قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 13 آب/أغسطس 2015 16:51

المرأة في الخطاب الإسلامي المعاصر.......نقد الأسلوب الدفاعي 1/4

كتبه  د.أم كلثوم بن يحي جامعة بشار/ الجزائر
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الاستشهاد المرجعي للمقال: مجلة المدونة، مجمع الفقه الإسلامي، الهند، العدد الخامس، رمضان 1436هـ، تموز 2015م، ص،ص: 264-281.

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، و العاقبة للمتقين، و الصلاة و السلام على عبده و رسوله و صفوته من خلقه، و أمينه على وحيه، نبينا و إمامنا محمد، و على آله و صحبه و من سلك سبيله و اهتدى بهديه إلى يوم الدين... أما بعد :

فقد كان الحديث عن المرأة و إشكالية التحرر في مطلع القرن العشرين ضمن الرباعية المفاهمية: المرأة، الشريعة، العادات، الغرب، لا يخرج عن أحد التوجهات التالية: الأول يرى أنّ الشريعة أعطت المرأة المسلمة حقوقاً سلبتها إياها التقاليد و العادات -و أحياناً الرجل- و منعتها من ممارستها، و الثاني يرى أن المرأة المسلمة بدأت تخرج عن أحكام الشريعة الإسلامية باتخاذها تجربة المرأة الغربية مرجعاً و نموذجاً([1])، و الثالث يرى أن الإسلام دين استعبد المرأة و امتهن كرامتها.

أما في نهايات هذا القرن أخذ موضوع المرأة منحى جديدا و بدأ يتحرك بوتيرة متسارعة و ملفتة للنظر في المجتمعات العربية و الإسلامية، و كأن وعياً جديداً ظهر في التشكل حول موضوع المرأة، و لعل السبب في ظهوره تطور التعليم في المجتمعات الإسلامية الذي أنتج حالة صدام بين تطلعات المرأة المتعلمة و الموروث الثقافي الذي تحكمه العادات و التقاليد، و قد ساعد عامل التعليم عاملين مهمين أحدهما عالمي و يتمثل في المؤتمرات و الاتفاقات الدولية، و الثاني تقني يتمثل في تطور شبكات التواصل الاجتماعي الذي دعمت قضايا المرأة و نقلتها للعالم صوتا و صورة([2]).

            هذا الصدام الفكري استمد قوته من المفاهيم التي تميزت بالضبابية و الجدلية و التي هي أشبه بكرة الثلج تبدأ صغيرة و تنتهي كبيرة، و ما كانت لتكون كذلك لو أنها عولجت معالجة فقهية دقيقة من قبل أهل الاختصاص فور طرحها على الساحة الدينية، كمفهوم القوامة و الولاية، و مفهوم الاختلاط، و قرار المرأة في البيت و العمل و غير ذلك من المسائل التي ما زالت تفتح للتنظير الفقهي حسب الجو العام للأمة المسلمة و حالتها الدينية التي تتأرجح بين التفريط و الإفراط و الوسطية.

المحور الأول: المرأة بين تفاضلية الأعراف و تماثلية الغرب و تكاملية الإسلام

1-1             المرأة في نظرية التفاضل العرفية:

تقوم هذه النظرية على تفضيل الذكر على الأنثى، و تدخل حيز التطبيق من لحظة الولادة شعارها في ذلك:"و ليس الذكر كالأنثى"، و تستمر في كل جزئيات الحياة في المجتمع الذي تحكمه عادات بدائية بعيدة عن الإسلام الذي منح المرأة حقوقا كاملة تتفق و طبيعتها الجسدية و النفسية، قبل أن تتراكم التقاليد و العادات الغريبة على الإسلام لتغيّب حضورها و تعطّل شراكتها و تستثمر النصوص الدينية لتشييئها و تمليكها للرجل، و قهرها و ظلمها و حرمانها من حقوقها الشرعية و الإنسانية، في ذاتها و في أولادها. ([3])

إن هذه النظرية التفاضلية أنتجت مجتمعا يعاني العرج يعتمد على الرجل في كل أموره و يهمش المرأة، و يمنعها من أداء دورها الجوهري في بناء الأمة الإسلامية، تقول السيدة صافي ناز كاظم:" أن حظ المرأة المتعلمة من الالتفات ـ إسلاميًا ـ لمحنة ظلمها الاجتماعي الذي أعادها إلى عذابات موروثات من العقلية الجاهلية قبل الإسلام، تفسير مبتور للآية الكريمة: ﴿و قَرنَ في بيوتكنّ﴾ (الأحزاب:33) بدل إعادتها إلى وضعها الذي قرره لها الإسلام". ([4])
1-2 المرأة المتحررة في نظرية التماثل الغربية:

