قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 20 تشرين1/أكتوير 2016 10:13

الإقتصاد اللغوي موقعه من المقاصد اللغوية و أثره في إعراب و تفسير القرآن الكريم 4

كتبه  الأستاذة حميدة راشدي
قيم الموضوع
(2 أصوات)

 ويعود هذا الإهمال إما بسبب الثقل الناجم عن توالي المتحركات أو لاجتماع أحرف متنافرة أو لتكرار حرف مستثقل أو ما تعذر فيه النطق لما فيه من المعرقلات الصوتية لتتابع سواكن أو لتوالي مهدودات، أو لوقوع ضمة أو كسرة قبل الألف أو وقوع مد في أول البناء 1، كما يرد قباوة ارتفاع نسبة استعمال أبنية  الأسماء بمقارنتها بالأفعال إلى أنّ الأسماء أخف مضمونا و أكثر ترددا في الكلام بينما، ردّ قلة أبنية الأفعال إلى حاجتها إلى التركيب مع المسند إليه و ارتباطه بالحدث و الزمن لذا فهو يكتفي بالقليل من الأبنيةكما يكثر استعمال الأبنية الثلاثية مجردة أو مزيدة بالنسبة للأبنية الرباعية و الخماسية لكون الثلاثي أعدل الأصول و أرشقها و ألطفها ثم يليه الرباعي و الخماسي، بالإضافة إلى كثرة وجود أحرف العلة في موادها الأصلية مما يهيء صيغها للتخفيف بالقلب و الإبدال و النقل و الإدغام و الحذف، و لكونها لا تتطلب جهدا عضليا  كبيرا أثناء النطق ...و هذا مما ييسر للثلاثي تمكنا في الكلام3.

2 -تقليص استعمال المترادفات

أهمل العربي استعمال الكثير من الصيغ و التراكيب اللـّغوية ليجعل نشاطه مجصورا فيما يتيسر استيعابه و استخدامه في الآداء، بالإضافة إلى إهماله للكثير من المترادفات التي تقلصت لتقتصر على عدد قليل فقط، فبينما يصنف مجد الدين الفيروز آبادي في مؤلفه«الروض المسلوف فيما له اسمان إلى الألوف»، نماذج كثيرة من المترادفات نجد أنّ ما حرج منها فعلا إلى التداول إلاّ القليل4 .

1ˉالمرجع نفسه ص120

2ˉالمرجع نفسه، الصفحة نفسها بتصرف

3ˉالمرجع نفسه، ص122بتصرف

4-المرجع نفسه ص 33

 و في هذا يقول قباوة» و حسبك أن تفق على بعض المفردات التي عرف لها في تاريخ اللغة صور متعددة ،...فقد روي أن"حيث"لها سبع لغات و"لدن"لها أربع عشرة و"أف"لهاسبع واربعون و"هيهات"لها إحدى وخمسون...و مع ذلك غالبا ما نجد اليوم في الاستعمال التعبيري اختيارا لصورة واحدة من تلك الأعداد الغفيرة المتشعبة«1.

3-التبئير الدلالي في مواد معينة لمعان كثيرة متقاربة أو موحدة

و تتمثل هذه الظاهرة في تكثيف المعاني انطلاقا من بؤر معنوية محددة، مما يدل على القدرة المعجمية على الاقتصاد، و قد اتخذ  بن فارس هذا المبدأ منهجا له فاستخرج للمواد اللـّغوية أصولا، ثم حدّدها و وضحها بالأمثلة و البيان، فالأصل"أثل"الهمزة و الثاء و اللام، يدل على أصل الشيء و تجمعه«2، و من الأمثلة التي عرضها:تأثيل الأمور و تأثيل الملك و المتأثّل الذي يجمع المال و الأثال للمجد، و تآثل البئر لإخراج ما تجمّع فيهاو قد ابتكر أبو علي الفارسي ما يسمى بالتقاليب و هو حشد المعاني المتقاربة في التقاليب المختلفة للمادة الواحدة و أخذ عنه تلميذه ابن جني الفكرة و نماهاأما في المعاجم الحديثة فنجد معان فرعية للدلالة الواحدة تلتقي في حرف واحد مكرر يتغير المعنى بتغير الحرف الثاني فأنواع من التصويت يعبـّر عنها بنحو : أنّ وحنّ ودنّ وطنّ و غنّ و هنّ3. و قد يتكرّر حرفان في عدة كلمات ثلاثية تصب كلها في معان متقاربة نحو غمد و غمر و غمس و غمط و غمى    4          .

1-ـالمرجع السابق، الصفحه نفسها  

2- المصدرنفسه، الصفحة نفسها 

3-  المصدر نفسه، ص 35

4- المصدر نفسه، الصفحة نفسها

4-تعدد المعنى المعجمي للكلمات (المشترك اللفظي)

فإذا ما تصفحنا معجما سنجد أنفسنا أمام عدد من المعاني المختلفة  لكل مدخل معجمي و هذاحسب السياق التي ترد فيه ؛ ؛فكلمة "شكّل" مثلا في المنجد الأبجدي1تأخذ عدة معان :

فشكّل تشكيلا الأمرالتبس، و شكّل العنبأخذ في النضج، و شكّلت المرأة شعرهاضفرت خصلتين من مقدمة شعرها على اليمين و الشمال، و شكّل الكتاب قيده بالحركات، و شكّل الدابة بالشّكالشدّ قوامها، و شكّل الشيء :صوّره، و شكّل الحكومة :ألفها.

