قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 17 آذار/مارس 2013 15:26

اللغة العربية بين الوجود و التغييب الجزائر أنموذجا IV و الأخيرة

كتبه  عفاف عنيبة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

5- اللغة العربية و المدرسة الخاصة :

إن المحاولات المحتشمة التى تقوم بها بعض الأطراف فى نطاق المبادرات الخاصة لمحبى اللغة العربية لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تقف فى وجه التيار المستلب الذى يعمل ليل نهار على إلحاق الجزائر بفرنسا فى اللسان و الفكر؛ و قد ذهب بعيدا هذا التيار الذى تعاظم نفوذه الى حد أنه أسس مدارس خاصة فى بلادنا من الطور الأول  و الثاني و الثالث تتبنى المنهج التعليمى الفرنسى، فأى جيل سيتخرج من مدرسة خاصة  ذات توجه تغريبى فقد إشتكت  أم جزائرية و ضعت إبنها فى إحدى هذه المدارس قائلة "إننى ندمت أشد الندم على إدخال إبنى لهذا النوع من 

المدارس، فهو الآن يهيننى  صارخا فى وجهى "إننى فرنسى و أنت عربية حقيرة، كم أمقتك !"

    إن الواحد منا إذا ما سيتجه إلى إحدى هذه المدارس و يطلب الإطلاع على برنامجها سيكتشف بأن مادة الحساب تلقن باللغة الفرنسية و تعلم الطفل  التعامل مع الوحدة النقدية الأورو عوض الدينار الجزائرى و مادة الزمان ( و ما يعادلها فى التعليم الاساسى الوطنى هى التاريخ)  تقدم إلى الطفل الجزائرى بمحتوى فرنسى بحت، معلمة إياه التاريخ الفرنسى و مادة المكان الذى يقابلها عندنا مادة الجغرافيا ذات مضمون فرنسى أيضا و مادة التربية المدنية التى تلقن للطفل، تدعوه للالتزام بقيم الخير و الفضيلة من حيث أنها خير فقط و لا تربطها بالمعين الإلهى الإسلامى،  بل مدرج في البرنامج مادة تعرف الطفل الجزائري بالديانتين اليهودية  و المسيحية و الدين  الإسلامي جنبا إلي جنب دون أن تشير إلي أفضلية الإسلام علي سابقيه من الديانات و علي أنه الدين الخاتم و الدين الحق الذي لم يلحقه تحريف !! و أما مادة التربية الإسلامية المدرجة لساعتين فقط فى الأسبوع فهى تقتصر على تحفيظ الطفل بعض السور القرآنية دون شرحها أو ربطها بواقع التلميذ الصغير و باقى المواد تلقن باللغة الفرنسية !

     هذا دون الحديث عن تغييب عامل حب الوطن الذى من المفروض أن يغرس فى الصغير منذ السنين الاولى من التعليم !  فعملية المسخ التى يتعرض لها الطفل و هو فى  السادسة و السابعة و الثامنة من العمر تطبعه بشكل نهائى و لا مجال لوالديه أن يقتلعوا من رأسه ما زرعه المنهج التعليمى التغريبى من سموم؛ و حتى إن إحتجوا لدى إدارة تلك المدرسة فستتهمهم بالتخلف و الرجعية و أنه يتوجب عليهم مسايرة العصر فى اكتساب العلوم، حتى و إن أدى إكتساب هذه العلوم، القضاء على الشخصية العربية الأمازيغية الاسلامية الغضة لفلذات أكبادهم!! بينما تقول المادة الثانية من قانون تعميم إستعمال اللغة الوطنية " إن اللغة العربية مقوم من مقومات الشخصية الوطنية الراسخة، و ثابت من ثوابت الأمة يجسد العمل بها مظهرا من مظاهر السيادة و إستعمالها من النظام العام".

إن ما تنص عليه هذه المادة بصريح العبارة لم تحترمه هذه المدارس الخاصة و هذا الخرق للقانون لم يدفع الوزارة الوصية لإتخاذ اجراءات عقابية فى حالة ما لم تلتزم المدرسة الخاصة بالبرنامج الوطنى في السنوات الأولي من وجودها، بل جاء قرار الرئاسي بإلزام المدرسة الخاصة في الجزائر بالبرنامج التعليمي الحكومي بعد 2004ه دون أن تتخلي عن تلقين لتلاميذها البرنامج الفرنسي المعاد لثوابتنا.

