قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 01 تشرين1/أكتوير 2015 08:33

العدل بين الأمم في الإسلام

كتبه  الدكتورة ام كلثوم بن يحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الاستشهاد المرجعي للمقال: مجلة الحضارة الإسلامية، كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية، جامعة وهران – أحمد بن بلة، وهران، الجزائر،ع26، فبراير 2015م، ص، ص: 323-341.
مقدمة:
الحمد لله الذي أعزَّنا بالإسلام، و أكرَمَنا بالإيمان، و منَّ علينا و رَحِمَنا بأن جعلَنا من أمَّة خير الأنام، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و أكمل السلام، أما بعد:
         
فقد جعل الإسلام العدل أساس الخلافة في الأرض، و هدف التشريع الذي من أجله بعث الرسل و الأنبياء، قال تعالى﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَ أَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَ الْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾، (الحديد:25)، و جعله معيار صلاح الفرد و المجتمع، و حذر من غيابه الذي هو نذير الهلاك و الفناء، قال تعالى﴿ وَ كَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وَ أَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ ﴾، (الأنبياء:11).
         
و العدل في الإسلام مطلب شرعي محدد المرتكزات واضح السبل التي تساعد على تأسيس مجتمع مسلم متوازن قائم على احترام الإنسان و إشاعة الحريات، و تحقيق دولة القانون بعيدا عن التطرف و الغلو و الإرهاب، و التعفن السياسي و المجتمعي.
         
لقد وضع الإسلام الأسس و المرتكزات الواضحة لضمان قيام مجتمع مسلم يسوده القانون و يحفه الأمن و السكينة،  و يحرم عليه الانحراف العقدي و ما ينتج عنه من إرهاب للآمنين و المستأمنين، و تخريب للممتلكات، و تضييع للحقوق التي كفلها الإسلام للمسلم و غير المسلم.
أولا: مفهوم العدل في الإسلام 
         
للعدل في الإسلام منزلة لم يتبوأها في الديانات التي سبقته، ذلك أن الإسلام آخر الأديان و أشملها لمناحي الحياة من عبادات و عادات و معاملات، فوجب أن يكون العدل مرتكزا ترتكز عليه هذه المناحي، كما أنه يستند إلى مصدر إلهي مبني على مبدأي الثواب و العقاب في الدنيا و الآخرة، حيث مثقال الذرة له اعتباره، فلا إفلات من العقاب، و لا نسيان في الثواب، بينما يركز العدل الوضعي على مبدأ العقاب فقط، و حتى هذا المبدأ يخضع للنقص الذي يعتري العقل البشري، حيث الأدلة هي الحَكمْ، و الواسطة لها ميزان، و تَغَيُر القوانين له أثر.
1-1 
تعريف العدل:
         
