قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 29 تشرين2/نوفمبر 2016 16:39

الإقتصاد اللغوي موقعه من المقاصد اللغوية و أثره في إعراب و تفسير القرآن الكريم 11

كتبه  الأستاذة حميدة راشدي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ألآية03﴿ وَ جَعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّوا عَن سَبِيلِهِ ۗ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ﴾ حذف فعل الشرط مع أداته : إندمتم  

  تمتعوا.....

الآية31﴿      قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَ يُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَ عَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَ لَا

خِلَالٌ﴾ جواب شرط مقدر أي : إن يؤمروا بإقامة الصّلاة يقيموها.

الآية37: ﴿ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ

تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَجواب شرط مقدر.

﴿فأجعل أفئدةجواب شرط مقدر أي : إن تكرمهم فاجعل أفئدة من الناستهوي إليهم.

الآية44﴿ وَ أَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَ نَتَّبِعِ الرُّسُلَ ۗ أَوَ

لَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ جواب شرط مقدر.

المبحث الثاني : أثر الاقتصاد اللغوي في إعراب القرآن الكريم

أولا تعريف الإعراب : الإعراب لغة هو الإبانة و الإفصاح 1 .

أمّا اصطلاحا فيعرض « أحمد عبد العظيم عبد الغني» عدّة تعاريف للإعراب في كتابه (المصطلح النّحوي) من بينها هاذين التّعريفين ينصّ الأوّل على أنّ : "الإعراب مظهر من مظاهر الاختصار في العربيّة فلواحقه –حركات و حروفا - تغني عن إيراد كلمات قاموسيّة توضّح مقولاته في المواقع النّحويّة المتنوّعة2أمّا الثّاني فيرتكز على تغيير العلامات الظاهرة في أواخر الكلمات : «الإعراب تغيير آخر الكلمة نتيجة علاقاتها السّياقية بما قبلها3»، و يكون الإعراب لفظيا أو تقديريا.

1-الإعراب اللفظي

 فالإعراب اللّفظي هو الإعراب بالحركات الظاهرة أو بالحروف، أمّا التقديري فهو ما كانت الحركات فيه مقدرة على أواخر الكلماتلتعذر ظهورها أو للتقل، و قدتعتبر العلامات الإعرابية قرينة تساعد على فهم معني الكلام، ففي قولنا: « حفظ  التلميذُ دروسـَه»، تدل علامة الرفع أي الضمة على الفاعلية كما تدل علامة النصب أي الفتحة على المفعولية فنفهم أنّ الذي حفظ هو التلميذ و أن الذي وقع عليه الحفظ هو الدروس، و في جملة : «برّ أخوك أباك»، دلت الواو و هي علامة الرفع في الأسماء الخمسة على أنّ الفاعل هو الأخ، و دلت الألف على أن المفعول به هو الأب ففهمنا أن الأخ هو البار بأبيه، حتى و إن حدث تقديم أو تأخير في الجملة الجملة، بفضل علامات الإعراب.

1-ـ لسان العرب، ابن منظور، ج1 ص588

2-ـ المصطلح النّحوي دراسة  نقدية و تحليلية، أحمد عبد العظيم عبد الغني، دار التّقافة للنّشر، القاهرة، 1990، د ط ،ص141 

3- المصدر نفسه، الصفحة نفسها

و قد يحدث أن تحتمل الجملة أكثر من معنى في نحو : «رأت منى سلمى»، قد تكون منى هي الفاعل و سلمى المفعول به و قد يكون العكس هو الصحيح، و هنا تتدخل قرائن أخرى غير قرينة العلامة الإعرابية لتحديد المعنى، فعدم ظهورها لا يؤدي إلى اللّبس لأن المعنى يفهم من خلال الرّتبة فقولنا : «ساعد عيسى رضا » يفهم من خلال ترتيب عناصرها أن الفاعل هو عيسى و المفعول به هو رضا.

2-الإعراب التقديري

مما لا شك فيه أن الإعراب يستلزم تقدير المحذوفات، و حتى لا يقع لبس في المعنى لجأ النحويون إلى وضع أسس و ضوابط تتحكم في هذا التقدير.

أولا التقدير

1-2تعريف التقدير

التقدير لغة1:جاء في اللّـسان نقلا عن التهذيب أنه على وجوه من المعاني؛ أحدها التروية  و التفكير في تسوية أمر و تهيئته...

