قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 16 شباط/فبراير 2013 11:13

اللغة العربية بين الوجود و التغييب الجزائر أنموذجا

كتبه  عفاف عنيبة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

* تمهيد :  إختيارى لهذا الموضوع أملاه على شعورى  بالأخطار المحدقة بمصير اللغة العربية فى الجزائر، لا أستطيع أن أنسى حجم الصدمة التى تعرضت لها بعد عودتى النهائية إلى أرض الوطن فى نهاية الثمانينات من القرن الماضى. فقد كنت أحمل تصورا  جميلا عن تمسك الجزائرين بلغتهم العربية فإذا بى أكتشف و بمجرد نزولى إلى مطار هوارى بومدين، أن عربيتى لم تكن مفهومة لدى جل من كانوا يخاطبونني. فالعامية التى كان يتحدث بها الجزائرين و لا يزالون، تغلب عليها مفردات اللغة الفرنسية و اللغة التى كنت أستعملها بطلاقة كانت عامية عربية خالية من أي مفردة أو لفظة أجنبية.

   

منذ 1987 إلى يومنا هذا تسنى لي الوقوف على فصول المحنة التي واجهت و لا تزال تواجه  اللغة العربية فى بلادنا و قد لامست عن قرب و بصفة مباشرة ذلك العداء الذى صار يلاحق العربية فى بلد المليون و نصف مليون شهيد. فقد تعرضت فى مناسبتين منفصلتين إلى تهديدات بمغادرة الجزائر، و هذا من طرف أشخاص يعتقدون خطأ أن العربية هى لغة قوم قاموا بغزو الجزائر و سكانها الأصليين و فرضوا عليها بقوة السلاح لغة أجنبية عنها و بتعبير احدهم اللغة العربية هى" لغة المستعمر العربي!" كم فى هذا الوصف من تجنى على العرب الفاتحين و على رسالتهم الخالدة الاسلام !

    قبل أن أمر إلى الفصل الأول، أريد أن أنبه القراء الكرام أننى عبر هذا البحث أريد أن أعبر عن إنشغالي حول تقهقر اللغة العربية فى حياتنا الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية و حتى السياسية مع أنها  لغة وطنية دستورية و أريد من خلالها ان أظهر تقصير الهيئات الرسمية و الخاصة فى تثبيتها و تجذيرها فى واقعنا المعاش.

    لا يكفى القول أن اللغة العربية لا خوف عليها فى الجزائر فهى لغة دستورية، فإذا ما كانت فعلا فى رأي الجميع لغة وطنية و تمثل حقا إحدى ثوابت الدولة الجزائرية  علينا أن نلتزم بها مسؤولين و مواطنين على السواء.                                                                                                       

 1) تاريخ اللغة العربية فى الجزائر:                                                                     

