قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 10 أيلول/سبتمبر 2015 09:17

من تاريخ ازدواجية التغريب وولائه الاستعماري في آخر الزمن العثماني (2/2)

كتبه  الأستاذ محمد شعبان صوان من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

●نجيب عازوري (ت 1916)

يتحمس كثير من المؤرخين لنجيب عازوري بصفته من أوائل من تنبهوا للخطر الصهيوني الذي كان في مرحلته الوليدة آنذاك، و لكننا نجد مواقفه من الأخطار التي كانت أشد إلحاحاً في زمنه لا تدعو للفخر، و ما فائدة التحذير من خطر بعيد و في نفس الوقت التواطؤ مع الأخطار القريبة المحدقة؟

وصل حد ارتباط نجيب عازوري بالمصالح الأجنبية إلى تبرير الاحتلال الأجنبي لبعض أقطار العرب التي يخرجها من دائرة العروبة التي يتحدث عن نهضتها و يجمّل الدوافع الاستعمارية التي قادت إلى احتلالها، سواء كان هذا الاحتلال بريطانياً يستبد بمصر أو فرنسياً يرتكب الأهوال في الجزائر، و ينفي-كما فعل ولي الدين يكن-عن أهل مصر القدرة على حكم أنفسهم "فلم يختلف،في هذا الحكم،لا عن كرومر الإنكليزي و لا عن محمي كرومر، البروتستانتي فارس نمر"[18]، و أخلى مسئوليته من المصريين بنفي عروبتهم، و ربما كنا سنجد تفسيراً لهذه النزعات التغريبية في يأس عازوري و إحساسه بالتراجع و الفساد الذي أصاب الدولة العثمانية مما دفعه للجوء إلى الحل الخارجي كما فعل بعض المعاصرين الذين ضاقوا بالاستبداد العربي، إلا أن هذا التفسير سرعان ما يتبدد حين نراه يسحب إعجابه بالغرب على عدوانه التاريخي الذي أجمعت الأمة على إدانته و ذلك حين قال:"تقدم فرنسا من بين كل الدول الأوروبية،المساعدة الأسخى و الأكثر عفوية للمظلومين و التعساء، فالأمة الفرنسية بجوهرها أمة الفروسية، و هي التي بادرت إلى الحملات الصليبية الخطيرة التي عادت نتائجها بفوائد على العالم بأسره"[19] ، و حتى الاحتلال الفرنسي للجزائر مبرر لأنه لم يكن لغرض استعماري و ليس لبناء مستعمرة منتجة بقدر ما هو لتخليص البحر المتوسط من قرصنة البرابرة التي فتكت بالتجارة العالمية[20] (نفس التبرير الحالي للاحتلال بدعوى مكافحة الاستبداد و الإرهاب)، و برر كذلك احتلال بريطانيا لقبرص لكبح جماح روسيا[21](يبدو أن هذا التبرير لم يكن وليد الحرب الباردة في القرن العشرين).

و لهذا لم يكن من الغريب أن يتمتع نشاط عازوري بتأييد الحكومة الفرنسية[22]، و"هناك دلائل تشير إلى أنه كانت للعازوري و بعض زملائه صلات بوزارة الخارجية الفرنسية التي كانت توحي ببعض توجهاتهم" كما تقول الدكتورة زاهية قدورة، و تضيف إن عازوري كان يتصور قرب انبلاج فجر الحرية، و لكن ذلك لا يستند إلى برنامج وضعه هو أو وضعته حركات التحرر العربية، بل إن الدول الكبرى المتصارعة على أشلاء الدولة العثمانية هي التي ستمنح، أو إحداها، الحرية للعرب و تعينهم على إقامة دولتهم المستقلة، و يراهن عازوري بحماس على فرنسا، كما كان يبدي ارتياحه لنظام الامتيازات الأجنبية، و كذلك كان ماسونياً و هو ما يناقض قوميته العربية كما ترى الدكتورة قدورة[23]، و قام بتأسيس المحافل الماسونية في مصر و لم يكن يخفي اتصالاته بالدول الكبرى[24]، و لكن كل هذه الارتباطات لا تستدعي أية إدانة من جانب من يذمون السلطان عبد الحميد و يجعلون من عازوري شهيد القضية الفلسطينية في مواجهة التفريط المزعوم للسلطان الذي كان مع ذلك مشغولاً بمواجهة أطماع أحباب عازوري من الفرنسيين و الماسونيين.