قال الراغب الأصفهاني: " عدل: العَدَالةُ و المعَادلةٌ لفظ يقتضي معنى المساواة و يستعمل باعتبار المضايفة، و العَدلُ و العِدلُ يتقاربان، لكن العدل يستعمل فيما يدرك بالبصيرة كالأحكام، و على ذلك قوله: أو عدل ذلك صياما، و العدل و العديل، فيما يدرك بالحاسة كالموزونات و المعدودات و المكيلات، العدل هو  التقسيط على سواء،([1])أما اصطلاحا فقد عرفه الإمام علي كرم الله وجهه بقوله:" العدل هو وضع الأمور في مواضعها". (2)
و للعدل مرادفات كثيرة من أهمها: قسط، قصد، استقامة، وسط، حصة، ميزان....و غيرها كثير،(3)كما أنه له ثلاثة مصادر رئيسية هي الكتاب و السنة النبوية، بالإضافة إلى الاجتهاد الذي هو من اختصاص العلماء الذين بلغوا من العلم الشرعي منزلة تمكنهم من ذلك.
1-2 
العدل في القرآن:
ورد العدل و مرادفاته في القرآن الكريم في مواضع عدة قد لا يتسع المقام لذكرها كلها منها ما يلي:
1- 
أن ترد كلمة العدل و يراد بها القضاء بين الناس:
قوله تعالى﴿  ياٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَاء بِٱلْقِسْطِ وَ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَانُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ و اتقوا الله إن الله خَبيرٌ بمَا تعملون﴾، (المائدة:8).
فهذه الآية الكريمة تختزل آلاف السنين، و آلاف المحاولات التي خاضتها البشرية لتطبيق العدل تطبيقا مثاليا خاليا من المآخذ دون جدوى، حيث أوجبت على المؤمنين أربعة أوامر غاية في الدقة والصلة بالعدل، و هي:
1- 
أن يكونوا قوامين لله.
2- 
أن يكونوا شهداء لله تعالى بالقسط.
3- 
أن لا يجرمنهم شنآن قوم ألا يعدلوا، فالعدل أقرب للتقوى.
4- 
أن يتقوا الله الخبير بما يعملون.
قوله تعالى﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ٱلامَـٰنَـٰتِ إِلَى أَهْلِهَا وَ إِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً ﴾، (النساء:58).
قوله تعالى:﴿يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِٱلْقِسْطِ شُهَدَاء للَّهِ وَ لَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ ٱلْوٰلِدَيْنِ وَ ٱلاْقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَٱللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُواْ وَ إِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً﴾، (النساء:135). 
قوله تعالى﴿  فَلِذَلِكَ فَٱدْعُ وَ ٱسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَ لاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَ قُلْ ءامَنتُ بِمَا أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَـٰبٍ وَ أُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَ رَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَـٰلُنَا وَ لَكُمْ أَعْمَـٰلُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمُ ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَ إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ﴾، (الشورى:15).
قوله تعالى﴿ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الإِحْسَانِ وَ إِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَ يَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾، (النحل:90).
2- 
أن ترد كلمة العدل و يراد بها الحق:
كقوله تعالى﴿ وَ إِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَ لَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَ بِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، (الأنعام:152).
3- 
أن ترد مرادفات لكلمة العدل تؤدي نفس المعنى:
كقوله تعالى﴿ ‏شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَ الْمَلاَئِكَةُ وَ أُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ‏ ﴾،(آل عمران: 18).
و قوله تعالى﴿ وَ إِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾، (المائدة:42).
و قوله تعالى﴿ وَ أَوْفُواْ الْكَيْلَ وَ الْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾، (الأنعام:152).
ثانيا: التعايش السلمي و الحرب 
2-1 
سلمية الإسلام:
         
يتهم الإسلام مرة من غير المسلمين، و مرات من أبنائه الجاهلين لقيمه بأنه يتضمن في تعاليمه ما يدعو للعنف في الدعوة و في التغيير و يستشهدون بالتفسير المغلوط للآيات و الأحاديث النبوية، كما يجعلون من الوقائع التاريخية و الفتن التي عصفت بالأمة الإسلامية في العصر الوسيط، بالإضافة إلى ما جنته الجماعات المسلحة على الإسلام شاهدهم الدائم على اتهاماتهم.
         
و يزعم مناهضو الإسلام أنه لا يوجد على ظهر الأرض من يحول دون إحلال السلام، و إشاعة الوئام و الانسجام بين أبناء الأرض مثل المسلمين الذين يستعملون العنف و الإرهاب ضد خصومهم و مخالفيهم، و من ثمة ينبغي على شعوب الأرض أن تتخذ الأساليب و السبل لصدهم و منعهم مسخرين لذلك الترسانة الإعلامية الضخمة. (4)
         
