(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Sunday, 06 April 2014 15:06

للحرية ثمن

Written by  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)


لليل مهما ادلهم و تلاطمت أمواج الظلام في بحره نهاية ، و للحزن مهما تعمق في القلوب ساعة تجلوه ، و للظلم لحظة ينتصر فيها العادل الرحيم لعباده الذين ارتفع إليه حنين نشيجهم ، و أنين جراحهم، و تكبيرات الاستغاثة من حناجرهم الموحدة، و للكرامة و العزة باب واحد لا باب سواه ، هو باب الله ، و مهما طرقنا سواه من أبواب ستظل مغلقة في وجوهنا ، إنه باب الرحمة الواسع لمن طرقه بما يدعو الى فتحه، و أما مفتاحه فهو دين الله الإسلام تلك مقولة الفاروق، ظلت انشودة على افواه المجاهدين قادة و جنودا، و الدعاة و العبَاد ،و الأمة بأسرها، حين رفضت أن تكون رهينة العبودية ، أسيرة المذلة و القيود و الاستعباد[نحن قوم أعزنا الله بالإسلام و مهما ابتغينا العزة بغيره، أذلنا الله.]

تتوارد هذه المقولة على القلوب أكثر ماتتوارد في أيامنا هذه، و نحن نرى الأمة تتلمس السبيل لإستعادة كرامتها المفقودة ، و مكانتها المعهودة ، و حريتها المنشودة ، و قد تمادى الطغاة في إذلال أحرارها، و الصالحين من أبناءها ، و استطال أشرارها على خيارها، ساعين إلى محو مقومات وجودها لإضعافها و إفناءها ، إستجابة لأوامر و مغريات أعداء الأمة ، ممن ابتليت بهم على مر التاريخ ، تلك الأمم التى آلت على نفسها ألا تدع للإسلام وجودا و لا حكما، و لا لأمته بقاء و لا شاهدا من حضارة أو تميز أو خيرية أو تشريع، و لكن هيهات لهم [يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون].
و هكذا تحتدم الحرب، و يشتد أوارها يوما بعد يوم ، بين شعوب عزلاء عيل صبرها و هي تنتظر ولادة عهد جديد تشرق فيه شمس الحرية، و تتألق فيه حصائد الوعود، سنابل خيرات، و أنهار عدل و سكائب عزة، و أنظمة مسيرة مستبدة ، و تمضي السنون على الوعود المنهالة من أهل الحل و العقد، المتمكنين من رقاب العباد، و مقدرات البلاد ، فإذا الوعود سراب زائف، و إذا العدل ظلم مجحف ، و إذا الحرية حلم بعيد المنال، فلا يبقى لهم إلا الإحتجاج السلمي على ما يحدث في بلادهم من نهب و اجحاف، و استعمار واستبداد ، و لأن الفرعنة لا تأخذ بالعدل نهجا ول ا بالشرع حكما، فمن الطبيعي أن يكون الصدام حتما لازما ، فالشعوب شبت عن الطوق ، و لابد لها من أن تقول كلمتها، و لأن كلمتها لا تعجب الطغاة ، بل و تسلبهم ما أعطوه لأنفسهم من صلاحيات و تفرد في الرأي و تجاوز دون مساءلة ، فإن الرفض العنيف هو الحل ، و القتل هو الحل ، و القمع هو الحل ، و كل ما يسلب الشعوب حريتها و كرامتها هو الحل، و كل مايخنق صوتها و يسكت زئيرها هو الحل ، و الرصاص الحي يوجه الى الأمة العزلاء هو الحل، و السجون هي الحل، و إسكات الأصوات المنددة بالظلم هو الحل ، و تصحو الأمة المشرذمة، و إذا جحافل الضعفاء تتناثر في المناطق الحدودية، في رحلة لجوء جديدة، و لكن العدو هذه المرة ليس غريبا ، إنه إبن الأمة التي غذته و رعته صغيرا ، و سودته كبيرا، و سلمت إليه أمرها، و ائتمنته على مقدراتها و إرثها و مستقبلها و كيانها، و هكذا يطرد الرعاة رعيتهم و يقتل الحكام شعوبهم و ينقلب الجندي الموكل بحماية المال و النفس و العرض و الأرض و الحريات إلى مستأسد يدوس أهله بالحذاء و يركل حريتهم بقدمه التي تخطو على أجسادهم المنهكة خطوات العبيد الأذلاء المأمورون بخلع رداء الكرامة الجهادية، و الشرف العسكري ليرتدي ثوب ذئب غادر ، موجها الشتائم لإخوته أبناء وطنه منكرا عليهم أن يطالبوا بحقوقهم السليبة المشروعة التي كفلها لهم شرع ربهم و مواثيق الإنسانية و حتى قوانين بلادهم المعطلة.


و يشاهد العالم أجساد الأطفال المحروقة الممزقة المعذبة و وجوههم البريئة المزرقة و عيونهم البريئة و قد جمدت في محاجرها نظرات الخوف و الرعب، و الشكوى الى الله، و يندى جبين الإنسانية لما يحدث و تنكس الرؤوس العاجزة في خجل من أولئك الأبطال ألا تمتد أيدي الأمة إليهم بالنصرة، و توجف القلوب المؤمنة خوفا من غضب الله أن يطال الأمة بعذاب و هي تستكين لما يجري في مشارق أرض الإسلام و مغاربها.

أيتها الأمة التي انتظرت طويلا نور فجرها الوليد لا تجزعي[ فشمسنا لم تغب بعد] و ليلنا لن يطول و قيدنا لن يعصى على مطرقة الطارقين لأبواب الحرية في كل مطلع شمس لنا وليد و في كل انبثاقة فجر فينا شهيد و على كل طود شامخ لنا بيرق ترفعه طائفة ثابتة على الحق لا يضرها من عاداها الى يوم القيامة و صبرا صبرا أيها القابضون على الجمر ترتقبون نسائم الحرية القادمة مع كل دفقة من دم شهيد. فللحرية ثمن و للكرامة موقف و للحق حراس و إنه آن الآوان لكي ترفع الوصاية عن الشعوب من قبل تلك الأنظمة التي لا تحتكم الى قانون دولي و لا الى شرع إلهي و لا إلى حكمة الحوار و دراسة المعطيات و الإحترام لمكونات الشعوب و البعد تماما عن البلطجة و القتل و التنكيل التي ما عادت تشكل عائقا أمام الشعوب الحرة الباحثة عن العزة و الكرامة سواء تلك الشعوب التي تطالب بتغيير أنظمتها أو تلك التي تطالب بالإصلاح في إطار التوافق مع أنظمتها في قالب من الإحترام للرأي و الرأي الآخر[لاخير فينا إذا لم نقلها و لا خير فيكم إن لم تسمعوها]
اللهم عجل نصرك و فرجك لهذه الأمة يا رب العالمين

Read 1778 times Last modified on Saturday, 08 August 2015 15:27