"دعا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سالم المسلط، الجزائر، إلى "عدم الوقوف"
بجانب نظام الأسد، "كونه فاقدا للشرعية ولا يمثل سوريا ولا شعبها".
فقرة مقتطفة من مقالة بوكالة الأناضول
دعوة الإئتلاف الوطني لقوي الثورة و المعارضة السورية الجزائر إلي عدم تأييد نظام الأسد و شرعنته عبر عودته إلي جامعة عربية فاقدة للمصداقية و تعد هيكل سياسي فارغ من أي محتوي بل هي تجمع متنافر لأنظمة عربية فاسدة متعادية و الكثير منها متخندق في صف الصهاينة، أعتبرها دعوة صحيحة.
موقف دولة الجزائر غريب و غامض، إلي حد الساعة لم أقرأ أي شيء عن تصور دولة الجزائر لسوريا ما بعد ثبوت فساد نظام البعث و عدم أهليته لحكم سوريا و شعبها.
هذا و لا يعقل أن تصطف دولة الجزائر مع الدولة الأفعي الإمارات العربية المتحدة التي مولت تسليح ميليشيات سورية معارضة ثم إنقلبت عليهم و تعمل اليوم علي إضفاء الشرعية علي نظام الأسد البعثي. الحكم شوري بينكم و ليس متوارث إبنا عن أب و قد رزأنا في خروج بنو أمية عن حكم الشوري للخلفاء الراشدين* و ها أننا إلي يومنا هذا نولي أسر لتتوارث الحكم و هي لا تتوفر علي حد أدني من الكفاءة و الإستقامة الأخلاقية.
موقف الجزائر صراحة لا يخدم قضية المسلمين و لا الأمة الإسلامية، طبعا الدولة الجزائرية علمانية و لا تعبأ بشرع الله، لكن كيف إضفاء الشرعية علي نظام عدته روسيا إيران و تركيا غير سليم ؟؟؟؟؟؟؟
بعد كل ما جري من قمع رهيب لإحتجاجات سلمية خرج فيها الشعب السوري للمطالبة بحكم عادل و رحيل الأسد و حل حزب البعث و إرجاع أمور الحكم إلي حكماء سوريا، لجأ الأسد إلي سياسة الترهيب و التنكيل....
لست في موضع يسمح لي بالقول ما الذي يتوجب فعله علي رئاسة الجمهورية الجزائرية في ملف سوريا لكن ضميري كمسلمة يدعوني للتبرأ من موقف دولتي...
مآخذي علي المعارضة السورية بكل أطيافها :
المأخذ الأول : كان لا بد علي المعارضة أن تعارض سلميا دون اللجوء إلي السلاح، فتح اللجوء إلي العنف المسلح باب جهنم علي سوريا و ها أننا اليوم في حضرة قوات أمريكية علي الحدود السورية العراقية و قوات روسية في سوريا و تطرف ديني شوه صورة الإسلام و باتت سوريا أرض محروقة كما أراد لها الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين 1948-1967.
لن يقنعني اي تبرير للعنف المسلح من المعارضة السورية.
المأخذ الثاني : شيطنت المعارضة السورية إيران و حزب الله و إمتنعت عن أي حوار و رفضت اليد الممدودة لإيران، و هذا موقف أدينه، لا نريد سوريا ما بعد الأسد معادية لإيران. من مصلحتنا كمسلمين رص الصفوف و ليس سياسة هذا شيعي و هذا سني أو الموت للشيعة أو الموت للسنة.
رفض المعارضة السورية الحوار و التفاهم مع إيران، دفع هذه الأخيرة للبقاء في معسكر الأسد و الدفاع عنه.
بالمختصر المفيد : من يعمل علي إعادة سوريا الأسد إلي الواجهة عوض الضغط بكل ما أوتي من قوة من أجل إصلاحات سياسية عميقة و تنحي عائلة الأسد يتحمل وزر الدماء التي أزهقها النظام البعثي السوري منذ ظهوره إلي يومنا هذا.
*طبقا لحديث رسول الله صلي الله عليه و سلم و الذي وصف فيه حكم بنو أمية بالحكم العضوض أي : قال ابن الأثير في النهاية: (ثم يكون ملك عضوض) أي يصيب الرعية فيه عسْفٌ و ظُلْم، كأنَّهم يُعَضُّون فيه عَضًّا. و العَضُوضُ: من أبْنية المُبالغة. و في رواية (ثم يكون مُلك عُضُوض) وهو جمع عِضٍّ بالكسر، و هو الخَبيثُ الشَّرِسُ.