و يكفى لكل مشكك في سلام الإسلام و سماحته أن يدرس تعاليمه دراسة علمية معمقة بعيدا عن التعصب و الاتهامات المسبقة ليجد ما يبهر العقول حول السلام العالمي في الإسلام، من ذلك: (5)
1- 
أن الإسلام نص على ضرورة التعايش السلمي المبني على الاحترامو يتجلى ذلك من خلال مجموعة من المبادئ التي رعاها الإسلام و منها:
أاحترام حرية المعتقدقال تعالى﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾، ( البقرة: 256)، فقد نعمت الأقليات كالأقباط و اليهود و المسيحيين في ظل الدولة الإسلامية بالعدالة بشتى صورها ما لم تعرفه في غيرها من الحضارات و الإمبراطوريات.
بأن الناس سواسية عند الله لا تفاضل بينهم إلا بالتقوىفقد قال صلى الله عليه و سلم:( يأيها الناس: ألا إن ربكم واحد، و إن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، و لا لأحمر على أسود، و لا أسود على أحمر إلا بالتقوى)(6).
ج- احترام حق النفس البشرية في الحياةقال تعالى﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَ مَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَ لَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴾، المائدة:32)، فقد جعل المولى عز و جل إحياء نفس واحدة بمثابة إحياء للبشرية جمعاء، و قتلها قتل للبشرية جمعاء، كما أن المولى عز و جل قرن قتل النفس بغير حق بالشرك في غير موضع من كتابه العزيز، قال تعالى﴿ وَ الَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَ لَا يَزْنُونَ وَ مَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً﴾، (الفرقان:68-69).
2- 
أن الإسلام جعل السلم و هو الأصل و الحرب و القتال خلافه:
         
نص الإسلام على أن أساس العلاقة بين المسلم و غيره هو التعايش السلمي المبني الاحترام المتبادل، و تبادل المنافع و المصالح، أما الحرب فهو طارئ على الأصل، و حتى حال حدوثها فقد ضبطها الشارع الحكيم بمجموعة ضوابط تقنن القتال و تجنب المدنيين ويلاته، و تجعل من العفو بديلا شرعيا مستحبا للعقوبة.
3- 
أن الإسلام حث على العفو بدلا من العقوبة:
         
العفو خلق كريم تحلى به رسولنا الأعظم و حث الصحابة و من بعدهم المسلمين على التحلي به، و ضرب لنا في ذلك مثلا رائعا عن العفو بعد المقدرة و هو ما لم نجده في الحروب التي تذكرها كتب التاريخ، فالنبي عاني الأمرين من قريش فترة استضعافه، فلما كان يوم الفتح قال سعد بن عبادة:" يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل الله قريشا....و قال عبد الرحمن بن عوف و عثمان بن عفان: يا رسول الله ما نأمن سعدا أن يكون منه في قريش صولة، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلماليوم يوم المرحمة، اليوم أعز الله فيه قريشا، و أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى سعد فعزله".(7)
4- 
أن الإسلام ذم العدوان و نهى عنه:
         