أمّااصطلاحا2:فهو مظهر من مظاهر التأويل، و التأويل هو محاولة إرجاع النصوص التي لم تتوفر فيها شروط الصحة النحوية إلى موقف تتسم فيه بالصحة النحوية 3و يساوي محمد سليمان ياقوت بين مصطلح التقدير و مصطلح التحويل الوارد عند تشو مسكي مستندا في ذلك على المقارنة بين المصطلحين4.

1-ـلسان العرب،  ابن منظور، ج5، ص76

2-الحذف و التقدير في التحو العربي، د علي أبو المكارم، ص204

3- التقدير النحوي عند سبويه، مذكرة ماجستير، شباط، 1999 سعد حسن الضارب  الجامعة الأمريكية، بيروت، ص74 نقلا عن قضايا التقدير في النحوي بين القدماء و المحدثين، د محمود سليمان ياقوت، ص 180

4 ـ- المرجع السابق ص 79 نقلا عن الكتاب، سبويه، ج1 ،ص275ـ276

فمصطلح التحويل حسب رأيه يعد الأساس الأول في العمليات النحوية كالتحويل بالاستفهام  بواسطة السؤال الذي إجابته نعم أو لا. و المرور من البنية السطحية إلى البنية العميقة يستلزم القدرة على معرفة العلاقة بين عناصر النظام اللّغوي.

 و في هذا يقول عبده الراجحي : «إنّ التّحويليين يقرّرون أن النحو ينبغي أن يربط بين البنية العميقة و بنية السطح و البنية العميقة تمثل العملية العقلية أو الناحية الإدراكية في اللغة و دراسة هذه البنية تقتضي فهم العلاقات لا باعتبارها وظائف على المستوى التركيبي و لكن باعتبارها علاقات للتأثر و التأثير في التصورات العميقة«1.

و يأخذنا الحديث عن الثأثر و التأثير إلى الحديث عن نظرية العامل التي يعتمد عليها في دراسة التقدير و هذا في عدة أبواب في النحو العربي فهي حسب الكثير من النحويين القدماء و المحدثين أساس الدراسات النحوية على الرغم ما أصابها من هجوم في القديم و الحديث.

و يفسر سبويه(ت 180هـ )في كتابه الكثير من الظواهر اللـّغويه من خلال 

العامل و المعمول فيقول عند تطرّقه للتحذير : « و مما جعل بدلا عن اللّفظ بالفعل قولهم ؛ الحذر الحذر و النجاء النجاء و ضربا ضربا فإنّما انتصب هذا على الزم الحذر و عليك النجاء و لكنهم حذفوه لأنه صار بمنزلة افعل2.«.

 

1ـ ا النحو العربي و الدرس الحديث، عبده الراجحي، دار النهضة العربية للطباعة و النّشر، بيروت، 1979، دط، ص147

2- كتاب سبويه، أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر  تحقيق عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1988، ط2  ج1، ص 275-276

و تقدّر كلّ المحذوفات سواء كانت جملا أو أجزاء الجمل أو العلامات غير الظاهر.

2-2 أهم أنواع التقدير : من أهم  أنواع التقدير : تقدير العلامات و الجملة و أجزاء الجملة.

2-2-1تقدير العلامات

تكون علامات الإعراب مقدرة على آخر الكلمات بسبب التعذر أو الثقل أو إشتغال المحل.

أ-تقدير العلامات للتعذر

التعذر هو سبب نحويّ لاستحالة ظهور علامات الإعراب على الألف في آخر الكلمة ما يقتضي تقديرها للتعذر1، في نحو إعراب كلمة "مسمّى" في الآية العاشرة من سورة إبراهيم إذ تقدّر فيها الكسرة على الألف المقصورة للتّعذّر.

ب-تقدير العلامات للثقل

و الثقل سبب نحويّ لعدم ظهور علامات الإعراب على الواو و الياء في آخر الكلمة ما يقتضي تقديرها للثقل2. و تقدر علامات الإعراب للثقل في الحالات التالية :

*الاسم المنقوص المعرفة : تقدر فيه الضمة و الكسرة على الياء في حالتي الرفع و الجر،.
*الاسم المنقوص النكرة : تقدر فيه الضمة و الكسرة على ياء محذوفة في حالتي الرفع و الجر، و مثاله  تقدير الكسرة على الياء المحذوفة إعراب "باغٍ" في قوله تعالى:  ﴿   إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنزِيرِ وَ مَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ
 
غَيْرَ بَاغٍ وَ لَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ البقرة173،

1- معجم قواعد العربية من القرآن الكريم، الأزهري براق زكريا، ص 57.

