(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 12 February 2015 08:34

وتوبوا إلى الله

Written by  الأستاذة قوادري "أم وفاء"
Rate this item
(1 Vote)

التوبة لغة هي العودة و الرجوع، و اصطلاحا هي الاصلاح بعد الافساد، و الانابة إلى الله لتصحيح الخطأ و تقويم الاعوجاج.

و هي واجبة من كل ذنب. قال تعالى: { و توبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } النور/31

و التوبة باب عظيم من أبواب رحمة الله بالعباد. إذ مهما تعاظمت ذنوبنا و كثرت، فالله يمحوها و يغفرها. قال تعالى:{ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم } الزمر/53

ومن لطف الله بنا أن جعل باب التوبة مفتوحا على الدوام. قال (صلى الله عليه و سلم): " إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل "(1)

فيداه مبسوطتان؛ تستقبل المنيبين، الآيبين إلى حياض كرمه و فضله.

و قد رغبنا الله في عفوه و مغفرته، و حاشاه أن يقنطنا من رحمته. قال (صلى الله عليه و سلم):" كل

ابن آدم خطاء؛ و خير الخطائين التوابون "(2)

فنحن البشر خطاؤون، ذلك طبع فينا. لكن الخير منا؛ من يلزم باب التوبة، ليدقه في كل حين؛ أي

بعد كل غفوة أو جفوة.

و لتنظر معي بفكر حصيف لقوله تعالى: { إن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين }البقرة/222

فكونك توابا، ذلك يعني بالضرورة أنك خطاء.. و هكذا تجاوز الكريم عن كثرة خطئك، و نظر إلى

كثرة توبتك و أوبتك.

فواعجبا؛ إن كثرة أخطائنا زادتنا حبا لديه سبحانه..

و التوبة بالمنظار الاسلامي، ليست التصحيح فقط. بل تذهب إلى أبعد من ذلك.. إنها البدء من جديد.

قال (صلى الله عليه و سلم): " التائب من الذنب كمن لا ذنب له" (3)و هذا يعني أن التوبة تجبو تمحو ما قبلها.

و لعلي لا أفاجئك إن قلت؛ بل يذهب بنا تكرمه -جل و علا- و تفضله علينا إلى أبعد من ذلك و أبعد.. إنه يبدل السيئات إلى حسنات. و في رواية، ينسي الذنب كل من شهده، أو حضر وقوعه. فلايشهد على المذنب التائب أحد. قال تعالى:{ إلا من تاب و آمن و عمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات و كان الله غفورا رحيما } الفرقان/70

هذا إن صحت التوبة و خلصت، و لكي تكون كذلك، و ترفع صاحبها إلى مقامات عالية عند ربه، و تؤهله لمجاورته في دار كرامته. لابد لها من شروط هي:

       1- الإقلاع   2- الندم       3- أن يعزم ألا يعود

مع مداومة الاستغفار.. قال شوقي:

تائب تجري دموعي ندما     يا لقلبي من دموع الندم

و ياليت شعري.. ما أروعه من حديث هذا الذي قص فيه النبي (صلى الله عليه و سلم) فرحة الرب بتوبة العبد، فقال: " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه و عليها طعامه و شرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، و قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها، قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي و أنا ربك، أخطأ من شدة الفرح " (4)

أجل لقد أخطأ من شدة الفرح..

فانظر معي - أثابك الله - أيوجد في الدنيا من يفرح بالمجرم الخطاء، حتى و لو بكى دموعا من دم، بل و لو كان المستقبل لأبا أو أخا أو حتى أما.. لا و الله، فالبشر لا يغفرون، و حتى لو غفروا فصورة الذنب تبقى أمام أعينهم لا تفارق الأذهان..أما الكريم؛ فإنه يغفر و يعفو و يأخذ باليد.

1-رواه مسلم

   2-وصححه الحاكموقد حسّن الحديث الألباني

3-       رواه ابن ماجة صحيح الجامع3008

           4-خرجه البخاري

Read 1684 times Last modified on Wednesday, 08 July 2015 11:41