قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 04 آب/أغسطس 2016 10:09

في ذكرى إعلان الاستقلال وولادة الديمقراطية الأمريكية: دور الإرادة الشعبية في الغرب في العدوان على الشعوب 1/2

كتبه  الأستاذ محمد شعبان صوان من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

"يبدو أن هذا هو رأي عامة الناس هنا" أي أن قتل السكان الأصليين أينما وجِدوا عمل يستحق التقدير و المكافأة

     وليام جونسون مراقب الشئون الهندية البريطاني في أمريكا (1766)[1].

مقدمة توضيحية

في دراسات سابقة فصلت بإسهاب كيف أن الدول الغربية التي تطبق الديمقراطية في داخلها و تدعو لها في الخارج أهملت تطبيقها على الشعوب التي قامت هي بالعدوان عليها، و سردت أمثلة على ذلك و على عدم إدخال رغبات هذه الشعوب في عملية تقرير مصيرها، كما فصلت دور الديمقراطية الغربية في العدوان على بعض الشعوب الأصلية و كيف أن هذا العدوان صدر بقرارات ديمقراطية، و بمناسبة ذكرى إعلان الاستقلال الأمريكي (الرابع من تموز/ يوليو/ جويلية 1776) الذي نتج عنه ولادة الديمقراطية السياسية الأمريكية التي تتزعم الديمقراطيات الغربية اليوم و تقود نشر الديمقراطية في العالم و لو بطرق غير ديمقراطية (!) فإنه من المناسب بحث دور الشعوب الغربية في دعم عمليات الهجوم على العالم غير الأوروبي و إن كان ذلك واضحاً من طبيعة النظام الديمقراطي الذي تمثل فيه الحكومة إرادة الأغلبية، إلا أنه من المفيد الاطلاع أيضاً على دور هذه الإرادة في دعم العدوان لا سيما في وجود آراء تتخذ من تنوع المواقف داخل المجتمعات الغربية وسيلة قد تؤدي في النهاية إلى تمييع مواجهة العدوان المستمر الملموس بحجة وجود آراء إنسانية ترفض هذا العدوان داخل هذه المجتمعات رغم أننا لا نلمس أثراً عملياً لهذا الرفض.

فلاسفة و مفكرو النهضة و التنوير يمهدون للعدوان

اتضحت ملامح النهضة الأوروبية في القرن السادس عشر، و قد أدت فيما بعد إلى ظهور العالم الغربي بشكله الحالي، و لكن الجوانب الإصلاحية و العقلية و العلمية و الإنسانية التي طبعت العصر الحديث بطابعها كان لها آثار سلبية جداً على الإنسان غير الأوروبي، و لم يكن ذلك بطريق الخطأ الجانبي أو غير المقصود، فقد أسس مفكرو النهضة لهذه السلبيات عمداً و عن سبق الإصرار:

1-المدينة الفاضلة لتوماس مور مدينة استعمارية: اشتهر السير و القديس و الفيلسوف الإنجليزي توماس مور (1477-1535) بأنه أحد رواد الحياة المثالية و المدينة الفاضلة بعد تأليفه روايته الشهيرة يوتوبيا (1516) التي تحدث فيها عن مكان خيالي في القارة الأمريكية يعيش فيه شعب بطريقة تخلو من جميع العيوب التي كانت أوروبا المسيحية تعيشها في ذلك الزمن[2]، و كان المقصود من الرواية إظهار المثل العليا للحياة الإنسانية و منها التسامح و المشاركة و العلم، و قد أصبحت هذه الرواية رمزاً لكل من يسعى إلى الحياة الفاضلة المثالية.