۞في الفكر:

●ولي الدين يكن (1873-1921)

سبق الحديث عن ولي الدين يكن و كيف أنه كان يطالب بالدستور في الدولة العثمانية و يهزأ من المصريين الذين يطالبون سلطات الاحتلال البريطاني بتطبيق الدستور (دراسة: آثار التغريب السياسي على المجتمع العثماني : التحدي و الاستجابة / 1)، بل إنه لما دخل الإنجليز مصر طالبهم بالبقاء لا بالرحيل حتى لا تعم الفوضى (نفس حجة التغريب المتمسك بالاحتلال الأمريكي في العراق في زمننا)، و ادعى أن لهم جميلاً على مصر لا ينساه من في قلبه ذرة مروءة، و لما مات الملك إدوارد السابع رثاه بقصيدة يقول فيها:

أبا الأحرار لا ينساك حر***شباب همو يجلك و الكهول

رفعت بناءهم و جريت معهم ***كذاك الليث يتبعه الشبول

تناديك الشعوب بكل أرض***فليتك سامع ماذا تقول

تناجي منك حاميها المرجى***و صولتها إذ قامت تصول

(و هي نفس النغمة التي كانت تسمع الموسيقى في القصف الأمريكي على بغداد في عصرنا).

و قد انتقد الشيخ محمد عبده يكن بقوله إنه كان ضحلاً و متأورباً بأسوأ معنى، و إنه اعتاد الشراب حتى تسبب في سقوطه، و يرى أحد المؤرخين أن السجن و الأفيون دمرا يكن و تسببا في حقده على المحافظين[25].عُرف الصدر الأعظم والوزير والوالي مدحت باشا في أوساط الإصلاح العثماني بأبي الدستور وأبي الإصلاح وأبي الأحرار، كما وُصف بأنه من زعماء الإصلاح في العصر الحديث، وقد اتهمه السلطان عبد الحميد الثاني في مذكراته بأنه كان عميلاً لبريطانيا (ص 110)، وأنه لو كان يعلم حقيقته زمن توليته لما أسند المناصب إليه وذلك رغم اعترافه بقدراته الإدارية، وتؤيد المصادر القديمة قول السلطان فقد جاء في كتاب "عصر السلطان عبد الحميد وأثره في الأقطار العربية" الذي صدر في دمشق في ثلاثينيات القرن العشرين ولم يكن محابياً للسلطان بل منتقداً بشدة، أن مدحت باشا كان منحازاً إلى السياسة البريطانية وكانت الصحف والساسة في بريطانيا يثنون عليه كما حاز على ثقة الرأي العام هناك (ص64 و145)كما حاول استجلاب التدخل الغربي لضمان تطبيق الدستور العثماني رغم كونه الصدر الأعظم (ص160) وكان من رءوس المؤامرة لخلع السلطان عبد العزيز، والمشكلة في ذلك أنه رغم كونه وزير دولة طلب مساعدة السفير البريطاني وتدخل الأسطول البريطاني لحماية القائمين بالعملية وهو ما أشير إليه في موسوعة خطط الشام لمحمد كرد علي(1925) الذي كان من معارضي السلطان عبد الحميد (ج3ص99)، ولما عزل السلطان عبد الحميد مدحت باشا من الصدارة (1877) حدث صدى عظيم في أندية السياسة الأوروبية (عصر السلطان ص 175) واستاءت بريطانيا من نفيه (ص 180) وتدخلت مع فرنسا لإعادته (ص183)، ولما صدر الأمر باعتقاله بتهمة اغتيال السلطان عبد العزيز لجأ إلى القنصلية البريطانية والفرنسية (مذكرات السلطان ص111)، والمعلومة المهمة في هذا السياق ما ورد في وثيقة بريطانية ظلت سرية زمناً طويلاً وهي موسوعة