و هذا ما يسمى بالمشترك اللفظي و هو:  «أن يكون للكلمة الواحدة عدة معان تطلق على كل منها على سبيل الحقيقة لا المجاز٬ كلفظ الخال الذي يطلق على أخي الأم و على الشامة في الوجه و على السحاب و على البعير الضخم و على الأكمه الصغير2

و لهذا يكون الاقتصاد قد تحقق من خلال هذه الظاهرة بحيث نتوصل بكلمة واحدة إلى معان كثيرة.

5-ظاهرة الأضداد

و هو أن يطلق اللفظ على المعنى و ضده، و في هذا يقول الثعالبي » : و هي من سنن العرب المشهورة 3 .»، كلفظ الجون الذي يطلق على الأبيض و الأسود٬ و الجلل المستعمل في الجليل و الهين٬ فنقول هذا مصاب جلل٬ و كل مصيبة أخطأتك جلل٬ فهو في المثال الأول بمعنى العظيم و في المثال الثاني بمعنى الهين٬ و الأمثلة في اللغة العربية كثيرة فالأضداد  نوع خاص من المشترك اللفظي الذي  يعد وجها من أوجه الاقتصاد اللغوي.

 .

1- المنجد الأبجدي،مجموعة من المعجميين،  دار المشرق، بيروت،،1988ط 6،ص603

2- مقالات في الأدب و اللغة، تمام حسان ،ج1، ص 296

3- فقه اللغة وسر العربية، أبو المنصور الثعالبي، تحقيق فائز محمد، مراجعة د إميل يعقوب و د محمد الاسكندراني، دار الكتاب العربي، بيروت، 2006، ط1، ص287

6-ظاهرة النقل المعجمي (المجاز)
6-1تعريف المجاز
المجاز لغة من الجواز الذي هو التعدي و العبور1.

أما اصطلاحا فلها تعاريف كثيرة متقاربة، أكثرها دقّة التعريف الذي وضعه تمام حسان : « هو نقل للّفظ من معناه الحقيقي إلى معنى آخر ليس له حكم وضعه٬ و ذلك بواسطة علاقة فنية تربط بين اللفظ و مدلوله المجازي و قرينة تمنع أي توهم لأن يكون المدلول المجازي مقصودا على الحقيقة.2 » و قد وصفه  بأنه معجمي.

6-2 أهم علاقات المجاز المرسل: يرتبط  اللـّفظ و مدلوله المجازي بعلاقات  أهمها :

6-2-1السببية: و هي إطلاق اسم السبب على المسبب، نحو :نزل السحاب و هو سبب نزول المطر.

6-2-2المسببية: و هي إطلاق اسم المسبب على السبب، نحوتسمية المرض الخطير موتا لأنه يتسبب في الموت.

  6-2-3الكلية: هي إطلاق اسم الكل على الجزء،نحو:قوله تعالى:﴿ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا

...نوح8 أي أناملهم  لأنّ الإنسان لا يضع أصابعه كلّها في أذنيه بل أنامله فقط
6-2-4الجزئية: و هي إطلاق الجزء و إرادة الكل، نحوإطلاق الرقبة على العبد و هي جزء منه .
6-2-5تسمية الشيء باعتبار ما كان عليه: في الآية ﴿ وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرً<‚النّساء2 أي من كانوا يتامى قبل بلوغهم.
 
   

1- ــلسان العرب، ابن منظور ،ج5 ،ص326

2- ـمقالات في اللغة و الادب، تمام حسان،ج1 ص296

66-2-6تسمية الشيء باعتبار ما يؤول إليه: في الآية:﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُم مَّيِّتُونَالزمر30 أي إنك آيل إلى الموت.
6-2-7تسمية الحال بالمحل:فيقوله تعالى:وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَيوسف82 أي أهل القرية.
6-2-8تسمية المحل بالحال: في الآية:﴿وَ أَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَآلعمران107أي هم في الجنة محل الرحمة.

و أما القرينة فيرى تمام حسان أنها مبنية على المفارقة المعجمية بين اللـّفظين1 ؛ فإذا قلنا :" باعوا آخرتهم بدنياهم فإن القرينة هنا تتمثل في المفارقة المعجمية بين البيع و بين الدنيا و الآخرة٬ فالآخرة ليست سلعة تباع و ليست الدنيا ثمنا لها حقيقة و من هنا يتضح المجاز في التعبير و تظهر علاقة التشبيه حيث شبه الاستبدال بالبيع ثم حذف المشبه أي الاستبدال  و أقيم المشبه به محله و هو البيع كونه استبدالا من نوع خاص و هكذا نجد أنفسنا أمام نقل من جهة و تعدد المعنى من جهة أخرى مما يدخل ضمن وسائل احتيال اللغة للتعبير عن معان لم توضع لها، و هذه سمة من سمات  خاصية الاقتصاد في اللغة العربية.

