(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Wednesday, 09 September 2015 10:03

الرياضة و ضوابطها

Written by  الدكتور محمد راتب النابلسي
Rate this item
(0 votes)

أيها الإخوة الشباب: يكثر في هذه الأيام الحديث عن كرة القدم و التي هي نوع من أنواع الرياضات، و أكثر المتحدثين فيها و عليها هم من الشباب لذا كان لا بد من جعل هذه المقالة الموجهة للشباب بخصوص الرياضة و ضوابطها  
أولاً: حكم الرياضة في الإسلام .
 
الحكم العام هو الجواز لأن الأصل في الأشياء الإباحة، و لا يحرم شيء إلا بدليل قطعي و ثابت، بينما العبادات الأصل فيها الحظر، و لا تشرع عبادة إلا بالدليل القطعي و الثابت، و بما أن الرياضة من الأشياء، فالأصل فيها الإباحة .
أما إذا كانت من أجل تقوية الأبدان، و مقارعة العدوان فإنها ترتفع من مستوى الإباحة إلى مستوى الاستحباب، بل الندب، بشرط أن تكون الممارسة بريئة من كل معصية، و هادفة إلى ما فيه التدريب على تقوية الأبدان، و تقوية الأرواح .
ثانيًا: ضوابط ممارسة الرياضة:
 
تنوعت الرياضة في عصرنا، و دخَلها كثير من المخالفات الشرعية، إما في نظام الرياضة ذاتها، أو في كيفية أدائها، مما استدعى معرفة الضوابط الشرعية في هذه الممارسة .
الضابط الأول: ألا تلهي الرياضة عن واجب شرعي:
أول ضابط شرعي في الرياضة: قال تعالى:

﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾

(سورة النور)

الضابط الثاني: مراعاة المقصد الحسن عند مزاولة الرياضة:
 
الرياضة إما أن تكون وسيلة لإعداد الإنسان ليكون قوياً ليواجه أعداءه، و هي أرفع صور الرياضة، أو تكون وسيلة لتقوية الأبدان و تنشيطها لتعين المسلم على القيام بالواجبات المنوطة به في الحياة فينبغي مراعاة المقصد الحسن عند مزاولة الرياضة، حتى يؤجر المرء، فإنه قد تقرر عند الفقهاء ـ رحمهم الله عز و جل ـ أن الأمور بمقاصدها، استدلالاً بقول النبي عليه الصلاة و السلام في الحديث المتواتر الجامع المانع: ( إنما الأعمال بالنيات)
أما متابعة الرياضة بدلاً من ممارستها فلا يؤدي إلى هذين المقصدين، لكنه قد يؤدي في بعض الأوقات إلى الفرقة و التنازع بين مؤيدي الفريقين .
الضابط الثالث: وجوب ستر العورات  و البعد عن مواطن إثارة الغرائز:
الضابط الرابع: عدم اشتمال الرياضة على خطر محقق أو غالب الظن:
لأن الله عز و جل قال:

﴿ وَ لَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾

(سورة البقرة)

و قال عليه الصلاة و السلام: ( لا ضرر، و لا ضرار )
 
إذاً: أية رياضة تؤدي إلى إيذاء الطرف الآخر، أو إلى إيذاء اللاعب نفسه فهذه رياضة محرمة، لأن حياة الإنسان ثمينة جداً، و لأن الله خلقه لجنة عرضها السماوات و الأرض، و لا يجوز أن يزهق روحه لسبب تافه .
الضابط الخامس: البعد عن المكاسب المحرمة في الرياضة:
لذلك إذا كانت الرياضة وسيلة للقمار بشكل أو بآخر فإنها محرمة .
الضابط السادس: ألا يترتب على إقامة المسابقات الرياضية موالاة أو معاداة:
فالمؤمن يوالي المؤمنين، و لا يوالي أهل الشرك و الكفر، أما حينما ينتقل ولاؤه من ولاء للدين إلى ولاء لفريق معين، و حينما ينتقل براؤه من براء من كافر أو مشرك إلى براء من لاعب كرة فكأن هذه الرياضة أصبحت ديناً جديداً .
 
إن الله يحب معالي الأمور و يكره سفسافها و دنيئها، و المسلم يحب ما يحبه الله فلا يشغل نفسه بالأمور الدنيئة و لا يكون أداة في يد أعدائه، ينفذ مؤامراتهم و خططهم و إنما يسعى لما فيه خيره في الدين و الدنيا و الآخرة و يستغل وقته بالنافع المفيد و لا يقضي وقته و لا ينفق ماله فيما لا طائل وراءه


http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=7367&id=1249&sid=1362&ssid=1363&sssid=1365

Read 1633 times Last modified on Friday, 11 September 2015 07:05