    لم تأتي اللغة العربية  من فراغ و بروزها جاء كاملا. إننى ممن يتحفظون فى تحديد للعربية تاريخ ميلاد معين، فهى لغة الله سبحانه و بها خاطب سيدنا آدم عليه السلام، فهى قديمة قدم الإنسانية، وقد أحسن وصفها الله سبحانه و تعالى فى القرآن الكريم بقوله عز و جل "قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا و هدى و بشرى للمسلمين ( 102)و لقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذى يلحدون اليه أعجمى و هذا لسان عربى مبين (103)  "سورة النحل، و اللغة العربية  لغة مسلمون و أقباط و مارونين و أشوريين و هى لغة دين لمسلمين ينتشرون من أقصى غرب آسيا تركيا إلى باكستان و الهند مرورا بإيران إلى أندونيسيا و بعض الدول فى جنوب الصحراء بإفريقيا إلى الجمهوريات السوفياتية سابقا  كأذبريجان و كازاخستان، وصولا إلى الجاليات المسلمة المستقرة فى أروبا و امريكا. قال عنها  إرنست رينان[1] " إن من أغرب ما وقع فى تاريخ البشر، و صعب حل سره، إنتشار اللغة العربية، فقد كانت  هذه اللغة غير معروفة بادىء  ذى بدء، فبدأت فى غاية الكمال سلسة أي سلاسة، غنية أى غنى، كاملة بحيث لم يدخل عليها إلى يومها هذا أي تعديل مهم، فليس لها طفولة و لا شيخوخة، ظهرت لأول أمرها تامة محكمة."  و عرفت أوج إشعاعها على العالم فى عصر الحضارة الإسلامية و التى دامت قرابة الألف سنة، فقد كانت إبانها لغة دين و لغة علم، إنتعشت أيما انتعاش و أنتشرت إنتشارا لم يعرف له مثيل بين الكثير من الشعوب التى كانت تحت سلطة الإسلام و قد كان يدرسها المسيحيون الأروبيون فى الأندلس و كانت لغة قداسهم. و أول ما عرفت إفريقية اللغة العربية كان من أكثر من ألف سنة، أى - بين عامي76-79 هجرية أى 695 و 698 ميلادية تاريخ الفتح الاسلامى النهائى، و قد فتح القائد المسلم حسان بن نعمان  منطقة ما يسمى الآن بالمغرب الكبير و قد حمل العرب المسلمون إلى سكانها الأصليين و معظمهم من قبائل البربر رسالة الاسلام و تم انتشار الاسلام فى الجزائر فى بداية القرن الثامن الميلادى و فى هذا السياق أستقي لكم فقرة من كتاب الجزائر للسيد أحمد توفيق المدنى رحمه الله و الذى وصف فيها أول عهد البربر بالعرب المسلمين الفاتحين قال فيها ما يلى" [2]جاء المسلمون هذه البلاد يريدون إخراجها من الظلمات الى النور و كان البربر فيها لا يزالون رغم تقادم العهد مصطبغين بالصبغة التي إكتسبوها من مجاورة الكنعانيين أبناء عم العرب؛ فلما إنتهت الوقائع الأولى التى وقعت بين العرب و البربر و هى تصادم طبيعى بين قوتين لم تختلطا بعد، رأى البربر أنهم يقفون أمام نوع جديد من الفتح الروحي : جاء العرب و بين أيديهم دستور محكم لا يخرجون فى أحكامهم عنه : هو كتاب الله : و أتوا بقاعدة جديدة هى : من أسلم فقد أصبح منا، له ما لنا و عليه ما علينا و قد قال الاستاذ سديو " كان البربر مثل العرب يحبون الاستقلال و كانوا معا رعاة متجولين؛ و لكلا الفريقين أميال واحدة و عواطف واحدة؛ شركاء فى حب الفخر و تعشق الحرية و إحترام الضيوف و إكرامهم. و أن هذا الاشتراك فى العواطف و الأخلاق قد كسر الحواجز التى لم يستطع إختراقها لا الرومان و لا الوندال و لا الروم و أصبح البربر أشد رجال الجند الاسلامى" هكذا أصبحوا حقا و هكذا يبقون بحول الله أبد الآبدين و دهر الداهرين." نلحظ من خلال هذه الفقرة أن البربر أبدوا عدوانية ناحية العرب المسلمين فقط فى أول اتصال بينهم و بين العرب الفاتحين  و عندما تمكنوا من التعرف عن كثب على مضمون رسالة الاسلام، أقبلوا على إعتناق الإسلام و تعلم اللغة العربية من منطلق أنها لغة دينهم و لغة الله سبحانه و تعالى  و أستعين هنا بفقرة من مقالة للاستاذ عبد المجيد مزيان رحمه الله و الذى تدعم  هذه الحقيقة التاريخية :  "إن البربر الجزائرين عرفوا منذ الفتح الاسلامى بإقبالهم على تعلم اللغة العربية كونها الرافد الأساسى لعقيدتهم و ثقافتهم الاسلامية بقوله[3] " كانت تبذل كل جماعة فى الحصول على قدر أدنى من الثقافة العربية الإسلامية لتنتسب للأمة. و تركت الكثير من القبائل لهجاتها الأصلية للأخذ باللسان العربي العامي كخطوة أولى للوصول إلي لسان الثقافة الإسلامية الذى هو اللسان العربي الفصيح. و لا تتنافي هذه الحقيقة مع تمسك كثير من الجماعات بلغاتها المحلية غير أن اللغات المحلية لم تزاحم فى يوما من الأيام لغة الأمة و لغة الثقافة الإسلامية التي كانت تحل محل البنية العليا منذ ظهور الإسلام بهذه البلاد و سواء تعرب الناس عن طريق المدن، أو عن طريق البوادى، سواء تركوا لهجاتهم الأصلية نهائيا أو حافظوا عليها مع إكتساب العربية كلغة للأمة الإسلامية التى ينتسبون إليها من أعماق شعورهم، فإن أنواع التعريب كلها راجعة إلى الثقافة الإسلامية." و دائما حسب المؤرخ الراحل توفيق المدنى " أخذ البربر عن الجند العربى و رجال العلم دين الاسلام و اللغة العربية و أرسل اليهم فيما بعد ( الخليفة ) عمر بن عبد العزيز (رضى الله عنه) عشرة من أكابر الفقهاء لتعليمهم أصول الديانة الإسلامية و تثقيفهم بالثقافة الاسلامية."

