(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Saturday, 14 December 2013 12:18

متى يسفر الصبح و ينجلي الظلام عن بلادنا العربية...؟

Written by  الأستاذ محمد العلمي السائحي
Rate this item
(1 Vote)

إن  بلادنا العربية منذ سقوط العراق في أيدي القوات الأمريكية دخلت منعرجا تاريخيا خطيرا، حيث أن سقوط العراق تلك البلاد التي استطاعت أن تملأ الفراغ الذي تسببت فيه مصر في الساحة العربية  و الفلسطينية بعد توقيعها على اتفاقيات " كامب ديفيد "  بعد حرب 1973 ، و تمكنت من التصدي للمطامع التوسعية الفارسية في المنطقة، و أنعشت المطامح العلمية و العسكرية للشباب العربي، مما جعل قلوب الشعوب العربية تهفو إليها و أمالها في تحرير فلسطين السليبة تتعلق بها، فحمل ذلك المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على إعادة التموقُع في البلاد العربية قاطبة، فخططت لذلك و أعدت العدة و راحت تترقب الفرصة التي تخول لها وضع يدها على البلاد العربية من غير أن يثير ذلك قلق القوى الدولية الأخرى، و سنحت لها الفرصة بوقوع حادثة 11-09 -2001.

فأطلقت يدها في البلاد العربية تحت ستار محاربة الإرهاب و نشر الديموقراطية، غير أن المقاومة التي واجهتها جعلتها تغير من أساليبها التكتيكية، فعمدت إلى تفجير الأوضاع في البلاد العربية عن طريق تشجيع المعارضة السياسية، و الحركات الانفصالية، و الأقليات العرقية و الدينية، فأدى ذلك إلى انفجار أحداث ما سمي بـ: "الربيع العربي" الذي ظاهره الرحمة و من قبله العذاب، و أي عذاب أشد مما نراه من الاقتتال الذي يجري في العراق و سوريا و اليمن و السودان و مصر و ليبيا و حتى تونس، و بذلك تمكن هذا المعسكر الغربي أن يدخل البلاد العربية في ليل طويل من الصراعات الدامية التي يتوقع أن تفضي إلى تقسيم البلد العربي الواحد إلى مجموعة كانتونات يصارع بعضها البعض، و ذلك هو بالضبط ما يصبو إليه هذا المعسكر، لأن مثل  ذلك الوضع يمنع البلاد العربية من الاتحاد و يحول بينها و بين تلاقي جهودها حول مشاريع مشتركة تحسن أوضاعها الاقتصادية، و ترتقي بأحوالها الاجتماعية، حتى يحد ذلك من طموحاتها السياسية ويبقيها تدور في حلقة مفرغة من التخلف تفرض عليها التبعية إلى الغير، لإمتناع أسباب القوة لديها بفعل الصراعات السياسية المفتعلة، التي فرضت عليها، و هكذا سيستمر هذا الليل الطويل من الصراعات يسبل ظلامه عليها، و يقف حاجزا منيعا دون نهوضها من كبوتها، ما لم يطرأ على الساحة العربية طارئ  جديد يحسم الخلافات القائمة، و يحملها على توحيد الأهداف و الغايات، و يفرض عليها أشكالا من التقارب و الوحدة، تطلق إسارها و تنعش أمالها و تلهم شبابها و رجالها، و لعل ذلك بات قريبا فعما قليل سيسفر الصبح و ينجلي الظلام و تعود إلى سابق عهدها الأيام...

Read 2210 times Last modified on Saturday, 04 July 2015 09:29