2-المرجع السابق ص58

*الفعل المختوم بواو
تقدر الضمة على الواو في حالة الرفع، نحو : تدعُـو.
*الفعل المختوم بنون التوكيد :
تقدر النون قبل نون التوكيد أو نون الوقاية في حالة الرّفع، نحو:"يصرمنّها ". في قوله تعالى:﴿ وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ
لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ  ‚ إبراهيم 13 فالفعل المضارع "تعودنّ" مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال.

ج-اشتغال المحل بالحركة المناسبة :

هو سبب نحوي لمنع ظهور علامات الإعراب في آخر الكلمة ما يقتضي تقديرها1. 

تقدر حركات الإعراب لانشغال المحلّ بالحركة المناسبة في الحالات الآتية :

تقدر الضّمة و الفتحة  على آخر الاسم المضاف لياء المتكلم في حالتي الرفع و النصب لأنّ هاتين الحركتين لا تتوافقان مع الكسرة اللّازمة التي تناسب ياء المتكلم. لذلك جرى تقدير حركات الإعراب في الاسم المرفوع و الاسم المنصوب بسبب انشغال المحل بالحركة : فإعراب كلمتي : مقامي و وعيدي في قوله تعالى ﴿.لمن خاف مقامي و خاف وعيد﴾ تقدر الفتحة قبل ياء المتكلم، أمّا الاسم المجرور فيجوز تقدير الكسرة أيضا على ما قبل الياء باعتبار أنّ الكسرة الموجودة هي كسرة المناسبة و ليست كسرة الجر2.

 

1- المرجع السابق ص60                                                                                  

2- المرجع نفسه، الصفحة نفسها

2-2-2تقدير الجملة1 :

و قد اتجه النحاة إلى تقدير الجمل بحثا عن استقامة القواعد لعجزهم عن تحقيقها دون تقدير، و هذا ما نجده في أبواب كثيرة كالقسم كقولنا : ﴿ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ﴾"إبراهيم13 و التقدير أقسم و الشرط، في قوله تعالى :﴿  قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا

الصَّلَاةَ وَ يُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَ عَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَ لَا خِلَالٌ]‡‰  إبراهيم31أي إن يؤمروا بإقامة الصلاة يقيموها.

2-2-3تقدير أجزاء الجملة 2: في حالة وجود عامل بلا معموليقدر المعمول و إذا اجتمع في الكلام عاملان و ليس في الكلام سوى معمول واحد، قدر للثاني معموله و إذا وجد في الكلام معمول بلا عامل قدر له عامله، و في النحو أبواب عديدة تتناول هذا النوع من التقدير الابتداء و الإضافة و الصفة و العطف و الاشتغال و التنازع.

و قد حددّ النّحاة أمرين يجب مراعتهما في التّقدير : مراعاة الصّناعة النّحوية و المعنى، و يقصد بالصّناعة النّحوية؛ الأصول النّحوية العامّة و القواعد الخاصّة المتّـفق عليها و لذلك منع بعض النّحاة بعض التقديرات ـ أحيانا ـ و إن كان المعنى يجيزها لأن الأصول النحوية تتعارض معها كما قدروا أنواعا من المحذوفات ـ في أحيان أخرى ـ تبعا لما تمليه المقررات النحوية من أصول عامة و قواعد خاصة و إن كان المعنى لا يحتاج إليها3.

و لتوضيح هذه الفكرة لا بد من عرض آراء بعض النحاة فـ ابن هشام في المغني يعرف الدليل الصناعي بقوله : « دليل الحذف نوعان أحدهما غير صناعي و ينقسم إلى حالي و مقالي و الثّاني صناعي و هذا ما يختصّ بمعرفته النّحويون لأنّه إنّما عرف من جهة الصّناعة4».

1ـالحذف و التقدير في النحو العربي  د علي أبو المكارم  ص205

2- المرجع نفسه  ص206

3- ـظاهرة الحذف في الدرس اللغوي، طاهر سليمان حمودة، ص155                                               

  4-مغني اللبيب لابن هشام الأنصاري ابن هشام الأنصاري ج2ص15  

و بعبارة  أخرى يمكننا القول بأنّه : «...ما يستدل به على المحذوفات 

بواسطة القوانين و الأقيسة النحوية التي يختص بمعرفتها النحاة1 ».