و مع هذا فقد احتوت هذه الجنة على صفة لن تلبث بعد ذلك أن تصبح من صفات المجتمعات الأوروبية الاستعمارية  و هي التوسع المستمر، فقبل قرن من بداية الاستعمار الاستيطاني الإنجليزي في أمريكا، وضع الإنساني توماس مور مبرراته الأخلاقية التي ستتوسع بمرور الزمن[3]، و قال: "إذا زاد عدد السكان في الجزيرة كلها على الحد المعين، فإنهم يختارون عدداً من المواطنين من كل مدينة و يقيمون لهم مستعمرة تخضع لقوانينهم على جزء من أرض القارة المجاورة لهم، في مكان تكثر فيه لدى السكان الأصليين الأرض غير المأهولة و غير المزروعة"، و هذا هو بالضبط التبرير الذي حمل البيض في أمريكا على سلب أراضي الهنود مع التوسع كثيراً في تفسير "غير المأهولة و غير المزروعة" حتى لم يبق للهندي ما يقف عليه (!)، و تتابع الرواية المثالية:" و إن أراد السكان الأصليون أن يسكنوا معهم سمحوا لهم بالانضمام إليهم، و عندما يتم هذا الاتحاد، يندمج الفريقان معاً،......أما إذا رفض هؤلاء السكان طاعة قوانين اليوتوبيين، فإنهم يطردونهم من الأرض التي اختاروها لأنفسهم، فإذا قاوموا، شنوا عليهم الحرب، فهم يعدون أن أعدل مبرر للحرب هو أن يتمسك قوم بقطعة من الأرض لا يستغلونها بل يتركونها بوراً"[4]، و لن يكون من الصعب بعد ذلك على من يتبنى هذه الآراء أن يهمل واجباته فيها، كالاندماج مع السكان الأصليين، و ينتقي ما يناسب حقوقه منها، كالاستيلاء على الأرض و طرد أصحابها بحجة عدم استعمالهم إياها، و هي الخطوة التي سيقوم بها فكرياً الفيلسوف جون لوك فيما بعد في مقالته الثانية عن الحكومة (1689)، و حجة عدم استعمال الأرض هذه هي نفس الحجة التي بررت ما حصل في أمريكا و بعد ذلك في فلسطين حيث طُرد الأهالي و لم يُسمح بالعودة حتى للذين قبلوا منهم "بالعيش بسلام مع جيرانهم" كما نص على ذلك قرار الأمم المتحدة رقم 194.

2-السير والتر رالي (1552-1618): و قد وُصف بأنه مساهم رئيس في التطورات التي شهدها المجتمع الإنجليزي بداية من عهد الملكة إليزابيث الأولى و التي وصلت أوجها بالديمقراطية السياسية و الليبرالية الاقتصادية و التسامح الديني و انتصار العلم الحديث، و لكنه إلى جانب كل ذلك كان مؤسساً لفكرة الاستعمار بصفتها حلاً لمشاكل إنجلترا و عطاء لجميع أبنائها "من العاطلين عن العمل إلى البروتستانت، و من تجار المدن إلى الأبناء الأصغر للعائلات الكبرى"، و هو الذي مول الرحلات الأولى لأمريكا، و شارك في إخضاع و قتل الإيرلنديين، و دعا إلى ضرورة إزاحة التحدي الإسباني للهيمنة الإنجليزية، و هو ما تحقق بهزيمة الأرمادا (1588)، كما أنه رعى أول عملية استيطان إنجليزي في العالم الجديد (1584)[5]، و رغم فشل محاولاته الاستيطانية الأولى، فقد "قادت جهوده المثابرة عملية الاستيطان الإنجليزي الدائم في العالم الجديد"[6].

3-جون لوك يمارس الاستشراق الاستئصالي لتبرير عملية غزو أمريكا: قدمت أفكار الفيلسوف و الاقتصادي و الكاتب السياسي الإنجليزي الشهير جون لوك (1632-1704)إلهاماً للثورة في كل من إنجلترا (1688) و الولايات المتحدة (1776)، و لهذا عُد من رواد عملية التغيير الاجتماعي في العصر الحديث[7]، و قد قدم لوك أفكاراً اقتصادية شهيرة فيما يتعلق بحق الإنسان في الملكية الفردية الناتج عن عمله في الموارد الطبيعية و حقه في استخلاص ما يبذل جهده فيه من هذه الموارد و لا سيما الأرض منها، و عد ذلك بديهية و أحد مقتضيات القانون الطبيعي الذي يسلم بكون الإنسان مالكاً قواه التي تعمل، و لكنه لم يقف عند هذا الحد، و عند التطبيق العملي لأفكاره الاقتصادية قام بالخطوة اللازمة لتجاوز حقوق السكان الأصليين كما وُصفت في "يوتوبيا" و ذلك بممارسة ما أسميه الاستئصال (و هو الاستشراق معمماً على جميع السكان الأصليين في العالم) على الهندي الأحمر بالتعامي عن حقيقة ماثلة للعيان آنذاك و هي عمل الهنود في الزراعة، و إنكار قيامهم بجهود في تطوير الأرض التي يعيشون عليها مما جعل أراضيهم أرضاً "قاحلة" و"يباباً" و من حق المستوطن أن ينتزعها لنفسه بالعمل[8]، و ذلك رغم أن هذا المستوطن تعلم كثيراً من أساليب الزراعة في العالم الجديد من الهندي نفسه[9]، و مع ذلك فقد قام هذا المستوطن بخطوة أخرى في العدوان متقدمة عما أقرته فلسفة لوك المتقدمة أصلاً على فلسفة توماس مور، و هذا من طبيعة تطبيق النظريات عندما تقتضي المصالح، و ذلك عندما لم يكتف المستوطن بالاستيلاء على ما يكفي قوته من الأرض التي وصفت بالقاحلة بل نشأت مصالح كبرى من الاستيلاء على أراض واسعة استنادا إلى الرشوة و الفساد[10]، و هو ما أدى في النهاية إلى إبادة السكان الأصليين بعد تضييق مصادر الرزق عليهم و عدم الإبقاء على الحد الأدنى الذي يقتاتون به و ذلك على عكس ما ادعت النظريات الفلسفية المبررة للعدوان و التي لم تستح فيما بعد من ممارسة استشراق فاضح بالادعاء أن فلسطين أرض بلا شعب.

الإرادة الشعبية الأمريكية و احتلال القارة

يلاحظ قارئ التاريخ الأمريكي أنه مثل كل الكيانات الاستيطانية الاستعمارية الأوروبية كانت مصلحة قاعدته الشعبية تدفع باتجاه الاستيلاء على أراضي و ممتلكات و موارد السكان الأصليين بطريقة كان على حكومات هذه الكيانات أن تتدخل كثيرا لضبطها ليس من باب الإنسانية و الحرص على مصالح الهنود بل من باب السياسة و تقدير المنافع و الأضرار و بخاصة أنه كثيراً ما ثبت عملياً أن اتباع الطرق الدبلوماسية في الحصول على أرض الهندي أرخص من استعمال الوسائل العسكرية[11]التي وصلت نفقات بعضها إلى مليون دولار لقتل الهندي الواحد[12]، و لكن المشكلة في المقياس النفعي أنه لم يكن يمنع اللجوء إلى أية وسيلة حتى لو لم تكن أخلاقية لتحقيق الهدف و هو الحصول على أرض الهنود و الذي هو بدوره غير خاضع للضوابط الأخلاقية.

و لأن موضوع هذه الدراسة هو عدوان الديمقراطية الغربية فإنني لن أتطرق بتوسع إلى موقف أوروبا من فتح أمريكا قبل حلول العصر الديمقراطي، إلا أنه من المفيد الإشارة إلى أن الكتلة البيوريتانية الإنجليزية في عصر تميز بغلبة المشاعر الدينية حملت عداء للسكان الأصليين منذ بداية الاستيطان و عدت انقراضهم بالأوبئة في بعض المناطق التي بدأ الاستيطان الأبيض فيها نعمة إلهية لإخلاء الأرض لشعب الله المختار، كما دخل المستوطنون كجبهة موحدة في حروب طاحنة مع القبائل الهندية في الصراع على الأرض و الموارد و كانوا يسقطون رؤاهم التوراتية على هذه القبائل فهي كالفلسطينيين القدماء أعداء يهوه و المستوطنون كبني إسرائيل أحباء الرب، و هذه الرؤى و العداوات استمرت من العصر البيوريتاني في القرن السابع عشر إلى عصر العقل (الكلاسيكي الجديد) في القرن الثامن عشر ثم العصر الرومانسي في القرن التاسع عشر و ما بعده من تطورات، و كل ما حدث هو علمنة للمفاهيم الدينية دون تغير في جوهر المعتقدات القائمة على المصالح في اغتصاب الأرض و نهب الموارد و إبادة السكان.

لقد كان التغير الذي شهدته السياسة الإنجليزية في القرن السابع عشر، من الاستبداد إلى الديمقراطية و الليبرالية و التسامح و انتصار العلم الحديث منذراً بالتحول أيضا نحو الاستعمار الذي أصبح هو الحل لمشاكل إنجلترا الداخلية كزيادة السكان و البحث عن الموارد الطبيعية للصناعات الوليدة و عن الأسواق لتصريف المنتجات الصناعية مما سيؤدي إلى استقلال البلاد اقتصاديا و سيستفيد الوثنيون أيضاً من هذه الحملة التي ستجلب لهم أنوار الكتاب المقدس[13](!)

