(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Saturday, 19 January 2013 10:30

لنبدأ بتجريم الإستدمار

Written by  عفاف عنيبة

قبل أن نعطي دروس للغير و نستنكر إزدراء السياسيين الغربيين لنا، لنبدأ بتجريم الإستدمار الفرنسي عندنا.

إلي حد الساعة كل ما قيل في هذا الموضوع، كلام عاطفي لا يسمن و لا يغني من جوع. قرأت ردة فعل السيدة مارين لوبان، التي إستهجنت أمر الإعتذار إلي الشعب الجزائري، بالنسبة إليها الجزائر دولة متخلفة تنخرها أمراض عدة أهمها الفساد. و من جهتنا، لا يخدمنا العمل المناسباتي، من ينظر إلي أحوالنا يندهش أمام الكم الهائل من اللافهم و من القصور و التقصير.

هل أعطينا صورة مشرقة للجزائر الإستقلال ؟ طبعا لا. كل ما نجحنا فيه، نسخ تجارب الغير و المصيبة أننا فشلنا في ذلك! الحرية التي ننعم بها لا أحد ينكرها، لكن ماذا فعلنا بها ؟

سلبنا و غنمنا و نهبنا و تجاوزنا كل الحدود في سبيل حماية مصالح أقلية و دائما من يقود القطيع  حاشية فاسدة. نحن أخفقنا في الإتفاق علي الحد الأدني في موقف موحد ناحية جرائم و ماض فرنسا في الجزائر. فكيف بنا نطالبها بالإعتذار ؟

كان تعامل فرنسا معنا منذ القدم مشفوع بنظرة إستعلائية، تحقر من شأننا و تنفي عنا صفة الآدمية، فكيف بنا نسهر علي مصالحها لنفوت فرصة تجريم إستدمارها تشريعيا ؟

التناقض الذي نقع فيه ينزع عنا أي موضوعية و أي مصداقية، فكيف بنا نطالب العدو ما نحن عاجزين علي فعله ؟ ثم إن الشعب الجزائري في حاجة اليوم إلي سياسة واضحة المعالم ناحية فرنسا، نتوعدها من جهة و نخطب ودها من جهة أخري، و قبل أن نحاسب الغير، لنشرع في ذلك مع أنفسنا، أليس أفضل ؟ كم أهدرنا من فرص و لازلنا، لهذا يبدو لنا من المضحك المبكي أن نوجه بأصابع الإتهام نحو العدو القديم الجديد و ننسي في خضم ذلك أخطاءنا، أين السياسة الراشدة ؟ أين سياسة المكاشفة و المتابعة و المحاسبة ؟ أين قراءة أمينة للتاريخ و أي ميراث نريد أن نورثه أبناءنا ؟

لا يجدي نفعا النفاق مع العدو و لا مع الشعب، فهل من معتبر ؟

كالعادة أسئلة تبقي بدون أجوبة و الأيام نداولها بين الناس، و علي  الشهداء الأبرار السلام.

Read 2435 times Last modified on Monday, 12 November 2018 15:03