فقد نهى المولى عز و جل عباده المسلمين عن العدوان بشتى صوره السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، و خص العسكرية بنوع من التفصيل، قال تعالى﴿و قاتلوا َفي سبيل الله الذين يقاتلونكم و لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين﴾، (البقرة:  190)، قال البيضاوي:" و لا تعتدوا بابتداء القتال أو بقتال المعاهدة أو المفاجأة به من غير دعوة أو المثلة أو قتل من نُهِيتم عن قتله"(8)، و قال السيد قطب:" و العدوان يكون بتجاوز المحاربين المعتدين إلى غير المحاربين من الآمنين المسالمين، كما يكون بتجاوز آداب القتال التي شرعها الإسلام و وضع بها حدا للشناعات التي عرفتها حروب الجاهليات الغابرة و الحاضرة على السواء، تلك الشناعات التي ينفر منها حس الإسلام و تأباها تقوى الإسلام. (9)
وقفة للتأملنعود و نقول للمشككين في سلام الإسلام و سماحته أن يحتكموا للوقائع التاريخية التي تسردها كتبهم لا كتبنا، و الأمثلة كثيرة كثرة هذه الوقائع نأخذ منها ما يلي: (10)
1-               
بلغ عدد ضحايا الحروب الدينية بين المسيحيين أنفسهم في أوربا عشرة ملايين حسب إحصاء الفيلسوف الأوربي فولتير. (11)
2-               
بلغ عدد ضحايا الحرب العالمية الأولى من الجنود فقط ثمانية ملايين، بينما بلغ عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية حسب الموسوعة البريطانية ما بين:(35- 60) مليون شخص.
3-               
عرفت الحروب الصليبية أشنع أساليب القتل و التنكيل التي عرفتها البشرية و التي مورست في حق المسلمين، و يكفي لذلك مثال واحد: أنه قتل في زهاء يومين أربعون ألف شخص من أهل المدينة، في حين أن صلاح الدين لما فتح بيت المقدس عامل الأسرى معاملة طيبة و لم شملهم و عائلاتهم و أبقى من أراد البقاء في المدن الساحلية كعكا و صور و رحل من أراد الرحيل، و لم يقتل بعد انتهاء المعارك مسيحيا واحدا. (12)
و يقابل ما ذكرناه سابقا أن مجموع ضحايا كل الغزوات و السرايا التي خاضها الرسول صلى الله عليه و سلم لنشر الإسلام في تسع سنوات بلغ: (368) قتيلا من الطرفين؛ (203) قتلى من المشركين، و (183) شهداء من المسلمين، فأي الفريقين أحق بأن يكون أهلا للسلم و السلام: الغرب أم الإسلام؟؟؟!
2-2 
الحرب في الإسلام:
أ- الجهاد و المتغيرات:
لم تكن كلمة الحرب مرادفة لكلمة الجهاد لا في عرف المسلمين و لا في عرف اللغة، و الاختلاف بينهما في الغاية و الغرض، فالأولى لها أغراض مادية و مصلحية في غالب الأحيان، و الثانية تهدف إلى رد العدوان و حماية الأمة(13).
فالجهاد في مجمله إنما هو وسيلة شرعها المولى عز و جل لتحقيق أهداف الإسلام العالمية باعتباره آخر الديانات، و باعتباره موجها إلى البشرية جمعاء، لكن رغم ذلك فالجهاد أعم من أن يكون بالسيف، و لا يقتضي بالضرورة الحرب و القتال، بل قد يٌحًقِقُ أهداف الإسلام بالوسائل السلمية التي تندرج تحت مصطلح الجهاد، و لنا أن نستأنس بشهادة رونالد أوليفر عندما يقول أن الإسلام شق طريقه إلى ما وراء الصحراء بفضل الثقافة و الفكر و الدعوة(14)، ذلك أن من معاني الجهاد "بذل الوسع"، "السعي" و من تعريفاته (15): أن يبذل المؤمن جهده لأداء وظيفة ما أو القيام بمهمة محددة، كما يعرفه الدكتور أحمد شلبي بأنه:" الجهد في مدافعة الشر و استجلاب الخير، و قد يكون الجهاد نفسيا و قد يكون ماديا، و العدو قد يكون ظاهرا و قد يكون خفيا، و يشمل ذلك جهاد النفس الذي يعد جهادا أكبرا"(16).
أ-1 موجبات الجهاد 
فرض جهاد في الإسلام لأسباب واضحة أهمها:
1-               
الدفاع عن النفس:            
للدولة المسلمة الدفاع عن نفسها مصداقا لقوله تعالى:﴿و قاتلوا َفي سبيل الله الذين يقاتلونكم و لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ﴾، (البقرة:  190)، و الجهاد بالمعنى الهجومي لم يكن ملزما إلا في الحالات التي تكون فيها الدولة قادرة ماديا و عسكريا على ذلك، فلما بدأت قوة الدولة في التناقص حاول العلماء أن يشرحوا مصطلح الجهاد شرحا يتماشى و الأوضاع المستجدة على الدولة، فها هو ابن تيمية يقرر بناءا على الأخطار الخارجية التي كانت تواجه الأمة الإسلامية من صليبيين و مغول أن الجهاد ليس حربا هجومية بل هو حرب دفاعية يلجأ إليها المسلمون إذا هددوا في أمنهم فيقول:" إذا كان لغير المؤمن أن يقتل ما لم يسلم، فإن عملا كهذا ينطوي على أعظم الإكراه، و هو مخالف لقوله تعالى﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾، ( البقرة: 256). (17)
2-              
تأديب القبائل و الدول التي تنقض عهودها مع المسلمين:
و ذلك مصداقا لقوله تعالى﴿وَ إِن نَكَثوا أَيمانَهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم وَ طَعَنوا في دينِكُم فَقاتِلوا أَئِمَّةَ الكُفرِ إِنَّهُم لا أَيمانَ لَهُم لَعَلَّهُم يَنتَهونَ  أَلا تُقاتِلونَ قَومًا نَكَثوا أَيمانَهُم وَ هَمّوا بِإِخراجِ الرَّسولِ وَ هُم بَدَءوكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخشَونَهُم فَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخشَوهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾، (التوبة:12-13).
و المتتبع لغزوات الرسول صلى الله عليه و سلم من بدر إلى فتح مكة يجدها في مجملها ردا على عدوان الأعداء، فلم يبتدئها صلى الله عليه و سلم رغبة منه في الحرب و إنما دفاعا عن أمته صلى الله عليه و سلم.
         
