قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 10 آذار/مارس 2013 10:57

اللغة العربية بين الوجود و التغييب الجزائر أنموذجا III

كتبه  عفاف عنيبة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لهذا فقد بقيت جهود التعريب دون المستوى و هذا رغم قانون تعريب التعليم بكافة مستويات ( المتمخض عن مؤتمر التعريب الثانى الذى إنعقد فى دسمبر 1973 بالجزائر و الذى أشرفت عليه الجامعة العربية الإدارة الثقافية أولا ثم المنظمة العربية للتربية و العلوم و الثقافة و من أبرز توصيات هذا المؤتمر توصية يناشد فيها الحكومات العربية جميعا أن تباشر بتطبيق برنامج مرحلى مرسوم لتعميم التدريس باللغة العربية فى مراحل التعليم كلها للمواد العلمية والأدبية بدءا من العام الدراسى الموالى أى 1974)[1] إلا أن العديد من الفروع الجامعية في الجزائر حافظت على  اللغة الفرنسية كلغة تدريس فى الفروع العلمية من رياضيات و طب.

و قد كان المتخرج من الجامعة الجزائرية آنذاك و عندما يجد منصب عمل فى القطاع العمومى، كان يجابه بمطلب مخالف لقانون التعريب ألا وهو إتقانه اللغة الفرنسية و إستعمالها كلغة عمله و عليه أن يقدم بالإضافة إلي ذلك  شهادته باللغة الفرنسية !  هذا و لم تصل اللغة العربية إلى لسان الشعب الذى بقى يتحدث عامية يصفها بالعربية، و ماهى بالعربية كونها تتضمن ألفاظ فرنسية و أخرى من إختراع المخيلة الشعبية و التى لا تمت بصلة إلى لغة القرآن ونسبة هذه الالفاظ تتجاوز 60 % وبقية الحديث الذى تستعمل فيه العربية تبدو فيه لغة الضاد مشوهة لأن اللسان الشعبى و لمحدودية معرفته باللغة العربية لا ينطقها صحيحة. ومن جانب آخر لم يكتفى أذيال الإستدمار فى بلادنا من محاربة اللغة العربية فى سائر الميادين الحيوية و محاولاتهم المتكررة و العنيدة فى فرض الفرنسية وإدامة وجودها فى أرض المليون و نصف الشهيد، بل دأبوا على إثارة الفتنة  بزعمهم أن اللغة الأصلية للبلاد ليست العربية و إنما اللغات المحلية لكل منطقة و قبيلة فى التراب الوطنى و إمعانا فى معاداتهم للغة العربية كتبوا اللغة الأمازيغية بأبجدية لاتينية!

  

     و قد حسمت القبائل البربرية فى الجزائر منذ أكثر من ألف سنة موقفها من اللغة العربية بتبنيها لها و العمل بها وأما الأصوات الصاخبة التى بدأ ضجيجها يتعاظم بعد دستور 1989 و التى تطالب بدسترة الأمازيغية مدعية أن العربية هى لغة المستدمر العربى و أن العنصر العربى فى الجزائر دخيل عن مجتمعنا وأنه آن الآوان لتصفية الحسابات مع العربية و العرب فهي تتآمر علي المكشوف و نواياها الخبيثة لا تخفي علي العاقل و لا  حتي علي السفيه !!

      فإن حصل منعا لتداول اللغة الأمازيغية فقد كان لمدة قصيرة من تاريخ الجزائر الحديث و الآن فى جزائر 2010  مسموح لكل  البربر أن يتحدثوا بلغتهم دون أدنى حجر، ألم ينص  الدستور الوطنى بعد تعديلات على الاعتراف بأن إحدى مكونات الشخصية الجزائرية المسلمة هى الأمازيغية ؟!    للأسف الشديد هذه الأصوات الناشزة لم تجد من يتصدى لها بحزم من طرف السلطات، و أما الوطنيين من أبناء هذا البلد فردة فعلهم بقيت و تبقى ضعيفة جدا بالمقارنة لنشاط المكثف للحركة المعادية لإحدى ثوابت بلدنا.

      و قد يتساءل الواحد منكم، لماذا لم ينص دستور 1976 عن رافد الأمازيغية و تأخر الاعتراف بها فى الجزائر المستقلة الى دستورعام 1989 ؟  الجزء الأول من الرد عن هذا السؤال  قد أعطيته فى مقدمة  هذا الفصل و الجزء الثانى من الرد سأوافيكم به فى  الفصل الموالى ان شاء الله.                         

 4) مآخذ علي سياسة التعريب :                                                                                  

    فشلت سياسة التعريب و بعد أربعون سنة من الإستقلال و هذا لعدة أسباب، منها أولا أن هذه السياسة التى دشنت غداة الإستقلال عرفت تذبذبا كبيرا، ففى نهاية الستينات و بداية السبعينات بلغت أوج عنفوانها ثم بدأت تلهث إرادة التعريب لتضعف و تخمد تماما فى نهاية التسعينات، و هذا برغم إنشاء المجلس الأعلى للغة العربية و أكاديمية اللغة الوطنية، فهاتين الهيئتين ذات طابع إستشارى و ليس إلزامى كما كان قانون التعريب، فهما لا يستطيعان إلزام الإدارة الجزائرية على إستعمال اللغة العربية  و لا تملكان سلطة معاقبة الإدارة الجزائرية إن لم تلتزم  باللغة الوطنية و هى اللغة العربية. السبب الثانى لفشل سياسة التعريب  هو الإختلالات التى رافقت عملية تنفيذها و ضعف التخطيط لها بطريقة شمولية و ذكية، فما الذى يفيد تعريب قطاع معين دون قطاعات أخرى ؟