المستوى الثاني :المستوى الصرفي

 1- تعريف علم الصرف

التصريف لغة هو التحويل و التغيير2أما اصطلاحا فيعرفه الرضي في شرح الشافية بأنه علم بأبنية الكلمة، و بما يكون لحروفها من أصالة و زيادة، و حذف، و صحّة و إعلال، و إدغام و إمالة  و بما يعرض لآخرها مما ليس بإعراب و لا بناء من الوقف و غير ذلك3 .

 
   

 

1-المرجع السابق ، الصفحة نفسها

2-السان العرب، ابن منظور، 9ج  ، ص 179

3ــ  الخلاف في التصريف و أثره الدلالي في القرآن الكريم،  فريد بن عبد العزيز الزّامل السّليم، دار ابن الجوزي، الرياض،  1427ه، ط1 ، ص21ـ22

أما تعريف ابن عصفور الذي يعتبره الباحثون المحدثون تعريفا شاملا فيتمثل في« أنّ التصريف ينقسم إلى قسمين : أحدهما جعل الكلمة على صيغ مختلفة لضروب من المعاني و الآخر تغيير الكلمة عن أصلها، من غير أن يكون ذلك التغيير دالا على معنى طارىء على الكلمة1.»، و يعتبرهذا التعريف تعريفا جامعا مانعا حسب فريد بن عبد العزيز الزامل2 لأنه تضمن التغيير و التحويل الى المعاني المقصودة و معرفة الأصول و القوانين التي تفسر التغيير الطارئ على الكلمة، و الذي لا يحدث تغييرا في المعنى. و يظهر هذا التغيير في الصيغ الصرفية لبنى الكلمات و في الأوزان المختلفة للأفعال و الأسماء.

1-1تعريف البنية

البنية لغة  من البناء و البناء هو ضمُّ الشيء بعضه إلى بعض3 ، أما اصطلاحا فيعرفها محمد سمير نجيب اللـّبدي كما يلي :"البنية تعني ذات اللـّفظ و تركيبه و مادته و أصوله، فللحرف بنية و للاسم و الفعل كذلك"4

1-2تعريف الصيغة

الصيغة لغة من الصوغ و هو تهيئة الشيء على مثال، من ذلك قولهم صاغ الحلي يصوغه صوغا و هما صوغان إذا كان كل واحد منهما على هيئة الآخر 5 أما اصطلاحا فهي هيئة الكلمة التي يمكن أن يشاركها فيها غيرها و هي عدد حروفها المرتبة و حركاتها المعينة و سكونها مع اعتبار الحروف الزائدة و الأصلية كل في موضعه6.                                                               

1-ـ المرجع السابق ،ص24

2- المرجع نفسه، ص25

3- معجم مقاييس اللغة، أبو الحسين بن فارس بن زكريّا، دار الفكر، دمشق، 1979 ، دط  ،ج1، ص302 

4-  أنظر معجم المصطلحات النحوية و الصرفية، محمد سمير نجيب اللبدي ،ص27

5- أنظر معجم مقاييس اللغة، أبو الحسن بن فارس بن زكريا، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، بيروت 1979،د ط ،ج3، ص221

6ــ شرح حاشية ابن الحاجب، رضي الدين  محمد بن الحسن الاستراباذي،  شرح و تحقيق مجموعة من الأساتذة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1982، د ط  ،ج1، ص2

1-3تعريف الوزن

الوزن لغة هو ثقل شيء بشيء مثله1  أما اصطلاحا فهو اسم يستعمل في تعداد الأشكال و الصيغ المقررة للأسماء و الأفعال2، و يعرفه  عبده الراجحي بقوله :« الميزان الصرفي مقياس وضعه علماء اللغة لمعرفة أحوال بنية الكلمة3  ». 

2-الاقتصاد اللغوي على المستوى الصرفي

و يتمثل الاقتصاد على هذا المستوى في الاقتصاد في صيغ الأسماء و الأفعال و في المثنى و الجمع بأنواعه و التصغير.

2-1الاقتصاد في الصيغ

ممّا لاشك فيه أنّ الصرفين وضعوا الصيغ و الأوزان رغبة في الاقتصاد الذي يتحقق لفظيا و معنويا :

أ-لفظيا

 من حيث الوصول إلى معرفة الحروف الأصلية و الزائدة و ما يطرأ عليها من تغيرات بأوجز لفظ، فيحصل الوصول إلى الغايات الكثيرة بالوسائل القليلة و هذا هو الاقتصاد بعينه، فكاتب مثلا على وزن فاعل، فالكاف و التاء و الباء حروف أصلية، و الألف زائدة.

ب- معنويا

و يتمثل في المعاني المتعددة و المختلفة التي تحملها كل صيغة من الصيغ و التي تضفيها عليها حروف الزيادة، و هنا يتحقـّق الاقتصاد بالوصول إلى أكبر عدد من المعاني بعدد قليل من الحروف.

ــ1- لسان العرب، ابن منظور، ج13، ص 446

2-معجم المصطلحات النحوية و الصرفية، محمد سمير نجيب اللبدي، ص239    

3- التطبيق الصرفي، عبده الراجحي، دار النهضة العربية، بيروت، دت، دط ، ص 10

و هذا ما قصده  د.تمام حسان  في حديثه عن الغاية الأولى من غايتي التصريف بقوله:

«...أولهما معنوية خالصة تولد صيغا تعني اللغة، و تقدم لها مفردات لا تحصى لتخدم المعاني المختلفة، كالفعل في أزمانه الثلاتة، و الحدث المجرد من الزمان في المصادر المتنوعة، و اسم الفاعل و اسم المفعول  و الصفة المشبهة و اسم التفضيل و اسم الزمان و اسم المكان و اسم الآلة و المؤنث و المثنى و الجمع و المصغر و المنصوب...1»

 فالمصدر (جمْع) تشتق منه أبنية كثيرة نحو جمع، يجمع، اجمع، اجتمع، يجتمع،تجمّع،يتجمّع،استجمع، اجتماع، مجتمع، مجموع، جميع، مجمّع، انجمع، متجمّع، مجمع، جمّاع، جامع،جامعان، جامعون و جامعات....،و هذا ما يدل على غنى اللغة العربية، و اتسامها بالاختصار في الأداء.

.فقولنا (استجمع) يغني عن طلب الجمع، و قولنا (المجمع) يغني عن المكان الذي يجمع فيه، و قولنا (جامعون) يغني عن جاطع و جامع و جامع، و هذا ما يحقق الاقتصاد.

2-1-1وسائل تحقق الاقتصاد في الصيغ

 من أهم هذه الوسائل تعدد المعنى للصّيغة الواحدة  الاقتصاد في صيغ الأفعال و الأسماء  و في ظاهرة العدول الصرفي أي التناوب بين الصيغ .

أ-تعدد المعنى للصيغة الواحدة في الأفعال1

يعتبر تعدد المعنى للصّغة الواحدة في الأفعال  من أشهر وسائل الاقتصاد اللـّغوي.

 
   

 

1 - ـمقالات في اللغة و الأدب، تمام حسان، ج1 ،ص29

2-أنظر الحقول الدلالية الصرفية، سليمان فياض، دار المريخ، ىالرياض، 1990،د ط، ص 11-13

*معاني فعّل

**الأفعال المشتقة من اسم معنى لحدث مصدري يفيد الحركة

ــ معنى الجمع: نحو جمع، حشد، حشر، خلط...

ــ معنى التفريق: نحو قسم، نثر...

ــ معنى الإعطاء: نحو وهب، منح...

ــ معنى المنع : نحو حبس، منع، سجن...

ــ معنى الامتناع : نحو أبى، نفر...

ــ معنى الإيذاء : نحو لدغ، لسع، ضرب، لكم، صفع...

ــ معنى الغلبة : نحو فاز  قهر، ساس...

ــ معنى الدفع : نحو درء، صدّ...

ــ معنى التحويل و التغيير: نحو : ثناه أي عطفه برد بعضه على بعض.

ــ معنى التحول و الانتقال: نحو ذهب،  رحل، مضى...

ــ معنى الاستقرار :نحو سكن،  نام،  لجأ، أوى، نزل ...

ــ معنى السير :نحو سار،  مشى، درج، جال، جرى...

ــ معنى الستر : نحو  حجب، ستر...

ــ معنى الرمي : نحو قذف، رشق، أبأه أي رماه بسهم...

ــ معنى التجريد : نحو سلخ، قشر، سلب، سرق...

ــ معنى الإصلاح : نحو رمّ، غزل الصوف، جبر العظم...

ــ معنى التصويت : نحو صاح،ناح، ماء نعق ...

ـ معنى التغذية  : نحو أكل

ــ معنى النظام : للدلالة على قيام الفاعل بترتيب مكانه و وضعه مع مفعوله في أوضاع نظامية خاصة نحو :تلاه و ولاه

ــ معنى الظهور و البروز: للدلالة على ظهور  الفاعل و بروزه بعد خفاء نحو برز أي ظهر بعد خفاء.

**الأفعال المشتقة من أسماء الأعيان الثلاثية الأصول

ــ معنى الإصابة : نحو جلده يجلده أي أصاب جلده.

ــ معنى الإنالة : نحو لبنه يلبِنه أي أناله اللبن.

ــ معنى العمل بآلة: نحو رمحه  يرمحه أي طعنه بالرمح.

ــ معنى اتخاذ شيء : نحو بأر يبأر أي اتّخذ بئرا بحفره.

ــ معنى الأخذ  : نحو عشرت المال أعشرة  أي أخذت قدر العشر.

