(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Wednesday, 29 July 2015 09:18

قرار التقوى ... والخطوات إليه

Written by  الأستاذ خالد روشه
Rate this item
(0 votes)

أهم ما يبتدىء به أي ناصح حول التقوى هو باب العقيدة في الله, فهي أول ما ينبغي أن يتفقده المؤمن إذا أراد ولوج باب التقوى, فالقلب السليم الذي هو مدار التقوى عماده الاساس نقاء العقيدة, و البعد عن الشبهات, و الإيمان بصفات الله و اسمائه, و أعمال القلوب التي اساسها الثقة بالله سبحانه و اللجوء اليه.

ثم يهمني ههنا أن أؤكد على خطوات اساسية في سبيل التقوى قد توفر على الإنسان وقتا طويلا و بحثا مرهقا, فالمرء  إذا ذهبت به مدارات الحياة بعيدا عن التقوى استشعر فقدانا ما في قلبه, و تجويفا فارغا في صدره, لا يدري سببه و لا يفهم كيف يسده, فيبقى متقلبا بين وجهات مختلفات, يبحث فيها عن شفاء لعلته فلا يجد.

ذلك المرء يحتاج أن يكون صادقا مع نفسه, واضحا بشأن حاله, و عليه أن يقرر بكل حزم, هل هو يحتاج إلى القرب من الله سبحانه, و الولوج في كنف التقى,  أم  إنه سعيد بحياته التافهة الهشة الفانية تلك التي يحياها باحثا عما يشتهيه مكتفيا بالقرب على استحياء من معاني الاستقامة ؟

فإن قرر السعي النوراني المخلص قربا من مرضات الله سبحانه, فليعلم أن لذلك تبعات و مسئوليات, أهمها تقديم محبات الله سبحانه و مرضاته على شأن الحياة و ما فيها, و السعي بشكل تصاعدي نحو العبودية التامة لله رب العالمين, و التطهر من كل ذنب مضى, و الندم عليه, و العزم الأكيد على الإصلاح المستقبلي مستعينا في ذلك بالإخلاص لله و المتابعة لنبيه صلى الله عليه و سلم.

الدافع الذي يمكن أن يستعين به هذا الساعي نحو التقوى, ليخرجه من حال الركون إلى الدنيا إلى حال السعي الجاد للعبودية, هو الإيمان باليوم الآخر, و وضعه نصب عينيه, و العمل له, و الاستعداد للموت و الرحيل عن الحياة في وقت ما, لا أقول ههنا أن يدع دنياه و ينطوي أو ينزوي عنها بالكلية, بل يأخذ منها ما يصلح آخرته, من إصلاح فيها و إيجابية نحوها و نحو الناس من حوله فيما يرضي الله سبحانه و يكون عونا له في طريقه.

يأتي ههنا دور المراجعة الذاتية للنفس, و محاسبتها, و الوقوف على مدى تقصيرها في جنب الله سبحانه, و من ثم المسارعة الى التوبة النصوح و الاستغفار المتكاثر المتتابع الملح, حتى يستشعر من نفسه أنه وضع قدمه على باب الطهارة القلبية, و النقاوة النفسية ..

عندها يلجأ إلى المناجاة بالدعاء و الرجاء لربه الرحمن الرحيم سبحانه, معترفا صادقا مخلصا, يسأل ربه من كل خير, و يستعيذ به من كل سوء, و يتوكل عليه في كل شأنه, متبرئا من حوله و قوته إلى حول الله سبحانه و قوته.

إنها خطوات غير منقطعة, بل متداخلة, و مستمرة, و دائمة, و متجددة, و المرء في كل خطوة يستطيع أن يرتقي في درجات تطبيقها أكثر فأكثر تبعا لمدى إخلاصه و صدقه و جديته نحو هدفه.

و لاشك أنه عبر سيره ستعترضه العوائق و تعتوره العلائق, لكنه عندئذ يستعين بربه لجوئا و رجاء و دعاء أن ينصره على تلك العوائق, و يقويه على تخطي العلائق, فإن هبط به مسار الإيجابية في طريق الاستقامة ساعة فلا ينزعج, بل يسارع بالتوبة و الاستغفار, و يحزم أمره, و يعود الى السبيل من جديد, فالإيمان يزيد و ينقص, و للشيطان لمة و للملك لمة, فلينتهز لمة الملك و يستعيذ بالله من لمة الشيطان.

ذلك المؤمن الجاد سيجد قلبه بعدها يبتدىء بالاستشعار بلذة التقوى و أثر سريانها في عروقه, قال سبحانه :" و الذين اهتدوا زادهم هدى و آتاهم تقواهم " ... فيثبت على الخير الذي بلغه, و يسأل الله الزيادة, و يتعلم العلم الذي به يحافظ على صواب الأداء في العبودية, و يتخذ الخطوات التي بها يؤكد جديته في قرار التقوى ... فالصلاة نور, و الصدقة برهان, و الصبر ضياء, و القرآن حجة, و الأخلاق شعار الإيمان, و ذكر الله أكبر.

موقع المسلم

الرابط: http://wefaqdev.net/art4317.html

Read 1850 times Last modified on Friday, 31 July 2015 08:04