قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 18 حزيران/يونيو 2015 09:48

إنجازات الدولة العثمانية بصفتها آخر نسخ الخلافة الإسلامية 2 / 2

كتبه  الأستاذ محمد شعبان صوان من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

●استرضاء الغرب بالتخلي عن مشروع الخلافة سيكرر خطيئة القومية العربية التي عجزت عن تحقيق مشروعها الوحدوي

و بعد هذا الاستعراض السريع و المختصر لبعض منجزات الخلافة الإسلامية يتبين لنا أنه ليس من الإنصاف قط أن نقفز على كل ما سبق في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لمثل هذه الإنجازات بعدما أذاقتنا الدولة القُطرية الانقسام و الذل و الهوان و الفقر أو البطر مع توفر الإمكانات بيدها، و ليس من مستلزمات النهوض أن تنقلب الأحزاب الإسلامية على تراثها فتتمسك بالتجزئة و تكرسها و تقوم بطمأنة الأعداء على وجودها و سلوكها، و كأن هذا الواقع الفاسد الذي تثبته ليس هو سبب مصيبتنا و تطلعنا المستمر لتغييره أو حتى إصلاحه، فما هي قيمة شعار الإسلام هو الحل إذا جاء مكرساً المشكلة؟ و ما الفرق بينهم و بين غرمائهم ممن بشر و نادى بشعارات كالوحدة العربية مثلاً و لكنه لم يحققها حتى عندما حكم الحزب الواحد قطرين متجاورين و كان ذلك من مآخذ هذه الأحزاب الإسلامية على القوميين؟

●أنصار التغريب الذين عارضوا أتاتورك و أنصفوا دور الخلافة

و كما تنقل الدكتورة ماجدة مخلوف فقد تنبه بعض المثقفين الأتراك ممن كانوا يتفقون مع أتاتورك في التوجه الفكري الغربي إلى أهمية الخلافة فعارضوا إلغاءها رغم مجاهرة بعضهم بالإلحاد مثل رضا نور، و كانت وجهة نظرهم أن الخلافة لا تُهدم بل تُصلح و تُقوّى، و أنها مهمة للعالم الإسلامي الذي أصبح بإلغائها مسكيناً بلا قائد و لا أمل، و أنها مهمة حتى للجمهورية التركية في مواجهة السياسات الأوروبية، و دونها ستنحدر مكانة تركيا إلى دولة صغيرة بلا أهمية، و لهذا رأى حسين جاهد يالجين أن"كل تركي يحمل في قلبه شعوراً بالقومية الحقيقية، يجد نفسه مدفوعاً إلى التعلق بالخلافة بكل ما أوتي من قوة"[72]، و من يتمعن في وضع تركيا بعد زوال الخلافة و قد أصبحت ذيلاً للغرب، و في وضع المسلمين الذين أصبحوا بلا قيادة أو أمل، يكبر النظرة الثاقبة لأولئك المثقفين الأتراك الذين عارضوا إجراءات أتاتورك رغم توجهاتهم الغربية.

●وجوب تمسك أنصار الحل الإسلامي بفكرة الوحدة و النأي بأنفسهم عن واقع التجزئة و إلا لن يكون حلهم حلاً.

لقد أثبتت تجاربنا أن الدولة القُطرية عجزت عن تحقيق أي أمل من آمال شعوبها غير الترف الاستهلاكي عند بعضها و ليس كلها، فقد عجزت عن الدفاع عن نفسها، و عن استثمار ثرواتها البشرية و المعدنية، و عن توزيع عادل للثروة التي انبثقت بين أيديها من الأرض، و عن تحقيق تنمية حقيقية منتجة خارج الإطار الاستهلاكي السفيه الذي غرقنا به، و عن الخروج من دائرة المديونية الدولية التي استنفدتنا، و عن تحقيق حضور سياسي دولي يفرض حقوقنا في الساحة الدولية، و عن إخراج نفسها من دائرة الهيمنة الخارجية التي وصلت حد تنصيب الحكام و عزلهم بإرادة أجنبية، و عن مواجهة الاحتلال و المشاريع الغربية المتعارضة مع مصالح الأمة في فلسطين و العراق و السودان و الصومال و لبنان و غيرها و وقفت منها موقف المتلقي الذليل الخانع، و غير هذا كله من مظاهر الفشل و التبعية الشاملة لمراكز القرار الغربية و التي هي عيوب ملازمة لبنية دول التجزئة و ليست طارئة عليها كما كان الضعف طارئاً على دولة الخلافة في آخر أيامها بعد قرون من القوة و التمكين جعل سلاطينها بتعبير أحد المؤلفين هو جاسون جودوين "سادة الآفاق" و هو عنوان كتابه في الموضوع[73]،و بعد كل هذا يأتي أصحاب "الحل الإسلامي" لتكريس الدولة القُطرية في تأكيد لما قاله المفكر الراحل عبد الوهاب المسيري رحمه الله حين قال إن أصحاب المشروع الإسلامي تبنوا المشروع الغربي ذاته مع وضع لافتة عليها البسملة فوقه و تزويده بزخارف تجميلية كالفصل بين الجنسين.

و لهذا ليس من دواعي الفخر للحركات الإسلامية أن تقيد نفسها بقيود واقع الدولة القُطرية التي جعلت المال في جهة و الكثافة السكانية في جهة أخرى و الإمكانات الزراعية في جهة ثالثة و دفعت الإمكانات العلمية للهجرة و الهروب إلى جهات رابعة، و أمامها من مشاكل الجهل و التخلف و التبعية و الفقر و البطر و الاعتماد على الخارج و الانقسامات بأنواعها ما لا يمكن لدول التجزئة أن تحلها مهما كان حذق حكامها و مهارتهم، و إن الالتزام بما فرضته اتفاقيات التجزئة الاستعمارية علينا و اللهاث لاستخراج شهادات حسن السلوك الديمقراطي من الغرب لن يحقق لنا نهضة أو تقدماً أو إنجازاً أو تغييراً في واقع ماض صنعه الولاء نفسه للسادة الغربيين أنفسهم، بل سيضيف فصلاً جديداً إلى تاريخ الفشل و التراجع و لكنه هذه المرة بقيادة إسلامية، و ذلك حسبما طلبت الشعوب بدلاً من القيادات القطرية و القومية و القبلية و العلمانية، و إنه لمن السذاجة الاعتقاد أن جميع مشاكلنا ستحل لو تمكن المواطن من إسقاط ورقة في صندوق الانتخابات و تربعت بعض السيدات على كراسي اتخاذ القرار في بلادنا، و قد تلبسنا هذا الاعتقاد في بداية القرن العشرين و ظننا أن الدستور و الحياة النيابية هما الحل الأمثل لجميع مشاكل الدولة العثمانية فلما طبق الدستور و انتخب مجلس المبعوثان سارت في طريق الانحلال و التقسيم بسرعة البرق تماما كما توقع السلطان عبد الحميد[74]و هو الذي لم تبق كلمة في قاموس الظلم و الاستبداد إلا و ألصقت به و بحكمه.