دليل الخليج التي وضعها لوريمر بأمر اللورد كيرزون في بداية القرن العشرين لتكون دليلاً معرفياً لرجال بريطانيا أثناء محاولتها إحكام قبضتها على منطقة الخليج، وظل الدليل سرياً إلى سنة1955 (الكويت في دليل الخليج لخالد سعود الزيد ص 11-12) وقد جاء في هذا الدليل في القسم الخاص بالعراق : "وقد كان مدحت صنيعة لدائرة خارجيتنا" أي عميلاً لوزارة الخارجية البريطانية بالمصطلحات المعاصرة، القسم التاريخي ج4 ص 2123، ورغم كل ذلك مازالت مدرسة التغريب تعده من رواد الإصلاح وتحتفي به احتفاء كبيراً يعده من الشهداء.عُرف الصدر الأعظم والوزير والوالي مدحت باشا في أوساط الإصلاح العثماني بأبي الدستور وأبي الإصلاح وأبي الأحرار، كما وُصف بأنه من زعماء الإصلاح في العصر الحديث، وقد اتهمه السلطان عبد الحميد الثاني في مذكراته بأنه كان عميلاً لبريطانيا (ص 110)، وأنه لو كان يعلم حقيقته زمن توليته لما أسند المناصب إليه وذلك رغم اعترافه بقدراته الإدارية، وتؤيد المصادر القديمة قول السلطان فقد جاء في كتاب "عصر السلطان عبد الحميد وأثره في الأقطار العربية" الذي صدر في دمشق في ثلاثينيات القرن العشرين ولم يكن محابياً للسلطان بل منتقداً بشدة، أن مدحت باشا كان منحازاً إلى السياسة البريطانية وكانت الصحف والساسة في بريطانيا يثنون عليه كما حاز على ثقة الرأي العام هناك (ص64 و145) كما حاول استجلاب التدخل الغربي لضمان تطبيق الدستور العثماني رغم كونه الصدر الأعظم (ص160) وكان من رءوس المؤامرة لخلع السلطان عبد العزيز، والمشكلة في ذلك أنه رغم كونه وزير دولة طلب مساعدة السفير البريطاني وتدخل الأسطول البريطاني لحماية القائمين بالعملية وهو ما أشير إليه في موسوعة خطط الشام لمحمد كرد علي (1925) الذي كان من معارضي السلطان عبد الحميد (ج3ص99)، ولما عزل السلطان عبد الحميد مدحت باشا من الصدارة (1877) حدث صدى عظيم في أندية السياسة الأوروبية (عصر السلطان ص 175) واستاءت بريطانيا من نفيه (ص 180) وتدخلت مع فرنسا لإعادته (ص183)، ولما صدر الأمر باعتقاله بتهمة اغتيال السلطان عبد العزيز لجأ إلى القنصلية البريطانية والفرنسية (مذكرات السلطان ص111)، والمعلومة المهمة في هذا السياق ما ورد في وثيقة بريطانية ظلت سرية زمناً طويلاً وهي موسوعة دليل الخليج التي وضعها لوريمر بأمر اللورد كيرزون في بداية القرن العشرين لتكون دليلاً معرفياً لرجال بريطانيا أثناء محاولتها إحكام قبضتها على منطقة الخليج، وظل الدليل سرياً إلى سنة 1955 (الكويت في دليل الخليج لخالد سعود الزيد ص 11-12) وقد جاء في هذا الدليل في القسم الخاص بالعراق : "وقد كان مدحت صنيعة لدائرة خارجيتنا" أي عميلاً لوزارة الخارجية البريطانية بالمصطلحات المعاصرة، القسم التاريخي ج4 ص 2123، ورغم كل ذلك مازالت مدرسة التغريب تعده من رواد الإصلاح وتحتفي به احتفاء كبيراً يعده من الشهداء.

