(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Saturday, 22 July 2023 14:19

لدي مشكلة : لم أعد قادرة علي القراءة...

Written by  عفاف عنيبة

كنت قد أهديتها قصة، فإذا بقريبتي تفاجئني بهذا الإعلان الصاعق :

-ممنونة لك عفاف لكن صراحة لدي مشكلة، لم اعد قادرة علي القراءة.

كدت أقول لها "أنت تمزحين" لكن ملامحها الجادة كذبت ذلك.

-لماذا ؟ سألتها.

-بكل بساطة، نفسي تهرب من نص بعدة سطور، مهما حاولت التركيز لا أفلح، فتوقفت تماما عن المطالعة.

تصورت حياة بلا مطالعة، لم أنجح. فالوجود بلا مذاق من دون كتاب نقرأه بنهم من صفحته الأولي إلي آخر الصفحات. 

-كيف حصل هذا ؟ أظن انك عشت مقدمات كي تقعين في كارثة مثل هذه.

تبسمت القريبة، المشكلة غدت كارثة في قاموسي :

-أدمنت الصورة، عفاف أعبر بالصور و أتابع كل شريط علي قصره و أفهم من صورة صماء أكثر بكثير من سطور مكتوبة.

بدأت أفهم، في عالم طغت فيه الصورة بات من الصعب قراءة مقالة، ما بالكم بكتاب و قد إصطدمنا بنفس المشكلة مع الصغار، فأطفال اليوم لغتهم محدودة و زادهم اللغوي فقير و تعبيرهم هزيل و مخيلتهم مملوءة بصور مشحونة في الوسائط الإجتماعية بل أصبح من العادي جدا أن يكلم احدنا الآخر بإرسال له صورة يتيمة و فقط.

 -ألا تشعري بجفاف ما ؟

-كيف عفاف ؟

-القراءة إثراء مستمر و عملية تغذية لانهائية لروحك و إضافة ضخمة لشخصيتك، ألا تفتقدين كل هذا و هل قارنت حياتك قبل و بعد توقفك عن المطالعة ؟

-بلي، أشعر بأنني فقدت شيء بالغ الأهمية و إحترت في السبيل لإسترجاعه، نمط حياتي اليوم جعلني في حالة تبعية شبه دائمة لكل ما هو إلكتروني و هذا لا يسهل المهمة علي الإطلاق ثم إنني في حاجة إلي وقت أفرده لأختلي بكتاب و لا أجد هذا الوقت و لا الأجواء المساعدة. طوال اليوم أركض خلف الإحتياجات، مع عمل متعب و في المساء لدي أبناء كبار يأخذون من وقتي و من طاقتي الكثير، كبار أم صغار يشغل الأبناء حيز كبير من حياة الفرد ...

بقيت صامتة للحظات طويلة ثم إكتفيت بالقول لها :

-كل شيء مرتبط بإرادتك أنت أولا و أخيرا.

 

 

Read 596 times Last modified on Sunday, 31 December 2023 18:29