في هذه الأيام، أقرأ بإنتباه لنخبوي جزائري و لاحظت أن هذا الكاتب المعاصر منبهر بحضارة الغرب و كيف أنهم يعيشون في ظل نظام سياسي عادل و إحترام حقوق الإنسان و إزدهار إقتصادي و كيف أن المسلمين الحاملين للجنسية الغربية لم يفهموا ما يتعين عليهم فعله عوض فرض دينهم و العيش في الغرب كأنهم في الدوار والقرية و المدينة في بلادهم الأصلية...
ليس موضوعنا المهاجرين المسلمين لا...
أريد مناقشة قضية أراها من الأهمية بمكان في توقيت زمني دقيق.
لم أستسيغ إنبهار هذا النخبوي الجزائري بحضارة الغرب...عن أي حضارة يتحدث ؟ هل يعني الحضارة التي تقصف بالأسلحة الممنوعة اليوم شعب فلسطين في غزة و الضفة الغربية أي في فلسطين ؟
هل يعني الحضارة التي لوثت كوكب الأرض و عرضت و لازالت التوازن البيئي إلي مخاطر جدية....؟
فهذه الحضارة الغربية إنبنت علي أشلاء شعوب و حضارات أخري اكثر نضجا و أمانا منها كحضارة الإنكا في أمريكا الجنوبية و قبائل الهنود الحمر في أمريكا الشمالية و القبائل الإفريقية في صحاري و أنهار و جبال قارة إفريقيا و و و ...
فحضارة الغرب اليوم في أزمة عميقة، هم غير قادرين علي ضمان إستمراريتهم لمستويات الإجهاض المرتفعة و نسبة المواليد المنخفضة و جل المواليد ابناء الزنا...فعن أي حضارة حقوق إنسان و الفلسطيني محروم بالحديد و النار من العيش حرا في أرضه ؟
و عن اي إحترام حقوق الإنسان و دول الغرب لا زالوا ينهبون خيرات الدول الفقيرة و الضعيفة بإسم تفوق حضاري مزيف ؟
ثم ها أن الأزمة القائمة بين الصين و أمريكا أثبتت لنا بأن تكنولوجيا النانو في حاجة ماسة إلي الأتربة النادرة التي تمتلكها الصين و تفتقر إليها أمريكا و كيف أن عدة صناعات تعطلت أو تأخرت بمقتضي ذلك...فما يسمي بالعالم قيد التشكل و البروز يمتلك اضعاف اضعاف ثروات الغرب و قادر علي النهوض حضاريا بشكل افضل من الغرب الذي تحرر من كل القيم الدينية المنقذة لكل مجتمع إنساني. فعوض الإنبهار، كنت أتوقع من هذا الكاتب نقد موضوعي لحضارة آفلة و مدنا بالمفاتيح التي تسمح لنا من الإنبعاث ثانية.