(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 15 January 2015 09:42

{قل للذين كفروا ستغلبون}

Written by  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

البشرى تسبق النبيّ صلى الله عليه و سلم إلى المدينة المنوّرة تحمل نسائم النصر، و بشائر الفتح، و ترحل الفرحة على أجنحة الصّبا لتحطّ في أرض النجاشي، فيرسل في طلب جعفر و صحبه و هم ما زالوا يقيمون في الحبشة، فيبشّرهم بنصر الله لرسوله صلّى الله عليه و سلم و صحبه، و مقتل أئمّة الكفر من قريش، فيفرحون بنصر الله العزيز الحكيم، و تؤنس وحشة غربتهم البشرى الطيبة، و تنهال الأخبار المذلة على أهل مكّة الذين اخرجوا نبيّهم، و ناصبوه العداء، و ارتحلوا لملاقاته، و هم ينوونها حربا تستأصل شأفة محمد و صحبه، و لكن الله أراد و كان ما أراد، و قدّر و كان ما قدّر، دون تواعد على موعد بين الرسول و قريش، أو لكنّ الله ساق أعداء نبيّه و دينه إلى حتفهم، و أرى نبيّه مصارع المشركين، و في مكة التي تلقت صفعة الهزيمة المرّة يسارع أبو لهب إلى أحد العائدين من بدر، يستفسر عن سير المعركة، و كيف كان أمر النّاس؟

فيسمع جوابا عجبا من ابن أخيه المغيرة بن الحارث{و الله ما هو إلاّ أن لقينا القوم فمنحناهم اكتافنا، يقتلوننا كيف شاءو  و يأسروننا كيف شاءو، و أيم الله مع ذلك ما لمت النّاس، لقينا رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء و الأرض، و الله ما تليق شيئا و لا يقوم لها شيء} و كانت ملائكة الله و لكنهم لا يعلمون و لايؤمنون و لايعتبرون، و يهلك أبو لهب بعدها بليال معدودة، و قد ذهبت نفسه حسرة على عتاة قريش و فراعنتها، و أنتن بدنه، و ظلّ ثلاث ليال لا يقدر أحد على دفنه لنتن رائحته، و كان موته امتدادا لإنتصار رب العزّة المنتقم الجبّار لمن ظلم و أوذي أن يقول ربي الله.

و قريش بعنجهيتها تتواصى بعدم النّواح، حتى لا يشمت فيها محمد و أصحابه، و ترسل في طلب الفداء لأسراها، و ترسل زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم بفداء لزوجها أبو العاص، و كان ما يزال مشركا و أسر في بدر، و يرى النبي صلى الله عليه و سلّم مع الفداء قلادة لخديجة بنت خويلد كانت اهدتها لابنتها، فيرق لها رقة شديدة، ذاك هو الوفيّ الرؤوف الرحيم، فيقول لأصحابه { إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها و تردّوا عليها الذي لها فأفعلوا} و كيف لا يفعلون ياحبيب الله، و أنت لديهم أغلى من كنوز الارض، و أنت عليهم أحنى من كل من في الأرض، و يشترط عليه أن يسمح لها بالهجرة، فتخرج زينب بنت رسول الله مهاجرة إلى حيث يقيم أبيها، و يتبعها بعض المشركين و قد أنفوا أن تخرج بنت محمد علنا، مهاجرة إلى أبيها، فيضاف ذلاّ إلى ذلّهم، فيروعونها، و ترجع الى مكة، ثم تهاجر بعد ليال خفية مع أحد أحماءها، و يتسلمها زيد بن حارثة و أحد الصحابة، و يوصلونها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلّم.

و يفرغ النبيّ صلى الله عليه و سلّم ليهود بني قينقاع، و قد أحس منهم الغدر و الخيانة، و يجمعهم في سوقهم مذكّرا إياهم بما في كتابهم من البشارة به نبيا و رسولا{يامعشر يهود، احذروا من الله مثلما نزل بقريش من النّقمة، و أسلموا، فإنّكم قد عرفتم أنّي نبيّ مرسل، تجدون ذلك في كتابكم و عهد الله إليكم، فقالوا يامحمد: إنّك ترى أنّا قومك، لا يغرّنك أنك أنّك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب، فأصبت منهم فرصة أما و الله لئن حاربناك لتعلمنّ أنّا نحن النّاس} و ينزّل الله فيهم قرآنا على رسوله {قل للّذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنّم و بئس المهاد، قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله و أخرى كافرة}، و يطمس الله على قلوب بني قينقاع فيبدؤون الحرب و التعدّي على حرمات الله، و يسيئون إلى الحرائر العفيفات، و يقتلون مسلما قتل يهوديا، تولّى كبر تلك الإساءة لكرامة امرأة مسلمة، و ما تزال الإساءة إلى الحرائر، و التعدّي على كرامة المؤمنات الطاهرات دين أعداء الله و ديدنهم، و هم يدركون ان أشد الأذى إحاقة بالقلوب المؤمنة، و الكرامة المسلمة، إيذاء المسلمات العفيفات، و يعلم الرسول صلى الله عليه وسلّم بفعلتهم، فيحاصرهم، و يضيّق عليهم الخناق، حتى ينزلوا على حكمه، و تبرز رؤوس النّفاق و تظهر ألوانه، و تتضح معالمه و مراميه، حين يقوم [عبد الله بن ابيّ بن سلول] زعيم المنافقين و حامل راية النّفاق، و كان حليف بني قينقاع من قبل فيقول:يا محمد أحسن في مواليّ، فلا يجيبه الرسول صلى الله عليه و سلم، فيمسك بدرع رسول الله، فيقول له صلى الله عليه و سلم ارسلني، و يغضب حتى يعرف الغضب في وجهه الشريف، و يقول له مرة أخرى: ويحك أرسلني فيقول المنافق :لا و الله لا ارسلك حتى تحسن في مواليّ، اربعمائة حاسر و ثلاثمائة دارع، قد منعوني من الأحمر و الاسود، تحصدهم في غداة واحدة، إني و الله امرؤ أخشى الدوائر، و يتبرأ عبادة بن الصامت من حلفهم الذي كان له معهم قائلا:أتولى الله و رسوله و المؤمنين، و أبرأ الى الله من حلف هؤلاء الكفار، و ولايتهم، فينزل قول الله{يا ايها الذين آمنو لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، و يشير الى نفاق ابن سلول{فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة، و يعلنها الى يوم القيامة، أن النّصر للذين يتولون الله و رسوله و المؤمنين{و من يتولّ الله و رسوله و الذين آمنوا فانّ حزب الله هم الغالبون}.

و يرتحل بنو قينقاع مطرودين من المدينة المنوّرة، يجرون أذيال الخزي و الهزيمة الى اذرعات، و قد باءو بغضب من الله، و ذلّة في الأرض، و يسجل التاريخ أنّ كرامة امرأة مسلمة واحدة، استحقت غضب الله و رسوله و تبرؤ المسلمين ممن اعتدى عليها، و لو كانوا أحلافهم و مواليهم، فكيف بنا اليوم و آلاف الحرائر تستغيث بكرامة الرجال و قدرة الزعماء و اسلام المسلمين و لا من مجيب، و قد عاد اليهود بؤرة رجس و أذى يدنّسون الأقصى و يستلبون المقدّسات، فصبرا يهود إن موعدنا الصبح أليس الصبح بقريب {كتب الله لاغلبن أنا و رسلي }

الرابط:

http://www.gerasanews.com/index.php?page=article&id=120798

Read 2088 times Last modified on Wednesday, 08 July 2015 09:43