(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Monday, 18 March 2024 09:18

هل هزيمة اليهود ونهاية إسرائيل علامة من علامات القيامة؟!

Written by  الأستاذ راغب طاهر
Rate this item
(0 votes)

يظن كثيرون أن انتصار المسلمين على اليهود و نهاية وجودهم في الأرض المقدسة في فلسطين هو من علامات الساعة، و أنه لن يكون إلا في آخر الزمان؛ لأنه الإفساد الثاني الذي تحدث القرآن عنه، و هو الإفساد الأخير لهم، و الذي لن تكون نهايته إلا آخر الزمان.

و هذا فهم خاطئ ناتج عن تأويل خاطئ لآيات القرآن التي تحدثت عن علو بني إسرائيل و إفسادهم في الأرض، و عن أن الله يبعث عليهم عبادًا له أولي بأس شديد فيهزمونهم ويخرجونهم من الأرض المقدسة.

و الآيات الواردة في هذه المسألة تتحدث عن علو بني إسرائيل مرتين، و عن أن الله يبعث عليهم في كل مرة من يخرجهم منها و يسومهم سوء العذاب.

و لم تقطع الآيات بأن علو بني إسرائيل سيكون مرتين فقط، بل إن الله في نهاية الآيات قال: {وَ إِنْ عُدتُّمْ عُدْنَاۘ} [الإسراء: 8] و هذا هو الأصل القاطع في المسألة.

تحدثت الآيات عن أن بني إسرائيل سيفسدون في الأرض مرتين، و أن نهايتهم ستكون بالهزيمة لهم، و بالإجلاء عن الأرض المقدسة، و المرة الثانية ستكون المرة الآخرة (أي التالية للأولى) كما وضحت الآيات، و لن تكون المرة الأخيرة أي آخر المرات، فالأمر مفتوح بعد المرتين، إن عادوا عاد الله عليهم بقضائه فيهم، و بعث عليهم عبادًا له مثلما بعث في المرتين المشار إليهما.

ذهب المفسرون القدامى، إلى أن المرتين الذين علا فيهما بنو إسرائيل و أفسدوا في الأرض ثم دالت الدولة عليهم قد حدثا فيما مضى قبل مجيء الإسلام.

عن الإفساد الأول الوارد في قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا} [الإسراء: 5]، قال ابن كثير: "و قد اختلف المفسرون من السلف و الخلف في هؤلاء المسلطين عليهم: من هم؟ فعن ابن عباس و قتادة: إنه جالوت الجزري و جنوده، سُلط عليهم أولًا ثم أديلوا عليه بعد ذلك، و قتل داود جالوت.

و قال: "و عن سعيد بن جبير أنه ملك الموصل سنجاريب و جنوده"

أما عن الإفساد الثاني الوارد في قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ} [الإسراء: 7] يقول الطبري: "عن مجاهد قال: بعث الله ملك فارس ببابل جيشًا، و أمّر عليهم بختنصر.

و عن قوله: {وَ إِنْ عُدتُّمْ عُدْنَاۘ} [الإسراء: 8]، قال ابن كثير: "قال قتادة: قد عاد بنو إسرائيل، فسلط الله عليهم هذا الحي - محمد صلى الله عليه و أصحابه - يأخذون منهم الجزية عن يد و هم صاغرون.

و قال الطبري: "قال قتادة: ثم كان ختام ذلك أن بعث الله عليهم هذا الحي من العرب، فهم في عذاب منهم إلى يوم القيامة، قال تعالى: {إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِۗ} [الأعراف: 167]"

هناك اختلاف كبير في تحديد مرتي إفساد بني إسرائيل، هل كانتا قبل الإسلام، أم ستكونان بعده، أم أن واحدة كانت قبل الإسلام وواحدة ستكون بعده

و بعض المفسرين المحدثين يرى أن الإفساد الثاني هو الحاصل بقيام دولة إسرائيل اليوم على أرض فلسطين، و في هذا يقول الشيخ بسام جرار: "من هنا نجد أن المفسرين القدماء قد ذهبوا إلى القول بأن النبوءة... قد تحققت بشقيها قبل الإسلام بقرون، و نحن اليوم نفهم تمامًا سبب هذا التوجه في التفسير، لكننا أيضًا ندرك ضعفه و مجافاته للواقع، و من هنا نجد الغالبية من المفسرين المعاصرين، تذهب إلى القول بأن وعد الإفساد الثاني قد تحقق بقيام دولة إسرائيل عام 1948م"

و بعض المفسرين المعاصرين يرى أن مرتي الإفساد ستكونان بعد مجيء الإسلام، و أن المرة الأولى هي إفسادهم وقت النبوة، بتآمرهم على النبي و صحبه في المدينة.

