قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 27 آب/أغسطس 2017 22:56

البرامج التأهيلية للحاج (سلوكيا وفقهيا) ودورها في تحقيق الحج الآمن 2/1

كتبه  الدكتورة أم كلثوم بن يحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، و العاقبة للمتقين، و الصلاة و السلام على عبده و رسوله و صفوته من خلقه، و أمينه على وحيه، نبينا و إمامنا محمد، و على آله و صحبه و من سلك سبيله و اهتدى بهديه إلى يوم الدين... أما بعد :

تشهد المملكة العربية السعودية و على مدى قرون عديدة أكبر مؤتمر سنوي و أعظم حدث ديني للمسلمين حيث يدخل أراضيها الحجيج أفواجا أفواجا، يحجون يتعارفون يتآلفون ثم يشهدوا منافع لهم، و يصاحب هذا الحدث العظيم حدث آخر شرف به الله تعالى هذه الأرض المقدسة إنه سقاية الحجيج و خدمتهم.

المبحث الأول: قراءة في البرامج التأهيلية للحجاج في دول العالم

تلعب بعثات الحج دورا هاما في تسير شئون الحجاج كل حسب بلده، و تضطلع بدرو مهم في تهيئة الحاج و تدريبه على شعائر الحج و على الظروف المصاحبة لها من كثرة للحجيج و التزام بوقت واحد لأداء الشعائر و ما يصاحب ذلك من صعوبات و مشاق قد يؤدي في بعض الأحيان إلى ما لا يحمد عقباه من تدافع قد يسبب الموت، و من هنا يبرز الدور المنوط بها، فهي قبل أن تكون وسائل نقل للحجيج مراكز توجيه و تدريب لهم تسعى جاهدة للأخذ بيدهم من أجل تحقيق الحج المبرور الذي بذل الحاج ماله و جهده لعله ينال شرفه، من خلال غرس قيم التقوى و الصبر و التحمل و البر في الحجاج و تهيأتهم سلوكيا و فقهيا من أجل تحقيق المقصد الشرعي للحج و نيل الثواب و المغفرة من الله تعالى بإذنه تعالى.

إن هذا التوجيه و التدريب يجب أن يبدأ أشهرا قبل موسم الحج كما يجب أن يستمر إلى آخر لحظة من لحظاته، لحظة وصول الحاج إلى بلده سالما غانما معافا مغفورا له بإذن الله تعالى؛ في مظهر حضاري فريد من نوعه حيث على الكل تحمل المسؤولية كاملة و استشعار عظم الأمانة الملقاة على عاتق الجميع من حاج و متعهد و وكالات و مطوفين و دعاة و وزارات الحج كل حسب بلده متممين و ممتنين للجهود الجبارة و الأموال الضخمة التي تبذلها المملكة العربية السعودية سنويا لإنجاح الحج و تحقيق الأمن و الأمان فيه.

و مما لا يختلف فيه اثنان أن مواسم الحج و العمرة مواسم تتمازج فيها المظاهر الحسنة المبشرة بالخير بالمظاهر التي تخالف المقصد الشرعي للحج جوهرا و مضمونا، مظاهر تبعث على الحزن و الاستياء و تتكرر في كل موسم و ربما تزداد توسعا و ظلامة كل مرة، و يمكن أن نقف على أمثلة واضحة عن كل نوع من المظهرين السابقين، تبرز الدور التدريبي التي تبذله الجهات المسئولة إيجابا و سلبا و انعكاساته على الحجاج و تحقيق الحج الآمن:

المطلب الأول: نماذج مشرقة

            عندما نتحدث عن حجاج دول شرق أسيا فإن أول دولة تتبادر إلى ذهننا هي دولة ماليزيا، و ليس ذلك وليد الصدفة بل إنه معاينات واقعية في موسم الحج حيث يلفت حجاج ماليزيا الأنظار لما يميزهم عن غيرهم من حسن السمت و التنظيم و السكينة و أداء متقن لمناسك الحج و تحقيق لمعان البر التي هي جوهره، و ما هذا إلا ثمرة طيبة من ثمرات الاهتمام و البرامج التدريبية المكثفة التي يتلقاها الحاج الماليزي، و من ذلك:

1-                  تأسيس صندوق استثماري تحت مسمى صندوق طابون حاجي سنة 1963م (Tabung Haj)، و فكرة الصندوق قائمة على أن الأسرة الماليزية منذ ولادة المولود تفتح حساب ادخار له في هذه المؤسسة غير الربوية بمبلغ زهيد و تحافظ على استقطاع أقساطه الشهرية لا تتجاوز دولارين أو ثلاثة شهرياً و بذلك يؤمن له كلفة نفقات الحج بطريقة تدريجية و يتم توظيف استثمار الأموال المدخرة لصالح المدخرين و تقسم الأرباح بين المساهمين على أساس المشاركة.

إن هذا التفكير في تحقيق الحج المبرور للحاج منذ ولادته لدلالة واضحة و قيمة إنسانية عظيمة حيث التكفل بكل مصاريف الحاج من إسكان و ما **********يحققه من استقرار للحاج يبعده عن ظاهرة الافتراش، وإطعام يبعده عن ظاهرة التسابق على الإطعام الخيري، وكذا الطبخ في الفنادق والمشاعر وخطورة ذلك ليس عليه فقط بل على الجميع من فنادق وهيئات أمنية لما يحدثه من حوادث وإرباك، ثم النقل وما يوفره من أمان للحاج  وعدم ضياع بين المشاعر المقدسة.

إن توفير هذه المتطلبات الضرورية للحاج كفيلة بتجنيبه التفكير بنفسه في توفيرها، ومدى تأثير ذلك على الحج الآمن بسبب اختلاف قدرات الحجاج والمستوى المادي والتعليمي والثقافي لهم.

2-                  البرامج الإرشادية التدريبية المتطورة والتي تسبق الحج بأشهر عديدة حيث تقوم بتدريب الحاج على المناسك في صورة محاكية للمشاعر المقدسة، ثم إرشاده وتوعيته بما يجب عليه أخده من مستلزمات وأدوية إلى البقاع المقدسة ومكان الإقامة وكيفية الوصول إليه من وإلى الحرم.

3-                  تتميز عملية القرعة بين الحجاج في ماليزيا بالسرعة والدقة حيث تتم مباشرة بعد انتهاء الحج ما يترك فرصة كاملة للهيئات المسئولة لتدريب الحجاج الجدد وتوعيتهم قبل انطلاق الموسم، بينما نجد بلدانا أخرى تؤخر القرعة إلى فترات قريبة جدا من الموسم يستحيل معها تأهيل الحاج وهذا خطأ فادح يجب التنبيه عليه والوقوف عنده.

ويذكر أن أربع دول استنسخت التجربة الماليزية المميزة في أداء مناسك شعائر الحج خلال الأعوام السابقة، وهي إندونيسيا والسودان والهند وإيران في أداء الحج.(قبل موسم الحج:

إن عدم تدريب الحجاج فقهيا وسلوكيا قبل موسم الحج يؤدي إلى انتشار من بعض المظاهر التي تؤثر على سلامة الحاج، وفي كثير من الأحيان يصعب تدارك الأمر من خلال التوعية أثناء الحج، لانشغال الحجاج وضيق الوقت نذكر منها مثلا:

-         انتشار الظواهر اللاحضارية التي تبعث على اللوم التثريب في موسم الحج وفي كل المشاعر المقدسة كالافتراش الذي كان عاملا مؤثرا في الازدحام والتدافع بسبب اقتطاع حَيِّز كبير من مساحة ساحات الحَرَم، وطُرقاته، وممراته، وكذلك ظاهرتي التسول والنشل.

-         سوء تعامل بعض الحجاج مع الإطعام الخيري حيث يأخذ الحاج أكثر من كفايته، ومع قدوم موسم الحج في الصيف فإن هذه الأطعمة يتسرع إليها الفساد فيضطر الحاج إلى رميها، أو تسبب له تسمما يعيق حجه، إضافة إلى طبيعة التنقل بين المشاعر حيث يجد الحاج نفسه مجبرا على التخلص من الأطعمة رغبة منه في الإسراع.

