(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Sunday, 10 November 2013 17:44

التوفيق في سلوك الطريق

Written by  الأستاذة كريمة عمراوي
Rate this item
(0 votes)

إذا قصّر بعض الناس في الحق فقم به أنت، و هذا من الجهاد العظيم، أفضل طريق للنهوض بالإنسانية هي أن تتقدم أنت.

التوفيق و الهداية من الله تعالى ، كم من إنسان هو من أذكى الناس، و أكثر الناس استعمالا للأسباب و أعقل الناس لكن لا يوفق، فمن الكفار من هم أعقل من المسلمين، و هم قمة في الاجتهاد واتخاذ الأسباب لكن لم يوفقهم الله تعالى إلى الهداية .

الموفق هو الذي حقق النجاة لنفسه أولا قبل الدعوة إلى الله عز وجل، كيف يدعوا إلى الله و هو لا يعلم ؟ أو يعلم و لا يعمل؟ كيف يدعوا للعلم وهو لا يعمل به؟ الدعوة ملازمة للعمل.

أئمة أهل السنّة الذين اشتغلوا بالدعوة و الرد على المخالفين هم أئمة العبّاد و الزهّاد.

و نحن نرى التناقض اليوم، تجد شخصا من أقوى الناس في الرد على المخالف، وهو مقصّر في أداء الواجبات، هذا يخشى عليه أن يختم له بسوء و يخفق .

علينا أن نصلح أنفسنا قبل إصلاح غيرنا، إذا لم نصلح أنفسنا لن نصلح غيرنا، إذا قوّمنا أنفسنا و قمنا بالعلم و العدل فعند ذلك لا يمكن أن يقف في وجه السنّة أحد.

سلامة الصدور من الغل و الحسد و بغض المسلمين أعظم ما يتقرب بع إلى الله عز و جل، تعبدنا الله برحمة الخلق وسلامة الصدر لهم، من أراد النجاة لنفسه عليه أن يحسن الظن بالمسلمين هذا هو الأمر الأول، الأمر الثاني هو الدعاء الهم و إن كانوا من المخالفين، النبي صلى الله عليه وسلمدعا لقبيلة دوس وهم كفار (اللهم اهد دوسا).

ينبغي لمن أراد النجاة أول ما يبدأ به هو أن يضبط دينه و عقيدته، خصوصا في هذه العصور التي كثر فيها المتكلمون في العلم، خصوصا بعد انتشار العلم و سهولة تحصيله.

ليست العبرة بكثرة الكتب و المقالات، و إنّما العبرة بالتوفيق والهداية من الله عز وجل، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي لبيد الأنصاري :(أو ليست التوراة و الإنجيل عند اليهود و النصارى فماذا تغني عنهم). إذا اعتقد الإنسان أنّه قادر و قوي فهذا أول الخذلان، يجب أن يستحضر في كل شأنه أنّه ضعيف إلاّ بتوفيق الله، إن أعظم الناس توفيقا أعظمهم توكلا على الله، بل لا يخذل الناس إلا باعتمادهم على أنفسهم، يخذل المرء لسببين إما لاعتماده على حوله وقوّته، أو اعتماده على الأسباب.

Read 1856 times Last modified on Saturday, 04 July 2015 09:00