●إمكان إصلاح عيوب الماضي دون جلد ذواتنا كما أصلح غيرنا عيوبهم و تمسكوا بمؤسساتهم

و هذا يقودنا إلى قضية الاستبداد التي ما برح المثقفون المتغربون يلوحون بها و كأنها وحيدة العصر و فريدة الدهر، و يتفننون في مداراة وجوههم خجلاً منها و من كل تاريخنا، و نحن نسألهم على فرض صحة كل ما يقولونه:لماذا لا يخجل الفرنسيون من الإرهاب الذي مارسته الثورة الفرنسية في الداخل و يرفضون الاعتراف بجرائمها في الخارج و مازالوا يحتفلون بذكراها إلى اليوم و يعدونها أساس نظامهم؟ و لماذا لا يخجل الإنجليز من العنف الذي صاحب ثورتهم و مازالوا يحتفون بشخصية كرومويل إلى اليوم؟ و لماذا لا يخجل الأمريكان من الحرب الأهلية التي استهلكت من الخسائر البشرية أكثر من مجموع حروب أمريكا الدولية مجتمعة بما فيها الحربين العالميتين؟ و لماذا يقدسون إلى اليوم شخصية رئيسهم لنكولن تقديساً يضاهي تقديس شخصية المسيح رغم العنف المفرط الذي أرهب و دمر به سكان الجنوب رغم أن ثلاثة أرباعهم لم يكونوا يمتلكون عبداً واحداً و لم يكن لهم مصلحة في مؤسسة الرق؟[75]، و لماذا يعدونه منظّرا للديمقراطية الأمريكية رغم القرار الذي اتخذه في الحرب الأهلية بممارسة سياسة الأرض المحروقة في مسيرة قائده شيرمان في ولاية جورجيا سنة 1864 حين دمر تدميراً شاملاً مساحة واسعة من أراضيها يبلغ طولها ثلاثمائة ميل و عرضها ستين ميلاً مما أدى إلى اقتلاع عشرات الآلاف من المواطنين البيض من بيوتهم و أملاكهم هذا إذا نسينا ما فعلته الديمقراطية الأمريكية بسكان البلاد الأصليين؟ و لماذا لا يخجل الغربيون من تاريخ الاستعمار و الإبادة و الامبريالية و هي أسوأ أشكال الاستبداد و مع ذلك مارسته ديمقراطياتهم بلا وازع من فكر أو ضمير؟ و لماذا لا يخجل الألمان من الطريقة الاستبدادية العنيفة التي حقق بها بسمارك الوحدة الألمانية؟ و لماذا و لماذا و لماذا...إلخ

ما أقصده إن العيوب البشرية موجودة عند كل الناس، و عندما حكمنا ما وُصف باستبداد الخلفاء لم تكن بقية الشعوب في جنات النعيم، و كما أصلح كثير من الدول الأوروبية أنظمتها الملكية التي كانت في الماضي استبداديات عاتية، و حافظت عليها، و مازالت ملكة بريطانيا تحكم إلى اليوم قريباً من ثلث البشرية المنضوي تحت رابطة الكومنولث، دون سماع أحاديث عن استحالة التوفيق بين كل هذه الشعوب المتباينة كالكلام الذي يثار في وجه إحياء الخلافة الإسلامية، فإن بإمكاننا أن نصلح من العيوب التي شابت مؤسسة الخلافة على مر الزمن، و هذا ما طالب به عقلاء المتغربين في زمن أتاتورك كما رأينا، و ذلك دون الالتفات إلى أحاديث التثبيط و العجز، و كيف لا نتمكن من هذا و نحن نملك تراث الخلافة الراشدة الذي له الأولوية على ما عداه و يمكن أن نستمد منه كثيرا من أصول العدل و المشاركة و لا نخسر في الوقت نفسه المنجزات الهائلة التي حققتها هذه المؤسسة على مر التاريخ و سبق إيجاز أبرزها، و هذا لا يستدعي التواري خجلاً من تاريخ ليس هو أسوأ من غيره بل إنه يخلو من كثير من عيوب الآخرين الذين تحكموا بالعالم فأبادوا سكان الأمريكتين و أستراليا، و استعبدوا سكان إفريقيا، و استعمروا آسيا، كل هذا بقرارات ديمقراطية و باسم العقل و العلم و الحرية و الإنسانية.

●استبداد الخلافة لا يقارن باستبداد التجزئة التغريبية

و النقطة الثانية التي أود الإشارة إليها في مسألة الاستبداد إلى أن مسألة الاستبداد قد ضخمت كثيراً في نهاية عهد الخلافة، و المتمعن في التاريخ يجد أن الدولة لم تكن بهذه المركزية التي رأيناها فيما بعد لدى دول الاستقلال و التجزئة و التي بموجبها أحصيت أنفاس المواطنين و ذهب الآلاف منهم إلى المعتقلات و غرف التحقيق و الإعدام، و قد أكد المؤرخ دونالد كواترت في كتاب الدولة العثمانية أن السلطة العثمانية كانت تتطور باطراد و أن "السلطة المركزية لم تعد بيد السلطان أو كبير وزرائه"[76]، و هو أمر أكده باحث آخر هو باكي تزكان في كتابه "الإمبراطورية العثمانية الثانية:التحول السياسي و الاجتماعي في مستهل العصر الحديث" الذي صدر سنة 2010[77]، و لإثبات ما أقوله عن آخر أيام الخلافة سأروي جانباً من علاقة أحد معارضي السلطان عبد الحميد بالدولة في زمن أوج ما وصف باستبداده، و سنرى أنها لم تكن علاقة نادرة:كان يوسف ضياء باشا الخالدي (1842-1906) نائباً عن فلسطين في مجلس النواب الأول 1877-1878 "و برز في مقاومته و نقده لسياسة السلطان عبد الحميد و في ازدرائه (أي السلطان) للدستور...وصفه يوجين شيلر، القنصل الأمريكي في العاصمة العثمانية، بقوله:لقد أثار يوسف زوبعة في البرلمان بجرأته...إنه ينتقد السلطان و الموظفين الفاسدين و الأتراك بشكل عام بألفاظ فظة" ف"قرر(السلطان) حل البرلمان...و بعد يومين، تقرر نفي عشرة أعضاء بارزين من المعارضة" و يخيل للمرء للوهلة الأولى أن النفي سيكون إلى ما وراء الشمس حيث غرف التحقيق و التعذيب التي لا يصل مخلوق إليها فإذا بنا نفاجأ أنه "نُفي" إلى وطنه ليتقلب في المناصب الرسمية (!)