●شبلي شميل (1850-1917)

يقول الدكتور منير موسى عن شبلي شميل و فرنسيس مراش (1835-1874) :"و كان لكل منهما علاقة حسنة بإنكلترا، و قد خدم كل منهما مصالحها"، "و باسم الاشتراكية و مبادئها العالمية، يحاول الشميل أن يدافع عن مصالح الإنكليز و الفرنسيين الاستعمارية، إذ وقف ضد الشعب المصري (كما فعل عازوري من قبل) عندما طالب في عام 1909 بعدم تمديد امتياز قناة السويس" و هو ما يدل على تعاطف مع السياسة البريطانية و وجود الإنكليز في الشرق و ذلك رغم انتقاده لسياستهم التي لم تهتم بالتعليم في مصر و هو دأبها في فتوحاتها الاستعمارية حيث لا ترفع السلاح إلا لتوسيع تجارتها و تحويل ثروة الأمم إلى خزائنها[26].

۞التغريب الديني

●الشيخ طاهر الجزائري (1852-1920)

لم يكن التغريب محصوراً بمن تبنى الثقافة الغربية، فهناك من التراثيين من أعجب بأوروبا و فتن بها و عمل من أجل مصالحها و أصدر الفتاوى تأييداً لسياستها كما فعل الشيخ محمد عبده و أقطاب الاتجاه السلفي كالشيخ محمد رشيد رضا و الشيخ محب الدين الخطيب و هو أمر ما زلنا نعاصره إلى اليوم، و عن الشيخ طاهر يقول الدكتور منير موسى إنه "كان من المعجبين جداً بالإنكليز و ممن يثقون بوعودهم، و في هذا يقول(تلميذه محمد سعيد الباني: و كان من أكبر المعجبين بالأمة الإنكليزية السكسونية و بتربيتها و كثير من خصائصها، حتى سياسة ساستها، و كان حسن الظن بوعودهم و مواعيدهم"، و قد كتب الشيخ طاهر رسالة إلى تلميذه محمد كرد علي "تدل على أنه كان على علاقة بالإنكليز و يأمل منهم الخير الكثير للعرب، حتى بعد احتلالهم للعراق و فلسطين، و موافقتهم على احتلال فرنسا لسوريا و لبنان !" و ينقل عن كرد علي نقله عن صديقه سعيد العرفي قوله إنه ما كان يظن الشيخ طاهراً أكثر من عالم مصلح حتى سمع من إذاعة القدس كتابه إلى معاونة حاكم العراق الإنكليزية (المس غيرترود بيل) في التوفيق بين مصلحة العرب و مصلحة الإنكليز و عندئذ أيقن أنه جمع إلى علم الدين علوم الدنيا (!)، و مما جاء في هذه الرسالة أنه يعتقد "أن من أحسن من يخلص له العرب الود هو دولة بريطانيا العظمى" ثم يطالبها بالنهوض بأحوال العرب و يوقع الرسالة "بالمخلص للأمة العربية و الدولة البريطانية العظمى طاهر الجزائري"[27].

۞التغريب بعد الدولة العثمانية

استمرت مسيرة التغريب بأنواعه الرسمية و الفكرية و الدينية فأيد مستعمر بلاده ضد مصلحتها بالتحرر في الحرب الكبرى الثانية و وقف إلى جانب تأييد الحلفاء و هذا يبين إلى أي مدى يمكن له التضحية ببلاده في سبيل الاستعمار، ثم استمر تأييد هذه السياسات منذ أيام الملكية في العراق و مصر مروراً بأزمات الخليج حتى اليوم، و قد أبدى المسئولون الإنجليز أحياناً "قلقاُ" من "المحبة الفائقة و العلنية" التي يبديها حكام التجزئة لبريطانيا، و قالوا إنها محبة "لا تتصف بالحكمة و الروية"[28](!) ، و إذا كان التغريب قد تجاوز عن خطايا الاستعمار و هي حية في أوجها فمن الأولى التجاوز عن أخطاء أمته في تلمس طريقها و عدم التفنن في السخرية و البراءة منها و معاداتها لصالح من لم يضمر سوى الشر لها.

