(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Saturday, 22 February 2014 16:15

أنت بدون الإسلام صفر !

Written by  الدكتور عائض القرني
Rate this item
(0 votes)

من مبادئنا الأصيلة، و من تعاليمنا الجليلة، أن نفتخر بهذا الدين، و أن نتشرّف بأن جعلنا الله مسلمين، فمَن لم يتشرّف بالدين و من لم يفتخر بكونه من المسلمين، ففي قلبه شك و قلّة يقين، يقول الله في محكم التنـزيل، مُخاطباً رسوله صلى الله عليه و سلم: (و إنه لذكرٌ لك و لقومك و سوف تُسئلون)، أيْ: شرف لك، و شرف لقومك، و شرف لأتباعك إلى يوم القيامة، فالواجب أن تتشرّف بالقرآن، لكونك من أُمّة القرآن، و من أُمة الإسلام.

بُشرى لنا معشر الإسلام إن لنا       مـن العناية ركناً غير مُنْهَدِمِ

لـمّا دعا الله داعِينا لطـاعته        بأكرم الرُّسْلِ كنّا أكرمَ الأُمَمِ

يقول جلّ ذِكره: (و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)، الأعلون سنداً، و الأعلون مبادئاً، و الأعلون منهجاً، فمبدؤنا المبدأ الأصيل، و قرآننا القرآن الجليل، و سندنا الربُّ الفضيل، فكيف يهِن مَن كان الله سنده، و كيف يِهن مَن كان الله ربّه و مولاه، و كيف يهِن مَن كان رسوله و قُدوته محمداً صلى الله عليه و سلم، و كيف يِهن مَن كان دينه الإسلام؟!.

و لذلك كان لزاماً علينا أن نفخر، و أن نشعر بالشرف و الجلالة و النّبل، يوم أن جعلنا الله مسلمين.

لقد ردّ الله عز وجلّ- على الذين ظنّوا أن مبادئ الشرف و مبادئ الرّفعة، في تحصيل الأموال و امتلاك الدنيا فقال سبحانه: (و قالوا لولا نُزّل هذا القرآن على رجلٍ من القريتين عظيم، أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا و رفعنا بعضهم فوق بعضٍ درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً و رحمت ربك خيرٌ مما يجمعون).  

فالشّرف كل الشّرف ليس في الدور، و لا القصور، و لا في الأموال، و لا في الهيئات و لا في الذّوات، الشّرف أن تكون عبداً لربّ الأرض و السموات، الشرف أن تكون من أولياء الله، الذين يعملون الصالحات، و يجتنبون المُحَرَّمات، و يحبون الصالحين.

ترى المتّقي، فيُحبّه قلبك إن كنت مسلماً؛ لِما يظهر عليه من علامات النصح و القبول و الرِّضا، و ترى الكافر فيبغضه قلبك، و لو كان وسيماً جميلاً، لأن عليه آيات السّخط، و تعلوه سِمات الإعراض عن الله: (و إذا رأيتهم تُعجبك أجسامهم و إن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشبٌ مسندة)، فالأجسام طويلة، و البشرة جميلة، و لكن القلوب قلوب ضلالة، و قلوب جهالة، و قلوب عمالة، و لذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم، لا يملكون في الدنيا قليلاً و لا كثيراً، و لا يجد أحدهم إلا كسرَة الخبز، و ينام في الطرقات، و لكن الله نظر إلى قلوبهم فهَداهم إلى الإسلام.

أخي : افخر بأنك مسلم، و لا يساورك شك في عظمة هذا الدين الذي تعتنقه، و في أثره الحميد عليك، عضَّ عليه بالنواجذ، و تشبث به، و انضوِ تحت رايته، لتتقدم و ترتقي،  و سيكون المجد رفيقك، و الرفعة مكانك، و النصر حليفك، إن أبقيت حبلك موصولاً بربك، و افتخرت بأنك مسلم، فأنت بدون الإسلام صفر.

 

Read 1995 times Last modified on Monday, 06 July 2015 09:24