     فضرورة تعلم اللغة العربية قدمت بشكل جاف و قد جاءت بلغة الأمر، عوض أن يسلك المشرفون على هذه السياسة سبل غير الترهيب و حاولوا تقريب اللغة العربية من وجدان الإطارات و الموظفين مستغلين عامل الإستقلال الحديث و تذكيرهم بوحشية المحتل الفرنسى، مراهنين على وطنية الجزائرين فباستثناء الجزائرين الذين بقوا على ولائهم للمحتل عبر لغته إننى أتصور أن غالبية الجزائرين فى بدايات الإستقلال كانوا من أبناء الشهداء و المجاهدين الذين خاضوا حرب تحريرية مريرة. و مما لا شك فيه أنهم بانتزاعهم للإستقلال كانوا يتحرقون للقضاء على كل وجود فرنسى فى بلادهم و اللغة الفرنسية هى إحدى أوجه الاحتلال الثقافي الذى كان بإمكان القائمين على التعريب أن ينبهوا المواطنين إليها.  المأخذ الثالث لسياسة التعريب أنها لم تواجه العمل التخريبى الذى كان يقوم به عن نية مبيتة الموالون لفرنسا من أشباه الجزائرين،  فالمشرفين و الذين كانت ملقاة على كاهلهم مسؤولية التعريب هون بعضهم من عداء العملاء المبثوثين فى الإدارة و فى دواليب الحكم و من تأثيرهم السلبى على مسيرة التعريب إن لم يكن بعضهم  من أعداء الألداء للتعريب و قد نتج عن ذلك تعاظم شوكة المعادين لثابت من ثوابت الجزائر إلى درجة أننا و منذ 1989  نشهد الجهد المركز والخبيث لشريحة كاملة من المستلبين المفرنسين  وهم يحاولون فرض اللغة الفرنسية  كلغة ندية للغة العربية و الأخطر من هذا فهم يعبرون الآن جهارا نهارا الى جانب رفضهم للغة العربية عن رفضهم أيضا للاسلام كدين و تاريخ الجزائر الاسلامى.  والسبب الرابع وراء فشل التعريب، أن بعض المشرفين عليها كانوا من الجزائرين المتحمسين للقومية العربية، مع العلم أن القومية العربية هى رابطة توحد بين جميع الشعوب التى هى من أصول عربية والناطقة باللغة العربية وهذه الرابطة تعتمد على العرى العرقية أكثر منها على وشائج العقيدة وهى مذهب عنصرى يفرق بين العربى و الأعجمى بناءا على إنتماءه العرقى و هؤلاء أيضا أضروا بسياسة التعريب فقد تجاهلوا تماما أن الشعب الجزائرى فى غالبيته من أصول بربرية، و بقفزهم على التكوين العرقى للشعب الجزائرى إستعدوا فئة  من البربر للغة العربية  و لعل لهذا السبب لم يتضمن دستور 1976 كأحد مكونات الهوية الوطنية البعد الأمازيغى، فالذى وحد بين الجزائرى البربرى و بين الجزائرى العربى  و الجزائرى المنحدر من أصول تركية و  الجزائرى ذو الأصول الإفريقية هو رابط الإسلام أى رابطة العقيدة و بما أن لغة الاسلام هى العربية فجميع هؤلاء متمسكون بها. إن القومية العربية غريبة عن عقيدتنا الاسلامية و قد قال الله عز و جل فى سورة الحجرات الآية 13 بسم الله الرحمن الرحيم  "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله اتقاكم، إن الله عليم خبير." صدق الله العظيم  فلا فرق بين عربى و أعجمى إلا بالتقوى  و بناءا على هذا لم تنجح سياسة التعريب فى مخاطبة عقل و روح الجزائرى. و السبب الخامس الذى عجل فى فشل سياسة التعريب أنها لم تربطه بإنتماءه الحضارى الاسلامى، فقد كان بإمكان المشرفين عليها  أن يعيدوا فتح صفحات تاريخ الجزائر قبل الإستعمار الغاشم و حث المواطنين على التعرف على تاريخ الحركة العلمية التى كانت سائدة فى دويلات الرستميين و الفاطميين و بنى حماد و الموحدين و المرابطين و بأى لغة كان يطلب فيها العلم آنذاك. عانت اللغة العربية فى بدايات الاستقلال الى يومنا هذا من القطيعة التاريخية التى عمل عملاء الإستدمار على تكريسها. فالجزائرى اليوم يجهل كل شىء عن الجزائر فى القرن الحادى عشر ميلادى أو القرنين الثانى و الثالث عشر و معرفته لحقبة الإستدمار سطحية للغاية. لهذا نراه غير مبال، فهو لا يهمه بأى لغة يتحدث بقدر ما يهمه أن يحقق مآربه المادية التى لا علاقة لها بدور الانسان المسلم المستخلف الذى يجب أن يضطلع به و الذى يهمه ان يكون عضوا فاعلا فى نهضة حضارية لبلاده و أمته الإسلامية. إن أى نهضة حضارية مستحيلة إذا ما كان إنسانها يعيش مسلوب الإرادة و الشخصية و هذا هو حال المواطن الجزائرى للأسف الشديد، إننا اليوم فى 1432 هجرية الموافق ل2010 ميلادية نفتقد إلي نموذج  المواطن الجزائرى المعتد بإنتماءه العربى الأمازيغى الإسلامى و المتوثب إلى لعب دور أساسى فى بناء بلاده و النهوض بها ثقافيا، إجتماعيا، و إقتصاديا.                                                                         



[1] ما جاء في مقالة الستاذ مساعدية رحمه الله المذكورة سابقا في افشارة رقم 8

قراءة 2635 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 13 تشرين2/نوفمبر 2018 14:50

أضف تعليق


كود امني
تحديث