أما ما يحدث من الاستدلال بأن جهاد أبلغ دليل على عدوان الإسلام يجاب عنه بما تقدم من أن الجهاد في مجمله إنما هو وسيلة شرعها المولى عز و جل لتحقيق أهداف الإسلام العالمية باعتباره آخر الديانات، و باعتباره موجها إلى البشرية جمعاء، و يكفى لكل مشكك في سلام الإسلام و سماحته أن يدرس تعاليمه دراسة علمية معمقة بعيدا عن التعصب و الاتهامات المسبقة ليجد ما يبهر العقول حول السلام العالمي في الإسلام.
أ-2 موانع الجهاد :
إن الدارس للتاريخ الدولة الإسلامية في قمة قوتها و عظمتها يجد أن العلماء قننوا الجهاد و لم يطلقوا يد الخليفة فيما يخص ذلك، و نذكر من ذلك كمثال ما حدث بين هارون الرشيد و الإمام الشيبناني عندما أراد الأول نقض معاهدة الصلح المبرومة مع قبيلة بني تغلب -و هي قبيلة عربية مسيحية- لأنها تعاطفت مع البزنطيين ضد المسلمين، و أراد قمعهم فرفض الإمام ذلك بحجة أن القبيلة لم تنقض المعاهدة فلا موجب لقتالهم (جهادهم)، و حتى لما كان نجم الدولة الإسلامية آيل للسقوط، فإن العلماء لم يفتحوا باب الجهاد على مصراعيه كما فعل الإمام بن تيمية حينما دافع عن حقوق المسيحيين ضد التمييز. (18)
ب- أخلاقيات الحرب في الإسلام:
سبق الإسلام من خلال منظومته الفقهية القوانين الوضعية بمئات السنين فيما يتعلق بحمايته لحقوق المدنيين و حتى المحاربين الأعداء، و يعتبر الفقيه أبو الحسن الشيباني الحنفي أول من صنف في أحكام الحروب و أخلاقها في مؤلفه كتاب السير الكبير ثم كتاب السير الصغير، ثم تبعه في ذلك الكثير من جهابذة الفقه الإسلامي، و للحرب في الإسلام مجموعة من الضوابط و الأخلاق التي هي عماد قيام هذه الحرب، و وفقها توصف بالشرعية أو العدوانية، و بناء عليها يكون المحارب أما مجاهدا في سبيل الله أو معتديا باغيا، و من أهم هذه الأخلاقيات و الضوابط:
1-
أن يكون القتال في سبيل الله:
الحرب في الإسلام حرب خالصة لوجهه الكريم، يكون الغرض منها إعلاء كلمة الإسلام و حماية أهله من العدوان لقوله صلى الله عليه و سلم:" من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"(19) ، و قوله صلى الله عليه و سلم:"اغزوا باسم الله و في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله اغزوا و لا تغلوا و تغدروا و لا تمثلوا و لا تقتلوا وليدا". (20)
2- 
عدم تمني لقاء العدو:
لم يكن القتال غاية في عصر الرسالة، إنما هو آخر الوسائل التي يستعملها المسلمون في خياراتهم، و المسلم وفق هذا الطرح لا يتمنى لقاء العدو و قيام الحروب، و إنما يتمنى السلامة و العافية له و لجميع المسلمين(21)، يقول صلى الله عليه و سلم:" يأيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو، و سلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، و اعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف"(22).
3- 
النهي عن قتل الشيوخ و الأطفال و النساء
أجمع أهل العلم (23)على عدم جواز قتل الشيوخ و الأطفال و النساء في الحروب؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه و سلم إذا أمَّر أميرًا على جيشٍ أو سريَّةٍ أوصاه بالالتزام بأخلاق الحرب قائلا: "وَ لاَ تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا، وَ لاَ طِفْلاً، وَ لاَ صَغِيرًا، وَ لاَ امْرَأَةً.."(24).
4- 
النهي عن الغدر و التعذيب و المثلة:
المسلم المنتصر المنتشي بفرحة النصر و القوة ممنوع من الجور و الفساد و التخريب و الانتقام، و لو لم يكن في أخلاق الحرب في الإسلام إلا هذا الخلق لكفى لوصف الإسلام بالسماحة و الإنسانية ذلك أنه دعا المسلمين إلى احترام الإنسانية و التحلي بصفاتها و هم في حالة قوة و نصر و قدرة، و قد تقدم معنا قوله صلى الله عليه و سلم:"اغزوا باسم الله و في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله اغزوا و لا تغلوا و تغدروا و لا تمثلوا و لا تقتلوا وليدا"، و حين قال سعد بن عبادة لأبي سفيان:" يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الكعبة "، فقال النبي صلى الله عليه و سلم:" و لكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة يوم تكسى فيه الكعبة"(25).
5-
النهي عن التخريب و الإتلاف:
و ذلك عملا بقوله تعالى﴿وَ إِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ وَ اللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾، (البقرة:205)، و قوله تعالى﴿وَ لا تُفسِدوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِها وَ ادعوهُ خَوفًا وَ طَمَعًا إِنَّ رَحمَتَ اللَّـهِ قَريبٌ مِنَ المُحسِنينَ ﴾، (الأعراف:56)، كما يظهر ذلك جليا في وصية سيدنا أبو بكر الصديق ليزيد بن معاوية:" و لا تقطعن شجرا مثمرا، و لا تخربن عامرا، و لا تعقرن شاة، و لا بعيرا إلا لمؤاكلة، و لا تحرقن نخلا ، و لا تغرقنه، و لا تغلل و لا تجبن".(26)
6-
عدم قتل الرسل:
فقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال لرسول مسيلمة الكذاب و قد شهد أمامه أن مسيلمة رسول:" لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما.." (27)، كما ثبت عن سيدنا أبي بكر رضي الله عنه قوله ليزيد:" ....و إذا قدمت عليك رسل عدوك فأكرم منزلتهم..." (28).
7- 
المعاملة الإنسانية لأسرى الحرب:
أسس الإسلام قبل غيره من الشرائع السماوية و الوضعية لقاعدة حماية أسرى الحرب، و نص على معاملتهم معاملة طيبة حتى يبث في أمرهم على النحو التالي:
الحالة الأولىإطلاق سراحهم
الحالة الثانيةإخضاعهم للفدية
الحالة الثالثةقتلهم
و قد استند الفقهاء في تقرير هذه الحالات إلى قوله تعالى:﴿ ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَ تُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوَانِ وَ إِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ وَ مَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾، (البقرة 85)، و قوله تعالى﴿ ما كانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكونَ لَهُ أَسرى حَتّى يُثخِنَ فِي الأَرضِ تُريدونَ عَرَضَ الدُّنيا وَ اللَّـهُ يُريدُ الآخِرَةَ وَ اللَّـهُ عَزيزٌ حَكيمٌ  لَولا كِتابٌ مِنَ اللَّـهِ سَبَقَ لَمَسَّكُم فيما أَخَذتُم عَذابٌ عَظيمٌ ﴾،(الأنفال: 67- 68)،  و قوله تعالى﴿ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِمَن في أَيديكُم مِنَ الأَسرى إِن يَعلَمِ اللَّـهُ في قُلوبِكُم خَيرًا يُؤتِكُم خَيرًا مِمّا أُخِذَ مِنكُم وَ يَغفِر لَكُم وَ اللَّـهُ غَفورٌ رَحيمٌ وَ إِن يُريدوا خِيانَتَكَ فَقَد خانُوا اللَّـهَ مِن قَبلُ فَأَمكَنَ مِنهُم وَ اللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ﴾، (الأنفال 70-71).
الخاتمة:
         