"وصل يوسف الخالدي إلى ميناء يافا...و انتقل منها إلى القدس، فتسلم رئاسة البلدية مرة أخرى (!) و في تشرين الأول أكتوبر 1878 أرسله رءوف باشا على رأس أربعين فارساً لإحلال النظام في الكرك (!)....و سافر يوسف إلى فيينا في أواخر أيلول سبتمبر 1879 (!)،بعد أن استقال من رئاسة البلدية.....و في السنة التالية أصدر في فيينا ديوان لبيد العامري (!)....و عن تعيين يوسف ضياء مدرساً في جامعة فيينا جاء في جريدة الجوائب التي كانت تصدر في الآستانة، العدد رقم 984 الصادر في 7/1/1880، ما يلي:إن حضرة عزتلو ضياء أفندي الخالدي الذي كان مبعوث القدس الشريف بالآستانة..." ثم تذكر أخباره و سعيه في نفع بلاده حتى في بلاد الغربة و تعقب على ذلك قائلة:" فيظهر من ذلك أن الغربة لم تلهه عن السعي عن نفع بلاده"، و هذا على عكس كثير من المعارضين في أيامنا إذ ما أن يدخلوا بلاد الغربة حتى ينتهزوا أية فرصة للتحريض على التدخل الأجنبي في بلادهم و احتلالها بل و العدوان عليها بقصفها بقنابل يقع دويها وقع صوت الموسيقا في أسماعهم.

"و في سنة 1881 عاد يوسف ضياء إلى فلسطين و عين قائمقاماً في يافا (!)، ثم مرجعيون في السنة التالية (!)، و بعدها عين حاكماً على مقاطعة موطكي في الشمال الغربي من بتليس التي يسكنها الأكراد (!)، و هناك أتقن اللغة الكردية (!) فوضع بعد ذلك قاموساً و صدر في الآستانة سنة 1892-1893 تحت اسم الهدية الحميدية في اللغة الكردية (!). و يظهر أن يوسف تصالح مع الباب العالي و السلطان عبد الحميد فعاد إلى الآستانة للعيش فيها" و لنر كيف كان هذه المصالحة: "ذكره الكاتب البريطاني أمري في مذكراته ،ص69-70، بقوله:إن يوسف ضياء، كشاب متحمس، تمتع في الماضي بحرية واسعة في البرلمان في نقد الدولة و سياستها...و حتى في قصر السلطان، و بحضوري، كان هذا الباشا الصريح يردد على مسامع عزت باشا (كاتب السلطان) الحديث عن شرور نظام عبد الحميد، و هذا (أي عزت باشا) يسمعه بخنوع و يطلب منه فقط ألا يرفع صوته عالياً" (!!)،هذا هو السلطان المستبد الدموي الأحمر الذي ضاقت الأرض بظلمه: ينفي عدوه إلى موطنه و يقلبه في الوظائف و السفريات حيث يتعلم اللغات و ينشر ما شاء له من مؤلفات و دواوين شعر تدل على مدى "الاضطهاد" الذي "يعاني منه" و تكتب أخباره بتفخيم صحف العاصمة حيث مركز الاستبداد الذي يفترض أنه أرسله إلى المقصلة أو رماه في البحر مع حجر ثقيل (!)، و لما يصالح المنفي ظالمه يدخل قصره و ينقده بصوت عال فلا يجد ردعاً إلا ممن يرجوه بأدب جم أن يخفض صوته المرتفع (!!) فإذا علمنا أن هذا الأسلوب من "العقوبات الرادعة" هو الذي كان متبعاً في خلافة عبد الحميد، علمنا مدى الاستغفال الذي أقنعنا بمظالمه و تمنينا في نفس الوقت لو كنا من معارضيه ليرسلنا في رحلات نفي سياحية كالتي حصل عليها يوسف ضياء باشا الخالدي، و قد اقتبست النصوص السابقة من كتاب أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني و لم أتدخل قدر الإمكان لأنقل الحقيقة كما سطرت مع عدم إخفاء علامات تعجبي من سير هذه "العقوبات الرادعة" الهزلية[78].

و من الأدلة على أن هذا التسامح مع المعارضة هو الذي كان سائدا أننا كلما قرأنا عن معارض ارتبط ذكره بما منح له، فالأستاذ أحمد الشقيري رحمه الله يذكر أنه ولد في"معتقل" والده الشيخ أسعد الشقيري في قلعة تبنين في لبنان زمن السلطان عبد الحميد[79]، و إنه لاعتقال طريف هذا الذي يعيش صاحبه مع أسرته و ينجب ما شاء له من الأبناء، و الأطرف أن هذا الشيخ المعتقل ، بعدما "حررته" بريطانيا من الاستبداد العثماني انتهز الفرصة "لينتقم" من ظالمه السابق انتقاماً طريفاً، على عكس المعارضين المعاصرين الذين حملتهم دبابات الاحتلال الأمريكي، إذ أنه كان "يتحدث بحرارة المؤمن المنافح عن أيام الباب العالي في إستانبول و عن الموقف الشهير الذي وقفه السلطان عبد الحميد في رفضه استقبال هرتسل مؤسس الصهيونية"[80]، و يذكر الأمير شكيب أرسلان في رحلته الحجازية أثناء حديثه عن الوصول للطائف:"و قد أنزلتني إمارة الطائف في دار شاهقة كانت تخص أحد أمراء الأكراد ممن نفي إلى الطائف أيام السلطان عبد الحميد"[81]، و في حوادث سنة 1905 من "تاريخ العراق بين احتلالين" خبر نفي بعض العلماء منهم ثابت الآلوسي و محمود شكري الآلوسي إلى بلاد الترك و لكن"لم يطل أمر تبعيدهم و لا تجاوزوا الموصل و إنما تشبث أهل الموصل من علماء و أعيان كما تشبث الأستاذ الحاج علي علاء الدين الآلوسي الذي كان في استنبول في إرجاعهم فعادوا بعد مدة قصيرة"[82].