و الخلاصة أن هناك اختلافًا كبيرًا في تحديد مرتي إفساد بني إسرائيل، هل كانتا قبل الإسلام، أم ستكونان بعده، أم أن واحدة كانت قبل الإسلام و واحدة ستكون بعده.

و خلاصة الخلاصة: أن إفساد بني إسرائيل ليس موقوفًا على مرتين اثنتين، فقد قال تعالى: : {وَ إِنْ عُدتُّمْ عُدْنَاۘ} [الإسراء: 8]، و هو ما يفتح الباب أمام احتمال إفساد بني إسرائيل في الأرض مرات و مرات، ليبعث الله عليهم عبادًا له في كل مرة، يخرجونهم من الأرض المقدسة، و يسومونهم سوء العذاب.

الحرب التي ستحصل في آخر الزمان، سوف تكون حربًا بين اليهود الذين يريدون دخول الأرض المقدسة، والتي يكون المسلمون حينها ملوكها و مالكيها ومن الممكن أن تكون حربًا بعيدة عن الأرض المقدسة بالكلّية

و يظن الكثيرون هذا الظن أيضًا، من فهم و تأويل خاطئ لأحاديث واردة عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - فقد جاء عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم – قوله: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر و الشجر، فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود" (متفق عليه) و عند البخاري: "تقاتلون اليهود، فتسلطون عليهم، ثم يقول الحجر: يا مسلم، هذا يهودي ورائي، فاقتله"

فيظن الظانون من هذه الأحاديث، أن هذا القتال الذي سيكون في آخر الزمان، هو الذي سينهي دولة إسرائيل القائمة اليوم، و ستكون معه علامته، بحديث الحجر و الشجر، و تكون القيامة من ورائه.

و هذا ظن خاطئ؛ فهذه الأحاديث تتحدث عن آخر الزمان، أما ما يحدث في فلسطين اليوم فلا علاقة له بهذه الأحاديث، و كل الشوهد دالة على ذلك.

من الممكن أن تكون هذه الحرب هي الحرب الأخيرة بين المسلمين و اليهود أما الحرب التي ستحصل في آخر الزمان، سوف تكون حربًا بين اليهود الذين يريدون دخول الأرض المقدسة، و التي يكون المسلمون حينها ملوكها و مالكيها.

و من الممكن أن تكون حربًا بعيدة عن الأرض المقدسة بالكلّية.

و قد جاءت أحاديث كثيرة، تبين أن هذه الحرب الأخيرة بين المسلمين و اليهود على أبواب قيام الساعة ستكون متعلقة بخروج المسيح الدجال، و اتباع اليهود له، و قتالهم معه.

روى الإمام أحمد حديث الرسول - صلى الله عليه و سلم - الذي يقول فيه: "يخرج الدجال من يهودية أصبهان، يتبعه سبعون ألفًا من اليهود عليهم التيجان"، و في الحديث الذي رواه أحمد أيضًا: "يخرج الدجال ثم يسلط الله المسلمين عليه، فيقتلونه و يقتلون شيعته، حتى أن اليهودي ليختبئ تحت الشجرة أو الحجر، فيقول الحجر أو الشجرة للمسلم، هذا يهودي تحتي فاقتله"، و قد علق الحافظ ابن حجر على ذلك في فتح الباري فقال: "فالمراد بقتال اليهود، وقوع ذلك إذا خرج الدجال و نزل عيسى" و يقول ابن تيمية: "اليهود إنما ينتظرون المسيح الدجال، فإنه الذي يتبعه اليهود، و يخرج معه سبعون ألف مطيلس من يهود أصبهان، و يقتلهم المسلمون معه، حتى يقول الشجر و الحجر: يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتله"
و بالتالي: فبهذه الأحاديث و شروحها، و بالآيات التي قبلها و شروحها، يتبين لنا أن معركة المسلمين مع اليهود في فلسطين اليوم، ليست لها علاقة من قريب و لا بعيد بمعركة آخر الزمان بين المسلمين مع عيسى المسيح من جهة، و بين اليهود مع المسيح الدجال من جهة أخرى.

و يتبين كذلك، أن علو بني إسرائيل و إفسادهم في الأرض، ليس موقوفًا على مرتين اثنتين، بل من الممكن أن يكون مرات و مرات، و من الممكن أن تكون معركة آخر الزمان و اليهود مشتتون في ذلة و هوان، يبتغون دخول الأرض المقدسة، و يبتغون العلو و الإفساد باتباعهم للمسيح الدجال عند خروجه، و هو الذي ينتظرون خروجه ليل نهار.

الرابط : https://basaer-online.com/2024/03/%d9%87%d9%84-%d9%87%d8%b2%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%87%d9%88%d8%af-%d9%88%d9%86%d9%87%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%85/

Read 875 times Last modified on Wednesday, 20 March 2024 09:25