(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Sunday, 02 March 2014 08:47

! ديوثية الفضائيات العربية

Written by  الأستاذ محمد العوضي
Rate this item
(2 votes)

يرى كثير من علماء التربية ان مشكلة الازدواجية و التضاد في المفاهيم و القيم التي تملأ حياة المجتمعات من أهم أسباب فقدان الاجيال لتوازنها في شخصيتها، فعندما يعيش الشباب في مجتمع يتلقى فيه رسائل مباشرة

و غير مباشرة ينقض بعضها بعضاً فإن يتساءل عن الحق و الصواب و المفيد و الضار و الصح و الخطأ،

فما يتلقى من المدارس و وزارات التربية و التعليم يتناقض مع ما تبثه الفضائيات (رسمية و تجارية)،

و نصائح الآباء و توجيهاتهم تهدمها صحف و مجلات، و ما يعرفه عن دينه و أحكام الحلال و الحرام تناقضه

الدول عملياً في قوانين و تشريعات و مشاريع و هكذا... فإذا أضفنا إلى هذا الواقع. و نحن أمة ضعيفة

مستوردة لعالم الاشياء و الافكار - ثقافة الاستهلاك التي تركز على جانب الغريزة في مجتمعات

عربية تعاني أزمة زواج و أزمة فقر و أزمة أمن... الخ كل هذا و غيره من عوامل التخلف

و الاستغلال الداخلي لأصحاب النفوذ المتحالفين مع اسيادهم الرأسماليين الكبار الجشعين ضد شعوبهم.

ان هذا الوضع المعقد المنهار بلا معايير و لا أمل منشود للشعوب الساخطة على حكوماتها

تجعل الشباب يكفر بالجميع و يعول على ذاتيته و مزاجه الشخصي فإما ان يذعن للواقع السيئ

و يتكيف معه و هو ساخط، او يتطرف دينياً او دنيوياً... و العجيب المذهل ان الأوضاع السيئة ل

أحوال الشعوب تعالج ببث وعي خبيث  و منحط لمزيد من «الضياع» لنقضي على أي بصيص

من «نور» أو أمل! وهذا ما تصنعه وسائل الإعلام العربية بما فيها التجارية التي تحاول

ان تهرب من مساءلة الحكومات او الشعوب بخدعة انها حرة و ملكية شخصية،

و هذه كذبة تنطلي على البلهاء!

ان الشعوب بدأت تلعن... و تشتم... كل هؤلاء الذين يروجون رذيلة الدياثة و ثقافة الديوثية،

و تلعن حكوماتها التي حرمتها من رغيف الخبز و من فرصة العمل و من ابداء كلمة الحق

و من حرية اختيار من يمثلها و من عبادتها لربها في بعض الدول  وحفظ كرامتها و أمنها

من البوليس و الاستخبارات،  و من... و من... و لكن وفرت لها الدياثة الملونة.

و السؤال ما قيمة التربية و التعليم و أين أثر وصايا الامهات و الآباء أمام اكبر و أخطر آلة

في التأثير على عقائد و أخلاق و وجدانات الناس...؟ ان اللعن لا يحل اشكالا فليتحرك العقلاء

و الشرفاء ضد سماسرة الدياثة في الفضائيات العربية سواء انتجت مسلسلات الفسوق  أم دبلجتها

و سوقتها!

المصدر: موقع جريدة الرأي الكويتية

Read 2175 times Last modified on Monday, 06 July 2015 15:40