(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Wednesday, 30 December 2015 12:25

حفل رأس السنة

Written by  الأستاذ حاتم حمزة
Rate this item
(0 votes)

كانت عقارب الساعة تشير إلي الثانية عشر إلا خمس دقائق من ليلة الحادي و الثلاثون من ديسمبر أسرعت الأم بخطوات سريعة نحو مفتاح الكهرباء و أغلقته ..
ليعم البيت ظلام دامس ..
فجأة أضاء هذا الظلام شعلة صغيرة في يد الأب اتجه بها نحو الشمعة التي في منتصف الكعكة التي قضت الأم فيها الساعات لتزين و جهها بالكريم و لم تنسي أن تخط عليها كلمة
Happy New Year
بدأ ضوء الشمعة يزيل شيئاً من الظلام ليظهر وجه أحمد الطفل الصغير الذي كان يجلس بجوار الكعكة .
كانت الأم تنظر إلي الشمعة و هي تفكر في أيام شبابها و زواجها
و كان الأب ينظر إلي الشمعة و هو يفكر في مشاريعه التي بدأها
أما أحمد فكان ينظر إلي الشمعة و هي تحترق لتضيء لهم المكان
و تدور في رأسه كثير من الأسئلة.
قطعت أجراس الساعة و هي تعلن تمام الثانية عشر بعد منتصف الليل أفكار الجميع.
أخذت الأم بيد أحمد و أخذ الأب بيده الأخري ثم إتجه الجميع نحو الشمعة ثم هوووووووف
كانت كفيلة أن تطفيء الشمعة
ليصفق الجميع بما فيهم أحمد بيديه الصغيرتين ...
قفز الأب نحو مفتاح النور و ضغط عليه ليظهر النور تلك الزينة التي امتلأ بها البيت ..
أحمد : ماما
الأم : نعم ياحبيبي
أحمد : هل سوف نذهب غداً للكنيسة ؟؟
الأم بإستغراب : لماذا ؟ !!
أحمد : معنا طالب نصراني قال إنهم سوف يذهبون غداً للكنيسة.
الأم : نحن مسلمون نذهب إلي المسجد.
سكت أحمد برهة ثم قال : هل سيحتفلون في المسجد غداً ؟؟
الأم : لا
أحمد : لماذا ؟
احتارت الأم في إجابة هذا السؤال ففضلت الصمت.
و لكن أحمد واصل قائلاً: بالتأكيد أن رسول الله صلي الله عليه و سلم احتفل بهذا العيد.
إنتفض الأب في مكانه ثم قال : لا لم يحتفل.
نظر أحمد إلي أبيه بإستغراب و قال : أنا أحب رسول الله صلي الله عليه و سلم و أنتم قلتم لي يجب أن تفعل ما كان يفعله و تترك مالم يفعه, فلماذا إذن نحتفل بهذا العيد طالما أن رسول الله صلي الله عليه و سلم لم يحتفل به ؟
تلاقت نظرات الأم و الأب مع بعضهما عسي أن يجدوا مخرج من هذا المأزق الذي تسببه لهم أسئلة أحمد.
ضمت الأم أحمد و قالت له : نحن نفرح و نحتفل و غداً سوف نذهب بك إلي الحديقة فلا داعي لهذه الأسئلة الكثيرة.
سكت أحمد علي الرغم من تلك الأسئلة التي تدور في رأسه الصغير حتي يرضي والدته.
قام الأب و فتح التلفاز عسي أن يجد برنامج ينسي أحمد أسئلته
و لكن ..
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ..
ما أن ظهرت الصورة إلا و إنطلق صوت الشيخ و هو يتحدث في إحدي القنوات الفضائية :
إن من مظاهر التغريب التي ظهرت في العالم الإسلامي الإحتفال بأعياد الكريسمس و رأس السنة في حين أن رسول الله صلي الله عليه و سلم شرع لنا الإحتفال في الإسلام بعيدين فقط عيد الأضحي و عيد الفطر و الدليل ما رواه أبو داود عن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة و لهم يومان يلعبون فيهما فقال:ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال: أن الله قد أبدلكم خيرا منهما (( يوم الأضحى و يوم الفطر )).
و الدلالة من الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يقرهما على العيدين الجاهلين فنبذهما و جعل بدلهما عيدين شرعيين. هذا بالإضافة إلي يوم الجمعة
و دليل أخر ما رواه أبو داود عن ثابت بن الضحاك قال: نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ينحر إبلاً ببوانة فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال (إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة) فقال النبي صلى الله عليه و سلم (هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد ؟) قالوا (لا) قال (فهل كان فيها عيد من أعيادهم ؟) قالوا (لا) قال: فقال النبي صلى الله عليه و سلم (أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله و لا فيما لا يملك ابن آدم)
فالرسول حرم الوفاء بالنذر في مكان كان به عيد من أعياد الجاهلية و سمى ذلك معصية فكيف بمن يحضر أعياد الكفار.
فلا يجوز لنا أن نحتفل بأعياد النصاري لأن العيد له علاقة بالعقائد و لكل أهل دين أعياد يحتفلون بها
