(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Friday, 04 September 2020 15:20

الرسوب و الإنطلاقة الجديدة

Written by  عفاف عنيبة

الرسوب هزيمة ؟ إعتبرته دوما إنطلاقة جديدة في مسيرة الواحد منا، بعد ما رسبت ثلاث مرات في إمتحان البكالوريا، قررت بدأ صفحة جديدة و كتابة مصير مختلف بحرية تامة. لم يكن همي حينها الإسترزاق و إنما إنصب إهتمامي أولا و ليس أخيرا علي الإستمرار في التحصيل العلمي و هذا ما جري.

تفاجأ والدي الكريمين بقراري :

-هل أنت جادة و هل درست مليا الأمر ؟

-جادة كل الجدية، لدي موهية لأطورها حتما سأتعلم و أتقدم و هذا مرادي حاليا...

و لم يخيب ظني و لا عزمي و لله الحمد، توكلت علي الله و بدأت رحلة لن تنتهي إلا في قبري...فالذي ترسب في الأذهان للأسف لا علاقة له بالواقع، كل مراهق راسب مشروع مواطن ناجح، لماذا الحكم عليه مقدما بالفشل ؟

ما يحتاجه أي تلميذ الإهتمام و العناية و عند رسوبه المتكرر بإمكانه أن يعود إلي مقاعد الدراسة فحتما له ميل لمادة من المواد و يعرض التكوين المهني عدة مهن، و له الخيار. فلا ينبغي أن نثبط من عزيمة المراهق و لندعمه بكل ما أوتينا ليجتاز هذه المرحلة التي تبدو للكثيرين محبطة للغاية. لننظر إليها من زاوية إيجابية إنها محطة للتفكر و تقرير المصير.

لنبتعد عن لهجة التأنيب و جلد الذات، فلنشجع ابناءنا بالقول "ليست نهاية العالم. أمامك خيارات أخري..."و هكذا نرفع معنوياتهم و نمهلهم بعض الوقت للملمة أنفسهم و ترتيب أوراقهم. أحيانا إخفاق يفتح لنا مجالا و يتيح لنا تدارك أشياء كانت ستفوتنا إن إنتقلنا إلي طور جديد...تتقلب الحياة بين فوز و إنتكاسة، و العمل يحدث الفارق و لكل تلميذ حلم ما ...غلق الأبواب أمامه ظلم له و لنا، يتعين علي الآباء التريث قبل أن يقسوا علي فلذات أكبادهم لعل في الرسوب خير...و أي فشل قابل للتحدي، و إبنك ينتظر منك لمسة حنان و تعاطف و "أنت لازلت في البداية فأنظر ماذا يلاءمك."

بهكذا أسلوب نبعد عنهم شبح الهزيمة و مرارة التخلف عن أقرانهم و نفتح لهم شبابيك الأمل و كل شيء ممكن في زمن كل التسهيلات متاحة، لماذا العبوس و الغضب فلنرسم الإبتسامة علي وجوه خائفة مترقبة و لنسخر بعض وقتنا لتقديم الدعم الكاف لهم ليجتازوا بسلام هذه المرحلة الدقيقة و بإذنه تعالي سيعوضنا و نسعد بنجاحاتهم... 

Read 965 times Last modified on Saturday, 05 September 2020 05:21