*معاني فُعِل

**الأفعال المشتقة من اسم معنى لحدث مصدري و هي صفات عارضة و متغيرة

ــ معنى الصفات الجسمية: نحو جرِب، عمِش، لثِغ، عوِج...

ــ معنى الصفات الاجتماعية الخلقية: نحو حشِمت المرأة، حنِث، خجِل...

ــ معنى الصفات الاجتماعية النشاطية: نحو ربِح، خسِر، فشِل...

ــ معنى الصفات العقلية الذهنية: نحو فطِن، علِم، فهِم، فقِه...

ــ معنى الصفات العاطفية: نحو شقِي، سعِد، جزِع، هلِع.

ــ معنى الصفات المكانية : للدلالة على اتصاف الفواعل بصفة متعلقة بالمكان جهة كانت أو غير جهة مطلقة كانت أومقيدة بأمر بعينه، نحو لبِث في مكانه أيلازمه و استقر به،

ــ معنى الصفات الزمنية : للدلالة على اتصاف فاعل غير عاقل من فواعل الأزمنة و الأمور و الشؤون، و الأحوال بصفة زمنية. نحو : أزِف الوقت : حان

ــ معنى الصفات النظامية : للدلالة على ترتب الفاعل بالنسبة لمفعوله في أوضاع نظامية خاصة، نحو تبِع،لحِق ،صحِب.

ــ معنى الصفات الإدراكية الحواسية : نحو سمِع، خرِس، بصِر، بكِم.

ــ معنى الصفات اللّونية : شهِل، قمِر.

ــ معنى الصفات الصوتية : نحو ضحك.

ــ معنى الصفات الروائحية : للدلالة على اتصاف الفواعل غير العاقلة من الأشياء و الأحياء بصفات روائحية نحو أرِج، عطِر، عبِق.

ــ معنى المطاوعة : للدلالة على حصول فعل قاصر عن إثر فعل آخر متعد نحو  كسِر بمعنى انكسر.

*معاني فَعُل

ــ معنى الصفات الجسمية: نحو قصُر، قبُح، غزُر.

ــ معنى الصفات الاجتماعية الخلُقية: نحو خبُث، أدُب، صرُح.

ــ معنى الصفات الاجتماعية النّشاطية: نحو سرُع، فصُح، رفُه.

ـ معنى الصفات العقلية و الذهنية: نحو نجُب، فرُس، ذكُو.

ـ معنى الصفات المكانية: نحو قرُب، بعُد.

ــ معنى الصفات الزمنية: نحو قدُم.

ــ معنى الصفات الإدراكية الحسية: نحو بصُر، نعُم، خشُن.

ــ معنى الصفات اللونية: نحو صهُب ،فحُم.

*معاني فعلل

**الأفعال المشتقة من اسم معنى مصدري يفيد الصفة العارضة

معنى الصفات الجسمية : نحو فرشح المستريح أي قعد مستريحا فالصق فخذيه بالأرض.

معنى الصفات الاجتماعية الخلقية : نحو عرقب الفاسق أي ساء خلقه.

معنى الصفات العقلية الذهنية : نحو عملق في كلامه أي تعمق فيه.

 معنى الصفات العاطفية: نحو برشم المهموم أي وجم و أظهر الحزن.

معنى الصفات الصوتية : نحو حشرح عند الموت أي غرغر و تردد في نفسه.

**الأفعال المشتقة من اسم معنى حدث مصدري يفيد الحركة و العمل و الصنع

معنى الجمع : نحو عركس الحب أي جمعه  بعضه إلى بعض.

معنى التفريق : نحو بعثر الشيء أي نثره.

معنى الرمي : نحو دحرج الكرة أي قذف بها فانحدرت تتحرك مبتعدة:

معنى الغلبة : نحو كردح خصمه أي طرحه أرضا.

معنى الأخذ : نحو خرفج الطعام أي أخذ منه أخذا كثيرا .

معنى التغذية : نحو ثرمل الطعام أي أكله قبل نضجه.

معنى السير : نحو عزعل أيعرج في سيره، خربق أي أسرع فيه.

**الأفعال المشتقة من أسماء الأعيان الرباعية الأصول فما فوقها

معنى الاتخاذ : نحو قطمرت الكتاب أي اتخذت له صنعته من القطمير.

معنى المشابهة : نحو بندقت الطين أي جعلته كالبندق.

معنى الصيرورة: نحو حنظل حلقه أي صار شبيها بالحنظل في الطعم.

معنى وضع الشيء في شيء : نحو نرجست الدواء أي وضعت فيه النرجس. و فلفلت الطعام : وضعت فيه الفلفل.

معنى الإصابة : نحو عرقبت خصمي أي أصبت عرقوبه.

معنى الإذاء بآلة : نحو عرجنته أي ضربته بالعرجون.

معنى الظهور : نحو عسلجت الشجرة أي ظهرت عساليجها. و برعمت الشجرة أي ظهرت براعمها.

**الأفعال المنحوتة صوغا من مركب جملة قصدا للاختصار

معنى الحكاية في الجمل: لقولنا بسمل اختصارا لجملة قال :"بسم الله"و سبحل أي قال سبحان الله.

**الأفعال المصاغة من أسماء الأصوات الموضوعة على حرفين

معنى حكاية الأصوات:نحو قهقه، عنعن.

*معاني أفعل

**الأفعال المشتقة من اسم معنى لحدث مصدري يفيد الحركة و العمل و الصنع

معنى التعدية التصييرية (الجعل ): نحو أجلست عليا أي صيرته جالسا.

معنى التعريض : نحو أبعت الثوب أي عرضته للبيع.

معنى الحينونة :نحو أحصد الزرع أي حان وقت حصاده.

معنى السلب :نحو أشكيته أي أزلت شكواه .

معنى المصادفة(الجعل ) : نحو أبخلته أي وجدته بخيلا.

معنى المطاوعة : للدلالة على أن الفعل الثلاثي المجرد و المتعدي، صار بالهمزة لازما، و هو نادر. نحو أنسل ريشُ الطائر من نسل ريشه  ينسله.

معنى الصيرورة : نحو أفلس التاجر أي صار مفلسا.

معنى فَعَـلَ : نحو أوحى إليه أي وحى إليه.

معنى فَعِلَ : نحو أشجن أي شجَن.

** الأفعال المشتقة من أسماء الأعيان الثلاثية الأصول

معنى الصيرورة : نحو أورق الشجر أي صار ذا ورق.

معنى الدخول المكاني : نحو أعرق أي دخل العراق.

معنى الدخول الزماني : أصبح سعيدا أي دخل في الصبح سعيدا.

معنى السلب : نحو أقذيت عينه أي أزلت عنها القذى.

*معاني فُعِل

**الأفعال المشتقة من أسماء معنى لحدث مصدري يفيد الحركة و العمل و الصنع

معنى التكثير  في الفعل : طوّفت أي أكثرت الطوفان.

 معنى التكثير في الفاعل : برّكت الإبل أي كثرت بواركها.

معنى التكثير في المفعول : نحو غلّقت الأبواب أي أكثرت الأبواب المغلقة

معنى التعدية لمفعول واحد : خرّجته من خرج.

 معنى التعدية لمفعولين : نحو فهّمته المسالة من علم النحو.

معنى النسبة  : نحو كذّبته أي نسبته للكذب.

معنى  صيغة فعَل : نحو صفّق بيديه أي صفق بهما : ضرب أحدهما بالآخر.

**الأفعال المشتقة من أسماء الأعيان الثلاثية الأصول

معنى المشابهة : نحو قوّس علي أي أشبه القوس في الانحناء.

معنى السلب : نحو قشّرت الفاكهة أي أزلت قشرتها.

معنى التوجه المكاني : نحو شرّ قت نحوه أي اتجهت شرقا.

**الأفعال المنحوتة أصلا من مركب جملة قصدا للاختصار

معنى الحكاية في الجمل : نحو هلّل أي قال : لا إله إلاّ الله.

*معاني انفعل

**الأفعال المشتقة من اسم معنى لحدث مصدري يفيد الحركة و العمل و الصنع

معنى مطاوعة فَعَل المتعدي : نحو اجتمع أي جمعته.

معنى مطاوعة فَعِل المتعدي : نحو اغتمّ من غمِته.

معنى مطاوعة أفعل المتعدي : نحو انتصف من انصفته.

معنى مطاوعة فعّل المتعدي : نحو اقترب من قرّبته.

معنى التشارك : نحو اختصم الرجلان أي خاصم أحدهما الآخر.

معنى التصرف باجتهاد و رغبة : نحو اكتسب مالا أي ربحه بتصرف و اجتهاد.

معنى الاختيار : نحو اختاره، اصطفاه، اجتباه، انتقاه.

معنى صيغة فَعَل و فَعِل : نحو اكتسب مالا أي كسَبه. و اكتحلت المرأة أي كحِلت.

الأفعال المشتقة من أسماء الأعيان الثلاثية الأصول :

معنى اتخاذ شيء : نحو اختبر أي أخذ خبرا.

*معاني افعلّ

**معاني الأفعال المشتقة من أسماء معنى لصفة عارضة أو ثابتة

معنى المبالغة و قوة الظهور في الألوان : نحو ابيضّ الشيء أي اشتد بياضه.

معنى المبالغة و قوة الظهور في العيوب: نحو اعورّت العين اي اشتد عوارها.

*معاني تفعّل

 **الأفعال المشتقة من اسم معنى لحدث  مصدري يفيد الحركة و العمل و الصنع

معنى التكلف: نحو تكرّم أي تكلّف الكرم راغبا.

معنى التجنب و الترك: نحو تحرّجت أي تركت الحرج.

معنى الحدوث المتقطع: نحو تجرعت الماء اي شربته جرعة بعد جرعة.

 معنى الطلب : نحو تثبّت أي طلب أن يكون على ثبت من أمره.

**الأفعال المشتقة من أسماء الأعيان الثلاثية الأصول

معنى اتخاذ شيء : نحو توسّدت يدي أي اتخذتها وسادة.

*معاني تفاعل

**الأفعال المشتقة من اسم معنى لحدث مصدري يفيد الحركة و العمل و الصنع

معنى التشارك : نحو تجاذب الطفلان اللعبة أي تشاركا في جذبها.

 معنى التكلف الادعائي : نحو تجاهله أي تكلف أن يجهله ادعاء.

معنى مطاوعة فاعل المتعدي : نحو تتابع من تابع و تباعد من باعد.

معنى  فعَل و فعُل : نحو تقارب بمعنى قرُب و تقاضيت بمعنى قضيت.

*معاني استفعل

**الأفعال المشتقة من اسم معنى لحدث مصدري يفيد الحركة و العمل و الصنع

معنى الطلب الحقيقي : نحو استغفرت الله أي طلبت منه أن يغفر.

معنى الطلب المجازي : نحو استوقد نارا أي طلب إيقادها.

معنى التحول الحقيقي : نحو استحجر الطين أي تحول إلى حجر حقيقي.

معنى التحول المجازي : نحو استسعلت المرأة أي تشبهت بالسعلاة الخرافية

 معنى  المصادفة بالوجود على معنى : نحو استعظمته أي وجدته عظيما.

معنى مطاوعة أفـْعل :نحو استحكم الشيء أي أحكمته.

معنى فعِل : نحو استأنس به أي آنسه.

معنى أفـْعَل : نحو استجاب له أي أجابه.

 معنى تفعّل : نحو استكبر أي تكبّر.

معنى افتعل : نحواستعصم أي اعتصم.

معنى الإغناء عن الثلاثي : للدلالة على عدم وجود الثلاثي منه نحو استحيا  منه

**الأفعال المنحوتة صوغا من مركب جملة قصدا للاختصار

معنى حكاية القول : نحو استرجع أي قال :

﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَالبقرة156

*معاني افعوعل

**الأفعال المشتقة من اسم معنى لحدث يفيد الصفة العارضة أو الثابتة معنى القوة والزيادة عن المعنى الثلاثي: نحو اخشوشن أي خشن.

**الأفعال المشتقة من أسماء الأعيان الثلاثية الأصول

معنى الكثرة و الشدة عن معنى الثلاثي : نحو اعشوشب المكان أي كثر عشبه.

*معاني افعول

معنى القوة و الزيادة : نحو اجلوّذ أي جد في سيره و أسرع.

*معاني افعالّ

**الأفعال المشتقة من اسم معنى لحدث يفيد العارضة أو الثابتة

معنى القوة و الزيادة عن معنى الثلاثي : نحو ابهارّ القمر أي اشتدّ ضوؤه.

*معاني تفععْلل

 **الأفعال المشتقة من اسم معنى لحدث مصدري يفيد الحركة و العمل و الصنع

معنى مطاوعة فعلل المتعدي : نحو تدحرج من دحرجه.

*معاني افعنلل : معنى مطاوعة فعلل : نحو احرنجمت الإبل أي حرجمت الإبل.
*معاني افعلّل
معنى القوة و الزيادة عن معنى الثلاثي : نحو اشمأزّ منه أي اشتدّ نفوره.

ملاحظة : الاقتصاد في صيغ الأفعال  لا يتوفق عند تعدد المعاني للصيغة الواحدة بل يتعداه إلى اشتراك  عدّة صيغ في معنى  واحد

ب-الاقتصاد في صيغ الأسماء : صيغ الأسماء قليلة و محدودة منها المجردة و المزيدة.

ب-1 صيغ الأسماء المجردة :

منها الثلاثية و الرباعية و الخماسية، فصيغ الثلاثي المجرّد عددها اثنتا عشرة صيغة و هذا لأنّ فاء الاسم تحتمل ثلاث حركات ؛ الفتحة و الضمة و الكسرة، و نفس الحركات تحتملها العين بالإضافة إلى السّكون فبضرب ثلاثة في إربعة نحصل على عدد 

عدد الصيغ المحتملة و هو اثنتا عشرة صيغة، مع إغفال حركات اللام لكونها متغيرة بالإعراب، و أهمال كل الصيغ الساكنة الفاء لثقل الابتداء بسكون و لعسر النطق بحرفين ساكنين2، و في هذا اقتصاد برفض كل ماهو ثقيل.
 
   

1-تصريف الاسم و الفعل في ضوء أساليب القرآن، محمد سالم محيسن، دار الكتاب العربي بيروت  1987 ط 1 ص 229

2-الاقتصاد في صياغة المفرد فخر الدين قباوة ص115

أما الصيغ المستعملة فهي عشرة؛ فـَعـْـل، فـَعـَـل، فـَعـُـل، فــَعـِل، فـُعْـل، فـُعـَل، فـُعـُل، فـِعْـل، فـِعـَل، فـِعـِل، و أهملت الصيغتانفـُعـِل و فـِعـُل. لصعوبة  الانتقال من الكسر إلى الضمة و من الضمة إلى الكسرة. و في هذا يقول ابن الحاجب في (الإيضاح في شرح المفصل) :«...سقط من مكسورها فـِعُل لأنه ليس من أبنيتهم استثقالا له، و سقط من مضمومها فـُعـِل لأنه بناء مختص بالفعل لما لم يسم فاعله1»، و في هذا أيضا نزوع للاقتصاد.
صيغة فُعْلُل : و يكون في الصفة فقط نحو:جحمرش.
صيغة فِعْلَل: و يكون في الاسم نحو: قرطعب و في الصفة نحو :جردحل.

و يتضح مما سبق أن صيغ الثلاثي المجرد أكثر من صيغ الرباعي و الخماسي و هذا راجع إلى خفة الثلاثي.

ممّا يدخل في الاقتصاد أيضا اشتراك الاسم و الصفة في الصيغة و إهمال الكثير من الصيغ في مقابل استعمال عدد قليل فقط منها .

ب-2صيغ الأسماء المزيدة2: كثيرة جدا لم يستعمل منها العربي سوى أخفها منها المزيدة عن الاسم الثلاثي و لم يستعمل منها سوى ما يقارب مئتين و ستة و ثمانين صيغة أمّا المزيد عن الاسم  الرباعي و المزيد عن الخماسي فأهمل منه أكثره و لم يخرج للاستعمال منه سوى القليل.

ج-ظاهرة العدول الصرفي (التناوب بين الصيغ): إنّ العدول المعبّر عنه لدى اللغويين بالانزياح يقصد إليه في اللغة العربية لأغراض معنوية و بلاغية، كما يشكل عنصرا من عناصر الإعجاز في القرآن الكريم إذ يلاحظ وروده بكثرة في مواضع عديدة مما يسهم في لفت نظر المفسرين و اللـّغويين على حد سواء.

1-المصدرالسابق، الصفحة نفسها

2-اللغة العربية مبناها و معناها د تمام حسان 142ــ143  

و يصطلح عليه أيضا بالتناوب الدلالي، و يتم بحمل صيغة على أخرى على سبيل المجاز مما يؤدي إلى التعدد الدلالي، و يشمل الصيغ الفعلية و مشتقاتها1.

أولا التناوب بين صيغ الأفعال: و يعرفه  د رضوان منيسي بأنه حمل صيغة على أخرى في الآداء الدلالي سواء كان ذلك في الدلالة الزمنية للصيغة  أو دلالة معناها بقرينة قد تكون تركيبية أو دلالية2.

1-التناوب في الدلالة الزمنية (نيابة الماضي عن المضارع): و من أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى:﴿ وَ اللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحابًا فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ/فاطر9الفعل المضارع"سقناه" في هذه الآية هو مجاز لفعل" نسوقه" لأن العرب تجعل"فعلنا"في موضع"نفعل"3ففي اللغة العربية ينوب الفعل الماضي عن الفعل المضارع، و قد ينوب الفعل المضارع عن الفعل الماضي، و من أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى:﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ –البقرة91 أي لم قتلتم لأن قتل الأنبياءتم في الماضي.    

2-التناوب في الأداء الدلالي لصيغ الأفعال : بنيابة صيغة عن صيغة أخرى و تأدية دلالتها.

*نيابة فعل عن افتعل : و هذا وارد في كلام العرب، و من أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى:﴿  إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِأَوْثَانًاوَتَخْلُقُونَإِفْكًا ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًافَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِالرِّزْقَوَاعْبُدُوهُوَاشْكُرُوا لَهُ ۖ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَالعنكبوت17 و مجازه تختلفون.
*النيابة بين فعل و استفعل : و من أمثلتها الآية:﴿وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَالصافات  14يستسخرون مجاز يسخرون.

1- الفكر اللغوي عند العرب في ضوء علم اللغة الحديث درضوان منيسي عبد الله جاب الله     ص  -403ـ404

2-المرجع نفسهص404 .2

3-المرجع نفسه ص 455

*التناوب بين أفعل و استفعل : و من أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ۚ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍالرعد14 يستجيبون مجازه يجيبون.
*التناوب بين فعل و فاعل : و من أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿  يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ مَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَ مَا يَشْعُرُونَ البقرةفجاءت يخادعون هنا بمعنى يخدعون.
*التناوب بين فعل و أفعل و فعّل : و من أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى:﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًاالنساء101 و يرى الحاس في إعراب القرآن أن فيها ثلاث لغات؛ قصرت و قصّرت و أقصرت.

3- التناوب بين المشتقات : و هو خروج أحد المشتقات من دلالته الصرفية إلى دلالة مشتق آخر، و هذا على سبيل المجاز1.

3-1الصيغ الصرفية المناوبة لاسم الفاعل في الدلالة الصرفية

 *نيابة المصدر عنه : نحو رجل عدل أي عادل2، و من أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى:﴿ وْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًاnالكهف41،

قراءة 3189 مرات آخر تعديل على الإثنين, 10 نيسان/أبريل 2017 10:41

أضف تعليق


كود امني
تحديث