 فمن حقنا أن  نتساءل عن مدى ديمومة الجزائر ككيان له شخصية مستقلة بما أنه تخرج من هذه المدرسة الخاصة الفرنسية فكرا و لسانا جيلا ممسوخا ؟ علينا أن نعي  بأن التحدى الحقيقى الذى نحن بصدده هو بجعل اللغة الوطنية مفتاح إرتقاءنا الحضارى.  و إن أى إرتقاء من هذا النوع مستحيل إن لم يتحقق باللغة العربية، تحكمت اللغة الفرنسية في الادارة و البنية الاقتصادية و الاجتماعية لهذه البلاد لأربعون سنة و رغم من ذلك لازلنا دولة متخلفة، فلماذا نظل نتمسك بلغة متخلفة كالفرنسية و هى لغة المستدمر الذى لا يريد لنا أى خير ؟ إن فرنسا و بعد أربعة عقود من الإستقلال لا تعترف بحرب التحرير التى خاضها الشعب الجزائرى فى 1954 و تعتبر حربنا إرهابا، و لا يزال إلى حد اليوم من السياسين الفرنسين من يعتبر إحتلال الجزائر ل132 سنة كان الغرض منه نقل الجزائر من طور التخلف و البربرية الى طور التحضر و التمدن ( لا ينبغي أن يغيب عنا قانون تمجيد الإستدمار الذي سنه البرلمان الفرنسي في 2005 في عهد رئاسة الرئيس شيراك) !! فكيف بنا نحرص و نفضل لغة المستدمر القديم الجديد على لغتنا العربية، أين أصالتنا ؟ و الأصالة التى أقصدها هنا هى غيرتنا على إحدى مقومات ديننا و هى اللغة العربية، أين هى كرامتنا ؟ أم أن الجزائرى فى 2013 قد إستغنى عن كل ما يمت بصلة لقيمه و عقيدته و تمذهب بمذهب المادية الذى حوله إلى مجرد حيوان كل مراده إشباع غرائزه البهيمية و فقط ؟ 

و لنا أن نتساءل أيضا عن جدوى حرب تحريرية دامت سبعة سنوات و نصف، دفعنا فيها ثمنا باهضا من الأرواح و هو مليون و نصف مليون شهيد و مئات الآلاف من الأرامل و الأيتام لنطرد المستدمر الفرنسى من أرضنا، كى نعود بعد  الإستقلال  لنكرس الوجود الفرنسى ثقافيا و مؤسساتيا ما دمنا الى حد الساعة نعمل بقوانين فرنسا و لغتها ؟ إننى أتساءل بحرقة من كانت تعتقد أن حرب التحرير لم تنتهى فى 1962 و أن الإستقلال مكسب يجب أن ندافع عنه يوميا و أن نحققه فى أنفسنا قبل الآخرين ؟ 

      

6- مستقبل اللغة العربية فى الجزائر :                                                        

   تعد اللغة العربية  إحدى شروط السيادة لدولة الجزائر و هذا الشرط لم نحققه بعد كى لا أقول نحن فرطنا فيه عمدا و دون مبرر عقلانى. و لا سبيل لإسترجاعه إلا بالإلتزام بمبدأ الكفاح اليومى، فليس الدولة وحدها من هى مسؤولة عن تكريس اللغة العربية فى حياتنا و واقعنا اليومى و إنما المواطن بشكل فردى و جماعى تقع على كاهله مهمة ترسيخ العربية فى تعاملاته اليومية. ماذا ينتظر البرلمانيون لسن قانون إلزامي متبوع بعقوبات نافذة تلزم الإدارة الجزائرية علي التعامل باللغة العربية ؟ متي يسن قانون يمنع أي وسيلة إعلامية أو إشهارية من التلاعب باللغة العربية فيعوضها بعامية مهترئة فيها الكثير من المفردات الدخيلة و المخترعة إختراعا من مخيلة شعبية شبه أمية ؟ متي يفهم المواطن الميسور أنه عليه أن يتبرع للمدارس الخاصة التي تنمي شخصية الطفل الجزائري المتوافق مع لغته العربية و دينه الإسلام و المقبل علي العلوم الصحيحة من موقع التطلع الحضاري الشرعي ؟

فالقطاع التعليمي العمومي في إنحدار و هو يخرج أجيال هشة لا سبيل لها لمقاومة المد التغريبي.