حرم المولى عز و جل الظلم على نفسه و جعله محرما بين عباده، و أوجب العدل على نفسه و جعله من أسماءه الحسنى و أوجبه على عباده، ذلك أن تطبيق قيم العدل و العدالة وحدها الكفيلة بتحقيق مبدأ الكرامة الإنسانية، و مبدأ المساواة في الحقوق و الواجبات، و مبدأ التعايش السلمي بين الأمم التي أكد عليها القرآن الكريم، و لعلي أختم بحثي هذا بعددٍ من النتائج و التوصيات:
1- 
الأصل في العلاقة بين المسلمين و غيرهم السلم و التعايش، أما ما تروجه وسائل الإعلام الغربية من أن الإسلام دين للعنف يجب الوقوف ضده، و ما تروجه الجماعات الإرهابية من أن الحل الوحيد الأوحد لإقامة الدولة الإسلامية هو حد السيف، ما هو إلا تشويش على عظمة هذا الدين.
2-  
إن التطرف و الإرهاب ليس من صنيع المسلمين بل هو من صنيع الغرب في القرون الوسطى، و من نتائج ظلمه و استعماره للشعوب في العصر الحديث.
التوصيات:
1- 
على علماء الشريعة أن ينبروا للدفاع عن الإسلام و رسالته السامية التي تحمل بين جنباتها كل ما هو إنساني و أخلاقي، و تصحيح المفاهيم الخاطئة حوله للعامة من غير المسلمين و المسلمين، و التي كان للإعلام الغربي دور بارز في غرسها.
2- 
محاربة هذا الاقتران الذي استساغه الغرب بين الإسلام و الإرهاب و تجنيد ما يلزم من الإمكانات المادية و الإعلامية لتحقيق ذلك.
3- 
إحياء السنن النبوية فيما يتعلق بفقه الخلاف و معاملة الآخر و تعليمها للشباب المسلم لصناعة جيل رباني يسعد في الدارين و يسعد من جاوره من الأمم بأخلاقه الربانية.
الهوامش:
 