إن تعاطي الغرب مع المرأة مبني على فلسفة تبني فردية المرأة، و تحولّها إلى كائن قائم بذاته، خارج العائلة و المجتمع و الأمة، يتفاعل مع الآخر انطلاقاً من فرديته و احتكاماً إلى قانون المماثلة و المساواة...كحبات الرمل: تتماثل، تتساوى، تتساكن، تتجاور، و تتفارق حين حدوث أي شيء يمس هـذا الكيان الفردي، أو يمنع نماءه و لا يحقق مصالحه من وجهة نظر صاحبه.. فردية متشابكة بنظام قيم مادية لا يثمّن التضحية و الإيثار و ما يشابههما من مفاهيم تقدّم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد، بقرار حر من هذا الواحد الفرد([5]).

هذه الفلسفة أنتجت علاقة تنافسية تروج للحرية على أنها صراع وجود و فرض ذات يقوم على مبدأ المساواة التماثلية بين الجنسين في كل شيء، و كثيرة هي المؤتمرات التي عقدت و الاتفاقيات التي وقعت حول المرأة و وضعها في العالم بدءا بميثاق الأمم المتحدة الذي أبرم في سان فرانسيسكوا في 26 جوان 1945م، و مرورا باتفاقية سيداو 1979م التي تبنت القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، و انتهاء بمؤتمر بكين1995م.

هذه المؤتمرات و الاتفاقيات و غيرها من القديمة و الجديدة -مما لا يسعنا المقام لذكرها- ليست إلا تجسيدا لتبعية المرأة و الاتجار بجسدها و بعث استرقاقها من جديد في زمن الحرية المقنعة، و إن كانت هذه المؤتمرات و الاتفاقيات لا تخلو من بنود تحمي المرأة، و من أهم النقاط التي ركزت عليها هذه المؤتمرات:

1-                  اعتبار الدين عاملا رئيسيا في تخلف المرأة و تعرضها للتمييز الجنسي.

2-                  مساواة المرأة للرجل مساواة مطلقة تعدت حدود الفطرة، و الطبيعة الجسدية و العاطفية لكلا الجنسين.

3-                  الإقرار بالعلاقات الجنسية خارج الأسرة.

4-                  فرض نمط حياتي واحد على جميع شعوب الأرض دون مراعاة للخصوصية الثقافية و الدينية و حتى البيئية لكل شعب.

إن هذه النظرية التنافسية استهوت المرأة و هي شابة و أقصتها و هي مسنة عندما حرمتها دفئ الأسرة و قوامة الرجل و عطف المجتمع، و لنا أن نستأنس بشهادة نساء غربيات أصبحن بفضل الله مسلمات كسمية جيمس التي تقول: "كثيراً ما يعثر على جثة أحد المسنين في بيته بعد موته بأيام، و ربما أسابيع، و قد كانت هناك امرأة تحب تربية القطط، و بعد عدة أسابيع من موتها عثر على نصف جثتها في بيتها بعدما ما أكلت قططها نصفها الآخر"،([6]) لا أعتقد أن أي امرأة على سطح المعمورة تريد أن تكون هذه العجوز غربية كانت أو عربية تقدمية كانت أو رجعية، سامية كانت أو بربرية، لكن هذه هي الحياة التي تريدها لنا هذه المؤتمرات عن قصد أو عن غيره.

1-3 المرأة المتحررة في نظرية التكامل الإسلامية:

إن سياسة التماثل المواجهاتي التي أفرزها الفكر الغربي يقابلها التكامل الإنساني في الفكر الإسلامي الذي يجعل من العلاقة بين الرجل و المرأة علاقة تكامل و تعاون، لا علاقة تنافس و تضاد، و كيف تكون كذلك و المرأة تختلف عن الرجل بنية و تركيبة جسدية و نفسية.

