(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Monday, 14 April 2014 18:01

مشاهد من طفولتي

Written by  عفاف عنيبة

كنا في السبعينات،  في بلد خليجي، ننتظر طائرتنا التي ستأخذنا إلى جاكرطا عاصمة إندونيسيا، عائدين من عطلة رائعة في الجزائر دامت شهرا كاملا.

كانت الطائرة من نوع بوينغ ، عندما صعدنا إليها اتجهت عائلتي إلى مقاعدها في الدرجة الأولي، بينما ذهبت يسارا مباشرة إلى مقصورة القيادة، هناك وجدت القبطان    مساعده مع تقني الاتصالات و شخص آخر، و بظهوري استدار الرجال الأربعة و ابتسموا لي، فحييتهم باللغة الفرنسية و سألتهم :

-          من منكم القبطان؟

-          أنا، قال لي أحدهم بلكنة ألمانية.

-          فورا طلبت منه: "أريد منك أن تخبرني كيف تقود الطائرة".

فطلب مني الجلوس على مقعده، جلست  و قال لي: "على يمينك المكبح الكبير، و أمامك المقود ، و على يسارك لوحة الأزرار، البوصلة الالكترونية،  مسح الرادار، و سرعة الطائرة في التحليق، أما هذا فهو لفتح أجنحة الطائرة...

كنت أستمع بانتباه شديد، وضعت يداي الصغيرتين على المقود، و هنا جاء دور المساعد ليشرح لي بأنه في حالة ما تعب القبطان، أو آلم به مرض مفاجئ، فهو من يعوضه، و أشاروا لي بوجود قيادة إلكترونية عن بعد للطائرة في حالة ما تعذر ذلك على القبطان و المساعد . تبعهم المسؤول عن الاتصالات مع غرفة المراقبة في المطارات. كنت مستغرقة في الاستماع حتى سمعت خطوات والدي، و الذي بحث عني، و ردت عليه إحدى المضيفات بأن ابنتك توجهت إلى غرفة القيادة، و بمجرد ما ظهر أبي في المقصورة نهضت من مقعد القيادة و وقفت إلى جنبه، فأبتسم في وجهي ثم اعتذر للقبطانعن فضول ابنته الشقية، فرد عليه القبطان :"كانت جد مهذبة و فضولها شرعي في سنها".

شكر لهم والدي  تفهمهم و هم بمغادرة المكان معي، إلا أن قائد الطائرة إستوقفه سائلا إياه :

-          لحظة من فضلك سيدي، نريد معرفة جنسيتك؟

فكان جواب والدي  :

-          نحن جزائريين

فأبتسم الرجال الأربعة، و قال القبطان كلمته اللغز :

-          آه فهمت.

Read 1959 times Last modified on Sunday, 26 March 2017 17:26