(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 02 July 2015 10:31

إنتبه.....انت في رمضان ..

Written by  أمال السائحي.ح
Rate this item
(0 votes)

قال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) (البقرة : 183).في التفسير الميسر : أي لعلكم تتقون ربكم, فتجعلون بينكم و بين المعاصي وقاية بطاعته و عبادته وحده.
و في تفسير الجلالين : (لعلكم تتقون) المعاصي فإنه يكسر الشهوة التي هي مبدؤها.
و في تفسير ابن كثير : ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) لأَنَّ الصَّوْم فِيهِ تَزْكِيَةٌ لِلْبَدَنِ وَ تَضْيِيق لِمَسَالِك الشَّيْطَان .
و في تفسير الطبري: تَأْوِيل قَوْله : { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ : لِتَتَّقُوا أَكْل الطَّعَام وَ شُرْب الشَّرَاب وَ جِمَاع النِّسَاء فِيهِ , يَقُول : فَرَضْت عَلَيْكُمْ الصَّوْم وَالْكَفّ عَمَّا تَكُونُونَ بِتَرْكِ الْكَفّ عَنْهُ مُفْطِرِينَ لِتَتَّقُوا مَا يُفْطِركُمْ فِي وَقْت صَوْمكُمْ . وَ بِمِثْلِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ جَمَاعَة مِنْ أَهْل التَّأْوِيل: حَدَّثَنِي مُوسَى، ... عَنْ السُّدِّيّ: أَمَّا قَوْله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} يَقُول: فَتَتَّقُونَ مِنْ الطَّعَام وَ الشُّرْب وَ النِّسَاء مِثْل مَا اتَّقَوْا، يَعْنِي مِثْل الَّذِي اتَّقَى النَّصَارَى قَبْلكُمْ.

و في تفسير القرطبي:" تَتَّقُونَ " قِيلَ : مَعْنَاهُ هُنَا تَضْعُفُونَ، فَإِنَّهُ كُلَّمَا قَلَّ الْأَكْل ضَعُفَتْ الشَّهْوَة، وَ كُلَّمَا ضَعُفَتْ الشَّهْوَة قَلَّتْ الْمَعَاصِي وَ هَذَا وَجْه مَجَازِيّ حَسَن ، وَ قِيلَ : لِتَتَّقُوا الْمَعَاصِي ، وَ قِيلَ : هُوَ عَلَى الْعُمُوم لِأَنَّ الصِّيَام كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام :( الصِّيَام جُنَّة وَ وِجَاء ) وَ سَبَب تَقْوَى ; لِأَنَّهُ يُمِيت الشَّهَوَات .
و لعل من معانيها - و الله أعلم - أي لعلكم تتقون في سائر أموركم كما اتقيتم في صيامكم فإنكم استشعرتم اطلاع الله عليكم و علمه بحالكم فامتنعتم عن الأكل و الشرب ؛ فلو أنكم استصحبتم حال التقوى تلك التي منعتكم من الأكل و الشرب في سائر أموركم و أيامكم لامتنعتم أيضا عن مقارفة الذنوب فإن الذي اتقيتم أن يراكم تأكلون و تشربون يراكم أيضا حين تقارفون الذنوب.
 
فالصوم إذاً مدرسة لتعليم التقوى، فما أسعد من يتعلم من صيامه، فيتقي اللهَ في سائر أيامه.

فإذن كلمة تتقون تحمل المعاني الكثيرة و الجمة تقوى الله في السر و العلن، تقوى الله في القول و الفعل، تقوى الله بالليل و النهار...

نعم إنا ما نلمسه في واقعنا، أننا نتحدث عن أخلاقيات جمّة و نضع قيما من الناحية اللفظية و الفعلية، لكن قليل هم أولئك من يستطيعون تطبيق ما يقولون من هذه الأقوال و الأفعال، و يحولونها إلى سلوك عملي في علاقاتهم مع خالقهم أولا و مع الآخرين...

هذه هي الحقيقة التي أصبح عليها مسلم اليوم، فهل أصبحت العقيدة و الإيمان في نقص، أم أنها الحياة بكل ما تحمله من مشاغل، جعلت النفوس لا تلتفت إلى هذه الصفة العظيمة...يقول الله عز وجل: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)) الصف:2-3.

لا يختلف اثنان عن أن الواقع الحالي، أصبح واقعا تغلب عليه الشكليات و الماديات، بشكل كبير و مرعب، مما يتوجب معه كثيرا قول الانسان ما لا يؤمن به، و ما لا يعتقده، فيضطر في بعض الأحيان لإخفاء بعض الحقائق، أو ادعاء أخرى، و يفعل في أحيان أخرى أشياء مخالفة لما يقوله، بل و لما ينصح به الناس، و يمدح أحيانا من لا يستحق، لقاء مصلحة عاجلة أم آجلة، و يدعي المعرفة في أحيان أخرى لقاء منصب أو جاه، و عموما فإنه أصبح من الملاحظ كثير ا، أن يعد الانسان  فيخلف أو يتأخر، و هو يعلم أن الوعد مسؤول، و يقول  فيكذب، أو يبالغ، أو يماري، أو يرائي، و هو يعلم أن كل هذا منهي عنه شرعا و عقلا وأخلاقا، أصبحت الظاهرة عامة عند الكبير و الصغير الذي تربى على هذا المنوال.

و الملاحظ أن مجتمعاتنا استشرت فيها الأمية، ليست الأمية اللغوية، و لكن أمية الجهل بالدين بشكل مهول و فظيع، على كثرة ما فيه من أدوات الوعظ و الارشاد، و ذلك بسبب ما انعدم فيه من مساءلة المجتمع و رقابته، و لذلك صار مجتمعا تتوفر فيه كل الشروط الضرورية، لإنتاج أناس منافقين، كذابين، و محتالين، و أصبح الشخص السوي القويم هو الاستثناء، و يكون فيه غالبا كالغريب بين     ذويه و أهله.

إن المسلم لا بد أن يبدأ بنفسه، فيحترم ما يقول و ما يقوم به، و يؤمن إيمانا جازما بأن الله مطلع عليه، كما جاء في الحديث القدسي:" اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، و لنمتثل لأمر الله سبحانه و تعالى الذي جاء في الآية الكريمة من سورة الرعد:" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" و نسارع إلى تغيير حالنا من أسوء حال إلى أحسن حال

 

 

Read 1961 times Last modified on Sunday, 26 March 2017 12:05