمثل أي آخر موضع طمع ) محكومة بدرجة المنفعة و القدرة على تحقيقها، و ليس بتطور المفاهيم و تقدم الأفكار،  فنحن لا نحاكم الشخصيات الرمزية في التاريخ الأمريكي و المتهمة بارتكاب المظالم، وفقا لمفاهيم زمنية لاحقة، بل إذا نظرنا إليها وفقا لمفاهيم عصرها بل وفقا لاعترافاتها الذاتية فإن الهوة بين القول و الفعل واسعة و عميقة جدا، ليس بسبب القيود الفكرية للعصور التي عاشت فيها و قصرت مفاهيمها كما قومها من جاء في القرن العشرين، بل بسبب المصالح و الأطماع التي اقتضت ارتكاب الظلم و استمراره و منعت اتخاذ إجراءات عادلة و القضاء على الإساءات التي كان من الممكن وقفها كما أثبتت الحرب الأهلية الأمريكية و الحرب الباردة و لكن ذلك لم يحدث إلا عندما تقضي المصالح و الأطماع الجديدة و ليس مجرد الإحساس بالخطيئة و الندم عليها.

●صراعات من أجل المصالح المادية و ليس اختلافات فكرية بين الأزمنة

و من هنا فإن المظالم التي ارتكبتها الولايات المتحدة و رموزها ضد الهنود الأصليين و الأفارقة المستعبدين لم تكن مجرد التزام بمفاهيم عصر متخلف عما بعده و يسير قدما نحو الأفضل، بل كانت نفاقا اجتماعيا و ظلما مؤسسيا عبر عن الهوة الكبيرة بين القول و الفعل نتيجة غلبة المصالح و الأطماع المادية، و اعترافات رجال ذلك العصر تثبت أنهم كانوا يرون ظلما ما نراه نحن اليوم ظلما، و لكن لم يكن يجرؤ على رفض هذا الظلم إلا من تحررت مصالحه من المواجهة مع الهنود، كسكان الساحل الشرقي في القرن التاسع عشر و الذين ازدهرت بينهم المواقف الإنسانية تجاه الهنود بعدما تم تطهير المنطقة كلها منهم و لم يعد السكان الأصليون يؤلفون أي خطر على سكانها الذين أصبحوا يعيبون العنف الجاري بعيدا في الغرب ضد الهنود[89]، في الوقت الذي كان فيه سكان الغرب يتبنون الحل الإبادي لأنهم منهمكين في صراع لا يهدأ مع السكان الأصليين[90]، و كانوا يعيبون بدورهم على أهل الساحل الشرقي صحوة ضميرهم المتأخرة بعد فوات الأوان و رفضهم اليوم ما فعله أجدادهم بالأمس[91]، أي أن الاختلاف بل التناقض الفكري كان بين الأماكن المختلفة حسب توزع المصالح بينها و ليس بين الأزمنة المتعاقبة حسب تطور الأفكار، و كان من الممكن وضع حد لهذه المظالم كما أثبتت الحرب الأهلية التي أثبتت أيضا أن المصالح هي التي تحرك القدرة على التغيير، و أوضح دليل على ذلك أن الشمال حرر العبيد لأن ذلك يدعم حربه على الجنوب و في نفس الوقت قام نفس الرجال الذين حاربوا لأجل حرية الرقيق بالقضاء على حرية و حياة الأمم الهندية التي كانت تقف في وجه التوسع الأمريكي في الغرب القاري، و تبدو المفارقة الواضحة بين مختلف الآثار الإنسانية في السياسة الأمريكية فيما حدث لكل من العبيد و السكان الأصليين في نفس الفترة في ظل المشاعر الإنسانية، ففي الوقت الذي صدر إعلان تحرير العبيد بتشجيع من الإنسانيين الذين حفزتهم رواية كوخ العم توم، أدت المشاعر الإنسانية تجاه الهنود و التي حفزتها كتابات أديبة إنسانية أخرى منها رواية رامونا طمحت كاتبتها إلى أن تجلب للهندي ما جلبته كوخ العم توم للعبد الإفريقي من تعاطف، و لكن المفارقة أنها أدت إلى تطبيق سياسة"تمدينية" جسدها قانون دوز (1887) الذي شرّع سلب ثلثي ما بقي من أراض قليلة للهنود بعد معاهدات و اتفاقات رسمية أقرت بقاء هذه الأراضي لهم بعد قرون من التوسع الأوروبي و الأمريكي و القتل و انتهاك الحقوق، و هذا توضيح لا لبس فيه عن عبثية العوامل الإنسانية في ظل المصالح و المطامع في المجتمعات الرأسمالية.

كما أثبتت تجارب أمم أخرى أكثر "تخلفا" من الولايات المتحدة و عاصرت حروب الهنود في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وجود خيارات أخرى غير الحل الإبادي الذي تبنته أمريكا، و من ذلك تجربة توطين العشائر البدوية في الدولة العثمانية كما شرحت ذلك في دراسة أخرى سابقة (آثار التغريب الاجتماعي على المجتمع الإسلامي).

و الجدير بالملاحظة أن صحوة الضمير في المجتمع الأمريكي عامة لم تحدث كما يقول أحد المؤرخين إلا "بعد زمن طويل من زوال الخطر الهندي تماما"[92]، و ذلك بهزيمة المقاومة المسلحة و سلب ممتلكات الهنود، و لكن ما يكشف زيف الشعور بالذنب و أن الظلم لم يكن نتيجة القيود الفكرية للعصور الماضية، أنه كلما ظهرت دواعي الصراع مجددا على أي حق من حقوق الهنود عادت المشاعر السلبية القديمة و عاد العنف مرة أخرى[93]، و برز إلى العلن السؤال الاستنكاري التهكمي الذي لا يدل على الندم على مظالم الماضي فيقول: "هل نحن بصدد إعادة أمريكا إلى الهنود ثانية؟"[94].

لقد تبنى المهاجرون الأوروبيون و الأمريكيون سياسة التوسع منذ البداية، و كان هذا هو الذي فرض عليهم اتباع سياسات خاصة، و هو الذي فرض السياسات اللازمة لتحقيق هذا الهدف حتى في رأي من اعتقد أن سكان الحدود هم الذين منعوا تطبيق سياسات متنورة وجدت عند السياسيين في واشنطن[95]، فقمع السكان الأصليين كان متضمنا في استمرار هدف التوسع[96] و سلب أراضيهم و هو أمر لن يقفوا منه موقف المتفرجين، فكان رد فعل الحكومة الاستيطانية "الصالحة"هو ما أوضحه أحد الجنرالات الأمريكيين لمواطنين مكسيكيين أثناء الحرب الأمريكية المكسيكية (1846-1848) عند حديثه عن عجز الحكومة المكسيكية عن الدفاع عنهم ضد هجمات الهنود:"إن حكومتي ستصحح كل ذلك، ستصد الهنود و تحمي أرواحكم و ممتلكاتكم"[97]، و هذا كان هو معيار صلاح الحكومة الاستيطانية التي عليها إثبات جدارتها بواسطته و تتنافس مع غيرها من الحكومات المشابهة في تحقيقه حتى على لسان شخص ذي تجربة كما وصف ذلك الجنرال في التاريخ، فكيف هو الحال مع عامة الناس؟[98]، و من هذه الحرب و غيرها من الحروب التي قامت بين البيض أنفسهم كالثورة الأمريكية و الحرب الأهلية يتبين أن الأمريكيين تصدوا لجميع من وقفوا ضد توسعهم، سواء كانوا من السكان الأصليين أم البريطانيين أم المكسيكيين أم الجنوبيين، و لهذا قال أحد المؤرخين إن العنصرية لا تصلح لتفسير التاريخ الأمريكي كله-و إن استفاد الأمريكيون منها في تبرير توسعهم على حساب الهنود- لأن حروبه طالت البيض كما طالت غيرهم، و قد كان المحرك للأمريكيين هو الحرية و البحث عن الفرص (و لو على حساب الآخرين) و الانتقام من مقاومة الهنود[99]، و هي صورة طريفة للحرية التي تبنى بإبادة الآخرين تماما كما دافع الجنوب عن"حريته" باستعباد الأفارقة، كما أنها صورة طريفة لعذر (هو العنصرية) يماثل الذنب (و هو التوسع) قبحا و مرارة.

لقد كان هذا الصراع على الأرض هو الأرضية الخصبة التي نمت فيها الصورة الاستئصالية(المقابلة للاستشراق في الشرق العربي الإسلامي) و التي صورت السكان الأصليين بصورة تبرر حربهم و القضاء عليهم و استئصالهم وسلبهم كما كان الاستشراق الذي اخترعه الغرب يبرر إخضاع الشرق و حكمه و الهيمنة عليه للاستيلاء على المصالح الغربية فيه.

و بهذا نرى أن علاقة الغرب بالآخرين، و نحن من ضمنهم، ليست محكومة بتطور المفاهيم و تقدم الأفكار نحو الإنسانية و العقلانية كما يظن أنصار التغريب الذين يتهمون غيرهم باستعجال الجنة الآتية من الغرب، بل بنوعية المصالح و قدرة الغرب على فرضها على غيره، و قد أقر الرئيس كينيدي بأهمية القوة في معادلة الصراع فقال:"عندما كان الهنود يتحكمون بميزان القوى، كان المستوطنون الأوروبيون مجبرين على أخذ وجهة نظرهم في الحسبان، فكانوا يتعاملون معهم بالمعاهدات و الأدوات الأخرى...وعندما فقد الهنود قوتهم، وُضعوا في محميات كانت غالبا أراض غريبة عنهم، و صرفت بقية الأمة اهتمامها عنهم إلى قضايا أخرى"[100]، و من هنا فإن استعادة حقوقنا ليست مرهونة بعطف يستجد علينا في الغرب بل بقدرتنا على تحقيق مصالحنا في وقت مازالت فيه المصالح الغربية ثابتة في بلادنا و إن كان كثير من حملة الشعارات المثالية في الغرب يعارضونها، و هذه معارضة خيالية لن يلبث نفس دعاتها أن يتخلون عنها عندما يوضعون في موضع المسئولية المسئولة عن تحقيق المصالح لا تطبيق المبادئ.

●الاستنتاجات

۞أهمية التجربة الهندية مع التاريخ الأمريكي خاصة و مجمل التاريخ الاستعماري عامة: تاريخ سكان أمريكا الأصليين هو النموذج الأولي الذي سارت على منواله بقية تجارب الشعوب الملونة مع التاريخ الاستعماري الأبيض، و إذا كان الاستعمار لم يقم بإبادات جماعية بعد ذلك عدا ما فعله الإنجليز في أستراليا، فإننا نجد السياسات الاستعمارية و آثارها قد نسجت على منوال ما حدث في أمريكا من رق وتجارة حرة واستيطان ونهب موارد وتشجيع رذائل ودعم استبداديات ونشر أمراض وعرقلة تطور و تحطيم مجتمعات و غير ذلك مما جرى على الأرض الأمريكية منذ البداية بطريقة جعلت تاريخ الهنود هو الفضيحة التي لا يستطيع الأمريكي مداراتها بسبب حجم الكارثة التي لا تغطيها محاولة التخفيف من وقعها بالمقارنة بجرائم الدكتاتوريات و السوفييت كما هي عادة كتاب اليمين حين تذكر جرائم الديمقراطيات في العالم، كما لا يمكن مداراة الكارثة الهندية بأي شعارات اعتاد الاستعمار التحجج بها في بقية جرائمه العالمية كنشر الحضارة و الديمقراطية و المسيحية و غير ذلك من الأكاذيب لأن النتيجة النهائية لهذه الكارثة هي الإبادة الأوضح من الشمس في رابعة النهار و لم يحصل الهندي على أي تحضر أو تقدم أو ازدهار، كما تفضح التجربة الهندية تنصل الاستعمار من الإقرار بما جناه من فوائد من المستعمرات، فهل يمكن القول أيضاً إن الاستعمار الأمريكي لم يستفد من أرض الهنود التي قامت عليها الولايات المتحدة و كندا و بقية الدول الأمريكية؟ و هل يمكن القول إن الهندي جنى أية فائدة غير الإبادة مقابل ما خسره من وجود و مجتمع و طريقة معيشة و مصادر رزق بل و حياة ذاتها؟ و من يصدق أية شعارات بعد ذلك فهو مستعد لتصديق الاستعمار ضد نفسه كمن يمدح المعتدين على ذاته و من يقومون بسرقته.

و لأن الأمريكيين يقفون مجردين أمام حكم التاريخ في هذه التجربة المأساوية فإنهم و من يتبعهم يفضلون عدم ذكرها عند مناقشة سلبيات التاريخ الأمريكي التي يمكنهم أن يتجاوزوها جميعاً بالشعوذة الفكرية إلا المأساة الهندية التي يحاولون تخفيف وقعها بتقليل عدد السكان الأصليين الذين كانوا يسكنون القارة قبل كولمبس و من ثم يكون حجم ضحايا الهجمة الأوروبية أقل ما يمكن، و هي حجة ترتد على صاحبها بعيب أكبر من الإبادة الكبرى لأنها تعني أن سيول ملايين الأوروبيين لم تتحمل نزراً يسيراً من السكان الأصليين فأبادتهم وسط شعارات الإنسانية و التسامح و الديمقراطية و العقلانية و العلم و الحرية و هو ما يعني تكذيباً عاماً لكل هذه الشعارات التي قامت على ادعائها الحضارة الغربية برمتها.

۞توزيع المحاسن و المساوئ في الحوار الحضاري: الحضارة الغربية حضارة حصرية غير مستعدة لدمج الآخرين فيها رغم حديثها المستمر و الممل عن ضرورة قبولهم، و من أقوى الأدلة على ذلك استثناء السكان الأصليين من جنة بوتقة الصهر الأمريكية التي تذوب فيها كل الفروق بين البشر و مع ذلك تضيق بقلة من أصحاب البلاد الشرعيين الذين سارت العلاقة التاريخية الحضارية بهم في اتجاه واحد، فحصد المهاجرون البيض كل المزايا و كانت المساوئ من نصيب الهنود، فقد أعطوا محاسنهم للوافدين الجدد الذين لم يكتفوا باستغلال هذه المحاسن لأنفسهم و تدميرها عند أصحابها بل قاموا أيضا بحرمان الهنود من محاسن الحضارة الأوروبية رغم توق كثير منهم للدخول في جنتها، و لو حصل الهندي على مزية من الوافد بطريقة غير مقصودة فإن هذا الوافد سرعان ما سيدمر ما أشادته هذه المزية في حياة الهندي عندما يقترب من حدوده، كما قام الأوروبيون بتشجيع مساوئ الهنود و الاستفادة منها و بتصدير المساوئ الأوروبية إليهم أيضا، و بهذا حرم الهنود من جميع المحاسن و استنفدتهم المساوئ في الوقت الذي استفاد الأوروبيون من كل ما تصوروه حسنا سواء عندهم أم عند سكان البلاد حتى أنهم تجرءوا على حرمان الهندي مما كانوا هم يستفيدون منه من مزايا الهنود الذين أصبحوا محرومين من حقهم في ذواتهم المباحة للغير.

۞الكيان الصهيوني نموذج مصغر للتجربة الأمريكية: و إن تجربة الكيان الصهيوني الذي يلخص مجموع التجربة الأمريكية تؤكد هذا الاستنتاج حيث يحرم العربي الفلسطيني من جنة أرض الميعاد التي تستقبل الوافدين من أقاصي الأرض إلا أنها تضيق بصاحب الحق في الأرض، كما أن العجز الذي ينتاب "المجتمع الدولي" في مواجهة الانتهاكات الصهيونية لحقوق شعب فلسطين مقابل الشدة في مواجهة أية مقاومة فلسطينية يؤكد أن السلطة في الحضارة الغربية تمثل دائرة مواطنيها و غير معنية بضم الآخرين إليها أو معاملتهم على قدم المساواة و هو أمر يعيد إلى الأذهان عجز السلطات الأوروبية و الأمريكية في القارة الأمريكية أمام انتهاكات مستوطنيها لحقوق الهنود الذين ادعى البيض أنهم يسعون لدمجهم في حضارتهم، و هذا يؤكد أن الحصرية في الحضارة الغربية غير مرتبطة بقلة الإمكانات لاستيعاب الآخرين و لكنها مرتبطة بجدول المصالح الحصرية غير القابلة للتعميم كما تتصورها النخبة المستفيدة في هذا المجمع الحضاري.

۞مصير الانحياز للحضارة الغربية: و لم يكن نصيب الذين انحازوا إلى حضارة الرجل الأبيض أفضل من مصير من قاومها و وقف ضد أطماعها، فقد سلبت أرض المقاوم و انتهى إلى الفقر و الطرد أيضا من تعاون مع البيض ببيع أرضه أو بالقتال إلى جانبهم، و هذا ما حدث مع بلادنا حين انحاز العرب إلى جانب الحلفاء في الحرب الكبرى الأولى (1916)فكان مصيرهم فقدان حريتهم ، و تقسيم بلادهم، و احتلال أرضهم، لأن المصالح الغربية اقتضت ذلك بغض النظر عن المواقف الذاتية، و لهذا علينا التيقن بأن قبولنا بخطة تقسيم فلسطين (1947) لم تكن لتدرأ عنا النكبة لأن خطط الأعداء لم تكن رهينة مواقفنا أو ردود أفعال عليها، و في الحرب الأولى أيضا كان مصير الدولة العثمانية التي كانت تهمتها هي التحالف مع الألمان أسوأ من مصير ألمانيا ذاتها في تكرار لتجارب الهنود التي كان المهزوم منهم يعاني أكثر من حليفه الأبيض (الفرنسي أو البريطاني أو الأمريكي الكنفدرالي) .

۞أين نحن من التجربة الغربية عموما و الأمريكية خصوصا؟: ينادي أنصار التغريب بأن علينا أن نقتبس التجربة الغربية التي قامت بإنجازات أوصلت-على سبيل المثال-شخصا من أصل إفريقي إلى منصب الرئاسة الأمريكية، و الحقيقة أن هذه المباهاة فيها كثير من التجاوز على حقوق ملايين البشر التي سحقتها و مازالت تسحقها حتى اليوم الولايات المتحدة و أتباعها، و ليس من الإنصاف أن يحمل الضحايا ثمن فاتورة تطور صنعه المجتمع الغربي لداخله في الوقت الذي مازال الخارج ينتظر منذ بداية عصر الكشوف الجغرافية و الاستعمار و الإمبريالية دون تقدم يذكر إلا بعد فوات الأوان دائما، و ليس من العقل أن يطالب الطريد بالإعجاب بما صنعه المغتصب على أرضه المسروقة من إنجازات يتمتع بها وحده دون صاحب الأرض الشرعي، و إذا تململ و رفض و قاوم فإنه يتهم بالعجلة[101] لأن الخير في طريقه إليه و الشمس ستشرق من الغرب بعد انتظار دام أعمارا كثيرة و استهلك طاقات كثيرة و أصبح تكرارا مملا لتجارب متغربين أصروا بعناد دائم على الانحياز للغالب الغربي لتحقيق شيء من الازدهار في ظله من داخل منظومة الهيمنة الغربية، في تجارب انتهت جميعها بفشل ذريع دل على أن مكان "الآخر" في هذه التجربة هو المكان الذي ترسمه المصالح المادية التي تفرضها مبادئ المنفعة التنافسية الاستئثارية و إرادة فرض الهيمنة الحضارية الغربية و تجسد النموذج البدئي لهذه المكانة في التجربة التي خاضها و مازال يخوضها الهندي الأصلي بإقصائه و استبعاده منذ البداية إلى اليوم داخل القارة الأمريكية و الذي تكرر مثاله في تنويعات على اللحن الأصلي و التي سمع فيها نغمة هذا اللحن بوضوح في أماكن متفرقة و عديدة في العالم تصر على الدفاع عن حقوقها المادية و هويتها الحضارية المختلفة عن الغرب و بخاصة في عالم العروبة و الإسلام حيث تحكم المصالح الغربية و الأطماع المتجددة دائما و الخلافات الحضارية مسار علاقتنا بالغرب أكثر من انتخاب مسرحي لإفريقي تشرب مبادئ العولمة و أصبح جزءا من المنظومة الرأسمالية -كما يجسدها أشد أنصارها حماسا- أكثر من تمثيله مصالح الفقراء و المعدمين و المستضعفين الذين لم يغير من منظومة ظلمهم شيئا، و أقول إن انتخابه مسرحي لأن أصداءه الإعلامية كانت أكبر من إنجازاته الحقيقية.

و على كل حال فإذا كان للغرب من حق في أن يأخذ-وفقا لوعود الانتظار-وقتا كافيا-قد يصل قرونا طويلة كما مر و إن لم يكن هنالك ضمانات لنهاية المسار- لاستيعاب الغير و دمجه في منظومته الحضارية كما يعدُنا المتفائلون بلا سبب، فإن على أنصار التغريب هؤلاء ألا يبخلوا على أممهم بأن تأخذ فرصتها الكاملة للتطور وفق مساراتها الذاتية دون أن يقوم قُطاع الطرق من الغرب بفرض مسارهم الذاتي لتحقيق مصالح حصرية لا تشمل الضحايا في نفس الوقت الذي يدعي فيه هؤلاء الغربيون أنهم يفعلون ذلك لصالح الإنسانية كلها و لا يمكننا فهم ذلك إلا إذا كانوا يقصدون بالإنسانية أنفسهم وحدها و هو ما ثبت بالفعل من تحليل الخطاب الحضاري الغربي التاريخي الذي أراد فرض التماثل داخليا و التبعية خارجيا رغم كل الأحاديث عن التنوع و القبول.

۞هل يمكننا الفصل بين الفكر الغربي التنويري و السلوك الغربي الاستعماري؟

يصر بعض المثقفين على "التمييز بين إشعاعات المنهج الليبرالي التنويرية، و السياسة الليبرالية المتمثلة بالوجه الإمبريالي لاستعمار دول العالم الثالث"[102]، و إذا كان هذا الرأي مردودا عليه بالوقائع التاريخية كما سيأتي، فإن الأعجب منه أن يتعلق أصحابه بالتجربة الماركسية التي ورثت المنهج الليبرالي دون السياسة الإمبريالية و"مثلت أفضل و أقسى نقد للغرب الاستعماري"[103]، دون الالتفات إلى أن التجربة الماركسية دخلت في طورين أيدت في أولاهما السياسة الاستعمارية بصفتها عامل تحديث للمجتمعات المستعمَرة و ذلك على ألسنة المؤسسيْن كارل ماركس و فردريك إنجلز اللذين مدحا الاستعمار البريطاني، و أنصار كومونة باريس(1871) الذين أيدوا سياسة الاستعمار الفرنسي في الجزائر، و الأممية الثانية التي ناصرت الإمبرياليات في الحرب الكبرى الأولى (1914-1918)، ثم دخل الطور الثاني الذي قاده البلاشفة في روسيا مؤسسين تجربة تفوقت على تجاربنا في البناء و لكن ثمنها الدموي كان باهظا جدا مما أدى إلى سقوطها لصالح السياسة الليبرالية الاستعمارية التي خرج السوفييت عليها ثم تعايشوا معها ثم سقطوا بسببها، فلم تعد بذلك تجربتهم بديلا حقيقيا لها.