([1]) 
الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن، ط(3)، 1422هـ-2001م، دار المعرفة، بيروت، لبنان، ص:329.
(2) 
الشريف الرضي، نهج البلاغة، تحـ: الشيخ محمد عبده، دار المعرفة للطباعة و النشر، بيروت، لبنان:(4/102).
(3) 
مجيد خدوري، مفهوم العدل في الإسلام، ط(1)، 1998م، دار الحصاد للنشر و التوزيع، دمشق، ص: 21.
(4) 
هيثم عبد السلام محمد، مفهوم الإرهاب في الشريعة الإسلامية، ط(1)، 2005م،  دار الكتب العلمية، بيروت، ص:11.
(5) 
ينظر: حمدي سلمان معمر، محددات الإسلام التربوية للوقاية من الإرهاب، ص:(327-332).
(6) 
الشيباني، المسند، تعليق: شعيب أرنؤوط، ب.ت، مؤسسة قرطبة، القاهرة: (1/441).
(7) 
المتقي الهندي، كنز العمال في سنن القوال و الأفعال، 1989م، مؤسسة الرسالة، بيروت:(10/762).
(8) 
البيضاوي، تفسير البيضاوي: (1/475)، http://islamport.com/d/1/tfs/1/31/1675.html?zoom_highlightsub=%C7%C1
(9) 
سيد قطب، في ظلال القرآن، ص: (1/161)، http://www.altafsir.com.
(10) 
ينظر بالتفصيل: حمدي سلمان معمر، محددات الإسلام التربوية للوقاية من الإرهاب، ص:(327-332).
(11) 
الفاتيكان و الإسلام2780 http://nosra.islammemo.cc/onenew.aspx?newid=: .
(12) 
الحرب المقدسة.. الحملات الصليبية و أثرها على العالم اليوم:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/D84BE6CC-E8D0-4215-92DD-1DFFAE2202F4.htm
(13) 
محمد محمد الشلش، أخلاقيات الحرب بين الفقه و القانون، ص:4.
(14) 
إبراهيم يحي الشهابي، مفهوم الحرب و السلام في الإسلام، ص: 31.
(15) 
الزبيدي، تاج العروس، مادة جهد.
(16)  
أحمد شلبي، الجهاد في التفكير الإسلامي، ط(1)، 1968م، مكتبة النهضة المصرية، ص:17.
(17) 
ابن تيمية، السياسة الشرعية، تحـ: النشار و عطية، القاهرة، 1951م، ص:(125-153).
(18) 
مجيد خدوري، مفهوم العدل في الإسلام، ط(1)، 1998م، دار الحصاد للنشر والتوزيع، دمشق، ص:195.
(19) 
أخرجه البخاري ، كتاب الجهاد ، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، برقم 2810 ، و أخرجه مسلم كتاب الإمارة، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، برقم 1904، ينظر: البخاري الجامع الصحيح المختصر، تحـمصطفى ديب البغا، ط(3)،1987م،  دار ابن كثير، اليمامة، بيروت، و ينظر: مسلم، صحيح مسلم، تحـ: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
(20)  
رواه مسلم في كتاب البر و الصلة و الآداب، باب تأمير الأمراء على البعوث و وصيته إياهم :(4/1986)، رقم: 2564.
(21) 
ينظر: حامد محمد الخليفة، أخلاق و آداب الحرب في عصر الرسول صلى الله عليه و سلم، ط(1)، 2009م، دار عمار للنشر والتوزيع، الأردن، ص: 49.
(22) 
رواه البخاري في الجامع الصحيح، في كتاب الجهاد، باب : لا تمنوا لقاء العدو، رقم 2863.
(23)  
السرخسي، المبسوط، ط(2)، دار المعرفة، بيروت، لبنان:(10/05)، مالك، المدونة:(2/07)، الشافعي، الأم، ط(1)، 1401هـ، دار الفكر، بيروت:(4/253)، ابن قدامة، المغني، دار الكتاب العربي، بيروت:(10/504).
(24)  
رواه البيهقي في سننه، كتاب الأشربة و الحد فيها، باب ترك قتل من لا قتال فيه كالرهبان، رقم: 16706، ينظر: البيهقي، السنن الكبرى، تحـ: محمد عبد القادر عطا، 1414هـ-1994م، مكتبة دار الباز، مكة المكرمة.
(25)  
رواه البخاري في الجامع الصحيح، في كتاب المغازي، باب أين ركز النبي صلى الله عليه و سلم رايته يوم الفتح، برقم: 4030.
(26)  
رواه البيهقي في كتاب السير، باب ترك من لا قتال فيه من الرهبان و الكبير و غيرهما:(9/89).
(27)  
أخرجه الحاكم في مستدركه، دط، 1998م، دار المعرفة، رقم:1090.
(28)  
المسعودي، مروج الذهب و معادن الجوهر، ط(1)، 1965م، دار الأندلس، بيروت:(2/302).

http://wefaqdev.net/st_ch571.html

قراءة 1969 مرات آخر تعديل على الجمعة, 02 تشرين1/أكتوير 2015 05:33

أضف تعليق


كود امني
تحديث