فهل هذه النماذج و غيرها مما يضيق المقام بها تناسب ما علق بأذهاننا عن الاستبداد العثماني الأحمر الذي يضع المعارضين على الخوازيق أو يرميهم في البحر مع حجارة ثقيلة؟و هل تقارن هذه "العقوبات" بما ساد بعدها من مركزية دويلات مؤتمرات الصلح و اتفاقيات سايكس بيكو؟ ألسنا بحاجة إلى إعادة النظر في تاريخنا لنبني عليه ما يناسبنا لا ما يملى علينا من مصالح غيرنا؟

لقد اتصفت دول التغريب الليبرالي و الثوري باستبداد يهزأ بالاستبداد الحميدي، و سفكت من الدماء ما أغرق البلاد و العباد، و مع ذلك رضي الغرب عنها و دعمها و تحالف معها، و لعل النموذج الكمالي الذي افتتح دورة التغريب كان نذيراً بما سيصيب أمتنا على يديها:"و تفرغ مصطفى كمال إلى معالجة حركات الداخل، فضرب الأكراد و أخضعهم بعنف، ثم حارب الأرمن و قد أعلنوا الجمهورية، فضربهم بقساوة، و قاد ضدهم حرب إبادة و تهجير، فقتل الألوف و هجّر الباقين، و كانت مذابح الأرمن و تهجيرهم من أبشع مظاهر الاضطهاد التي تعرض لها شعب، و خاض الحرب ضد اليونان"[83].

●هل تحققت التنمية الحداثية بالتخلي عن الخلافة الإسلامية ؟

يقول المؤرخ نيكولاس دومانيس إن التحديث اتخذ أهمية أكبر من الإمبراطورية عند أتاتورك و كثير من القوميين، و لهذا قام بإلغاء الدولة العثمانية رسمياً[84]، و لكن بمجرد النظر السريع على "إنجازات" القرن الذي قاده التغريب بعد سقوط الخلافة، يتبين أن الحداثة التي أُنجزت هي تقليد كاريكاتوري خال من المضمون الحقيقي للحداثة الغربية في كل البلاد التي كانت الخلافة تحكمها و تاقت إلى تقليد الغرب بالانسلاخ عن الماضي، و مازالت تركيا التي قُبلت في الحلف الأطلسي منذ بدايته لتؤدي خدماتها للغرب ممنوعة من الانضمام إلى مزاياه في الاتحاد الأوروبي، و لم يتحقق في الدول التي قامت على أنقاض الخلافة أي إنجاز من الإنجازات العليا التي حققتها الدولة العثمانية في الماضي لاسيما أن مشروع التغريب قام على أساس التجزئة التي ألغت آلياً كل ما تحققه الوحدة السياسية من تنمية وحدوية أو تكامل اقتصادي فضلاً عن الإنجازات الأخرى كالدفاع العسكري و الاكتفاء الذاتي و التي لا تتحقق إلا في مجالات جغرافية واسعة غير متوفرة عند دولة التجزئة، أما التعايش و التسامح الاجتماعيين فرغم كونهما من ألوية التغريب الدعائية العالية فإن ما جاءت به دولة التجزئة من خصومات وطنية و طائفية و قومية أدت إلى إشعال حروب بين مكونات الأمة الواحدة ما يكفي لسحب مآخذ المتغربين على تاريخنا المليء بنماذج التعايش و التسامح التي لم يستطع التغريب تحقيق بعضها فضلاً عن اللحاق بها أو حتى كف شروره عنها، هذا بالإضافة إلى التبعية الاقتصادية فلا تنتج هذا الدول حاجاتها و لا تزرع طعامها و لا تستطيع الدفاع عن وجودها و تتكل على الأجنبي للقيام بهذه المهام و هو ما يجعلها بعيدة حتى عن النموذج الغربي المستقل الذي قامت بمحاكاته فلا هي أصبحت مثله و لا احتفظت بشخصيتها، و لهذا كله تراجعت المكانة الدولية لبلادنا المقسمة المجزأة بعدما كان مكاننا بين الدول العظمى حتى آخر أيام الخلافة فإذا بأقوانا بعد ذلك يصبح ضعيفاً و صغيراً بين الأمم كما مر الحديث عن تركيا الكمالية.

إن مدرسة التغريب في البلاد التي كانت تابعة للخلافة الإسلامية لا تستطيع ادعاء أنها أقامت بديلاً مستقلاً قابلاً للحياة فضلاً عن نموذج نهضوي رغم الفرص الكبيرة التي حصلت عليها بعد سقوط الخلافة، فقد حكم المتغربون كثيراً من البلاد العربية بمساندة الدول الكبرى التي ساندت أيضا الحكم التقليدي في بلاد عربية أخرى لم تنجز شيئاً أيضاً، و لم تؤد جميع "مزايا"الاختراعات الغربية و الاندماج بالغرب (التعليم و الصحة و المواصلات و زيادة السكان و التصنيع و الزراعة) و التي يحتج بها أنصار الاندماج في الغرب[85]، إلى بناء بديل مستقل:

1-فإما أن هذه المزايا سهلت حصول الغرب على ثرواتنا، كالمواصلات الحديثة لنقل النفط الذي لا يفيد مالكيه إلا بتمويل ترف سفيه و يحرك مصانع الغرب و اقتصاداته و تعود الفوائض المالية التي يدفعها للدول المنتجة إلى خزائنه ، و زيادة الرقعة الزراعية لزراعة المواد الأولية لمصانع الغرب بدل إنتاج الطعام لأمتنا، و ذلك في بلاد يزيد اتصالها بالغرب عن الاتصال فيما بينها و لا تستطيع إطعام أنفسها،

2-أو أنها مزايا تحولت إلى أعباء على دولة التجزئة كزيادة عدد السكان الذين يعيش كثير منهم في الفقر و المرض في وقت تؤلف كثرة السكان مصدر قوة للدول الكبرى،

3-أو أنها مزايا عجز النظام الرسمي عن الإفادة منها كالتعليم إذ لا يجد تصريفاً إلا في الأعمال الخدمية و المكتبية فيها جر المتعلمون جاهزين إلى الغرب، أو التصنيع الذي ما زال يحبو و لم و لن يصل درجة تنافسية في زمن دخل العالم الثورة الصناعية الثالثة و نحن لم ننجز الأولى، و كلما رفعنا رأسنا قليلاً ضُربت نهضاتنا، و لا ننسى أن الاندماج بالنظام الغربي العالمي هو الذي يحمي بالقوة المسلحة الظروف السياسية للضعف و التجزئة و يمنع الخروج عليها و إيجاد بديل عنها و هو ما يجعل كل مزايا الحياة الحديثة سطحية و مستعارة و غير قائمة على أسس ذاتية قابلة للاستمرار لاسيما عندما ينضب النفط في دوله أو يوجد بديل عنه.