و قد أجمع المؤرخون على حقيقة استمدت من إعلان الاستقلال الأمريكي نفسه و هي أن القرار الذي اتخذه الملك البريطاني جورج الثالث بوقف المد الاستيطاني داخل أراضي الهنود (1763) كان أحد الحوافز الرئيسة للمستعمرات الأمريكية على إعلان الثورة و الاستقلال عن العرش البريطاني استنادا إلى أفكار الفيلسوف جون لوك آنف الذكر الذي عمل في الإدارة الاستعمارية الإنجليزية و الذي اعترف الرئيس توماس جيفرسون كاتب إعلان الاستقلال بدينه لأفكاره التي وصفها بأنها تعبير عن العقلية الأمريكية[14]، كما وُصف لوك بأنه "الأب الفلسفي للتنوير السياسي الأمريكي و للعقيدة الأمريكية"[15]، و وُصف الأمريكيون بأنهم جميعاً يمثلون نظرية جون لوك[16]، و كون القرار البريطاني بكبح الاستيطان هو من أسباب الثورة فهذا أمر يلخص حقيقة الهجوم الذي شنته الإرادة الشعبية الأمريكية على السكان الأصليين في الوقت الذي وصمت فيه بالاستبداد محاولة كبح العدوان على أراضي الغير، و لهذا لم يكن من العجيب أن تكون الثورة الأمريكية كارثة مدمرة على القبائل الهندية.

و في العصر الجمهوري الأمريكي أصبحت الحكومة ممثلة للإرادة الشعبية بعد إزاحة الحكم البريطاني الذي لم يعط المستوطنين حق انتخاب ممثلين في البرلمان –و لهذا رفعوا شعار الثورة: لا ضرائب بلا تمثيل- كان السياسي الأمريكي مسئولاً أمام جمهور يؤلف أصحاب المصلحة في الاستيلاء على أراضي الهنود نسبة كبيرة منه، سواء من المستوطنين أو التجار الذين يدين الهنود لهم بمبالغ ضخمة من الأموال أو المضاربين في الأراضي[17]، في الوقت الذي افتقد فيه الهندي القدرة على التأثير في هذه الحكومة إلا بواسطة القوة و المقاومة المسلحة، و بعدما كان يمكن للهنود اللجوء إلى حماية العرش البريطاني من تعديات المستوطنين إلى حد ما، أصبحوا مكشوفين أمام أصحاب المصلحة المباشرة في تجريدهم من أملاكهم و هم الذين بيدهم السلطة في الجمهورية الناشئة.

الشعب الأمريكي يقترع لاضطهاد السكان الأصليين

مثلت رئاسة الرئيس الأمريكي السابع أندرو جاكسون (1829-1837) مرحلة جديدة في الديمقراطية الأمريكية و متقدمة في تمثيل الشعب عن مرحلة الثورة التي اتسمت بنخبويتها و الأرستقراطية التي سيطرت على الجمهورية أثناءها، فقد تقدمت الديمقراطية الجاكسونية على الموجة الثورية التي اجتاحت أوروبا في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، فهُزمت نخبة الأرستقراطية و اندحرت " هذه الجماعات أمام الديمقراطية السياسية غير المحدودة التي حملتها إلى السلطة أصوات المرابطين على الحدود و صغار الفلاحين و الفقراء في المناطق الحضرية، و كان ذلك ابتداعاً مدهشاً"[18]، و أصبح الرئيس جاكسون رمزاً للتقاليد الشعبية القومية التي مثلت أبناء الغرب و الجنوب الأمريكيين في مقابل نخبة الشمال الشرقي، و كان من مبادئ هذه التقاليد "الدعوة للوطنية البيضاء، معاداة النخبة، معاداة المفكرين، و كراهية الشمال الشرقي" بالإضافة إلى "العداء الشرس للأعراق الأخرى"[19].

اكتسب جاكسون شعبيته من كونه مقاتلاً شرساً ضد السكان الأصليين، و مع وصوله إلى منصب الرئاسة كانت قضية الهنود المتبقين داخل المناطق الشرقية من الولايات المتحدة تطرح نفسها بقوة على المجتمع الأمريكي الرافض بقاءهم بين السكان البيض رغم التقدم الحضاري الكبير الذي أحرزته القبائل الهندية في الجنوب الأمريكي إلى درجة جعلت حتى أعداءها يقرون بكونها قبائل "متمدنة"، كما كان سكان التخوم يتطلعون إلى رئاسة جاكسون لتقديم الدعم لهم ضد الهنود في الغرب، و لم تخسر حملته الانتخابية ولاية واحدة من الولايات المواجهة للسكان الأصليين[20].