و من دلائل خدمة التغريب للمصالح الغربية حتى بما يناقض النموذج الغربي أن أنصار العولمة يوافقون على إضعاف دولهم بانتقاص سيادتها و التدخل في شئونها في سبيل الاندماج "بالعالم" –أي بالغرب- و لكنهم غير مستعدين لنفس التضحية في سبيل أي وحدة بين بلادهم تدعم قوتها و تمنحها مكانة في مواجهة الدول العظمى التي يتغنون بعظمتها و وحدتها، و يتباهون بالولايات المتحدة و المملكة المتحدة و الاتحاد الأوروبي و الاتحاد الروسي و الاتحاد الكندي و الكومنولث الاسترالي، و الكومنولث البريطاني الذي يحكم ثلث سكان الأرض و مجموعة الدول الفرانكوفونية التي تضم أكثر من سبعين دولة، فإذا طرحنا أية صيغة "لتقليد" هذه الاتحادات كما يطالبوننا بتقليد الغرب في كل الشئون، رفضوا ذلك و انهالوا على فكرة وحدتنا بصفات الخيال و المثالية و الطوباوية في أحسن الأحوال، و قدموا براهينهم "العلمية"بالتساؤل ما الذي يجمع بين الشامي و المغربي و لكنهم لم يتساءلوا عن الذي يجمع بين العربي و الأوروبي و الصهيوني بما يبرر الشراكة المتوسطية (!).

۞النتيجة

من المقارنة التاريخية يتبين أنه عندما كنا دولة كبرى ضعيفة و لكنها مستقلة كان هدف الإصلاح الذي باشره العثمانيون هو التمكن من صد العدوان الغربي و تدخل الأوروبيين في شئون بلادنا و العمل على منافسة الغرب[29]، أما عندما وضعنا آمالاً في الغرب صار هدف "الإصلاح" هو خدمة العدوان و تسهيل التدخل ذاته، و ذلك بإغفال نفس العيوب التي كان أنصار الغرب يعيبونها على الدولة العثمانية بل بطمس إنجازاتها و الانحياز الأعمى للغرب دون الاعتبار بسلبياته الواضحة حتى في ذلك الزمن، و حتى الآن لم تثمر الجهود التغريبية أية فائدة مما كان المتغربون يأملونها من الغرب.