و يرد الدكتور عبد الوهاب المسيري على المقولة السابقة عن فصل المنهج الليبرالي التنويري عن السياسة الليبرالية الاستعمارية بالقول إنه "لا يمكن دراسة تاريخ الديمقراطية في الغرب و تاريخ المجتمع المدني دون دراسة المشروع الإمبريالي، فديمقراطية إنجلترا تستند إلى حقيقة أن هذا البلد حقق الأمن الاجتماعي في الداخل، عن طريق تصدير كل مشكلاته إلى الشرق، و ما الصهيونية سوى تصدير المسألة اليهودية إلى الوطن العربي"، مستدلا على ذلك بإحصائيتين تبين أولاهما أن ما نهبته إنجلترا من الهند يفوق كل ما أنتجته في ثورتها الصناعية، فضلا عن المنهوبات من بقية المستعمرات التي لا تغيب عنها الشمس، و تبين الإحصائية الثانية أن القفزة الهائلة التي حققتها الرأسمالية الأمريكية في منتصف القرن التاسع عشر استندت إلى محصول القطن الرخيص الذي كان ينتجه العبيد الأفارقة الذين سُرقوا من بلادهم و سيقوا للعمل تحت أقسى أنواع الظروف و دون حد الكفاف، و يستنتج قائلا "إن الإمبريالية ليست غزوة استعمارية و لا مجرد انحراف عن مسار الغرب، و إنما هي من صميم هذه الحضارة"[104].

أما عن الذين يريدون سلوك السبيل الغربي بحلوه و مره، فلم يعد أمامهم بلاد يستعمرونها و يستغلونها في وجود الغرب القوي الذي يحرس مصالحه و يبعد عنها أي متطفل سواه في كل أنحاء العالم، مع أن هذا الاستغلال هو الذي منح المجتمعات الغربية فرصة الأمان الاجتماعي الذي بني عليه بقية الطقم الحضاري الترفي من حرية و ديمقراطية و لهذا ساد التيار الإمبريالي داخل هذه البلاد حيث أمّن لها رغد العيش و هو ما كانت بقية التيارات المثالية و الإنسانية المعادية للاستعمار تعجز عن تحقيقه و لهذا ظلت أصواتا في البرية تزين حديقة"التعددية" و"حرية الرأي" و"قبول الآخر" داخل تلك الحضارة و لكن دون أثر عملي لاسيما أثناء احتدام المواجهات مع الضحايا، ثم يُرجع إلى تراثها بعد فوات الأوان للاستفادة منه(أليست حضارة المنفعة؟!) في إثبات حماية التعددية و الحرية داخل تلك المجتمعات حتى في أحلك لحظات الأزمات(!)

۞العلمانية لم تلغ تعصب الماضي بل وضعته على أسس جديدة أكثر رسوخا: و لا يفوت المتابع هذا التناقض الظاهري بين شعارات الحضارة الغربية عن التسامح و الإنسانية و الديمقراطية و الحرية و العقلانية و العلم مع السلوك الاستعماري و ما نتج عنه من رق و تمييز و نهب و استبداد و إبادة و تدمير، و لكن يزول العجب عندما يطلع المؤرخ على تطور تلك الشعارات البراقة و تطبيقها على الأرض و المراد منها و أن ذلك محصور في الداخل الغربي بصفته وسيلة لتحقيق السلام الداخلي في مجتمع النخبة بعد تجارب دموية مُرة نقلت الصراع إلى الخارج و على حسابه، و لم يكن تناقض الغرب الديمقراطي مع الغرب الديكتاتوري في النصف الأول من القرن العشرين و حربيه الكبريين بسبب الممارسات الدموية للنازية و الفاشية في حد ذاتها بل بسبب ممارستها ضد المجتمعات البيضاء[105]، ذلك أن كل هذه الممارسات أوقعها البيض الديمقراطيون بالمجتمعات الملونة دون أي اعتراض مبدئي على ذلك من جهة المرجعيات الفكرية و الحضارية في زمن الأنوار، و ذلك لسبب بسيط و هو أنها كانت تعتقد أن الغربيين وحدهم هم البشر[106]، و من ثم فهم المقصودون بشعارات التنوير.

و السبب في هذا القبول العام لاضطهاد الملونين و ممارسة التمييز ضدهم و الذي انتقل اليوم من التمييز الفردي في السابق إلى التمييز بين مجتمعات شمال و جنوب على مستوى أوسع من الماضي أو مشابه لزمن الكشوف و الاستعمار، أن الحضارة الغربية في مرحلتها العلمانية لم تتخل عن تحيزات القرون الوسطى المسيحية التي كانت تنظر إلى الآخرين الكفار المستباحين بصورة رسمتها و عبرت عنها الحروب الصليبية، و ما فعلته العلمانية هو المحافظة على موضوعات الاستعمار و الاستيطان و الإخضاع و"إصلاح" شئون الآخرين في قانونها الدولي، و منحها أسساً عقلانية و طبيعية بدلاً من الدينية المستمدة من الكتاب المقدس، أو بالتزاوج معها، فكان ذلك ترسيخ للعدوانية بعدما فقد الدين بريقه في المجتمعات الغربية و تضعضعت أسس التصديق به و تعرض لكثير من التشكيك العقلي، و كانت فكرة القانون الطبيعي المسيحية هي الجسر المؤدي إلى علوم قانونية معلمنة[107]، و هو ما استمر تبنيه في ذروة عصر الاستعمار و مازال سارياً إلى اليوم.