و قد استدل بعدة أمثلة منها قولهم:"قمت أصك عينه إن التقدير و أنا أصك عينه لأن واو الحال لا تدخل على المضارع المثبت الخالي من"قد"و في قوله تعالى : ﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَ لَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَ خَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَ كَانَ اللَّهُ بِكُلِّ

شَيْءٍ عَلِيمًاالأحزاب40يقدر النحويون ؛ كان محذوفة مع اسمها، فالتقدير و لكن كان رسولَ الله لأن ما بعد لكن ليس معطوفا على ما سبقه لدخول الواو عليها، لأنه مثبت و ما قبلها منفي، و لا يعطف مفرد بالواو إلاّ و هو شريكه  في النفي و الإثبات فإذا قدر ما بعد الواو جملة صحّ تحالفهما2.

أما في باب الاشتغال فيقدر جمهور النحاة في نحوزيدا ضربته فعلا ناصبا للمفعول به زيدا و لا يجيزون إظهار هذا الفعل المقدر و يبقى الكلام تاما مفهوما بالعناصر المذكورة.

و قد لا يحتاج المعنى إلى المحذوف حيث يكون الكلام مفهوما دون تقديره إلا أنّ بعض النحاة يتكلفون التقدير فيقدر البصريون و جمهور النحاة فعلا محذوفا قبل كل اسم ورد بعد أداة تختصّ بالدخول على الأفعال ؛ كأدوات الشرط و التخصيص و الغرض، و من أمثلتها تقدير فعل بعد إذا الشرطية في قوله تعالى ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْالتكوير1 و التقدير إذا كورت الشمس كورت 3.

 

1- المصدر السابق، ص12

2- المصدر نفسه، الصفحة نفسها

3-ظاهرة الحذف في الدّرس اللّغوي الحديث، طاهر سليمان حمودة، ص155-159

3-أسس التقدير

و يمكننا أن نلخّص هذه الأسس في النقاط التالية1 :

أ-يجب أن يقدر المحذوف في مكانه الأصلي
لأن تقديره في غير مكانه الأصلي يتطلب تقديرا آخر يتصل بإعادة ترتيب الجملة ؛ نحو أيهم رأيته ؟ فـ"  أي"اسم استفهام منصوب له الصدارة، لا يجوز عند النحاة أن ينصب بالفعل المذكور بعده لأنه شغل عنه بضميره فلزم بالتالي تقدير فعل آخر من نفس لفظ الفعل المذكور بعده شرط ألاّ يكون سابقا على اسم الاستفهام مراعاة للصناعة النحوية فيكون التقدير: " أيهم رأيت رأيته".
ب- يجب تقليل مقدار المقدر ما أمكن : و هذا لتقليل مخالفة الأصل لذا كان تقدير الأخفش في "ضربي زيدا قائما "بلفظ :"ضربه" أولى من تقدير غيره لأنه قدره من كلمة واحدة من لفظه بينما قدرها غيره بـ:" حاصل إذا كان" أو "إذا كان" .
ج-يجب أن يقدر المحذوف من لفظ المذكور ما أمكن : و تم شرح هذه النقطة في  المثال الأسبق :"ضربي زيدا قائما" و قد تقتضي الصناعة النحوية أو مراعاة المعنى أن يمتنع التقدير بنفس اللّفظ فيعدل عنه إلى تقدير لفظ آخر.
د- إذا استدعى الكلام تقدير أكثر من عنصر محذوف : يقدر ذلك حذفا على التّدريج : فالتقدير في قوله تعالى : ﴿  وَ اتَّقُوا يَوْمًا لَّا
تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَ لَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَ لَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَ لَا هُمْ يُنصَرُونَ  البقرة48 أصلها : "لا تجزي فيه" ثمّ حذف "في"  ثم حذف الضمير بعد أن صار مفعولا به منصوبا.

