(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 24 March 2016 07:53

الثبات زمن الفتن، دراسة في منهج بديع الزمان النورسي

Written by  الدكتورة أم كلثوم بن يحي
Rate this item
(0 votes)

الدرس الأول: الارتباط بالمنهج لا بالرجال

علم النورسي طلبته درسا هو غاية في الأهمية، درسا لم يجد شبابنا اليوم شيخا كالنورسي يفتح عيونهم على حقائق نوارنية تمهد لهم طريق التمكين، و توحد صفوفهم و تجنبهم فرقة دفعت أمتنا ثمنها غاليا و ما زالت، إنه درس الارتباط بالمنهج لا بالرجال، بالفكرة لا بالأشخاص بالمحمول لا بالحامل.

لقد كان النورسي يحث طلبته على ضرورة النظر إلى ما أودعه من أفكار في رسائل النور و عرضها على المنهج العلمي الدقيق، و ميزان الشريعة الإسلامية، فما وافق الشرع فهو الصواب و ما خالفه فلا يلتفت إليه و لا عبرة لكاتبه مهما علا مقامه في العلم و الفكر، يقول في ذلك رحمه الله :" فلا تأخذوا شيئا إلا بعد إمراره على المحك، لأن أقوالا مغشوشة مزيفة قد كثرت في تجارة الأفكار، حتى كلامي أنا لا  تأخذوه على علاته- بحسن ظنكم- منه انه صادر مني، فقد أكون مفسدا  أو أفسد من حيث لا أشعر- فعلى هذا تيقظوا، و لا تفتحوا القلب لكل طارق، فليظل ما أقوله لكم في يد خيالكم، و اعرضوه على المحك،  فإن ظهر أنه ذهب فأرسلوه إلى القلب  و احفظوه هناك، و إن  ظهر أنه نحاس  فاحملوه على عاتق ذلك الكلام المنحوس كثيرا، من الغيبة  و شيعوه بسوء الدعاء علي، و ردوه خائبا إلي ".

و يدخل في هذا الأصل أيضا عدم التعيين، و الكف عن ذكر الأسماء، و تسمية الأشخاص ، يل يقتصر في ذلك على الفكرة في حد ذاتها و ما ملائمتها للشرع أو مجانبتها، وفق منهج ينتقد الأفكار لا الرجال، لقد كان النورسي يرى في الحياة فترة قصيرة لتكفي للتزود للآخرة، فما كان لا يري إلا عابد أو ذاكرا أو متأملا في ملكوت الله، و كان يغضب كثيرا من الغيبة و الكذب و لا يسمح بأي حال لأحد أن يغتاب عنده أحد،  و تنبغي الإشارة إلى أن أنصار هذه الحركة لا يستسيغون تسميتها بالنورسية، و يرون أن القصد من هذه التسمية، تنفير الناس منها أو اتهامها بأنها تدعو إلى مذهب جديد، و يفضل أنصارها أن تسمى أصحاب النور.

Read 1808 times Last modified on Friday, 25 March 2016 05:59