۞هل تصلح رموز الولايات المتحدة لنا؟: بناء على ما سبق فإننا لا نجد في الشخصيات التي بنت الولايات المتحدة ما يصلح لأن يكون أمثلة يقتدي بها الضحايا، لاسيما أهل الشرق العربي الإسلامي، فهؤلاء الرموز إن كانوا قد أنجزوا تقدما لأمتهم فهم غير صالحين لضحاياها، و ليس هذا بسبب جرائم الماضي التي ارتكبت ضد السكان الأصليين رغم فداحتها، و لا بسبب الجرائم التي ارتكبت ضد بلادنا لاسيما ضد الولايات العثمانية في شمال إفريقيا، و لا بسبب الميول الصهيونية لعدد من زعماء أمريكا الأوائل، و كلها كبائر يحلو لأنصار التغريب و حزب التبرير أن يحصروها في دائرة زمنية محددة لن يلبث التقدم أن يمحوها، و لكن استمرار العدوان إلى اليوم بعد قرون طويلة لم تغيره يؤكد أن القضية ليست عداوة محلية تجاوزها الزمن، و لا مجرد انحراف سياسي ارتكبه حاكم أهوج، و لا فكرا عتيقا ما لبث التطور الفكري أن محا أثره، بل القضية جزء من نظرة الحضارة الغربية الثابتة إلى الآخر و التي تدعمها المصالح المادية و الاختلافات الحضارية التي تعجز المثاليات عن التأثير العملي فيها.

و في هذا السياق يعزو الدكتور حسن الضيقة سقوط عالمية التجربة السياسية الغربية إلى"سقوط الأساس العقائدي و الفلسفي للتجربة الغربية المعاصرة" ...."التي لم تعمل على إعادة إنتاج العالم غير الأوروبي على صورتها و مثالها، بل حولته إلى مادة أولية عمياء تخدم مؤسسات الأنوار الأوروبية مستخدمة في ذلك كل ما توفر لديها من أدوات قهر مادي و معنوي"[108]، و مازالت هذه الازدواجية قائمة إلى يومنا هذا، و لهذا مازال "المجتمع الدولي" و"القانون الدولي" لا يمثلان في الحقيقة إلا أمم الغرب فتقع حقوقنا ضحية لحصرية تمثيلهما للدائرة الغربية وحدها و حرصهما على حقوق النخبة الغربية وحدها، و يتمكن المستوطن الصهيوني المنتمي للعالم الغربي من فرض انتهاكاته علينا مسلحا بعجز المجتمع و القانون الدوليين بل بتأييدهما كما كان المستوطن الأوروبي يفرض انتهاكاته على الهندي مسلحا بعجز بل تأييد السياسة و القانون اللذين لا يمثلان الهندي و لا يشملانه بالرعاية، و لهذا أيضا مازال مشاة البحرية الأمريكية يتغنون بعدوانهم على طرابلس الغرب الذي وقع قبل أكثر من مائتي سنة و يؤرخ بأنه"الحرب الأمريكية الأولى على الإرهاب"[109] التي قادها أبو الاستقلال الأمريكي الرئيس توماس جيفرسون، و مازالت الأحلام و النزعات الصهيونية التي عبر عنها عدد كبير من الرموز الأمريكية كبنيامين فرانكلين و الرؤساء توماس جيفرسون و جون آدامز و أندرو جاكسون و أبراهام لنكولن تكون زاوية مهمة من السياسة الأمريكية منذ عهد الرئيس "المثالي" وودرو ويلسون الذي استثنى شعوبنا من جنة تقرير المصير و صادق على وعد بلفور و عبد الطريق لمن أتى بعده من البراغماتيين الذين لا يتحلون بملائكيته، و هذا ليس حكما يتجاوز طبيعتهم البشرية و كونهم أبناء أزمنتهم كما يصور المبهورون بهم، بل هو وضع لكل منا في مكانه كما كان بالأمس و مازال إلى اليوم و سيظل إلى غد.

●الخلاصة

تاريخ المأساة الهندية في أمريكا هي النسخة الأصلية التي سارت على منوالها جميع تجارب السكان الأصليين في العالم مع الاستعمار و تأكد منذ البداية إلى اليوم أن عملية استيعاب الآخر داخل الحضارة الغربية ليست متوقفة على قدرة الغرب على الدمج رغم إمكاناته الواسعة، بل هي محكومة بعاملين مهمين يكملان بعضهما البعض:المصالح المادية و الاختلافات الحضارية، و لهذا نرى أن بلدا كبيرا و واسعا و مرحبا بهجرة أعداد كبيرة إليه سنويا مازال إلى اليوم يضيق بسكانه الأصليين رغم قلة عددهم و زوال خطرهم، و ما سرى عليهم يسرى على غيرهم من الأمم التي تتعارض مصالح الغرب مع مصالحها و تصر على هويتها الحضارية المختلفة عن الهوية الغربية، كما أن الحصرية الغربية غير مرتبطة بموقف الآخرين منها سواء كانوا مؤيدين أم معارضين، و في الوقت الذي كان الأمريكيون فيه يقاتلون من يقاومهم من السكان الأصليين، كانوا في أحسن الحوال لا يقدمون شيئاً لدعم الحزب "التقدمي" الهندي الذي آمن بالحضارة الأمريكية و استعد للسير على خطاها، و في أسوأ الأحوال يقاتل الأمريكيون هذا الحزب و يبيدونه كما يفعلون مع من يقاومهم تماماً، و ذلك لأن حضارة الغرب تمثل دائرتها الخاصة و غير مستعدة لدمج الآخرين في جنتها و لا يهمها سوى تحقيق المصالح البيضاء و لو على حساب الآخرين و دمائهم و وجودهم، و من هنا نبعت ازدواجية مواقفها من أتباعها و الآخرين، و هذه الصورة ما زالت حية منذ زمن طويل لم يؤثر فيها تطور فكري أو تقدم معنوي لا صلة له بالمصالح المادية، و هو درس مازال التغريب في بلادنا عاجزاً عن استيعابه و يصر على أن الارتباط بالمصالح الغربية سيحقق لنا التقدم و الازدهار و هو ما تؤكد عكسه جميع السوابق التاريخية التي توضح أن أنصار الغرب لم يكونوا سوى أدوات لتحقيق مصالحه و لو كانت ضد مصالح أممهم بل مؤدية لاستغلالها و سحق إنجازاتها، و لو كانت أيضاً هذه المصالح الغربية التي يخدمونها ضد مصالحهم الذاتية إذ سيتخلى أسيادهم عنهم في أية لحظة تتطلب المصالح الجديدة ذلك.

