قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 12 آذار/مارس 2015 12:31

حرية الشرق في مفهوم الغرب 1/ 2

كتبه  الأستاذ محمد شعبان صوان من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

●تحرير البلاد من أهلها والأملاك من أصحابها

كان شعار الحرية أو التحرير هو التبرير الذي قدمه الغرب دائما كلما أراد العدوان على الشرق منذ الحملة الفرنسية على مصر، فمن تحرير المصريين من استبداد المماليك إلى تحرير سوريا من نير محمد علي باشا إلى تحرير المنطقة من تجارة الرقيق و القضاء على القرصنة في خليج البصرة و ساحل شمال إفريقيا إلى تحرير العرب من استبداد الأتراك إلى تحريرهم من استبداد حكامهم الذين لا يروقون للغرب إلى تحرير الكويت، و يدلنا تاريخ الفكر الصهيوني عن معنى هذا التحرير الذي كان الغرب يقصد جلبه للشرق و أنه ليس سوى تحرير البلاد من أهلها ليكون الغربيون أحراراً في استغلالها استغلالاً يختلف حسب اختلاف المصالح سواء بسلب الأرض أو نهب الثروات أو استغلال المواقع، و أن التحرير الحديث لا يختلف عما فعله الفرنجة الصليبيون الذين"حرروا القبر المقدس" ليستولوا بهذا الشعار على بلادنا، و تقدم الصهيونية حالة نموذجية للاستغلال الذي مارسه الغرب في عموم بلادنا بأشكال متباينة تحت ذريعة التحرير، يقول الدكتور بشارة خضر في كتابه أوروبا و فلسطين من الحروب الصليبية حتى اليوم:"عادت فكرة الحرب الصليبية من جديد في بعض الحلقات الأدبية و السياسية مع توطيد الوجود الأوروبي في الشرق بعد حرب القرم (1853-1856) ، إما مباشرة لحساب المسيحيين أو بصورة غير مباشرة لحساب اليهود"، و من أمثلة ذلك رواية دانيال دوروندا (1876) لجورج إليوت و التي يكرس فيها البطل حياته لإعادة تكوين المركز القومي اليهودي، و هي رواية معروفة في الأوساط الأدبية، و في نفس السنة نشر إدوارد هور كتابا عنوانه "روما، تركيا و القدس"، "أطلق فيه العنان لكرهه للمسلمين، مؤكدا أن دمار المسلمين هو أمل اليهود، و أن فلسطين ستتحرر من النير العثماني و ستناط بمالكيها الشرعيين، المتحدرين من إبراهيم"، و كتب جيمس نيل الذي عاش في فلسطين في سبعينيات القرن التاسع عشر في الموضوع نفسه[1].

و على الجانب الأمريكي من المحيط الأطلسي كانت نسبة كبيرة من أمريكيي القرن التاسع عشر تؤمن بأن قيام دولة يهودية في فلسطين شرط لازم لعودة المسيح و حلول العصر الألفي السعيد، و أن القضاء على الدولة العثمانية شرط لعودة اليهود إلى فلسطين، و من ثم فإن القضاء على كيان المسلمين شرط "لتنوير العالم و تحريره"، و قد دعت الشاعرة اليهودية إيما لازاروس التي كتبت الشعر المدون على تمثال الحرية إلى"عودة" اليهود إلى فلسطين (1881) و ذلك بتكوين "وطن لمن لا وطن لهم، و هدف للحائرين، و ملجأ للمضطهدين، و دولة لعديمي الهوية" في ذلك القطر العربي، تماماً كما ارتبط تكوين الملجأ الأمريكي لمضطهدي و حائري أوروبا بإبادة شعوب القارة الأمريكية، و هو ارتباط وثيق بين "الحرية" المزعومة و الاضطهاد الحقيقي ، و كانت لازاروس "من أشد مؤيدي الاستعمار التنويري، و كانت تتطلع إلى اليوم المنتظر الذي تغزو فيه أوروبا الشرق الأوسط، فتزيح بذلك عن الولايات المتحدة عبء تحرير الأرض المقدسة"، و شاطرها إيمانها في نفس الفترة القس الإنجيلي دي ويت تالماج الذي زار فلسطين سنة 1889 "و بداخله كراهية للعنة الأمم، هذا العجوز قديم الأزل، أي الإمبراطورية العثمانية، و كان يكن أيضا كراهية للإسلام الذي ندد به بصفته غير أخلاقي بالنسبة للحضارة الغربية" كما يقول المؤرخ الأمريكي الصهيوني مايكل أورين[2]،و يضيف قائلاً إن تالماج "كان مهتماً بصورة أساسية بالتحرر" و إن"مفهومه للدولة اليهودية كان شبيهاً بمفهوم إيما لازاروس" و لكنه اختلف معها فيمن سيقوم بمهمة "التحرير"، "ففي حين افترضت الشاعرة أن أوروبا ستخلص فلسطين من العثمانيين، آمن القس بأن أمريكا يجب أن تقود العالم في استخلاص الأرض المقدسة من براثن الإسلام"[3]، و بهذا يكون مفهوم تحرير فلسطين لدى الغرب يعني تخليصها من العرب الفلسطينيين في الوقت الذي يعني تحريرها لدينا أن نخلصها من الصهاينة، و هذا التناقض الذي ينطبق على حرية فلسطين ينطبق أيضا على حرية بقية أقطار الشرق العربي الإسلامي بمشرقه و مغربه حيث يجب أن تسود الرؤى و المصالح الغربية المختلفة و المتفاوتة، فكيف يمكن أن يتفق الطرفان العربي و الغربي على مفهوم هدف الحرية؟