-         عدم تأهيل الحاج وتوضيح المسائل الفقهية له قبل قدومه الحج يوقعه في كثير من المخالفات الشرعية التي لا تؤثر على حجه فقط بل تؤثر على أداء الجهات الأمنية حيث تضيف إلى مهامها اللامتناهية في موسم الحج مهاما كان من الممكن تجاوزها إذا تم تأهيل الحجاج قبل وصولهم المشاعر المقدسة، ونذكر فقط على سبيل المثال ترك بعض الحجاج لحملات والبحث عن أماكن ثانية للإقامة كحال الحجاج الشيشانين الذين يرون الإقامة في واد محسر أحد مقومات الحج المبرور، وهذا الوادي الذي يقصدونه المعروف تاريخيا يقع بين مزدلفة ومنى وقد أنزل الله فيه بأسه بأصحاب الفيل عندما أتوا لهدم الكعبة، وفي حجة الوداع أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسرع بالخروج منه وأخبر أصحابه بأن أصحاب الفيل أهلكوا في هذا الوادي، حيث أرسل الله عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، وأمر أصحابه بالإسراع بالخروج منه لأنه مكان عذاب. (في موسم الحج:

أ‌-                    غياب التنسيق والالتزام من بعثات الحج تجاه الحجاج المسئولة عنهم عن طريق توفير احتياجاتهم الضرورية خلال الحج والتي يمكن حصرها في أهم المتطلبات التالية:

-         الاجتهاد في توفير الأكل الذي تعودوا عليه في بلدانهم حتى لا يضطروا إلى الطبخ في الفنادق ولا يخفى خطر ذلك على الجميع، أو البحث عنه خارجا بين الأزقة الجانية وهذا عامل مشجع على ظهور المطابخ العشوائية في الشوراع الخلفية الموجودة خلف المساكن الحجاج، فمثلا رصدت عدسة صحيفة المدينة في شارع الستين أحد أشهر الأحياء الكبيرة والراقية بمكة المكرمة وشارع المنصور وحي العزيزية وحي الششه، وجود حجاج ومتخلفين من نفس جنسيات هؤلاء الحجاج يقومون بالطهي وإعداد المأكولات والمشروبات، التي تشتهر بها بلدانهم ضاربين بالاشتراطات الصحية والبيئية عرض الحائط، إضافة إلى عرض منتجات وبضائع مجهولة المصدر. (توفير النقل بين المشاعر المقدسة والالتزام الأخلاقي والمهني نحو جميع الحجاج المسئولين عنهم مهما كانت الصعوبة في ضبطهم واحتواءهم فمن المظاهر المخيفة في المشاعر محاولة بعض الحجاج المسنين ممن لم يتوفر لهم النقل السقوط أمام الحافلات لإجبارها على التوقف والصياح، ما أدى إلى إرباك الأمن السعودي المنشغل بتأمين الحجاج والذي اضطر رغم انشغاله إلى طلب بعض الحافلات لنقل المسنين والضعفاء، فيما لجأ الأصحاء من الحجاج إلى المشي على الأقدام لمسافات كبيرة. 

3-                 في نهاية موسم الحج:

من أصعب المشاكل التي تواجهها المملكة بعد انتهاء موسم الحج هو تخلف نسب كبيرة من الحجاج عن العودة إلى أوطانهم رغم أداء المناسك، ويصاحب ذلك سلوكيات غريبة وفوضى يتسبب بها عدد هؤلاء الحجاج في الشوارع خاصة الشعبية، ووصل الحال ببعض الحجاج للطبخ في الشارع والافتراش وبيع الملابس المستعملة والأدوية الشعبية الخاصة بهم. (

([2]) حجاج يرفضون المخيمات ويلوذون بـ (جبل العذاب)، الاثنين / 9 / 12 / 1431 هـ، الاثنين 15 نوفمبر 2010 .

([4]) موسم الاختباء في شوارع «ودهاليز» مكة المكرمة بعد الحج، جريدة اليوم، السبت الموافق 27 نوفمبر 2010 العدد 13679.

قراءة 2029 مرات آخر تعديل على الجمعة, 01 أيلول/سبتمبر 2017 06:44

أضف تعليق


كود امني
تحديث