●الهوامش


[1] - Jack Utter, American Indians: Answers to Today's Questions, University of Oklahoma Press, Norman, 2001, pp. 48-49.

[2] - Wiley Sword, President Washington's Indian War: The Struggle for the Old Northwest 1790-1795, University of Oklahoma Press, Norman, p.27.

[3] - Colin G. Calloway, The American Revolution in Indian Country, Cambridge University Press, 1995, p. 18.

[4] - Russell Thornton, American Indian Holocaust and Survival: A Population History Since 1492, University of Oklahoma Press, Norman, 1990, p. 176.

[5] - Wilbur R. Jacob, Dispossessing the American Indian: Indians and Whites on the Colonial Frontier, University of Oklahoma Press, Norman, 1985, p. 160.

[6] - Arnold Marquis, A Guide to America's Indians, University of Oklahoma Press, Norman, 1987, p. 22.

[7] -نفس المرجع، ص21.

[8] -نفس المرجع، ص22.

[9] -Wilbur R. Jacob, pp. 163-164.

[10] -Russell Thornton, p. 47.

[11] -Armstrong Starkey, European and Native American Warfare, 1675-1815, University of Oklahoma Press, Norman, pp. viii, back cover.

[12] - John D. McDermott, A Guide to the Indian Wars of the West, University of Nebraska Press, Lincoln, 1998, p. 33.

[13] - Francis Jennings, The Invasion of America: Indians, Colonialism, and the Cant of Conquest, Norton, New York, 1976, p. 166.

[14] -Jack Utter, p. xxxiii.

[15] - Wilbur R. Jacob, p. 168-170.

[16] - Jack Utter, p. 435.

[17] - William Bright, Native American Placenames of the United States, University of Oklahoma Press, Norman, 2007.

[18] -Arnold Marquis, p. 22.

[19] -Jack Utter, p. 111.

[20] - Arnold Marquis, p. 22.

[21] - Jack Utter, 144.

[22] - Wilbur R. Jacob, pp. 158-168.

[23] - Arnold Marquis, p. 22.

[24] -نفس المرجع، ص23.

[25] - Donald L. Fixico, The Invasion of Indian Country in the Twentieth Century: American Capitalism and Tribal Natural Resources, University of Nebraska Press, Lincoln, 1998, p. 145.

[26] -Russell Thornton, pp. 45, 47, 64, 72, 78.

[27] - Paul Kelton, Epidemics & Enslavement: Biological Catastrophe in the Native Southeast 1492-1715, University of Nebraska Press, Lincoln, 2007, pp. 222-223.

[28] -نفس المرجع، ص36.

[29] -نفس المرجع، ص99.

[30] - كارلهاينتس دشنر، المولوخ: إله الشر-تاريخ الولايات المتحدة، دار قدمس للنشر و التوزيع، دمشق،2003، ص57.

[31] - Russell Thornton, pp. 82, 100-101.

[32] -عن آثار الخمر على المجتمعات الهندية يمكن الرجوع إلى هذه المراجع:

-Russell Thornton, pp. 54, 66, 132.

-Wilbur R. Jacob, pp. 33, 39.

-Paul Kelton, p. 207.

-Colin G. Calloway, pp. 13-14.

-Clark Wissler, Indians of the United States, Anchor Books, New York, 1989, pp. 292-297.

[33] -Francis Paul Prucha, The Great Father: The United States Government and the American Indians, University of Nebraska Press, Lincoln, 1995, pp. 20, 26, 30, 94-102,

[34] -نفس المرجع، ص313.

[35] -Wilbur R. Jacob, p. 38.

[36] -Clark Wissler, p. 293.

[37] - Wilbur R. Jacob, p. 38.

[38] - Clark Wissler, p. 294.

[39] - Francis Paul Prucha, p. 312.

[40] -Clark Wissler, p. 294.

[41] -Francis Paul Prucha, pp. 654-655.

[42] -Clark Wissler, p. 324.

[43] - Jon Manchip White, Everyday Life of the North American Indians, Dorset Press, New York, 1979, p. 245.

[44] -Clark Wissler, p. 289.

[45] -نفس المرجع، ص287.

[46] -Russell Thornton, p. 48.

[47] - Richard Drinnon, Facing West: The Metaphysics of Indian-Hating & Empire-Building, University of Oklahoma Press, Norman, 1997, p. 43.

[48] -Raymond William Stedman, Shadows of the Indian: Stereotypes in American Culture, University of Oklahoma press, Norman, 1982, p. 255.

-Colin G. Calloway, p. 49.

مقارنة بالدخل السنوي للفرد من الطبقة الوسطى في:

-جون ستيل جوردون، إمبراطورية الثروة:التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الأمريكية، سلسلة عالمة المعرفة(357)، المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب، الكويت، نوفمبر 2008، ج1ص169.

[49] -William Brandon, Indians, American Heritage, New York, 1985, p. 328.

-Frederick E. Hoxie (ed), Encyclopedia of North American Indians, Houghton Mifflin Company, Boston, 1996, p. 572.

[50] -دي براون ، تاريخ الهنود الحمر، دار الحوار، اللاذقية، 1982 ، ترجمة: توفيق الأسدي، ص 24-25.

[51] -Paul Kelton, pp. xviii, 128, 213, 214, 221-224.

-Alan Gallay, The Indian Slave Trade: The Rise of the English Empire in the American South 1670-1717, Yale University Press, New Haven, 2002, p. 354.

[52] -Paul Kelton, pp. 111, 127-133.

[53] - Stuart Banner, How the Indians Lost Their Land: Law and Power on the Frontier, The Belknap Press of Harvard University Press, London, 2005, pp. 53-54, 63-64,67, 69, 96-99.

[54] -كارلهاينتس دشنر، ص57.

[55] -Wilbur R. Jacob, pp. 33-34.

[56] -Paul Kelton, p. 103-104.

[57] -نفس المرجع، ص34.

[58] -Clark Wissler, p. 293.

[59] -Stuart Banner, p. 71.

[60] -Paul Kelton, p. 207.

[61] -نفس المرجع، ص101.

[62] -جون ستيل جوردون، ص19.

[63] -Mark Diedrich, Sitting Bull: The Collected Speeches, Coyote Books, Rochester, MN, 1998, p. 160.

[64] - Reginald Horsman, Expansion and American Indian Policy 1783-1812, University of Oklahoma Press, Norman, 1992, p. 107.

[65] -Stuart Banner, p. 82.

[66] -منير العكش، 2009، ص143-144.

[67] -Collin G. Calloway, p. 14.

[68] -Robert A. Williams, The American Indian in Western Legal Thought: The Discourses of Conquest, Oxford University Press, 1992, pp. 198-199.

[69] -منير العكش، 2009، ص138 و143.

[70] -Reginald Horsman, pp. 104, 118.

-Paula Mitchell Marks, In A Barren Land: American Indian Dispossession and Survival, William Morrow and Company, Inc, New York, 1998, p. 255.

[71] -Donald J. Berthrong, The Cheyenne and Arapaho Ordeal: Reservation and Agency Life in the Indian Territory, 1875-1907, University of Oklahoma Press, Norman, 1992.

[72] -David J. Wishert, An Unspeakable Sadness: The Dispossession of the Nebraska Indians, University of Nebraska Press, Lincoln, 1994.

[73] - Paula Mitchell Marks, In A Barren Land: American Indian Dispossession and Survival, William Morrow and Company, Inc, New York, 1998.

[74] -Clark Wissler, pp. 311, 318.

[75] -David Wallace Adams, Education for Extinction: American Indians and the Boarding School Experience, University Press of Kansas, Lawrence, 1997.

[76] -Ward Churchill, Kill the Indian save the man: The Genocidal Impact of American Indian Residential Schools, City Light Publishers, San Francisco, 2004.

[77] -Donald L. Fixico, p. 151.

[78] -Clark Wissler, p. 318.

[79] -Jack Utter, p. 17.

[80] - Francis Paul Prucha, p. 549.

-Russell Thornton, pp. 48-49.

[81] - Jack Utter, p. 236.

[82] -معلومات وأرقام واقتباسات هذا القسم مستقاة من المواقع التالية ما لم يذكر خلاف ذلك:

- http://www.nrcprograms.org/site/PageServer?pagename=naa_livingconditions

- http://www.cbn.com/cbnnews/337439.aspx

- http://en.wikibooks.org/wiki/American_Indians_Today/Current_problems

- http://www.guardian.co.uk/world/2012/apr/22/un-investigate-us-native-americans

- http://www.franz-marc-gymnasium.de/mobil/englisch/englisch11/seiten/na_nativea.htm

- http://planetearthandhumanity.blogspot.com/2012/05/who-is-1-in-gambling.html

[83] -Jack Utter, p. xxxiii.

[84] - نفس المرجع، ص217-218.

[85] - Clifford E. Trafzer (ed), American Indians American Presidents: A History, Smithsonian, New York, 2009, p. 196.

[86] - http://en.wikibooks.org/wiki/American_Indians_Today/Current_problems

[87] - Jack Utter, p. 48.

[88] - Wilbur R. Jacob, p. 150.

[89] - والتر أ. مكدوجال، أرض الميعاد والدولة الصليبية: أمريكا في مواجهة العالم منذ 1776، دار الشروق، القاهرة، 2001، ترجمة: رضا هلال، ص135.

[90] -Robert M. Utley, The Indian Frontier of the American West 1846-1890, University of New Mexico Press, Albuquerque, 2002, p. 102.

[91] -William w. Savage, JR (ed), Indian Life: Transforming an American Myth, University of Oklahoma Press, Norman, 1977, p. 90.

[92] - Jon Manchip White, p. 241.

[93] - Francis Paul Prucha, p. 1185.

[94] - Alvin M. Josephy, JR, Now That the Buffalo's Gone: A Study of Today's American Indians, University of Oklahoma Press, Norman, 1989, p. 209.

[95] - Richard Drinnon, p. 108.

[96] -Robert M. Utley, p. 31.

[97] -نفس المرجع، ص31.

[98] -نفس المرجع، ص31-32.

[99] -والتر أ. مكدوجال، ص134-135.

[100] -Jack Utter, p. xxxiii.

[101] -توماس جيفرسون، الديمقراطية الثورية: كيف بنيت أميركا-جمهورية الحرية، دار الساقي، بيروت-لندن، 2011، ترجمة: منيرة سليمان و وليد الحمامصي، ص13 (من مقدمة بقلم حازم صاغية: الراهنية العربية لتوماس جيفرسون).

[102] -د.نديم نجدي، أثر الاستشراق في الفكر العربي المعاصر عند إدوارد سعيد-حسن حنفي-عبد الله العروي، دار الفارابي، بيروت،2005، ص417.

[103] -نفس المرجع، ص217-218.

[104] -عبد الوهاب المسيري، 2005، ص446-448.

[105] -مارك فرو، الاستعمار: الكتاب الأسود (1600-2000 م )، شركة قدمس للنشر و التوزيع، بيروت، 2007، ترجمة: محمد صبح، ص 17.

[106] -الدكتور حسين مؤنس، الحضارة، سلسلة عالم المعرفة (1)، المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب، الكويت، يناير 1978، ص 341.

[107] -Robert A. Williams, pp. 194-199.

[108] -د. حسن الضيقة، الآخر في منظور الفكر الغربي الحديث، دار الفكر اللبناني، بيروت، 1994، ص100 و151.

[109] -Joseph Wheelan, Jefferson's War: American First War on Terror 1801-1805, Carroll & Graf Publishers, New York, 2003.

قراءة 2102 مرات آخر تعديل على الأحد, 12 تموز/يوليو 2015 15:38

أضف تعليق


كود امني
تحديث