و في كل الأحوال لم تكن مساندة الغرب للآخرين كما فعل استثنائياً مع اليابان جزءاً من برنامجه العام و ليس إدخالهم في جنته الحصرية من متطلبات حضارته النفعية، كما أن تكرار نموذجه التنموي ليس من الممكنات أصلاً لأنه يستحيل على كوكب الأرض أن يوفر موارد لمستوى من المعيشة قائم على أن يستهلك الغربيون و هم 20% من سكانه، 80 % من موارده، أي لم يتبق سوى 20% من الموارد المتاحة لبقية السكان الذين يؤلفون 80% من العالم، و لهذا قيل إننا بحاجة لعدة كواكب كالأرض للحصول على موارد و مكبات نفايات كافية لتعميم مستوى المعيشة الغربي، و لكننا نسينا أن مثل هذه الكواكب سيكون فيها من السكان الذين سيقاومون الاستعمار الاستغلالي كما قاوم العالم الثالث استعمار الغرب أيضاً، و لهذا فلن تحل معضلة الموارد ويتكرر نموذج الغرب حتى بهذا الحل المستحيل.

●التغني بمشاريع التغريب الاحتلالية و طمس مشاريع العثمانيين

و في محاولة لنحت أي إنجاز و لو من العدم فإن التغريب مازال يحيي ذكرى لحظة تأسيس مشروعه النهضوي بجلب المطبعة على يد الحملة الفرنسية التي أذاقت مصر الأمرين مع أن الفرنسيين أخذوا مطبعتهم معهم و هم منسحبون من مصر، و يتناسى المتغربون كل جرائم الاحتلال مقابل هذه الجزئية التي تمكنت بلادنا من تعويض خسارتها و أسست مطابعها الخاصة على يد محمد علي باشا، و على كل حال كانت الطباعة قد دخلت الدولة العثمانية قبل الفرنسيين بزمن، أي أن إنجازهم ليس رائداً، و مع ذلك يجد من يبخر له و يحتفي به و يدق له الطبول و يرفع لواءه إلى سدرة المنتهى، أما مشاريع البنية التحتية الكبرى التي أقامها العثمانيون لتمتين روابط بلادنا كسكة حديد الحجاز و سكة حديد بغداد و التي حافظوا عليها من اعتداءاتنا نحن حتى آخر لحظات بقائهم بيننا و لم يأخذوها أو يدمروها مع انسحابهم و تركوها لنا، فقد قام التغريب في دولنا بتدميرها بمشورة الاستعمار و ما زلنا عاجزين عن إعادة ما كان قائماً قبل قرن من الزمان و لا نجد من يبكي على آخر أيام وحدتنا الفعلية التي لم نستطع حتى اليوم تعويضها و لم يفعل التغريب سوى إحالتها إلى عالم الأموات بعدما كانت في عالم الأحلام و الأغاني، دون أي مراسم عزاء، فأيهما الأحق بالتقدير و الأسف عليه: جزئية سحبها المتحضرون معهم و نفسوها علينا فتمكنا من تعويضها، أم مشاريع كبرى دمرناها بأيدينا و لم نستطع تعويضها؟

 

●الاستنتاج: إنجازات الدولة العثمانية بصفتها آخر نسخ الخلافة الإسلامية تدحض محاولات تدجين الفكر السياسي الإسلامي و التعلق بحلول التجزئة الاستعمارية أو الاستعارات التغريبية

قدمت الخلافة الإسلامية نموذجاً تاريخياً طويلاً قام بإنجازات عديدة للشعوب الكثيرة التي انضوت تحت لوائه و التي تدهورت أحوال كثير منها بعد انهيار هذا النظام، و لما حل الاستعمار ببلادنا لم يجد وسيلة لتزكية جرائمه إلا العيب على من سبقه في حكم أوطاننا فقام بإلصاق صفاته بها على طريقة "رمتني بدائها و انسلت"، ففي الوقت الذي حمت فيه الخلافة البلاد العربية من الاحتلال، قام التغريب بوصمها هي بصفة الاحتلال مجاراة منه لسادة الغرب الذين يريدون تلميع ظهورهم في عالمنا على حساب تاريخنا الذي يراد تشويهه لتكتمل دائرة الإطراء الاستعماري الذاتي، و في الوقت الذي قدمت الخلافة فيه نموذجاً لافتاً من التسامح، رماه الاستشراق و الأنظمة التغريبية الدموية بالاستبداد، و لكن بلادنا عرفت حقيقة الاستبداد عند أنظمة التغريب هذه التي أذاقتها صنوف العذاب فأصبحت تترحم على الاستبداد العثماني الهزلي الذي كان غاية ما يقوم به هو ملاحقة "الضحية"بمخبر "سري" ساذج يمسك الصحيفة المثقوبة بالمقلوب و يتجسس من خلالها على تحركات "المطلوبين" الذين يسرحون و يمرحون في الآفاق و أحياناً يقدم المستبدون لهم معاشات كي تظل معارضتهم نظيفة و بعيدة عن الاستغلال الغربي الذي يودي بهم إلى الخيانة[86]، و في الوقت الذي عشنا فيه مئات السنين بألفة و انسجام، لم تنقطع هذه الحياة إلا بقطع الطريق عليها من قبل اللصوص و قطاّع الطرق الغربيين الذين نشروا الانقسامات الدموية في بلادنا ثم راحوا يرموننا بالطائفية، و قد عجزت أيديولوجيات التغريب عن التقريب حتى بين أنصار الأفكار الموحدة سواء الوطنية أو القومية، فليس هناك اليوم مشروع سياسي آخر يملك رصيداً تاريخياً هائلاً طُبق عملياً في بلادنا و ظروفنا و يمكن البناء عليه كرصيد الخلافة الإسلامية، و هو ليس مشروعاً قائماً على تلبس أمراض الآخرين و استنساخ حلولهم استنساخاً ببغائياً، و للأسف فقد لحق بالمتغربين أخيراً أنصار الحل الإسلامي الذين تشربوا أسباب الفرقة و تخلوا عن نموذجهم الاستيعابي لصالح تقليد الحل الغربي المفتت باسم الهويات المتعددة التي يصر الغربيون على الإعلاء من صوتها على حساب الصوت الموحد، و هذا ما أتاح المجال في هذا الوقت لأن يُرمى الحل الإسلامي بصفة التفتيت على الرغم من المشاهد عياناً هو أن الغرب هو الذي يصر على تجسيد"الهويات المتعددة للشرق الأوسط"[87].

الهوامش




[1] -أحمد الشقيري، الأعمال الكاملة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2006، ج 3 ص 2525-2531.

[2] -Phillip Knightley and Colin Simpson, The Secret Lives of Lawrence of Arabia, McGraw-Hill Book Company, New York, 1969, pp. 60-61.

[3] -نفس المرجع ، ص 66.

[4] -نفس المرجع ، ص 70-71.

[5] - دونالد كواترت،الدولة العثمانية1700-1922،مكتبة العبيكان، الرياض،2004 ، تعريب:أيمن الأرمنازي، ص 46-47.

[6] - مصطفى كامل باشا، المسئلة الشرقية، مطبعة اللواء، القاهرة، 1909، ج2 ص 121.

[7] -بسام العسلي، الأيام الحاسمة في الحروب الصليبية، دار النفائس، بيروت، 1978، ص 233-302.

[8] -زين نور الدين زين، نشوء القومية العربية مع دراسة تاريخية في العلاقات العربية التركية، دار النهار للنشر، بيروت، 1986، ص 22.

[9] -يلماز أوزتونا، تاريخ الدولة العثمانية،مؤسسة فيصل للتمويل، استانبول، 1988، ج 1 ص 327 و 365.

[10] - مايكل أورين،القوة و الإيمان و الخيال،كلمات عربية و كلمة، القاهرة وأبو ظبي، 2008، ترجمة:آسر حطيبة، ص 409.

[11] -السلطان عبد الحميد الثاني، مذكراتي السياسية 1891-1909، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1979، ص 34.

[12] -Marvin Lowenthal (Ed), The diaries of Theodor Herzl, The Universal Library, New York, 1962, p. 152.

[13] -دونالد كواترت، ص 46.

[14] -مصطفى كامل باشا، ج 1 ص 13.

[15] -ثريا فاروقي، الدولة العثمانية والعالم المحيط بها، دار المدار الإسلامي، بيروت، 2008، ترجمة: د. حاتم الطحاوي، ص 103.

[16] -Robert Aldrich (Ed), The Age of Empires, Thames & Hudson, London, 2007, p. 37.

[17] -يلماز أوزتونا، ج 2 ص 865.

[18] -د. عبد الوهاب الكيالي (تحرير)، موسوعة السياسة، المؤسسة العربية للدراسات و النشر، بيروت، 1993، ج 3 ص 220.

[19] -مصطفى كامل باشا، ج 2 ص 107.

[20] -دكتور حسان حلاق، موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية 1897-1909، دار النهضة العربية، بيروت،1999، ص 168.

[21] - أستاذ دكتور عبد العزيز محمد الشناوي، الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1986، ج 4 ص2213-2214 و 2219.

[22] -مصطفى كامل باشا، ج 2 ص 99.

[23] -مصطفى كامل باشا في 34ربيعاً، مطبعة اللواء، القاهرة، 1910، ج 9 ص 177-178.

[24] -Donald Quataert, Social Disintegration and Popular Resistance in the Ottoman Empire 1881-1908, New York University Press, New York, 1983, p. 1.

[25] -Donald Quataert, Ottoman manufacturing in the age of the Industrial Revolution, Cambridge University Press, Cambridge, 1993.

[26] -دونالد كواترت، ص 46.

-Sevket Pamuk, The Ottoman Empire and the European Capitalism 1820-1913, Cambride University Press, Cambridge, 1987, p. 132.

[27] -تيودور رتشتين،تاريخ المسألة المصرية 1875-1910، لجنة التأليف و الترجمة و النشر، القاهرة، 1950،ترجمة:عبد الحميد العبادي و محمد بدران، ص 11.

[28] - روجر أوين، الشرق الأوسط في الاقتصاد العالمي 1800-1914،مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت، 1990،ص 177.

[29] -Charles Issawi, An Economic History of the Middle East and North Africa, Routledge, London, 2010, p. 66.

[30] - ز.ي.هرشلاغ، مدخل إلى التاريخ الاقتصادي الحديث للشرق الأوسط، دار الحقيقة،بيروت،1973،ترجمة:مصطفى الحسيني، ص 104.

[31] -عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم، العلاقات الاقتصادية و الاجتماعية بين الولايات العربية إبان العصر العثماني 1517-1789، المجلة العربية للعلوم الإنسانية، جامعة الكويت، العدد التاسع-المجلد الثالث-شتاء 1983، ص 11-46.

[32] -أستاذ دكتور عبد العزيز محمد الشناوي، ج3 ص 1361.

[33] -ز. ي. هرشلاغ، ص 69.

[34] -د. عبد الوهاب الكيالي، ج 3ص 210.

[35] -ثريا فاروقي، ص 19 و 54-55.

[36] -محمد شعبان صوان، السلطان و المنزل:الحياة الاقتصادية في آخر أيام الخلافة العثمانية ومقاومتها لتمدد الرأسمالية الغربية، دار الوافد الثقافية، بيروت، ودار ابن النديم، الجزائر، 2013، ص 65-69.

[37] -Sevket Pamuk, p. 144.

[38] -الدكتور رمزي زكي، الاقتصاد العربي تحت الحصار، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1989، ص 271.

[39] -دونالد كواترت، ص 38.

[40] -فيليب كورتن، العالم والغرب:التحدي الأوروبي و الاستجابة فيما وراء البحار في عصور الإمبراطوريات، مكتبة العبيكان، الرياض، 2007، ترجمة: رضوان السيد، ص 273.

[41] -دونالد كواترت، ص 38.

[42]-الدكتور حسن صبري الخولي، سياسة الاستعمار والصهيونية تجاه فلسطين في النصف الأول من القرن العشرين، دار المعارف بمصر، 1973، ج 1 ص 647.

[43] -Michelle U. Campos, Ottoman Brothers: Muslims, Christians, and Jews in Early Twentieth-Century Palestine, Stanford University Press, Stanford-California, 2011.