لقد أحدث الإسلام ثورة سياسة و اجتماعية لم يشهد لها التاريخ مثيل فيما يتعلق بالمرأة و سما بإنسانيتها فوق كل ما كان معهودا، و كفل لها حقوقا كانت قبله من المحظورات و جعلها شقيقة الرجل، و شريكته في شرف الاستخلاف على الأرض، و جعلهما مسئولان على السواء على ما عهد به المولى عز و جل إلى الإنسان، قال تعالى: ﴿ وَ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَ يَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ، (البقرة:30)، هذا هو المنهج الرباني الذي أكد عليه الحبيب المصطفى بقوله –صلى الله عليه و سلم-: (إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ)([7]) .

و وفق هذا الفهم العميق للإسلام خرَّجتْ المدرسة النبوية نساء كن في عظمة هذه المدرسة و عظمة صاحبها، بين فقيهات و راويات الحديث، و بين مجاهدات بالمال و النفس، و بين سياسيات و شاعرات، إضافة إلى كونهن نجحن بامتياز في مهامهن كزوجات و أمهات، فكن أمهات و مربيات مرشدات لجيل التابعين خير الأجيال بعد جيل الرسول صلى الله عليه و سلم.

إن المرأة المحمدية لم تكن أبدا محلا للامتهان، و لا وعاءً للإنجاب فقط، بل كانت عنصرا مؤسسا للدولة الإسلامية، و حتى زواجه صلى الله عليه و سلم و تعدده كان لأهداف سامية تتنوع بين هدف اجتماعي و آخر ديني أو سياسي، حيث عملت أمهات المؤمنين دورا رائدا في نشر الدعوة المحمدية و الدفاع عنها لما جلسن للفتيا و رواية الحديث، كما وضعن إلى جانب الرسول أسس الدولة لما اشتركن في الحياة السياسية، و اشتركن معه في غزواته و حروبه، ثم أكملن المشوار بعزم أكبر و إصرار أكثر بعد وفاته صلى الله عليه و سلم.

كما كانت المرأة في عهد الراشدي مرجعا مهما يعتد به في رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، و كانت أكثرهن رواية للحديث السيدة عائشة التي بقيت قرابة نصف قرن بعد الحبيب المصطفى تروي أحاديثه و تنقيها من المكذوب و الضعيف، فقد روت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ألفين و مائتين و عشرة أحاديث، يقول فيها أبو موسى:" ما أشكل علينا أصحاب محمد حديثا قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما"([8]).

إن المرأة المسلمة هي من حفظت سنة الحبيب المصطفى ابتداء من السيدة عائشة و انتهاء بباقي الصحابيات، حيث وقع تعمد الكذب في الحديث عن الرسول صلى الله عليه من الكثير من

الرجال الذين حصرتهم كتب الجرح و التعديل، بينما لم يقع ذلك من النساء على كثرتهن بشهادة إمام الجرح و التعديل شمس الدين الذهبي:" و ما علمت من النساء- أي من اتهمت بالكذب- و لا من تركوها"([9])،  أما بالنسبة لحفظ القرآن الكريم فكان شرف ذلك من نصيب أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، فهي صاحبة النسخة الورقية للقرآن التي استنسخ منها سيدنا عثمان النسخ التي وزعت على الأمصار.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 


([1]) سعاد الحكيم، المرأة المسلمة نحو تأصيل لنموذج عالمي، مجلة التفاهم، العدد:20 ، 2007م، وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية، سلطنة عمان: http://www.altasamoh.net/Article.asp?Id=477

([2]) زكي الميلاد، الفكر الديني وتجديد النظر في قضايا المرأة، مجلة الكلمة، السنة الثامنة، العدد:30، 2001م-1421هـ.

([3]) سعاد الحكيم، المرجع نفسه.

([4]) صافي ناز كاظم، في مسألة السفور و الحجاب، 1982م، القاهرة، مكتبة وهبة، ص:20.

([5]) سعاد الحكيم، المرجع نفسه.

([6])Summayya James: MyJourney To Islam, English woman's story, p60 .-61.  

([7]) رواه الترمذي في سننه، كتاب الطهارة، رقم الحديث: 105.

([8]) السيوطي، جلال الدين، طبقات الحفاظ، طبقات الحفاظ، تحـ: محمد عمر، مكتبة وهبة، القاهرة، 1973م،

ص:8 .

([9]) إرواءالغليل في تخريج أحاديث منارالسبيل،الألباني،المكتب الإسلامي، بيروت،ط(2)،1405هـ، 1985م: (2/256).

قراءة 1846 مرات آخر تعديل على الجمعة, 14 آب/أغسطس 2015 07:58

أضف تعليق


كود امني
تحديث