(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Monday, 16 September 2013 07:06

نقاط للدرس لمن يبغي العمل للقدس...(1)

Written by  الأستاذ محمد سبرطعي
Rate this item
(0 votes)

شرف الإنسان بشرف قضيته التي يهتم بها، و المبدأ الذي يعتقده، و المهمة التي يفني حياته في سبيل تحقيقها أو حتى غرسها و توريثها في نفوس من يأتي خلفه من الأفراد و الأجيال.

و يتباين شرف كل قضية و عِظم كل مهمة نتبنّاها بمدى نفعها للناس و تحقيقها للخير و الحق و العدل، و تواؤمها مع عقيدتنا و حضارتنا و رؤيتنا للكون و الحياة و الإنسان.

و إن قضية الاهتمام بالقدس و المسجد الأقصى و أهله، من أولى تلك القضايا شرفا و أعلاها مكانة، و أبسقها قامة و منزلا، فهي لنا القضية المركزية و مربط الفرس و قافية البيت و حجر الزاوية و كل معاني و عبارات الأهمية و التركيز.

و لكن لابد لمن يتصدى لهذه المهمة و ذاك الشرف أن يعرف أبعاده و يدرك طبيعته، قال تعالى: " ليحيى من حيى عن بيّنة و يهلك من هلك عن بينة و إن الله سميع عليم "، فليس الأمر بالهيّن فكم زلّت على الطريق أرجل و سقطت في جنباته قامات، فوجب على الجميع معرفة مرامي القضية، ألم يقل ورقة بن نوفل لرسول الله صلى الله عليه و سلم: ليتني أكون حيّا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " أو مخرجيّ هم " قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عوديَ، و إن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا.

فقد بيّن ورقة بن نوفل في هذا الحديث السريع طبيعة الطريق و مستلزماته ليستعد رسول الله صلى الله عليه و سلم له أحسن الإستعداد و قد قال مشايخنا مرارا " من كانت بدايته محرقة، كانت نهايته مشرقة ".

و كمعالم لهذا العمل النبيل أردنا تلخيصها في النقاط السريعة التالية:

1) الشعور بالمسؤولية: الشعور أن قضية العمل من أجل المسجد المقدس واجب عينيّ على أفراد الأمة جميعها لا ينفكّ عنه أيّ أحد مهما كان، فكل واحد منا مطالب بالعمل من مكانه و كلٌ مساهم في التوعية و التعبئة و الدعم و مباشرة العمل، و كل فرد يقف على ثغرة من ثغرات القضية فالحذر الحذر، و لا يمكن أن تخلى مسؤولية أي نفر فوجب علينا معرفة قدراتنا و المجالات التي نستطيع العمل من خلالها.

2) معرفة أنّ الأمر جدّ: أيها الأحباب إن الأمر جدّ لا هزل فيه، و حق لا باطل معه، و جهاد لا هوادة عند إتيانه، إن الأمر متعلق بمقدسات تنتهك، و أعراض تهان، و مقامات تداس و أسس تُهدّم، و دين يُحاوَل طمس نوره و إطفاء جذوته.

يا قوم إن الأمـر جــدّ   قد مضى زمن المزاح

سمّوا الحقائق باسمها   فالقوم أمــرهمُ صـراح

ما عاد يُجدينا البكـاء   على الطلول أو النـواح

إنــــا نتــوق لألســن   بُكـمٍ علــى أيْدٍ فصـاح

3) الاستعداد للمصاعب: و الله ما كان طريق الحق يوما مفروشا بالورود و الرياحين، و إذا لم تجد في طريقك نحو الصلاح الأشواك و المصاعب فاتهم نفسك أو اتهم الطريق الذي تمشي فيه، و لكن جزاء التعب و السهر و الإعياء سيكون خيرا و فتحا و نجاحا و فلاحا بإذن الله تعالى، و ليست العبرة بالنتائج التي نحققها و لكن العبرة هي الصمود و الثبات على هذا الطريق و تحقيق شروطه و المشي على أساس التزاماته، و هذا نهج حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم حين قال لأمّنا خديجة رضي الله عنها: " ذهب وقت النوم يا خديجة ".

قال مفسّر الربانيين و ربانّيّ المفسرين سيّد قطب رحمه الله تعالى: " إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحا، و لكنه يعيش صغيرا و يموت صغيرا، فأما الكبير الذي يحمل هذا العبء الكبير...فما له و النوم؟ و ما له و الراحة؟ و ما له و الفراش الدافئ، و العيش الهادئ؟ و المتاع المريح؟ " .

هذه ثلاثة معايير أردت بها تذكير نفسي و إخواني و كل العاملين لهذا البيت المقدس عسى الله أن يحقق الخير و يساعدنا على بناء وطننا و تحرير أقصانا و في المقالات القادمة مزيد ذكر و تذكير...

This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.

  

Read 2310 times Last modified on Monday, 19 November 2018 14:47