[44] -رءوف عباس، صفحات من تاريخ الوطن، دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة، 2011، ص 180.

[45] - سوسن آغا قصاب و خالد عمر تدمري، بيروت و السلطان، منشورات تراب لبنان بالتعاون مع بلدية بيروت، 2002، ص 7.

[46] -نفس المرجع ، ص 7.

[47] -يلماز أوزتونا، ج 2 ص 813.

[48] -الجنرال علي فؤاد، كيف غزونا مصر، منشورات دار الكتاب الجديد، 1962، تعريب:الدكتور نجيب الأرمنازي، ص 76.

[49] - Norman N. Lewis, Nomads and Settlers in Syria and Jordan, 1800-1980, Cambridge University Press, 2009, pp. 96-101, p. 59.

[50] - Robert Aldrich, p. 43.

[51] -نفس المرجع ، ص 26.

[52] -دونالد كواترت، ص 161-163.

[53] -نفس المرجع ، ص 217.

- Robert Aldrich, p. 41.

[54] - Norman N. Lewis, pp. 96-101.

[55] -رءوف عباس ، ص 243.

[56] -Stanford J. Shaw & Ezel Kural Shaw, History of the Ottoman Empire and Modern Turkey, Cambridge University Press, 2002, Vol. II, p. 260.

[57] -بيتر مانسفيلد، تاريخ الشرق الأوسط، النايا للدراسات و النشر و التوزيع، دمشق، 2011، ترجمة: أدهم مطر، ص 58.

[58] -د. عبد الوهاب الكيالي، ج 3ص 217.

[59] -دونالد كواترت، ص 147-149، مع وجوب الرجوع للأصل الإنجليزي الذي لم تنقله الترجمة العربية نقلاً كاملاً :

-Donald Quataert, The Ottoman Empire 1700-1922, Cambridge University Press, 2005, p. 76.

[60] -فيليب كورتن، ص 270.

[61] -روجر أوين، ص 69.

[62] -بيتر مانسفيلد، ص 58.

[63] -زين نور الدين زين، ص 132.

-د. وهيب أبي فاضل، موسوعة عالم التاريخ و الحضارة، نوبليس، 2007، ج 2 ص 182.

[64] -زاكري كارابل، أهل الكتاب:التاريخ المنسي لعلاقة الإسلام بالغرب، دار الكتاب العربي، بيروت، 2010، ترجمة: د.أحمد إيبش، ص 239.

[65] -بيتر مانسفيلد، ص 112.

-جستن مكارثي، الطرد و الإبادة مصير المسلمين العثمانيين (1821-1922 م)، قدمس للنشر و التوزيع، دمشق، 2005، ترجمة: فريد الغزي، ص22 و 27-28.

[66] -السلطان عبد الحميد الثاني، ص 96.

[67] -د. جيرمي سولت، تفتيت الشرق الأوسط: تاريخ الاضطرابات التي يثيرها الغرب في العالم العربي، دار النفائس، دمشق،2011، ترجمة: د. نبيل صبحي الطويل، ص 47.

[68] -دونالد كواترت، ص 123-124.

[69] - Jonathan S. McMurray, Distant Ties: Germany, the Ottoman Empire, and the Construction of the Baghdad Railway, Praeger, London, 2001, pp. 109-113.

[70] -روجر آلن (تحرير)، إبراهيم المويلحي: الأعمال الكاملة، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2007، ص 29.

[71] -د. تهاني شوقي عبد الرحمن، نشأة دولة تركيا الحديثة 1918-1938 م، دار العالم العربي، القاهرة، 2011، ص 316.

[72] -الدكتورة ماجدة مخلوف، الخلافة في خطاب أتاتورك، دار الآفاق العربية، القاهرة، 2002، ص 42.

[73] -Jason Goodwin, Lords of the Horizons: A History of the Ottoman Empire, Henry Holt and Company, New York, 1999.

[74] - Marvin Lowenthal, p. 152.

[75] -New Standard Encyclopedia, Ferguson Publishing Company, Chicago, 1999, Vol. 16, p. 571.

[76] -دونالد كواترت ، ص 87.

[77] -Baki Tezcan, The Second Ottoman Empire: Political and Social Transformation in the Early Modern World, Cambridge University Press, Cambridge, 2010.

[78] -عادل مناع، أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 1997، ص 147-149.

[79] -أحمد الشقيري، ج 1 ص 122.

[80] -نفس المرجع ، ج 1 ص 112.

[81] -الأمير شكيب أرسلان، الرحلة الحجازية، دار النوادر، دمشق، 2007، ص 212.

[82] -عباس العزاوي المحامي، موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين، الدار العربية للموسوعات، بيروت، 2004، ج 8 ص 180-181.

[83] -د. وهيب أبي فاضل، موسوعة عالم التاريخ و الحضارة، نوبليس، 2007، ج 5 ص 78.

[84] -Robert Aldrich, p. 43.

[85] -سعد محيو، مأزق الحداثة العربية من احتلال مصر إلى احتلال العراق، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت،2010، ص 237.

[86] -مذكرات السلطان عبد الحميد، دار القلم، دمشق، 1991، ترجمة: الدكتور محمد حرب، ص 64-65.

[87] - برنارد لويس، الهويات المتعددة للشرق الأوسط، دار الينابيع، دمشق،2006 ، ترجمة: حسن بحري،ص205.

المراجع

1- أحمد الشقيري، الأعمال الكاملة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت،2006 .

2- برنارد لويس، الهويات المتعددة للشرق الأوسط، دار الينابيع، دمشق، 2006، ترجمة: حسن بحري.

3- بسام العسلي، الأيام الحاسمة في الحروب الصليبية، دار النفائس، بيروت،1978.

4- بيتر مانسفيلد، تاريخ الشرق الأوسط، النايا للدراسات و النشر و التوزيع، دمشق، 2011، ترجمة: أدهم مطر.

5- د. تهاني شوقي عبد الرحمن، نشأة دولة تركيا الحديثة 1918-1938 م، دار العالم العربي، القاهرة، 2011.

6- تيودور رتشتين، تاريخ المسألة المصرية 1875-1910، لجنة التأليف و الترجمة و النشر،القاهرة، 1950، ترجمة:عبد الحميد العبادي و محمد بدران.

7- ثريا فاروقي، الدولة العثمانية و العالم المحيط بها، دار المدار الإسلامي، بيروت، 2008، ترجمة: د. حاتم الطحاوي.