●الهوامشعُرف الصدر الأعظم والوزير والوالي مدحت باشا في أوساط الإصلاح العثماني بأبي الدستور وأبي الإصلاح وأبي الأحرار، كما وُصف بأنه من زعماء الإصلاح في العصر الحديث، وقد اتهمه السلطان عبد الحميد الثاني في مذكراته بأنه كان عميلاً لبريطانيا (ص 110)، وأنه لو كان يعلم حقيقته زمن توليته لما أسند المناصب إليه وذلك رغم اعترافه بقدراته الإدارية، وتؤيد المصادر القديمة قول السلطان فقد جاء في كتاب "عصر السلطان عبد الحميد وأثره في الأقطار العربية" الذي صدر في دمشق في ثلاثينيات القرن العشرين ولم يكن محابياً للسلطان بل منتقداً بشدة، أن مدحت باشا كان منحازاً إلى السياسة البريطانية وكانت الصحف والساسة في بريطانيا يثنون عليه كما حاز على ثقة الرأي العام هناك (ص64 و145) كما حاول استجلاب التدخل الغربي لضمان تطبيق الدستور العثماني رغم كونه الصدر الأعظم (ص160) وكان من رءوس المؤامرة لخلع السلطان عبد العزيز، والمشكلة في ذلك أنه رغم كونه وزير دولة طلب مساعدة السفير البريطاني وتدخل الأسطول البريطاني لحماية القائمين بالعملية وهو ما أشير إليه في موسوعة خطط الشام لمحمد كرد علي (1925) الذي كان من معارضي السلطان عبد الحميد(ج3ص99)، ولما عزل السلطان عبد الحميد مدحت باشا من الصدارة (1877) حدث صدى عظيم في أندية السياسة الأوروبية (عصر السلطان ص 175) واستاءت بريطانيا من نفيه (ص 180)وتدخلت مع فرنسا لإعادته (ص183)، ولما صدر الأمر باعتقاله بتهمة اغتيال السلطان عبد العزيز لجأ إلى القنصلية البريطانية والفرنسية (مذكرات السلطان ص111)، والمعلومة المهمة في هذا السياق ما ورد في وثيقة بريطانية ظلت سرية زمناً طويلاً وهي موسوعة دليل الخليج التي وضعها لوريمر بأمر اللورد كيرزون في بداية القرن العشرين لتكون دليلاً معرفياً لرجال بريطانيا أثناء محاولتها إحكام قبضتها على منطقة الخليج، وظل الدليل سرياً إلى سنة 1955 (الكويت في دليل الخليج لخالد سعود الزيد ص 11-12) وقد جاء في هذا الدليل في القسم الخاص بالعراق : "وقد كان مدحت صنيعة لدائرة خارجيتنا" أي عميلاً لوزارة الخارجية البريطانية بالمصطلحات المعاصرة، القسم التاريخي ج4 ص 2123، ورغم كل ذلك مازالت مدرسة التغريب تعده من رواد الإصلاح وتحتفي به احتفاء كبيراً يعده من الشهداء.عُرف الصدر الأعظم والوزير والوالي مدحت باشا في أوساط الإصلاح العثماني بأبي الدستور وأبي الإصلاح وأبي الأحرار، كما وُصف بأنه من زعماء الإصلاح في العصر الحديث، وقد اتهمه السلطان عبد الحميد الثاني في مذكراته بأنه كان عميلاً لبريطانيا (ص 110)، وأنه لو كان يعلم حقيقته زمن توليته لما أسند المناصب إليه وذلك رغم اعترافه بقدراته الإدارية، وتؤيد المصادر القديمة قول السلطان فقد جاء في كتاب "عصر السلطان عبد الحميد وأثره في الأقطار العربية" الذي صدر في دمشق في ثلاثينيات القرن العشرين ولم يكن محابياً للسلطان بل منتقداً بشدة، أن مدحت باشا كان منحازاً إلى السياسة البريطانية وكانت الصحف والساسة في بريطانيا يثنون عليه كما حاز على ثقة الرأي العام هناك (ص64 و145) كما حاول استجلاب التدخل الغربي لضمان تطبيق الدستور العثماني رغم كونه الصدر الأعظم (ص160) وكان من رءوس المؤامرة لخلع السلطان عبد العزيز، والمشكلة في ذلك أنه رغم كونه وزير دولة طلب مساعدة السفير البريطاني وتدخل الأسطول البريطاني لحماية القائمين بالعملية وهو ما أشير إليه في موسوعة خطط الشام لمحمد كرد علي (1925) الذي كان من معارضي السلطان عبد الحميد (ج3ص99)، ولما عزل السلطان عبد الحميد مدحت باشا من الصدارة (1877) حدث صدى عظيم في أندية السياسة الأوروبية (عصر السلطان ص 175) واستاءت بريطانيا من نفيه (ص 180) وتدخلت مع فرنسا لإعادته (ص183)، ولما صدر الأمر باعتقاله بتهمة اغتيال السلطان عبد العزيز لجأ إلى القنصلية البريطانية والفرنسية (مذكرات السلطان ص111)، والمعلومة المهمة في هذا السياق ما ورد في وثيقة بريطانية ظلت سرية زمناً طويلاً وهي موسوعة دليل الخليج التي وضعها لوريمر بأمر اللورد كيرزون في بداية القرن العشرين لتكون دليلاً معرفياً لرجال بريطانيا أثناء محاولتها إحكام قبضتها على منطقة الخليج، وظل الدليل سرياً إلى سنة 1955 (الكويت في دليل الخليج لخالد سعود الزيد ص 11-12) وقد جاء في هذا الدليل في القسم الخاص بالعراق : "وقد كان مدحت صنيعة لدائرة خارجيتنا" أي عميلاً لوزارة الخارجية البريطانية بالمصطلحات المعاصرة، القسم التاريخي ج4 ص 2123، ورغم كل ذلك مازالت مدرسة التغريب تعده من رواد الإصلاح وتحتفي به احتفاء كبيراً يعده من الشهداء.




