(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Friday, 22 December 2023 09:27

علي حافة الماء...في صحبة الجمال

Written by  عفاف عنيبة

في المنازل الثلاث التي أقمنا فيها في أندونيسيا، في كل منزل كانت تتقدمه حديقة، في المنزل الأول كان بالإضافة إلي إخضرار النبات و جودة التربة، بركة ماء تحفها أحجار كبيرة للتزيين و كان في الماء سمك و محابس تزهو في كل واحد منها أزهار و نباتات خضراء.

كنت امضي وقت معتبر في تأمل تلك البركة، اتدبر مليا في حركة السمك و أطعمه بالتقاسم مع إخواني...كنت أطيل النظر في النباتات التي تتوسط الماء و كيف أن النبات المتدلي بفروعه إلي سطح الماء يسعد بالأوكسيجن المستمر الذي ينهل منه و في نفس الوقت يرنو إلي حركات الأسماك من اللونين الأحمر و البرتقالي.

كنت أجلس علي حافة البركة لأقرأ القصص باللغتين العربية و الفرنسية و كنت أتخيل الكثير من المغامرات علي سطح تلك البركة و أبطالها. الأسماء و انواع من الطيور التي كانت تحط علي أطراف البركة من العصافير المألوفة إلي انواع كنت أجهلها.

كان خيالي ينشط بشكل مذهل و أنا في معزل عن البشر و في صحبة الماء و الإخضرار، كنت أتخيل شخصيات صغيرة في هيئة أطفال و هم يغامرون بقاربهم الصغير علي سطح تلك البركة أيام هبوب الرياح القوية أو عند هطول المطر الموسمي. كنت في كل مرة اتصور مواقف بطولية لهم و كنت أمزج بين مطالعاتي و بين ما كنت أعيشه علي حافة تلك البركة الجميلة. من هناك، من جزر أندونيسيا تعلمت التسبيح بعظمة الخالق أمام طبيعة غناء خلقها و كان مظهرها المبهر يذكرني دوما بيد الله و قدرته العلي القدير. و من هناك حملت إلي هنا الجزائر، ذلك الشغف بكل ما هو أخضر و ما هو نضر و ما هو غاية في الجمال و الإتقان طبقا للآية 82 من سورة يس بسم الله الرحمن الرحيم "كن فيكون".

Read 692 times Last modified on Friday, 22 December 2023 18:22