8- جستن مكارثي، الطرد و الإبادة مصير المسلمين العثمانيين (1821-1922 م)، قدمس للنشر و التوزيع، دمشق، 2005، ترجمة: فريد الغزي.

9- د. جيرمي سولت، تفتيت الشرق الأوسط: تاريخ الاضطرابات التي يثيرها الغرب في العالم العربي، دار النفائس، دمشق، 2011، ترجمة: د. نبيل صبحي الطويل.

10- دكتور حسان حلاق، موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية 1897-1909، دار النهضة العربية، بيروت،1999.

11- الدكتور حسن صبري الخولي، سياسة الاستعمار والصهيونية تجاه فلسطين في النصف الأول من القرن العشرين، دار المعارف بمصر، 1973.

12- دونالد كواترت،الدولة العثمانية 1700-1922،مكتبة العبيكان، الرياض،2004،تعريب:أيمن الأرمنازي.

13- رءوف عباس، صفحات من تاريخ الوطن، دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة، 2011.

14- الدكتور رمزي زكي، الاقتصاد العربي تحت الحصار، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1989.

15- روجر آلن (تحرير)، إبراهيم المويلحي: الأعمال الكاملة، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2007.

16- روجر أوين، الشرق الأوسط في الاقتصاد العالمي 1800-1914، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت، 1990.

17- ز.ي.هرشلاغ، مدخل إلى التاريخ الاقتصادي الحديث للشرق الأوسط، دار الحقيقة، بيروت،1973، ترجمة:مصطفى الحسيني.

18- زاكري كارابل، أهل الكتاب: التاريخ المنسي لعلاقة الإسلام بالغرب، دار الكتاب العربي، بيروت، 2010، ترجمة: د. أحمد إيبش.

19- زين نور الدين زين، نشوء القومية العربية مع دراسة تاريخية في العلاقات العربية التركية، دار النهار للنشر، بيروت، 1986.

20- سعد محيو، مأزق الحداثة العربية من احتلال مصر إلى احتلال العراق، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2010.

21- سوسن آغا قصاب وخالد عمر تدمري، بيروت والسلطان، منشورات تراب لبنان بالتعاون مع بلدية بيروت،2002.

22- الأمير شكيب أرسلان، الرحلة الحجازية، دار النوادر، دمشق، 2007.

23- عادل مناع، أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 1997.

24- عباس العزاوي المحامي، موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين، الدار العربية للموسوعات، بيروت، 2004 .

25- السلطان عبد الحميد الثاني، مذكراتي السياسية 1891-1909، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1979.

26- عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم، العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين الولايات العربية إبان العصر العثماني 1517-1789، المجلة العربية للعلوم الإنسانية، جامعة الكويت، العدد التاسع-المجلد الثالث-شتاء 1983.

27- الدكتور عبد العزيز الشناوي، الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها، مكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة، 1986.

28- عبد الوهاب الكيالي، موسوعة السياسة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت،1993.

29- الجنرال علي فؤاد، كيف غزونا مصر، منشورات دار الكتاب الجديد،1962، تعريب:الدكتور نجيب الأرمنازي.

30- فيليب كورتن، العالم والغرب: التحدي الأوروبي و الاستجابة فيما وراء البحار في عصور الإمبراطوريات، مكتبة العبيكان، الرياض، 2007، ترجمة: رضوان السيد.

31- الدكتورة ماجدة مخلوف، الخلافة في خطاب أتاتورك، دار الآفاق العربية، القاهرة،2002.

32- مايكل أورين، القوة و الإيمان و الخيال،كلمات عربية و كلمة، القاهرة و أبو ظبي،2008، ترجمة:آسر حطيبة.

33- مذكرات السلطان عبد الحميد، دار القلم، دمشق، 1991، ترجمة: الدكتور محمد حرب.

34- محمد شعبان صوان، السلطان و المنزل: الحياة الاقتصادية في آخر أيام الخلافة العثمانية و مقاومتها لتمدد الرأسمالية الغربية، دار الروافد الثقافية، بيروت، و دار ابن النديم، الجزائر، 2013.

35- مصطفى كامل باشا، المسئلة الشرقية، مطبعة اللواء، القاهرة، 1909.

36- د. وهيب أبي فاضل، موسوعة عالم التاريخ و الحضارة، نوبليس، 2007.

37- يلماز أوزتونا، تاريخ الدولة العثمانية، مؤسسة فيصل للتمويل، استانبول،1990.

38- Phillip Knightley and Colin Simpson, The Secret Lives of Lawrence of Arabia, McGraw-Hill Book Company, New York, 1969.

39- Sevket Pamuk,The Ottoman Empire and the European capitalism 1820-1913,Cambridge University Press,Cambridge,1987.

40- Donald Quataert, Social Disintegration and Popular Resistance in the Ottoman Empire 1881-1908,New York University Press, New York,1983.

41- Donald Quataert, The Ottoman Empire 1700-1922, Cambridge University Press, 2005.

42- Charles Issawi, An Economic History of the Middle East and North Africa, Routledge, London, 2010.

43- Donald Quataert, Ottoman manufacturing in the age of the Industrial Revolution, Cambridge University Press, Cambridge, 1993.

44- Marvin Lowenthal (Ed),The diaries of Theodor Herzl, The Universal Library, New York, 1962.

45- Jason Goodwin, Lords of the Horizons: A History of the Ottoman Empire, Henry Holt and Company, New York, 1999.

46- Jonathan S. McMurray, Distant Ties: Germany, the Ottoman Empire, and the Construction of the Baghdad Railway, Praeger, London, 2001.

47- Michelle U. Campos, Ottoman Brothers: Muslims, Christians, and Jews in Early Twentieth-Century Palestine, Stanford University Press, Stanford-California, 2011.

48- New Standard Encyclopedia, Ferguson Publishing Company, Chicago, 1999.

49- Baki Tezcan, The Second Ottoman Empire : Political and Social Transformation in the Early Modern World, Cambridge University Press, Cambridge, 2010.

50- Norman N. Lewis, Nomads and Settlers in Syria and Jordan, 1800-1980, Cambridge University Press, 2009.

51- Robert Aldrich (Ed), The Age of Empires, Thames & Hudson, London, 2007.

52- Stanford J. Shaw & Ezel Kural Shaw, History of the Ottoman Empire and Modern Turkey, Cambridge University Press, 2002, Vol. II.

 

قراءة 3923 مرات آخر تعديل على الإثنين, 22 حزيران/يونيو 2015 16:03

أضف تعليق


كود امني
تحديث