[1]-الفيكونت فيليب دي طرازي، تاريخ الصحافة العربية، دار صادر، بيروت، ج 1 ص 45-46.

[2]- Stanford J. Shaw & Ezel Kural Shaw, History of the Ottoman Empire and Modern Turkey, Cambridge University Press, 2002, Vol. II. pp. 251-252.

[3]-الفيكونت فيليب دي طرازي، ج 1 ص 260.

[4]-نفس المرجع ، ج 1 ص 246.

[5]-نفس المرجع، ج 1 ص 247-248.

[6]- مذكرات السلطان عبد الحميد، دار القلم، دمشق، 1991، ص 64.

[7]-الدكتور منير موسى، الفكر العربي في العصر الحديث (سوريا، من القرن الثامن عشر حتى العام 1918)، دار الحقيقة، بيروت، 1973، ص 30-31.

[8]-خالد سعود الزيد، الكويت في دليل الخليج ، شركة الربيعان للنشر و التوزيع، الكويت، 1981، ص 11-12.

[9]-مذكرات السلطان عبد الحميد، ص 110.

[10]-عصر السلطان عبد الحميد و أثره في الأقطار العربية 1876-1909، المطبعة الهاشمية بدمشق، ص 64 و 145.

[11]-نفس المرجع، ص 160.

[12]-محمد كرد علي، خطط الشام، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، 2007، ج 3 ص 99.

[13]-عصر السلطان عبد الحميد، ص 175.

[14]-نفس المرجع، ص 180.

[15]-نفس المرجع، ص 183.

[16]-مذكرات السلطان عبد الحميد، ص 111.

[17]-ج. ج. لوريمر، دليل الخليج(القسم التاريخي)، طبع على نفقة أمير قطر، ج4 ص 2123.

[18]-د.محمد الناصر النفزاوي، التيارات الفكرية السياسية في السلطنة العثمانية 1839-1918، دار محمد علي الحامي للنشر و التوزيع، صفاقس، و كلية العلوم الإنسانية و الإجتماعية، تونس،2001، ص291.

[19]-نجيب عازوري، يقظة الأمة العربية، المؤسسة العربية للدراسات و النشر، بيروت، ترجمة:د.أحمد بوملحم، ص115.

[20]-د. محمد الناصر النفزاوي، ص291.

[21]-نفس المرجع، ص 292.

[22] -الدكتورة فدوى أحمد محمود نصيرات، المسيحيون العرب و فكرة القومية العربية في بلاد الشام و مصر (1840-1918)، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2009 ، ص 283.

[23]-نجيب عازوري، ص 8-9.

[24]-نفس المرجع، ص 18-20.

[25]-د. محمد الناصر النفزاوي، ص106.

[26]-الدكتور منير موسى، ص 93.

[27]-نفس المرجع، ص 225-226.

[28]- مريم جويس، الكويت 1945-1996: رؤية إنجليزية-أمريكية، دار أمواج للطباعة و النشر و التوزيع، بيروت، ترجمة:مفيد عبدوني، ص187.

[29]-روجر أوين،الشرق الأوسط في الاقتصاد العالمي1800-1914،مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت،1990، ترجمة:سامي الرزاز،ص89.

-يوجين روجان، العرب من الفتوحات العثمانية إلى الحاضر، كلمات عربية للترجمة و النشر، القاهرة، 2011، ترجمة: محمد إبراهيم الجندي، ص 127-128.

-زاكري كارابل، أهل الكتاب: التاريخ المنسي لعلاقة الإسلام بالغرب، دار الكتاب العربي، بيروت، 2010، ترجمة: د. أحمد إيبش، ص 256 و 272.

قراءة 2045 مرات آخر تعديل على الجمعة, 11 أيلول/سبتمبر 2015 07:07

أضف تعليق


كود امني
تحديث