تبنى جاكسون نقل الهنود من الشرق إلى غرب المسيسبي و هو إجراء اقترحه مؤسس الجمهورية جورج واشنطن في البداية و نظّره الرئيس الثالث توماس جيفرسون كاتب إعلان الاستقلال و بدأ تطبيقه الرئيس الخامس جيمس مونرو ثم اكتسب زخمه زمن جاكسون و خليفته مارتن فان بورين إلا أن جاكسون حمل عبأه الأكبر[21]، فهو الذي أقر القانون الخاص بالنقل (1830) و تابع هذه السياسة بلا رحمة ضد القبائل الخمس المتمدنة، فعزف على وتر فساد الزعامات الهندية و آثارها الضارة على الهنود (كورقة الاستبداد و الديكتاتورية في زمننا !) رغم أنه لم يكن مهتماً بنشر الديمقراطية بينهم و لا راغباً بمعاملتهم كأمم مستقلة كما يعترف مؤرخ يميني معاصر[22]، لا سيما مع موجات الهجرة إلى أمريكا و التي زادت الحاجة إلى أراض جديدة، و بعد اكتشاف الذهب في أراضي بعض هذه القبائل و قيام الأمريكيين بتخريب مزارع الهنود (المتهمين بعدم ممارسة الزراعة !) و سرقة مواشيهم، و لهذا حلا لجاكسون أن يجعل من سياسة النقل الحل الإنساني الوحيد "لإنقاذ" الهنود !، حتى وصلت أوج قسوتها بالرحلة التي نُقل فيها ستة عشر ألفاً من قبيلة شيروكي بالقوة المسلحة على يد سبعة آلاف جندي أمريكي بعد حصار الهنود في معسكرات اعتقال، من جورجيا إلى أوكلاهوما في الغرب (800 ميل) و قد مات ربعهم على الأقل في الطريق من البرد و الجوع و المرض و لم يكن يُسمح لهم بدفن الموتى مما جعلهم يطلقون على هذه الرحلة اسم درب الدموع، فمرحى لهذا "الإنقاذ" الذي أصبح وصمة عار في التاريخ الأمريكي.

لقد أيد ملايين الأمريكيين سياسة نقل الهنود، و اضطر معارضوها من السياسيين إلى التعرض للنبذ و العزل، و كما يعرض الوزير الأمريكي المحافظ وليام بينيت الأمر بتسلسل منطقي فيقول: "المهاجرون و المواطنون (الأمريكيون) يصوّتون، الهنود لا يصوّتون، الديمقراطية الجاكسونية كانت قد أعلنت أن الشعب سيحكم، و الشعب الأمريكي، مع استثناءات قليلة، لم يساند سياسة نقل الهنود و حسب بل طالب بها....و إن جاكسون يصوّر دائما كريفي رجعي شبه أمّي، هكذا يراه أعداؤه، و يستدلون بسياسته تجاه الهنود بصفتها مثلاً للجهل و التعصب، و لكن جاكسون حصل على دعم ملايين الأمريكيين الذين وافقوا على هذه السياسة، فالهنود لم يكونوا يعدّون سوى إرهابيين" حتى في نظر الرئيس جيفرسون المتنور، و يضيف قائلاً إنه تحت حكم جاكسون مارس الأمريكيون الاقتراع أكثر من جميع الأمم على الأرض مما جذب رجلاً فرنسياً كأليكسيس دي توكفيل لتحليل ظاهرة الديمقراطية في أمريكا، و قد حطم جاكسون مصرف الولايات المتحدة و رحّل الهنود غرباً مما منحه تأييداً شعبياً كاسحاً في أيامه و لكنه استحق نقداً شديداً من قبل المؤرخين منذ ذلك الحين[23].

و يحلل المؤرخ أناتول ليفن هذه السياسة القومية الجاكسونية معيداً إياها إلى أصول جاكسون الإيرلندية الاسكتلندية البروتستانتية التي أبادت الإيرلنديين الكاثوليك في ألستر بشمال إيرلندا و جلبت إلى أمريكا إرثها العدائي و أساليبها الحربية الخالية من الرحمة، و يشير إلى صدور التقاليد الجاكسونية من مناطق التخوم و المواجهة مع السكان الأصليين حيث استوطن الإيرلنديون الاسكتلنديون و قد ظل تأثيرها قوياً إلى يومنا هذا إذ جعلت اليمين الأمريكي يتعاطف مع الكيان الصهيوني بعدما تخلى عن معاداة اليهود التقليدية في تراثه و صار يتماهى بشدة مع هذا الكيان[24].

الديمقراطية الغربية تتبنى العنصرية لتتلاءم مع الإمبريالية

لاحظ المؤرخون المفارقة في السياسات القومية آنفة الذكر التي يُفترض تناقضها مع الشعارات الأولية للتنوير الأوروبي، فوجد المؤرخ الأمريكي كرين برينتون أن الشعارات القومية "التي تمتدح فريقاً قومياً و تسمو به إلى مرتبة السادة، و تهبط بالآخرين إلى مستوى العبيد، أو التي استهدفت تعمير الأرض بفريق واحد تراه الشعب المختار، و تعمد بالتالي إلى استئصال الآخرين، فهذه كلها شعارات تتعارض مع المثل العليا للقرن الثامن عشر"[25]، و يعترف بالمعضلة التي تكونت من واقع تعايش هذه الأفكار مع أفكار التنوير:"و الحقيقة أن العلاقة بين أفكار النزعة القومية و بين المثل العليا للتنوير هي من الموضوعات الشائكة جداً التي يصعب تحليلها، ذلك أن فكر التنوير أكد أن كل الناس سواسية، و أن كل الفوارق المتعلقة باللون و ما شابه ذلك هي فوارق سطحية لا أثر لها على قدرة الإنسان على استيعاب الثقافة و الحياة الطيبة، و من ثم كان هذا الفكر فكراً عالمياً "كوزموبوليتانياً" في نظرته، و سقط القرن التاسع عشر في مصيدة العقائد القومية و خان أسلافه مفكري التنوير، و سمح بنمو النزعة القومية الانقسامية و التي لا نزال نعاني منها"[26].

و لكن شيوع ما يصفه برينتون بخيانة التنوير تجعل من وصفه معضلة لا سيما عند الضحايا الذين لم يروا من هذا التنوير سوى خيانته، فما يوصف عادة بالانحراف عن المسار الصحيح لا يكون عاماً و شاملاً ذلك الشمول الذي انطوت عليه "الخيانة" القومية في الغرب ضد التنوير، و التي أدت إلى كوارث كبرى كإبادة سكان ثلاث قارات (الأمريكتين و أستراليا) و استعباد قارة رابعة (إفريقيا) و استعمار قارة خامسة (آسيا) و ما رافق كل ذلك من حروب كبرى و صغرى جعلت من العالم جحيماً لا يمكن أن يكون القائمون عليه مجرد منحرفين عن مثل أعلى سام إلا أن يكون هذا "الانحراف" كامناً في صلب التنوير نفسه كما شرح ذلك بتفصيل مفكر كبير هو الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله عندما قال إن الإبادة كامنة في الحضارة الغربية الحديثة التي نظرت إلى الكون نظرة مادية أصبحت هي النموذج التفسيري الحاكم منذ منتصف القرن التاسع عشر، فانتقل الإنسان في هذه الرؤية من مركز الكون و صاحب المرجعية المستقلة عن الطبيعة المادية، كما قضى الفكر الإنساني في بداية النهضة و التنوير، إلى جزء من هذه الطبيعة يسري عليه ما يسري عليها من قوانين منفصلة عن الغائية الإنسانية فأصبحت مجالات النشاط البشري كالاقتصاد و السياسة و العلم و الفلسفة منفصلة عن المعيار الأخلاقي المجاوز للمادة كالعدل و المساواة و خاضعة لقوانين المادة التي جعلت من هذا الإنسان مرجعية نفسه و قانون ذاته بعد استبعاد المنظومة الأخلاقية المتجاوزة، و أصبح من حق الغربي صاحب هذه الرؤية استخدام العالم كما يحلو له و تحويله إلى وسيلة لخدمة مصالحه، و في هذا الإطار ظهرت النفعية الداروينية و الداروينية الاجتماعية[27].

و على كل حال فقد أوضح المؤرخ الأمريكي والتر مكدوجال منشأ هذا "الانحراف" في السياسة الأمريكية تجاه السكان الأصليين في عهد جاكسون فقال:"و في الحق أن التمييز العنصري كان شرطاً ضرورياً للتوفيق بين التوسع و الحرية، و كان لا بد أن يُفهم أن ليس للهنود حقوق المواطنة، و إلا كيف يمكن أخذ أراضيهم، و أبعد من ذلك، أن معظم الأمريكيين اعتقدوا أن دونية الهنود لم تكن بناء من صنعهم، و لكن حقيقة واقعية واضحة"[28]، و بهذا يتضح أن العامل النفعي، هو الذي دفع التنوير الحر و الديمقراطي للتلاؤم مع العنصرية و من ثم التوسع لتمهيد الطريق أمام الاستيلاء على ممتلكات السكان الأصليين و مواردهم، و يصرح المؤرخ نفسه أن العنصرية لا تصلح لتفسير مجمل التاريخ الأمريكي الذي واجه البيض الآخرين الذين عرقلوا التوسع الأمريكي كالأوروبيين و الكونفدراليين كما واجه الأعراق الأخرى[29]، و من ثم كان تبني العنصرية ضد الهنود خاضعاً لحسابات المنفعة المتأتية منها، و هو ما يجعل الجريمة مركبة و ينطبق على عذر التوسعي الذي يبرر فعله بالعنصرية مقولة: عذر أقبح من ذنب، فكون المرء يستخدم لصالحه ما لا يعتقده صلاحاً ليس مما يستوجب الإطراء.

و لكن، أليست المنفعة هي صلب الحضارة الغربية الحديثة؟ و من ثم يصبح ما يندرج تحت عنوانها مطلوباً و شرعياً؟ و بذلك تذوب المعضلة و تصبح كل جرائم النزعة القومية في الغرب أكبر من مجرد "انحرافات" جانبية أو "خيانات" للمسار الحضاري القويم، و هو ما يؤدي للعجب من دعوة بعض المفكرين لعدم تلخيص عصر التنوير في هذه الأخطاء التي يقرون بكونها "أكثر أخطائه سلبية" و أن هذه الأخطاء "غطت بسرعة على جوانبه الأخرى"[30]، و هي جوانب لم ينل منها غير الأوروبيين إلا الفتات، فكيف عليهم الاحتفاء بما كانوا مجرد هامش فيه؟؟

و قد أشار مؤرخ التخوم الأمريكي الشهير فردريك جاكسون تيرنر في بحثه المعروف"أهمية التخوم في التاريخ الأمريكي" (1893) إلى أن التوسع هو أساس الديمقراطية الأمريكية، و أكد في بحث تال هو "مشكلة الغرب" (1896) أن تمدد الحدود الأمريكية نحو الغرب كان العامل الرئيس في تطور و نمو الاقتصاد و المجتمع الأمريكيين، و هو ما أكده مؤرخون آخرون شرحوا أهمية الأرض التي تم الاستيلاء عليها من الهنود، بصفتها المورد الاقتصادي الرئيس في الحياة الأمريكية و الذي يوفر الأساس المادي لإشاعة الديمقراطية الاقتصادية و الفردية و الازدهار بل و تحقيق الحرية و المساواة في المجتمع الأمريكي بالإضافة إلى كونها صمام أمان اقتصادي يقي هذا المجتمع من الاضطرابات[31]، و قد تنبأ تيرنر كذلك باستمرار التوسع الأمريكي بعد نهاية الحدود الهندية و أن الولايات المتحدة ستتطلع إلى ما وراء القارة[32]، و هو ما حدث بالفعل.

أين كان التنوع الفكري في المجتمع الديمقراطي الأمريكي؟ و هل كان الجميع فيه متفقين على سحق السكان الأصليين؟

يلاحظ المؤرخون أن المواقف الإنسانية في المجتمع الأمريكي كانت منبوذة في بدايات الاستعمار الاستيطاني منذ القرن السابع عشر و كان أصحابها يواجهون الطرد و العزل و السجن من السلطات الدينية المتشددة، و أن ذلك الأمر تغير و لكن بعد فوات الأوان، فسكان الساحل الشرقي أصبح من السهل عليهم بعد أن تم القضاء على الهنود في تلك المنطقة و زوال خطرهم أن يقوم فيها من يطالب بمعاملة السكان الأصليين معاملة عادلة و لهذا تعرض هؤلاء الإنسانيون لسخرية سكان الغرب من صحوة الضمير المتأخرة التي تنكر على غيرها ما قبلته لنفسها و هم منهمكون في صراع مع الهنود مشابه للصراع الذي كان قبل ذلك في منطقة الساحل الشرقي، و مع ذلك فإنه من المثير ملاحظة أنه حتى هذه الإنسانية كانت مهتمة "بإنقاذ" الهندي و لكن على طريقتها الخاصة سواء بتفضيل تحطيم منجزاته في أرضه و الاستيلاء عليها و نفيه بعيداً إلى الغرب بحجة عزله عن الآثار الضارة لوجوده وسط المجتمع الأبيض، ثم باختراع حجة جديدة للاستيلاء على ما تبقى من أرضه لما لم يعد هناك غرب أبعد لنفيه و ذلك بجعله يتبنى مجمل النموذج الحضاري للرجل الأبيض و الذي يتضمن تنازل الهندي عن جميع أراضي قبيلته و قبوله بحصة قيل أنها تكفي أسرته الصغيرة فقط، و هو ما ساعد، بالصدفة طبعا و بنية صافية (!)، على تجريد السكان الأصليين من بقية أراضيهم و رميهم في بحور الفقر و البؤس و الحرمان.

