(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 28 December 2023 08:58

نريد حلول و ليس تهم

Written by  عفاف عنيبة

و أنا أقرأ دائما لكاتب جزائري من النخبة الأستاذ بوكروح تحديدا و كتابه "حتمية تجديد الإسلام"، تساءلت عدة أسئلة منها :

لماذا إلي حد اليوم لازلنا رهائن صراع إيديولوجي بينما ربنا حسم الموقف منذ 1400 سنة ؟

لماذا يندد هذا الكاتب بالإسلاموية و لا يحلل الأسباب المؤدية لظهور تيار ذات التدين المغشوش و حتي المخلصين من المتدينين لماذا همشوا منذ الإستقلال الصوري لدولهم ؟

من السهل جدا الكيل بالتهم تيار متدين لكن جل الكوارث التي نعيشها و علي كل الأصعدة كانت من جراء عزل الدين عن حياتنا و حبسه في مراسم و الأعياد و صلاوات الجمعة...هذا و البارحة تفاجئت بأن الدولة السعودية التي تطبق أحكام الشريعة في الحدود بنوكها تتعامل بالفائدة الربوية، لماذا لا نطرح هذا السؤال : كيف بلغ بنا الأمر أننا نأخذ من ديننا فقط ما يتطابق مع أهواءنا و نترك البقية ؟

كم من خبير و محلل مسلم دبج كتب مشيدا بنهضة الغرب، شارحا لنا أسباب قوتهم و بروزهم الحضاري لكن في نفس الوقت لم يلحق إشادته تلك بعملية تمحيص موضوعية لكل جوانب قوة الغرب و تفوقه الحضاري.

خبير سياسي و إقتصادي غربي ريفكن أثبت في أحد كتبه بأن النظام السياسي الذي يعتمد مبدأ السوق الحرة و الرأسمالية الليبرالية محكوم عليه بالفشل لأن ذلك النظام يصبح في خدمة جماعات و لوبيات نافذة و حاليا جو بايدن في البيت الأبيض يخدم أجندة الأيباك و لا يهتم بمصالح دولته العليا...نفس الوضع ينطبق علي الجانب الإقتصادي و لنأخذ مثلا رجل الأعمال المريكي إيلون ماسك فجل مصانعه و أعماله متركزة في الصين، فهو لا يريد أزمة تجارية بين أمريكا و الصين لأنه أول المتضررين.

إذن الفكر الغربي الذي تطور منذ أيام مقولة "دعه يعمل...دعه يمر"و الذي أرسي معالم إقتصاد رأسمالي تغيب عنه الرقابة الحكومية لم يأخذ بأصحابه إلي بر الأمان، فهذا المبدأ إنعكس سلبا علي كل جوانب الحياة من السياسة إلي الإقتصاد إلي الإجتماع إلي الثقافة في الغرب و النتيجة نلمسها اليوم في تداخل الأزمات و الأضرار الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية التي تمس يوميا حياة مجتمعاتهم، فأن يصرخ مواطن فرنسي من حركة السترات الصفراء "أنتظر نهاية الشهر بخوف لأن راتبي أكون قد صرفته كلية في العشر الأيام الأولي من الشهر هذا ظلم..."

لم أكتب هذه السطور من أجل مقارنة أوضاع الغرب بأوضاعنا إنما قصدي : الغرب ليس قدوة أو بوصلة الصلاح و حان الوقت لنعتمد درب ثالث و طريق ثالث يصلح بنا و بخصوصيتنا، فلا بديل لنا عن نهضة و نمو يتوافق مع سياقنا التاريخي و الحضاري ...و عوض توجيه أصابع الإتهام لتيار سياسي معين، الأحري بنا إقتراح مخارج لمختلف أزماتنا ربحا للوقت و إختصارا للمعاناة.

Read 712 times Last modified on Thursday, 28 December 2023 09:33