و قد تحدث العلماء قديماً و حديثاً عن حكم مشاركة النصاري أعيادهم و إليكم فتوي الشيخ العثيمين رحمه الله في هذا الموضوع ..
كان أحمد يراقب كلام الشيخ كلمة كلمة ..
واصل الشيخ قائلاً :
سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله ) :
 س : ما حكم تهنئة الكفار بعيد الكرسمس؛ لأنهم يعملون معنا ؟ و كيف نرد عليهم إذا حيونا بها ؟ و هل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة، و هل يأثم الإنسان إذا فعل شيئاً مما ذكر بغير قصد و إنما فعله إما مجاملة أو حياء أو إحراجاً أو غير ذلك من الأسباب، و هل يجوز التشبه بهم في ذلك ؟ أفتونا مأجورين.
جـ : تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق كما نقل ذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه ( أحكام أهل الذمة) .
حيث قال: ( و أما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم و صومهم فيقول: عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد و نحوه؛ فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات و هو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب؛ بل ذلك أعظم إثماً عند الله و أشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر و قتل النفس و ارتكاب الفرج الحرام و نحوه . و كثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك و لا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر؛ فقد تعرض لمقت الله و سخطه). انتهى كلامه رحمه الله.
و إنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً و بهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم؛ لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر و رضى به لهم، و إن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنيء بها غيره؛ لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى: { إن تكفروا فإن الله غني عنكم و لايرضى لعباده الكفر و إن تشكروا يرضه لكم } و قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام ديناً }.
و تهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا.
و إذا هنؤنا بأعيادهم، فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا، و لأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى؛ لأنها إما مبتدعة في دينهم و إما مشروعة لكن نُسِخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه و سلم إلى جميع الخلق و قال فيه: { و من يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين }. و إجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم لها لما في ذلك من مشاركتهم فيها. و كذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى أو أطباق الطعام أو تعطيل الأعمال و نحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه و سلم: (( من تشبه بقوم فهو منهم)). قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل، و ربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص و استذلال الضعفاء . انتهى كلامه.
و من فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو تودداً أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله، و من أسباب تقوية نفوس الكفار و فخرهم بدينهم.
و الله المسؤول أن يعز المسلمين بدينهم و يرزقهم الثبات عليه و ينصرهم على أعدائهم إنه قوي عزيز. و الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
المذيع : فضيلة الشيخ جزاك الله خيراً

جرت دمعة صغيرة علي خد أحمد مسحتها الأم بسرعة و هي تربت علي كتفيه ..
أحمد : ماما هل عليّ أنا ذنب ؟
الأم و قد حاولت جاهده أن تحبس دموعها و لكن ما استطاعت لتهرب منها دمعتين و هي تقول : لا أنت ليس عليك ذنب أنت مازلت صغيراً.
الأب بصوت حنون: أحمد نحن الذين أخطأنا و لكن نعدك أن لا نحتفل بعد اليوم إلا بعيد الأضحي و عيد الفطر.
أحمد ببراءة الطفولة : ماما هل ستعملين لنا كعكة و زينة و نذهب إلي الحديقة في عيد الأضحى!!

http://www.saaid.net/mktarat/aayadalkoffar/58.htm?print_it=1

Read 1682 times Last modified on Friday, 01 January 2016 06:48