    و بعد عصر الولاة المسلمين الذين كانت تعينهم الدولة الأموية فى دمشق جاءت سلطة الرستميين فى غرب الجزائر فى 777 م و بسطت الدولة الأغلبية نفوذها على منطقة شرق و وسط الجزائر و بنى مزاب، " و لقد بلغ التسامح الدينى فى دولة بنى رستم مبلغا سمح لليهود بمزاولة العلم كالمسلمين و التبحر فيه. حتى نبغ من بينهم يهوذا ابن قريش الذى ترك كتابا عجيبا لايزال إلى اليوم موجودا بمكتبة أكسفورد و قد نظر فى كتابه هذا بين العربية و العبرية و البربرية و أثبت أن أصلها واحد."*و بعد الدولتين  الرستمية و الأغلبية تمكن الفاطميين فى 911 م من تأسيس دولة لهم فى الجزائر و أعقبت الدولة الفاطمية فى 1062 م دولة بنى حماد فى القلعة ثم فى بجاية  و بعدها إمتدت الى كامل التراب الجزائرى، و قد كان دينها الإسلام و لغتها العربية، و بالنفى القسرى  لبنو هلال إلى شمال إفريقية وهم قبائل عربية وجدوا الترحاب من إخوانهم البربر و اندمجوا شيئا فشىء فى المجتمع البربرى المسلم للمغرب الأوسط، و بإحتكاك البربر ببنو هلال ذو اللسان العربى، تعزز شأن اللغة العربية لدى البربر المسلمين و أخذت تعم. إذن صارت اللغة العربية،  لغة جل سكان الجزائر من بربر و عرب و هذا إبتداءا من القرن التاسع الميلادى أي فى عهد دولة بنى حماد و يجب أن ننوه بأمر أراه جد مهم و لنا أن نثبته فى هذا الموضع و هو أن العرب الفاتحين بقيادة موسى بن نصير و عقبة بن نافع و حسان بن نعمان يوم فتحوا إفريقية حرصوا على عرض الاسلام على البربر دون إلزامهم بتعلم اللغة العربية تاركين لهم الخيار فى تعلمها عن طواعية أو الحفاظ على البربرية. و قد سبق لى و أن اشرت بأن إقبال البربر على العربية كان من تلقاء أنفسهم و رغبة منهم فى معرفة دينهم الاسلام معرفة صحيحة و وفود قبائل بنى هلال فى القرن التاسع الميلادى إلى مناطق حكم دولة بنى حماد ضاعف إنتشارها فى أوساط السكان الأصليين، باستثناء البعض الذين فضلوا التمسك  بالبربرية و لم  يعترض البربر ذو اللسان المعرب على إخوانهم البربر المتمسكين بلهجاتهم.

     و تلا حكم بنى حماد من القرن التاسع الميلادى الى القرن الثالث عشر حكم الموحدين و المرابطين الذين أسسوا دولتين قويتين و مزدهرتين و بعد أفول نجمهما جاء دور الزيانين فى تأسيس دولة لهم عاصمتها تلمسان إلا أن القوة المتعاظمة لإسبانيا فى بداية القرن الرابع عشر خاصة بعد قضاءها على دولة الأندلس المسلمة باتت تقلق الجزائرين شعبا و حكاما ومع بدايات النهضة الأوروبية و عصر الاكتشافات الجغرافية، شرع الإسبان فى الهجوم على سواحل الجزائر و اشتدت هجوماتهم تلك بعد ما إحتلوا مواقع هامة من الساحل الجزائرى، فاستنجد الجزائريون فى عام 1518 م  بالإخوة بربروس العثمانيين الذين لبوا ندائهم و طردوا الغزاة الإسبان.  فالذى يلفت الإنتباه أن جميع هذه الممالك التى تعاقبت على أرض الجزائر منذ فتح البلاد على أيدى القائد حسان بن نعمان الى فترة الحماية العثمانية، أنجبت العام تلو العام و القرن تلو القرن علماء و أدباء و مؤرخين أفذاذ  و إن ذكرت أسماء بعضهم لن أوفى حق جميعهم، مثل القاضى محمد بن عبد الله ابن الشيخ و العلامة أحمد بن على بن أحمد البغائى و بلقاسم بن على بن خويلد البسكرى و كان من علماء العربية، العلامة دونش بن تميم الطبيب الفيلسوف اللغوى و الجغرافى محمد بن الوراق و الطبيب العالم أحمد بن الجزار و من العلماء و الأدباء الذين عاشوا فى كنف دولة بنى حماد الشاعر و المؤرخ أبو عبد الله محمد بن على الصنهاجى و المؤرخ إبن حماد و مطرف على بن حمدون العالم الفقيه، و أبو الحسن على بن شكر القلعى، و إبن عفراء النحوى اللغوى الشهير و إبن الرماح محمد ابن عبد المعطى العلامة الدينى و العالم والمصلح الكبير الشيخ أبو عبد الله محمد بن بكر النفوسى؛ و نبغ فى القرن الحادى عشر أمير الحاج الجزائرى الشيخ محمد بن عبد الكريم الفكون القسنطينى و يحى بن صالح الشاوى المليانى العلامة الفقيه و العلامة سعيد المقرى الذى كان مفتيا بتلمسان لمدة ستين عاما و أعظم من إشتهر فى القرن الثانى عشر سيدى عمر بن محمد المنقلاتى القبائلى المتوفى فى سنة 1105 و نابغى القرن الثالث عشر محمد بن المسبح القسنطينى مفتى الحنفية بقسنطينة و سيدى محمد بن عبد الملك الراشدى مفتى المالكية بالعاصمة فى 1233 و الأمير عبد القادر الهاشمى الذى تميز فى العلوم و الفنون و القائمة طويلة و هؤلاء العلماء الأجلاء كلهم تتلمذوا و تلقوا العلم و اجتهدوا و نهضوا لمهمة طلب العلم و تبليغه باللغة العربية، فقد كانت الرافد الأساسى الذى من خلاله إستطاعوا أن يضمنوا الصيرورة الحضارية للجزائر و شمال إفريقيا كلها فى الوقت ذاته التى كانت أروبا تغط فى نوم عميق و هذا بسبب سطوة الكنيسة فى العصور الوسطى على حياة شعوبها و قد كانت تحرم طلب العلم على شعوبها و تحتكر حق الاجتهاد فى علم الكهنوت على مجموعة قليلة من كبار قساوستها.