متي نكف من إحتقار اللغة العربية و هي أغني اللغات و أجملها  ليتحول سلوك الفرد معها إلي سلوك واع ؟ أين النخبة الجزائرية التي تضطلع بهذا الدور التحسيسي لدي الفئات الشعبية  و تنبيهها بضرورة إسترجاع إحدي مقومات وجودها و أهم وسيلة علي الإطلاق لفهم دينها و دورها في دنيا الفناء هذه ؟  و متي يدرك الفرد الجزائري إمرأة أو رجلا كان أن ليس هناك مستحيل في قاموس صاحب الإرادة القوية المؤمن بالله الواحد و الأحد و الوفي لتضحيات شهداءنا الأبرار و لجهاد فضيلة العلامة عبد الحميد بن باديس و كوكبة أصحابه الأخيار رحمهم الله ؟

أذكر أن إحدي التلميذات  فى مستوى بكالوريا علوم، قالت لي من سنين عدة :

-أنه يصعب تعريب عاميتنا، فنحن بشكل قسرى نلجأ الى استعمال ألفاظ أجنبية، و أننا بحكم العادة لا نستطيع أن نتكلم عامية عربية خالصة. فكان ردي عليها بقولى:

- إننا قادرون علي مغالبة العادة و التحدث بعامية عربية خالصة، ما الذى نخسره إذا ما أتعبنا أنفسنا قليلا فى البحث عن مرادف الكلمة الفرنسية باللغة العربية ؟  كل الوسائل الاعلامية و الثقافية متاحة أمام جيل الحاضر، فما الذى يضيره إذا ما راجع  قاموس أو معجم ليبدأ عملية تعريب لسانه ؟                                                   

 إن الأمر متعلق أساسا بإرادة الشخص كما سبق لي و أن قلت في الأعلي، فالذى يتمتع بإرادة قوية، إن عزم على تعريب لسانه فهو قادر على كسب هذا الرهان. لا حظت لي إحدى الأخوات : "إننى ممن يحسنون التحدث بعامية عربية نظيفة و لكن أتجنب إستعمالها خارج البيت لأنني أصبح اضحوكة لدي الناس، فاللغة المسيطرة علي ألسنة هؤلاء خليط من الكلمات الفرنسية و الألفاظ الغير المهذبة التي لا تمت بصلة للعربية".

و قد تبين لى  شخصيا من جراء تحدثى لشرائح من المجتمع الجزائرى من مختلف المستويات العلمية و المهنية و من إستقبالى لرسائل قرائى أن اللغة العربية لغة فئة قليلة من الناس، ففى إعتقادهم هى وقف على رجال الدين و أساتذة اللغة العربية. و هم لا يتحمسون للحديث بعامية عربية نظيفة لأن الأمر يتطلب منهم معرفة الكثير من المفردات باللغة العربية و هم يرفضون مجرد التفكير فى البحث عنها و إثراء بذلك  لغتهم العربية. و هذا يدفعنى للقول أن الشاب و الشابة الجزائريين فى زمننا الحاضر يفتقدان بشكل مرعب لوعيهما بانتماءهم العقائدى و الحضارى. و فى هذا المضمار أتخوف من ظواهر أخرى مؤذية جدا للغة العربية، فقد  تساءلت  مهاجرة جزائرية أمامى من سنين:  

-  ما الضرر من استعمال معا الأمازيغية و العربية و الفرنسية في شكل خليط بديع من الأحرف ؟

فرددت عليها:

- العربية التى تعنيها كلمات سوقية ليست على الاطلاق بالعربية و مزجها بلغة فرنسية ركيكة غير مهذبة و مفردات من اللغة الإمازيغية ينزع عنها صفاءها و كونها لغة كاملة مستوفاة الشروط.  فكيف تسمين هذا الخليط الهجين بلغة  ؟

 لنا أن نعى خطورة هذا المقترح التى تسانده الكثير من الأطراف فى فرنسا و الجزائر  و الذى يستهدف سلامة اللغة العربية، إن العامية الهجينة التى تلوكها الألسن فى بلادنا ليست بالعربية فى شىء، بل هي المزاحمة الغير الشرعية التى تعانى منها لغة الجاحظ و الهدف منها زحزحتها من مكانتها و الاطاحة بها.                                            

    و هناك من يدعون ضرورة إقحام مفردات تم إختراعها من الواقع المحلى على العامية العربية النظيفة و هذه المفردات ليست عربية. فما هو نوع هذه العامية التى علينا أن نتحدث بها ؟  فعدد عباراتها العربية قليلة بالنظر الى العدد الكبير من التعابير المخترعة إختراعا و التى وصفت ظلما بأنها كلمات عربية ؟ و هناك  من يفضلون إستعمال لغاتهم المحلية و هذا حقهم و لكنهم حينما يمارسون حقهم هذا مع جزائرين ممن لا يتكلمونها و لا يفهمونها  رافضين إستعمال معهم اللغة العربية، فهنا نصطدم بحالة تعصب قبلية غريبة تماما على ديننا الاسلام و من يمارسوا هذا النوع من التعصب للغة نراهم ضيقوا الأفق غير متسامحين و يفتقدون إلى الفهم الصحيح لقيم دينهم القاضية بالمؤاخاة و التسامح بين أبناء البلد الواحد.

إن ظاهرة  العداء للغة العربية كلغة وطنية فى بعض مناطق الجزائر مقلقة للغاية !!  و يا ويل الجزائري إن ذهب ليبتاع شيئا و تحدث مع أبناء هذه المناطق بالعربية !! إنه يعرض نفسه للمقاطعة الجماعية من طرف سكان المنطقة، إن كل هذه المظاهر المهددة لمصير اللغة العربية فى الجزائر و سلامتها تستدعى منا ردة فعل حازمة و تتطلب منا جهدا جبارا  و عملا حثيثا و مركزا لنشر و تعميم إستعمال اللغة العربية و تعريب اللسان الجزائرى و قد آن الآوان لنعتمد على أنفسنا فى الدفاع عن أحد أهم مقومات وجودنا كجزائرين مسلمين فى هذه الأرض المباركة.

إننا إذا ما إنطلقنا فى عملنا من قناعة أن اللغة العربية هى الرافد الذى يوحد بين كل الجزائرين أى كان انتمائهم القبلى أو العرقى، فنحن نكون قد ضمنا إحدى عوامل النجاح لمسعانا. فى عصر العولمة و بعد إنحسار نفوذ الدولة بإمكان الأفراد و الجماعات أن ينظموا أنفسهم فى جمعيات مستقلة و فى لجان و منظمات للدفاع عن لغتهم العربية فى مجتمع يفتقر إفتقار كبير لعمل جمعوى بناء. و أما النخبة المثقفة التى تتميز بإخلاصها الوطنى و الدينى عليها أن تضطلع بدور أكثر فعالية للحفاظ على اللغة العربية فى بيئة جزائرية هى ضحية إختراق التيار التغريبى.

قراءة 15975 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 14 تشرين2/نوفمبر 2018 14:53

التعليقات   

0 #1 misra 2013-12-12 00:49
العربية لهجة اجنبية مثل الفرنسية في الجزائر ثم من تكون حتى وجهة نظرك على الجزائريين اترك المجتمع حرا يصنع اللغة التى يؤاها مناسبة بدون قمع واضطهاد لغوي كما تفعل الشردمة البعثية في فؤض ارهابها اللعوي بقوة القواتيين ثم الجزائؤيين لم ولن يتكلمو لغة قريش ابدا فهده لغتهم مند 8 قرون وهة خليط بين الامازيغية و العربية بتؤكيب امازيغي وهي اغة عموم شمال افؤيقيا
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث