قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 03 نيسان/أبريل 2014 20:54

الرئيس جون كنيدي و القضية الفلسطينية 2/2

كتبه  عفاف عنيبة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

3- الرئيس كنيدى و البرنامج العسكرى الإسرائلى النووى:

    أما الملف الثالث الذى إختلف فيه الرئيس كنيدى مع الإسرائيلين هو السلاح النووي، رفض الرئيس كنيدى طلب فرنسا لمساعدتها على الحصول على تكنولوجيا السلاح النووى و إن قبل بذلك فيما بعد بإعتراف أحد مساعديه و الذي بدوره لم يطبق أمر الرئيس كنيدي. فقد كان أحد أكثر الدعاة لتجريد العالم من الأسلحة النووية و قد عانى فى عهدته من تهديد كوبا كاسترو لشواطىء فلوريدا بمنصات صواريخ حاملة للرؤوس النووية السوفياتية و قد بدى للكثير من زعماء عدم الإنحياز أنه كان متشددا عندما سلط على كوبا مقاطعة سياسية و إقتصادية لاإنسانية لفترة معينة قابلة للتمديد، إلا أننى و على خلاف الكثيرين أعتقد بأننا مدينون للرئيس كنيدى  بحياتنا على هذا الكوكب، لأنه جنب العالم حرب نووية ثم إن نظامى كاسترو و كروتشف كانا إشتراكيان و شيوعيان، بينما كان طموح الرئيس كنيدى فى إحلال السلام و التعايش بين الكتلة الشيوعية المتثملة فى الإتحاد السوفياتى و الكتلة الرأسمالية و الممثلة فى الولايات المتحدة الأمريكية طموحا صادقا، و قد ركز  فى فترة حاسمة من عمر الإنسانية  كل جهوده علي إقامة سلام عالمى  جنبا إلي جنب هدفه الآخر نزع أسلحة الدمار الشامل.

     فإذا بالحليف المقلق إسرائيل، بدأ يطور برنامج تسلحى سرى، قبل الرئيس كنيدى كان موقف الرئيس أينزهاور متشددا فى منع الكيان الغاصب من تطوير سلاح نووي، و أنتظر الرئيس كنيدى تقرير المفتشين حول مفاعل ديمونة ليتأكد من صحة الأخبار التى كانت تروج حول نية حليفه الإسرائيلى فى الحصول على أسلحة دمار شامل، فقد كان الرئيس كنيدى معارضا تماما لفكرة إنتشار أسلحة نووية  و كما قال لأخيه روبرت:" تصور لو تحصلت إسرائيل على سلاح نووى، ما سوف يحل بمنطقة الشرق الأوسط برمتها ؟ سيسعى جيرانها العرب على الحصول على نفس السلاح بحثا عن توازن الرعب و أنا من سيضمن لي أنه لن يأتى الى الحكم فى أحد المعسكرين رجلا متطرفا و مجنونا، فيفكر بوضع حل نهائى  لصراع المنطقة بشكل راديكالى؟"

      كان الرئيس جون كنيدى على دراية بأن تصلب حلفاؤه الإسرائيليون و تشبثهم بمزاعمهم  فى إمتلاكهم لأرض الميعاد، لن يجلب أبدا الى المنطقة السلام. فبعد التقرير الأول  الذي صدر عن عمليات التفتيش لمفاعل ديمونة حيث نجح الإسرائليون فى خداع حليفهم الأمريكى و الأمم المتحدة بعدم وجود برنامج تسلحى لديهم، قرر الرئيس كنيدى أن يسند مهمة تفتيش سرية أخرى غير معلنة" يجب أن أتأكد بشكل نهائى، فأنا غير مطمئن للتقرير الأول." قال لأخيه روبرت، و كان له ما أراد و عندما جاءه التقرير الثانى بأشهر قبل مقتله، تأكد من خداع إسرائيل له، فأخذ على عاتقه مسؤولية إنذار حليفه دون إستشارة أحد:" شعر لأول مرة فى حياته أنه كان يتوجب عليه إتخاذ قرار سيضع علاقة أمريكا بإسرائيل على المحك، فإما أن تنصاع حكومة إيشكول و إلا فكان لزاما على إدارة كنيدى أن تعيد النظر جذريا فى سياسة الدعم التى كانت تقدمها الى إسرائيل." صرح بيار سالينجر فى حديث خاص. لكن الأجل لم يمهله و قتل فى يوم مشرق من أيام نوفمبر 1963 و بموته طوى ملف إسرائيل النووى، بل مضت إدارة جونسون و نيكسون فى دعم البرنامج التسلحى النووى الإسرائيلى دون محاسبة.                                                                                             

   و ها أن مردخاى فانونو الفنى النووى اليهودى الإسرائيلى سابقا و بعد مغادرته للسجن و فى حوار أجرته له مجلة فولتير.أورغ[1] يصرح بما يلى: "حاول الرئيس كنيدى أن يوقف محاولات إسرائيل فى إمتلاك أسرار صنع القنبلة النووية، لكن مقتله لم يمهله الوقت الكاف... بالنسبة لى السبب الكامن وراء إغتياله هو معارضته لإنتشار أسلحة دمار شامل فى إسرائيل و فى دول أخرى، فمن قتلوه كانوا يؤيدون مبدأ منح عدة دول حق إمتلاك أسلحة الدمار الشامل."[2]

خاتمة:

     إذن نكتشف بنوع من الفزع أن الرئيس كنيدى قتل لسبب غاية فى البساطة: أنه كان رجلا له مبادىء أو كما قال عنه دافيد برنر فى كتابه "جون فيتزجيرالد كنيدى و الجيل الجديد"، صفحة222 " لقد أصبح جون كنيدى نموذجا للإسلوب الرئاسى فى الجزء الأخير من القرن العشرين، و على عكس الرؤساء الذين خلفوه لم يلحق به عار فى فترة ولاية ثانية، و لم يرفضه الناخبون. لقد كان آخر رئيس يعرض خطابا و سلوكا حافظا على فعاليتهما حتى النهاية." و فى صفحة 223 من كتابه يقول دافيد برنر" لقد إبتكرت عائلة كنيدى نفسها، بصورة جد متعمدة فى حالة جون كنيدى، الذى كان صنيعة آمال والده و نتاج إرادته هو، و الذى صمد أمام المرض المتواصل. و فى إبتكارها لذاتها كانت عائلة كنيدى خلاصة أمة هى، سواء كان ذلك للأسوأ أو للأحسن، عمل سرمدى من الإبتكار."

 

     لعل الرئيس كنيدى كان الوحيد من بين الرؤساء الأمريكيين فى العصر الحديث الذى عرف كيف يمزج بين قيمه ككاثولكى أمريكى من جذور إيرلندية و بين البراغماتية الصارمة للإنجيلية الأمريكية، فهو فهم ما لم يفهمه الكثيرون الذين تعاقبوا على البيت الأبيض أن السياسة الخارجية الأمريكية إن لم تستند الى مبدأ الممازجة بين المصالح العليا للبلد و بين قيم أخلاقية، فذلك سيكون نذير شؤم على أمته الأمريكية و إحقاقا للحق يجب أن نعترف لهذا الرجل بانه أول من أراد أن يقلم أظافر مكتب التحقيقات الفيدرالى و وكالة الإستخبارات الأمريكية و وقف بنفسه علي عمق تغلغل المافيا هذه المؤسسة الإجرامية و مدى تورطها مع جهات حكومية أمريكية فى إدارة السياسة الداخلية و الخاريجية للولايات المتحدة الأمريكية و قد إعترف زعيم المافيا الكاثولكية الإيطالية الأمريكية جيانكانا[3] بأن الرئيس كنيدى بعد ما تفطن إلى الطبيعة المتعفنة لتواطىء أجهزة الدولة الأمريكية مع المنظمات الإجرامية للمافيا فى العديد من القضايا التى سببت له تحديا صارخا، قرر أن يتخذ إجراءات صارمة ليقلل من سطوة نفوذ هذا التواطىء و بدأ يرفض إستقبال فى البيت الأبيض كل من يعملون لصالح المافيا كفرانك سيناترا المطرب الأمريكى الأشهر.

و اعترف المجرم الأمريكى أن الموقف المعاد للرئيس الأمريكى و الذى وصفه بالإنقلاب على الصفقة التى أبرمت،  هو الدافع وراء إغتياله  للرئيس جون فيتزجيرالد  و كان له ما أراد.

   قتل الرئيس كنيدى على مرأى و مسمع من العالم و عندما أخبر رئيس وزراء العدو الصهيونى بمقتله هنأ نفسه، فقد بات كنيدى يمثل خطرا جديا على مصالح إسرائيل. إسرائيل التى تحصلت على أسرار صنع القنبلة النووية من فرنسا، و قد أثبتت بعض التحقيقات في قضية إغتيال الرئيس كنيدي المستقلة عن لجنة وارين و الدولة الأمريكية، بأن الإدارة الأمريكية كانت ضليعة فى مقتل الرئيس كنيدى و بناءا على هذا الإستنتاج، نصل الى هذا الإقرار، أن من قتل رئيسه لن يتأخر لحظة واحدة فى إبادة إخواننا فى فلسطين و لبنان و العراق و أفغانستان.

   لأختم بحديث وزير العدل الأمريكي السابق روبرت فرنسيس كنيدي و هو يصف الحالة النفسية للرئيس و هو يحضر الخطاب التدشينى لرئاسته : " إتفقنا مع جون على إعتماد المبادىء الكبرى التى تأسست وفقها الولايات المتحدة فى خطابه، فقد قال لى و هو يحرر جزأ من المقدمة من المهم جدا بوب أن أذكر البسطاء من الأمريكيين و من مواطنى العالم و السياسيين هنا و فى العالم أن لولا القيم التى أرساها الأباء المؤسسين لما قدر لهذه الدولة أن تعيش أكثر من قرن من الزمان، فالإنسانية بدون قيم سامية لا يقدر لها الرب الإزدهار أو حتى الحياة!" كنت أستمع إليه و أومأ برأسى موافقا، عندما كنت أرى أخي الكبير يكتب تلك الفقرات من خطابه الأول للأمة الأمريكية كنت أشعر بأن مهمة كبري أمامه،  و قد كنا ننظر الى بلدنا الحبيب أمريكا بأعين رجال تشربوا منذ نعومة اظافرهم حب الحق جنبا الى جنب مع حب الوطن و لعل حبنا المزدوج هذا كلفنا غاليا!"                                  

هكذا أختم هذا البحث المتواضع.                       

12-09-06

بقلم عفاف عنيبة



[1] موقع مجلة فولتير أورغ مؤسسها الصحافي المحقق الفرنسي الملتزم تياري مانسون

[2] مأخوذ من حوار أجرته السيدة سيلفيا كاتورى من مجلة فولتير.أورغ فى 14 أكتوبر 2005

[3] "رجلنا فى البيت الأبيض" تأليف صاموئيل و شوك جيانكانا منشورات ربورت لافون.

قراءة 3054 مرات آخر تعديل على الخميس, 15 تشرين2/نوفمبر 2018 14:57

أضف تعليق


كود امني
تحديث