 

1-المرجع السابق، ص160

لا تجزي فيه           لا تجزي فيـــــه            لا تجزيـــــــه          لا تجزي

2-4 أولويات التقدير: حينما يلتبس الأمر في كون المحذوف مبتدأ أو خبرا في الجملة الاسمية و لا نجد دليلا يرجح أحد الاحتمالين، يضطر النحويون إلى انتهاج مبدأ الأولوية في التقدير متبعين في ذلك القواعد النحوية المتفق عليها،  ففي الجملة الاسمية : « يمين الله» لا يوجد ما يؤكد إن كان المحذوف مبتدأ أو خبرا، لذا جاز تقدير أحد الوجهين و تقدير المحذوف تباعا لذلك فإذا قدر المذكور مبتدأ فالمحذوف خبر و العكس صحيح فيكون التقدير يمين الله قسمي أو قسمي يمين الله،  و إن كانت القاعدة النحوية تقتضي أن يكون الثاني هو المحذوف فيقدر الخبر لا المبتدأ، أمّا إذا دخلت لام اقترن الاسم بلام الابتداء كان المذكور تباعا لذلك مبتدأ و المحذوف خبرا، و يذهب بعض النحاة إلى أن المحذوف هو المبتدأ لكون الخبر هو محط الفائدة بينما يرى آخرون أن الخبر هو المحذوف لأنّ التجوز في آخر الجملة أسهل و يرجح طاهر سليمان حمودة1هذا الرأي  مستندا على القاعدة العامة في الحذف التي تقضي بحذف العنصر الأخيرفإذا واجهنا  احتمالين في التقدير، الأوّل بأن   يكون المحذوف فعلا و الباقي فاعلا و الثاني بأن يكون المحذوف مبتدأ و الثاني خبرا كان الاحتمال الثاني أرجح لأن المبتدأ عين الخبر، فالمحذوف عين الثابت، أما إذا وجد أنّ هذه الأولوية يعرض عنها بوجود قرينة، ترجح الاحتمال الثاني1.

 

1ـ المرجع السابق، ص161        

ففي إعراب الآية الكريمة : ﴿   الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ

 

الْحَمِيدِ﴾ إبراهيم1 قد يعرب "كتاب" خبر لمبتدأ محذوف تقديره "هذا " أي هذا كتاب  فتكون الجملة بعده في محل رفع صفة، و قد يعرب مبتدأ و سوّغ بالابتداء كونه موصوفا في التقدير1  أي "كتاب عظيم أنزلناه" و تكون أنزلناه في محل رفع خبر، و يرجح معربي القرآن الاحتمال الأوّل لأنّ الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة و في تقدير صفة له تكلف. و اختلف أيضا في إعراب ﴿ ألمر التي  تحتمل ثلاثة أوجه في الإعراب : فقد تكون مجرورة بحرف قسم محذوف، و قد تكون منصوبة بتقدير فعل أي : «اتل الر»، و قد تعرب مبتدأ و ما بعده خبر2، و يرجح محي الدين درويش وجها رابعا و هو أنها خبر لمبتدأ محذوف3. و قد يقدّر المحذوف من خلال القياس مع آية مشابهة للآية الواقع فيها الحذف و من أمثلتها في القرآن الكريم قوله تعالى : ﴿ ‚

 

 لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَ لَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَالزّخرف78 فلفظ الجلالة"الله"يجوز أن يعرب مبتدأ خبره محذوف و

التقدير الله خلقهم و لكن بالقياس مع الآية المشابهة لها ﴿    وَ لَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ

 

الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ

الزّخرفيقوي إعراب لفظ الجلالة فاعلا بفعل محذوف تقديره  :خلقهن الله4 .

1- تفسير البحر المحيط، ج5، ص292              

2-التبيان في علوم القرآن، ص14

3-إعراب القرآن و بيانه، محي الدين درويش، دار ابن كثير، ج 1، ص 38

4-ـالمرجع نفسه، ج7، ص110       

2-5 التقدير و تفسير المعنى

تطرق ابن جني لهذا الموضوع في الخصائص في باب"الفرق بين تقدير الإعراب و تفسير المعنى"فقال في مستهله:1 هذا الموضع كثيرا ما يستهوي من يضعف نظره إلى أن يقوده إلى إفساد الصنعة" ثم يدعم رأيه بأمثله منبها إلى أنّ بعض التقديرات النحوية للمحذوفات تخالف المعنى المراد من الكلام، فجملة "أهلك و الليلَ" التي يفسرها البعض بـ "الحق أهلك قبل الليلِ" جارّين بذلك "الليل" و إنما تقديره الحق أهلك و سابق الليلَ"، و يخلص في نهاية حديثه إلى قوله»: ألا ترى إلى فرق بين تقدير الإعراب و تفسير المعنى ،..فإن أمكنك أن يكون تقدير الإعراب مخالفا لتفسير المعنى تقبلت المعنى على ما هو عليه حتى لا يشذ شيء منها عليك، و إيّاك أن تسترسل فتفسد ما تؤثر إصلاحه2.» و فهم المعنى في كثير من الأحيان لا يتوقف على تقدير المحذوف فيفهم المعنى في الجملة الاسمية  بدون تقدير الخبر المحذوف المتعلق بأشباه الجمل و المقدر بـ"موجودأو"مستقر".. و من هنا يفهم أنّ الحذف كان من سنن العرب في كلامهم فيفهم الكلام عندهم بصفة تلقائية دون الحاجة إلى تقدير للمحذوفات.