   إننا إن أمعنا النظر فى الفترة الممتدة بين 698 م الى 1554 تاريخ انضمام الجزائر إلى الإمبراطورية العثمانية و هذا بعد تولى أحد الإخوة بربروس الحكم فى الجزائر كممثل  للباب العالى و أشحنا بنظرنا بعد ذلك الى شمال البحر الابيض المتوسط أى إلى أروبا فى نفس الفترة لوقفنا على الفوارق العظيمة التى كانت قائمة آنذاك بيننا و بين الأروبيين، فقد كنا متفوقين عليهم حضاريا و متقدمين عليهم علميا و هذا فى كل المجالات. إن عصر النهضة الاروبية بدأ فى القرن الرابع عشر ميلادى فى إيطاليا و شاع فى باقى أوروبا فى القرن السادس عشر و أى كانت حجة المدرسة التاريخية و الفكرية الغربية التى تنسب هذه النهضة إلى إعادة إكتشاف أروبا لتراثها الإغريقى، فالذى لا يخفى على أى ملاحظ منصف أن تراث الإغريق أخذه الغرب من المسلمين الذين قاموا بعملية ترجمة إلى العربية لجل أعمال الإغريق و علومهم و أنطلقوا من ترجماتهم لتراث الإغريق فى طلبهم للعلم ليضيفوا عليه الكثير و الكثير فتلقى الأوروبيون بالإضافة إلى تراث الإغريق السهم المسلم من التقدم العلمي، فلم يكتفي المسلمون بنسخ ما توصل إليه فلاسفة و علماء الإغريق بل أعملوا فكرهم و عقلهم لقطع أشواط كبيرة فى التطور الحضارى و تم لهم ذلك باللغة العربية التى بمقتضى ذلك صارت أكثر اللغات العالمية إزدهارا و شيوعا. و قد أعطت الجزائر و منذ أيام الفتح الإسلامى إلى الشهور الأخيرة قبل الاحتلال الفرنسى لها فى 1830 م أمثلة رائعة عن تمسك البربر بلغة دينهم العربية. إن تراث المخطوطات التى أورثنا إياه المسلمون الجزائريون عبر ألف سنة دليل آخر عن تمسكهم بلغة القرآن، و الدارس لتاريخ الجزائر على مدى عشرة القرون لن يجد أى ذكر لنزاع قام بين العرب و البربر حول اللغة العربية، مع العلم أن العرب كانوا أقلية بالنظر الى غالبية السكان البربر و من غير المعقول ان تفرض أقلية عربية مسلمة  العربية على غالبية بربرية، فقد كان إقبال البربر على العربية بملىء إرادتهم الحرة.                                                                                                                        



[1] : معلمة الاسلام لانور الجندى ،دار النشر المكتب الاسلامى 1400ه و 1980 م

[2] كتاب الجزائر للاستاذ أحمد توفيق المدنى ،دار المعارف

[3]   الأصالة الصادرة عن وزارة التعليم االأصلي و الشؤون الدينية عدد خاص التعريب لسنة 1973-1974  التعريب من الوجهتين الاجتماعية و السياسية ،مقالة للاستاذ الراحل عبد المجيد مزيان فى مجلة الأصالة عن وزارة التعليم الصلي و الشؤون الدينية عدد خاص التعريب لسنة 1973-1974

قراءة 3526 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 13 تشرين2/نوفمبر 2018 14:58

أضف تعليق


كود امني
تحديث