●"الحقوق"الاستعمارية لا تقتصر على فلسطين

و ليس من الغريب أن يتحدث الغربيون عن الشرق بصفته ملكاً من أملاكهم كما لاحظ ذلك حليفهم الملك فيصل الأول ابن الحسين و هو يصارع للحصول على استقلال سوريا التي اتفق الحلفاء فيما بينهم على كونها من نصيب فرنسا في اتفاقية سايكس بيكو"التي عالجت شئون البلاد كأنها ملك خاص أو سلعة من السلع" كما قال فيصل -عندما كان مايزال أميراً- في ندائه للمجلس الأعلى لمؤتمر الصلح في باريس سنة 1919 [4]، و يخطئ من يظن أن نظرية "الحقوق" الغربية في بلاد الشرق تقتصر على أطماع الصهيونية في فلسطين، إذ عندما غزت فرنسا بلاد الشام بعد الحرب الكبرى الأولى (1914-1918) كانت تستند إلى "حقوقها" التاريخية في هذا البلد فضلاً عن مصالحها التجارية و الاستعمارية، و كانت تحاجج بريطانيا، المترددة بين وعودها المتناقضة لكل من العرب و اليهود و الفرنسيين، بالمطالبة بهذه الحقوق التي تعود جذورها إلى حروب الفرنجة الصليبية[5]، و التي لا تقتصر على ما شاع في الفترة الاستعمارية من استخدام شعار "الرسالة الحضارية" الفرنسي و شعار "عبء الرجل الأبيض" البريطاني اللذين يؤهلان المتحضر و يعطيانه حقاً في إخضاع من هم أقل حضارة منه للأخذ بأيديهم نظرياً نحو المدنية و الحياة العصرية، و عملياً لأخذ ما في أيديهم كما صرح بذلك شعار "القدر الجلي" الأمريكي في نفس الفترة بلا مواربة :

●"القدر الجلي" جعل الإبادة شرطاً للحرية و استبق أحداث القرن العشرين في الشرق بتمثيلها بدقة في القرن التاسع عشر في الغرب

"إن الثروات القابعة منذ دهور طويلة تحت القمم المكللة بالثلج لجبالنا، قد وضعتها العناية الإلهية لمكافأة الأرواح الجريئة التي يتجلى قدرها في تكوين طليعة الحضارة، على الهنود أن يتنحوا أو أن تقهرهم موجة الهجرة المتقدمة و المتزايدة باستمرار، إن مصير السكان الأصليين مكتوب بأحرف شديدة الوضوح، إن الحاكم الغامض الذي حكم بسقوط روما حكم أيضا بالفناء على رجال أمريكا الحمر"[6]، و رغم هذه اللغة الإبادية فإن موسوعة الغرب الأمريكي تشير إلى أن أكثر مؤيدي" المصير الجلي" حماساً و احتقاراً لحقوق الآخرين -من منظور الأجيال اللاحقة-"اعتقدوا أنهم كانوا يتصرفون بشكل مثالي و أن ما كان مفيداً للأمريكيين كان مفيداً للجنس البشري عموما"[7]، و مازالت نفس التبريرات القديمة حية إلى هذا اليوم عند قطاع أمريكي عريض يرى في"عصر النور و الحرية و الديمقراطية" أن إبادة السكان الأصليين في أمريكا عمل "مبرر" نال العالم منه "ثقافة الحرية التي أعطت الكرامة و السيادة للإنسانية"، و يذهب التطرف المتغطرس مدى بعيداً حينما يرى أحد الكتاب المشهورين -هو كريستوفر هيتشنز الذي احتفى به يوما المفكر الفلسطيني الأمريكي الراحل إدوارد سعيد و شاركه التأليف في نقد الصهيونية (كتاب لوم الضحايا) قبل أن ينقلب من اليسار إلى اليمين و يحتفي به المحافظون الجدد- أن "من لا يحتفل بإبادة سكان أمريكا الأصليين إنسان يكره إنسانيته، إنه مخبل، جاهل، بليد، أما الذين ينظرون إلى الإبادة نظرة نقدية فهم رجعيون متخلفون لأن التاريخ لا يصنع إلا بمثل هذه الفظاعات، و لهذا فإن التذمر من ذلك لا معنى له لأنه كالتذمر من تحول في المناخ....ثم إن هذه الإبادة تستأهل التمجيد و الافتخار لأنها كانت سبباً في تحسين الوضع الإنساني"[8]، و هي صورة دالة عن مدى"التقدم" الذي حصل في الفكر الأمريكي منذ زمن الإبادة نهديها لمثقفينا المولعين بتقليد سادتهم الغربيين و الذين يذرفون الدموع على أطلال المحرقة النازية و يقبلون بتميز الدم اليهودي عن دماء بقية البشر أملاً بالحصول على التعاطف الغربي مع المأساة الفلسطينية أو بمجرد الرضا الغربي و يبالغون في استجداء الغرب بالحفر في أحافير التاريخ العربي و الإسلامي لوصمه و إدانته إثباتاً لإنسانيتهم المزعومة، كما أنها صورة نموذجية لطريقة انقلاب المفاهيم في مراكز القوة المادية حيث تتحول الجريمة إلى فضيلة، و هي دليل جديد في موضوعنا و هو طريقة تحول مفهوم الحرية إلى عملية استعباد تحث عليها المصالح المادية.