ثانيا الوقف و الإعراب

إنّ الوقف على كلمة ما يعني نهاية جملة و بداية أخرى لذا كانت الظاهرتان أي الوقف و الابتداء متلازمتين عند القرّاء و اللّغويين على حد سواء، و نهاية جملة تعني الإفادة و الاكتفاء و هذا ما يعمل على حصر المعاني حتى لا تختلط، و يقع المتلقي للخطاب في اللّبس.

1-الخصائص، ابو الفتح ابن جني، جK1 ص279      

  2-  المصدر نفسه ص 283ـ284  

و قد وقف معربو القرآن على عدة حالات يختلف فيها إعراب الآيات حسب ما اقتضته القراءات من وقف أو وصل و في بعض الأحيان يجوز الوجهان فتحتمل الآية إعرابان كلاهما صحيح.

ففي قوله تعالى  :﴿  الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللَّهِ

 

الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَ وَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍابراهيم1-2

فلفظ الجلالة "الله" في رواية ورش عن نافع يقرأ بالرفع على الابتداء و الاستئناف لأنّ الذي قبله رأس آية1، أو على أنّه خبر لمبتدء محذوف، و قرأها الباقون  إلاّ رويسا عن يعقوب جرّا على أنّه بدل أو عطف بيان للعزيز الحميد2، أما رويس فقد قرأ بالرفع إذا وفق على قوله الحميد و ابتدأ باسم"الله"فإذا وصل الحميد باسم "الله"جرّ اسم الجلالة" الله " على البدلية.

ثالثا الإدغام في أواخر الكلمات و أثره في الإعراب

تعرب الكلمات المنتهية بإدغام بعد ردّها إلى الوضع الذي كانت عليه قبل الادغام، فمصرخيّ  في قوله تعالى : ﴿ وَ قَالَ الشَّيْطَانُ

 

لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَ وَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَ مَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ

 

فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَ لُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَ مَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ

 

الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  إبراهيم22 : أصلها مصرخين لي  فياء الجمع ساكنة و ياء الإضافة ساكنة، كذالك فحذفت اللام للتخفيف و النّون للإضافة فالتقى ساكنان أي الياءان، فأدغمت ياء الجمع في ياء الإضافة و حركت بالفتح للتخفيف و تخلصا من توالي ثلاث متحرّكات3.     

 و في إعراب"عمّا"  في قوله تعالى : ﴿ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن

 

ذُنُوبِكُمْ وَ يُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ

 

مُّبِينٍ  ﴾ إبراهيم10 : أصلها"عن ما "أبدلت النون الساكنة في "عن" ميما ثمّ أدغمت في الميم المتحركة في "ما"، و بالتالي تردّ إلى أصلها بفكّ الإدغام فتعرب جارا و مجرورا.

1-إعراب القراءات السبع، أبو الحسين أحمد بن خلويه الهمذاني النّحوي الشّافعي، حققه عبد الرحمن العثيمين، مكتبة الخانجي،1992، ط1، ج، 1ص334     

2-المصدر نفسه ص182       

3-إعراب القرآن الكريم و بيانه، محي الدين درويش، ج4، ص145

و نفس الشّيء بالنسبة لـ ممّا في قوله تعالى : ﴿ œ›مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ

 

ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ ‚إبراهيم18.

و في ﴿ وَ بَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ

 

قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍƒإبراهيم21 أصلها "إنّ ونا" التقت ثلاث نونات النون الساكنة في "إنّ "و نون" نا "فحذفت إحداهن ثم أدغمت النون الساكنة في النون المتحرّكة، و عند الإعراب ترجع إلى أصلها، و في كنّا التي أصلها "كان نا "

و في قوله :﴿  ‚رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَ مَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌإبراهيم 36  أصلها "من  ني".

رابعا الحذف الصرفي و أثره في إعراب القرآن الكريم

سبق و أن تطرقت لهذا المفهوم في مبحث سابق و يتمثل في عدم ظهور حركات الإعراب في الكلمات المعتلة الآخر، و في حذف حرف العلة في الأفعال  الناقصة  في حالة الجزم و الأمر و حذفها من الأجوف و اللفيف المقرون في  الأمر أيضا  و حذف النون في الأفعال الخمسة في حالتي النصب و الجزم و البناء على الضم أو السكون في الماضي المتّصل بضمائر الرّفع المتحركة أو واو الجماعة، و بناء المضارع على الفتح في حالة اتّصاله بنون النسوة و نوني التّوكيد الثقيلة و الخفيفة.

1-الإعراب التقديري

أ- عدم ظهور العلامات بسبب التعذر

الآية 3:   الدنيا

الآية 8:   موسى، أنجا

الآية 10:  يدعوكم، مسمى

الآية 12:  هدانا

الآية 16:   يسقى

الآية 21:  هدانا

الآية 27:   الدنيا

الآية 34: أتاكم

الآية 49:   ترى

ب-عدم ظهور العلامة بسبب الثقل

الآية 4:   يهدي

الآية 17:   يأتيه

الآية 23:   تجري

الآية 25:   تؤتي

الآية 37:  تهوي

الآية 38:  نخفي، يخفي

الآية 41:   يأتيهم

الآية 50:  تغشى

2-الإعراب بالحذف

 أ-علامة الإعراب : حذف النون

الآية 8: اذكروا

الآية 10: أن تصدونا، أئتوا

الآية 22: لاتلوموني، و لوموا

الآية 30: تمتعوا

الآية 31: أقيموا، ينفقوا

الآية 34: تحصوها

الآية 37: ليقيموا

الآية 44: لم تكونوا

الآية 52: ليندروا، ليعلموا

ب-علامة الإعراب :حذف حرف العلة :

الآية 9: ألم يأتكم

الآية 19: ألم تر، يأت

الآية 24:ألم تر

3-التقاء الساكنين و توالي الأمثال

الآية 13: لتعودن   أصلها تعودوننّ  تعودنّ   ( فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه ثبوت النون و قد حذفت لتوالي الأمثال و الواو محذوفة لالتقاء الساكنين)

الآية 21: مغنون   (فيها إعلال بالحذف و حذفت الياء بعد تسكينها و نقل حركتها إلى النون بسبب التقاء الساكنين)

الآية 44: نتبعِ الرسل (حرك الفعل بالكسر لالتقاء الساكنين)

4-الفصل و أثره في الإعراب
و قد سبق تعريفه و هو إقحام صوت أو أكثر بين الحرفين المتماثلين أو المتنافرين أو المتجانسين لإزالة ثقل الأداء اللفظي فيما هو كلمة واحدة، نحو إقحام نون الوقاية بين ضمير الجمع و ضمير الغائب المتصل في الأفعال :"اجنبني و تبعني و عصاني" الوارد في الآية السادسة و الثلاثين في سورة إبراهيم. و إقحام الواوبين ضمير الجمع و ضمير الغائب المتصل في الأفعال" آذيتمونا "في الآية الثانية عشرة منها و"سألتموه "في الآية الرابعة و الثلاثين منها فتعرب النون للوقاية و الواو للإشباع لأنها زائدة لإزالة الثقل و تجتمع نون الوقاية و واو الإشباع في الفعل" أشركتمون "الوارد في الآية الثانية والعشرين من السورة.

4-البناء     

الفعل الأصل سبب مخالفة  الأصل

أنزلْنا(الآية1)

أرسلْنا(الآية4)

أديْتم(الآية12)

هديْناكم(الآية21)

كفرْت(الآية22)

رزقـْناكم(الآية31)

سألْتم(الآية34)

أظللْـن(الآية36)

أسكنـْت(الآية37)

أقسمْتم(الآية44)

ضربْنا(الآية45)

مكرُوا(الآية46)

آمنُوا(الآية23/27)

استفتحُـوا(الآية14)

أحلُّوا/بدّلُوا(الآية28)

ظلمُوا(الآية44)

أزيدَنّكم(الآية2)

تصبرَنّ(الآية12)

تخرجَنّ(الآية13)

،لا تحسَنّ(الآية42)

البناء على الفتح

يبنى الفعل الماضي على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك

يبنى الفعل الماضي على السّكون لاتّصاله بضمائر الرّفع المتحرّكة

يبنى الفعل الماضي على الضّم لاتّصاله بواو الجماعة

يبنى الفعل المضارع على الفتح لاتّصاله بنون النسوة أو نوني التوكيد الثقيلة و الخفيفة

5-الممنوع من الصرف

أمّا  في الممنوع من الصرف فتنوب الفتحة عن الكسرة و لا تنوّن الأسماء، و من أمثلتها في سورة إبراهيم :الآية 39: إسماعيلَ، إسحاقَ حيث امتنع التنوين لأنها أسماء علم  أعجمية.

المبحث الثالث : أثر الاقتصاد في تفسير القرآن الكريم

أولا : تعريف التفسير

 التفسير لغة1 : من فسر الشيء يفسره بالكسر و يفسره بالضم، فسرا و فسّره : أبانه، و التفسير مثله. و الفسْر كشف المغطّى، و التفسير: كشف المراد عن اللّفظ المشكل.

التفسير اصطلاحا : يعرفه الزركشي في البرهان هو علم نزول الآية و سور أقاصيصها، و الإشارات النازلة فيها،ثم ترتيب المكيتها و مدنيتها، و محكمها و متشابهها، و ناسخها و منسوخها، و خاصها و عامها، و مطلقها و مقيدها، و مجملها و مفسرها. و زاد فيه قوم فقالوا : علم حلالها و حرامها و وعدها و وعيدها2.».

ثانيا حاجة المفسر إلى الإلمام بعلوم اللغة العربية

و من أهم العلوم التي لا بدّ للمفسّر أن يكون ملمّا بها: علوم اللّغة العربية نظرا لنزول القرآن الكريم بها. فلا يتسنّى له فهم معانيه دون التبحّر و التفقّه في أسرارها و في سنن العرب في كلامهم، لذا فقد اعتبر التفسير اللّغويّ للقرآن الكريم من أهمّ أنواع التّفاسير إلاّ أنّ الاختلاف بين اللّغويّين في بعض المسائل أدّى إلى الاختلاف في التّفسير، فمسألة ورود الإشتراك اللّفظي في اللّغة، و كذلك الأضداد و المجاز و بالتالي ورودها في القرآن الكريم مسائل أسالت الكثير من الحبر إذ وقف اللّغويّون إزاءها بين مؤيّد و معارض و قدّم كل قريق أدّلته و براهينه.

1- لسان العرب، ابن منظور، ج،5، ص55

      2-البرهان في علوم القرآن، الزّركشي،  ج 2، ص 124

ثمّ أنّ المؤيّدين من المفسرّين أنفسهم وقفوا إزاء هذه المسائل في خلاف حول دخول بعض الكلمات ضمن المشترك أو الأضداد أم لا، و أيّ معنى من المعنيين يحمل اللّفظ إن دخل ضمنها. ثمّ أنّهم اختلفوا أيضا في أخذ اللّفظ على الحقيقة أو المجاز. كما اختلفت بعض التّفاسير باختلاف الإعراب.

ثالثا أثر الاقتصاد االلغوي في الاختلاف في تفسير القرآن الكريم

 1-الوقف و التفسير

 جاء في البرهان عن أبي بكر بن مجاهد : « لا يقوم بالتّمام في الوقف إلا نحوي عالم بالقراءات، عالم بالتفسير1 ...» فلا بد لكل من معرب و مفسر للقرآن الكريم من معرفة مواقع الوقف و الابتداء لما لها من أثر في المعنى فالوقف يسهم في تنظيم العلاقات التركيبية و في تماسكها و انسجامها فهو المحدد لهذه العلاقات و الموجه للإعراب و بذلك يكون موجها للنحو2.  فإذا احتمل الوصل و الفصل معا في موضع ما اختلف الإعراب من حالة إلى أخرى، و هذا ما قد يؤدي إلى اختلاف المعنى،  ففي الآية : ﴿ مِن شَرِّ

الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ النّاس4 إذا وصلنا يكون ما بعدها:﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِالنّاس5  في محل جر نعت أمّا إذا تلته سكتة سيكون ما بعده نعتا مقطوعا و لا يتبع ما قبله في الإعراب، فالعبكري3 يرى أنّ" الذي •"c      يحتمل الحركات الثلاث ؛ الرفع و النصب و الجر :

*يحتمل الرفع في حالة الوقف فيعرب كما سلف و ذكرنا نعتا مقطوعا .

قراءة 3291 مرات آخر تعديل على الجمعة, 16 كانون1/ديسمبر 2016 19:40

أضف تعليق


كود امني
تحديث