و بالطبع وجِدت دائماً آراء متعددة و مختلفة و متناقضة، و وجِد دائماً من يؤيد حق الهندي و يناصره، و لكن ما هي قوة حضوره أو أثر آرائه على مسيرة المجتمع العامة؟ و ماذا جنى الهندي ممن ناصروه و ماذا جنينا في الزمن المعاصر ممن يناصرون قضايانا داخل المجتمعات الغربية و المجتمع الصهيوني؟ و هل عاد حق مهما صغر نتيجة تأييد هذه القوى الضعيفة في مواجهة سيل المصالح الكبرى المضادة؟ و إلى متى على المظلوم أن ينتظر قبل أن يتغير المجتمع الظالم و يعيد إليه حقوقه طوعاً؟ و ما هي السوابق التاريخية التي تثبت جدوى هذا الانتظار؟ و هل يمكن تحقيق هذا التغير بغير المقاومة المسلحة؟ و لو كان ذلك ممكناً، فكم قرناً يلزم لإحداث هذا التغير السلمي حتى نصل إلى زمن المدينة الفاضلة المختلفة حتى عن مُثل الغرب كيوتوبيا توماس مور الاستعمارية التي سبق ذكرها؟

و قد جسدت رواية "رامونا" (1884) للكاتبة الأمريكية هيلين هنت جاكسون معضلة المظلوم أمام دعوى وجود من ينصره داخل مجتمع الظالمين فجاء في حوار عن الأمريكيين بين بطلة الرواية و زوجها الهندي ما يصلح للرد على من يتعلق في زمننا بأوهام النصرة من اليسار و الليبرالية داخل المجتمعات الغربية:

"– أوه يا ماجيللا...إنهم كلاب !

و كان أليساندرو قلما يتحدث بمثل هذه الحرارة. و لكن ما حدث لقومه أخيراً أشعل في عروقه نيران الاحتقار و الحقد التي ما كانت لتنطفئ يوماً. و من ثم كان من المستحيل عليه أن يثق بأمريكي بعد ذلك. و كانت هذه الكلمة بمفردها ترمز إلى الخداع و القسوة، و قالت رامونا:

-لا أعتقد أنهم جميعا بمثل هذا السوء يا أليساندرو. لا بد أن بينهم رجالاً شرفاء. ألا ترى هذا.

فصاح أليساندرو بحدة:

-أين هم إذن؟ أين هؤلاء الشرفاء، إن بين قومي رجالاً أشراراً حقاً، و لكن العار يجللهم دائما و كان أبي (الزعيم) يعاقبهم. بل أهل القرية جميعا كانوا يعاقبونهم. فإذا كان بين الأمريكيين رجال شرفاء لا يخدعون و لا يقتلون، فلماذا لم يطاردوا هؤلاء اللصوص و يعاقبونهم. ثم كيف يضعون القوانين التي تمكنهم من الاحتيال على غيرهم؟ إنه القانون الأمريكي الذي اغتصب (قريتنا) تيميكيولا و أعطاها لهؤلاء الناس. إن القانون في جانب هؤلاء اللصوص. لا يا ماجيللا؟ إنه شعب سارق. هذا هو اسمه الحقيقي..شعب يسرق و يقتل من أجل الذهب (و اليوم من أجل النفط !). أليس هذا الاسم جديراً بهذا الشعب الذي يبلغ من الكثرة ما تبلغه الرمال في قاع البحر؟"[33].

و الغريب أن هذه الرواية الشهيرة التي قصدت مؤلفتها لفت الأنظار إلى المظالم التي وقعت على السكان الأصليين و الدعوة إلى إنصافهم كما تحرر العبيد بالدعاية التي نشرتها رواية كوخ العم توم، كانت سبباً في وقوع مزيد من الظلم على الهنود و التسبب في مزيد من الشقاء لهم و ذلك بإثارة الطمع في الأراضي الهندية الساحرة في كاليفورنيا و حفز الاستيطان فيها على حساب أصحابها، ثم بإثارة مشاريع التمدين التي سهلت سلب أراضي الهنود تحت عناوين براقة جدا جعلت من هذا القرار (1887) بالنسبة لسكان أمريكا الأصليين معادلاً للميثاق العظيم، أو وثيقة الماجنا كارتا (1215)، و إعلان الاستقلال الأمريكي (1776)، و تحرير العبيد (1863)، كلها معاً[34]، و هو ما سيتكشف زيفه الفاضح بمرور السنين و سيتبين الأثر الواضح للمصالح المادية في إصدار هذا القانون الذي لم يكن ليصدر على هذه الشاكلة لو لم تكن هناك مصالح كبرى مستفيدة منه و اتخذت من تمدين الهندي -بغرس مفهوم الملكية الخاصة لديه-شعاراً يسكت وخز الضمير و يزاوج بين المبدأ و المصلحة، و هذا التفاوت الكبير بين أثر"رامونا" و أثر "كوخ العم توم" يثير 

قراءة 2225 مرات آخر تعديل على السبت, 06 آب/أغسطس 2016 10:10

أضف تعليق


كود امني
تحديث