و مفهوم القدر الجلي الذي تطور منذ سنة 1840 عن مفاهيم التوسع الامبراطورية السابقة في التاريخ كان "نسخة أكبر و أكثر تطرفاً من ادعاء البيوريتان (المتطهرين) بأن الرب منحهم حقاً في أرض الميعاد الجديدة (أمريكا)"، و كما طبقه الأمريكيون على بلاد الهنود الحمر ليستولوا عليها، ساق المبشرون نسخة معدلة منه ليطبقوها في نفس الفترة على الشرق العثماني مستهدفين جذب الأرواح و الأذهان قبل أن تتطور مصالحهم المادية، مستهزئين بالإسلام بصفته "ديناً رجعياً مضللاً"، و رافضين"كل صور المسيحية الشرقية بصفتها متخلفة و عفا عليها الزمن"، عاملين على"إعادة" اليهود إلى فلسطين "عودة لم تكن لتفيد اليهود وحدهم، بل الإنسانية جمعاء"، و قد عينت الحكومة الأمريكية وكلاء قنصليين في ست مدن فلسطينية "مما جعله أكبر تمثيل لبلد غربي في المنطقة" و استخدم المبشرون في بلادنا نفس أساليب غطرسة القوة المستخدمة مع الهنود الحمر في أمريكا، و كانت دوافع الإرساليات الأمريكية في الشرق متطابقة مع دوافع عموم الأمريكيين الذين عدوا أنفسهم منفذي القدر الجلي و حملة ثمار عصر النهضة و الثورة الصناعية و حاملي لواء الديمقراطية [9]، تماماً كما يحدث اليوم عندما تغير قدرنا الجلي بتطور المصالح الأمريكية في بلادنا التي لم يكن المبشرون الأوائل الطيبون فيها سوى طليعة الاستعمار القادم في إثرهم.

●بعذر أو دون عذر، بلادنا من حقوق الغرب

و بالعودة إلى فرنسا فإنه رغم بعد الشقة بينها و بين سوريا لم يكن هناك بعد الحرب الكبرى الأولى ما يمنع من اختلاق ارتباطات تاريخية واهية تذكرنا بارتباطات الصهاينة التي لم يكن الدافع إلى تحقيقها غير المصالح الاستعمارية تماماً كما في الحالة الفرنسية و في حالة "الحقوق" التاريخية الإيطالية في ليبيا و التي تعود إلى أيام الإمبراطورية الرومانية، و لكن في أماكن أخرى كالجزائر مثلاً لم يمنع افتقاد هذه الأبعاد التاريخية، و التي سيجري اختلاقها في زمن قادم بروية من أحافير الوندال، و السلتيين[10]، من اختلاق حجج فورية عند اللزوم و إن كانت أوهى من بيت العنكبوت كضربة من مروحة الداي حسين باشا (1827) و التي ألحقت إهانة لا تغتفر بالشرف الفرنسي[11]، فرد الفرنسيون على ضربة الريش هذه بحرب صليبية ضروس ضمت الجزائر إلى البر الفرنسي أكثر من 130 عاماً، و قد ضمت فرنسا الجزائر الأرض دون الجزائر الشعب الذي لم ينله من الضم سوى المعاناة التي حصدت مليوناً و نصف المليون شهيد و ظل مستثنى من الدخول في الجنة التي صنعها المستعمِرون لأنفسهم على أرضه ليتمتع بها الأوروبي وحده، حتى لو لم يكن فرنسياً[12]، دون صاحب الأرض، في مثال صارخ للرغبة في تحرير الأرض من سكانها لصالح الأغراب عنها و هو ما لم تستطع محاولات الترقيع الإنسانية التخفيف من غلوائه حتى و لو بضم أعداد رمزية من الجزائريين إلى المواطنة الفرنسية مقابل تأبيد الاحتلال الفرنسي كما جاء في قانون بلوم فيوليت زمن حكم الجبهة الشعبية اليساري (1936-1937)[13].

قراءة 1860 مرات آخر تعديل على الأحد, 12 تموز/يوليو 2015 15:27

أضف تعليق


كود امني
تحديث