(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Sunday, 18 August 2024 07:51

هل يكذب التاريخ؟

Written by  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

لا شك، أيها السادة أن التاريخ يزينه المنتصر الأقوى، يكتب بين سطوره ما يشاء؛ فهو في مأمن أبدا؛ فالموتى لا ينهضون من قبورهم ليكذبوه أو يصدقوه أو يشهدوا معه أو ضده، و من يكتب التاريخ هو فقط من يمنحه الملامح الصادقة أو الكاذبة!!

و لا شك أيضا أن رحلته نحو الانعزال تبدأ فقط عندما يعرف أكثر فيزداد اغترابا و لكنه يصبح أكثر نضجا.

حب و خوف، نضج و تغابي، جذب و تنافر هذه بالضبط الإشكاليات التي نقع فيها عندما نقرأ تاريخا كتبه مهيمن و سكب فيه ما شاء و نحن فقط متلقين لا علم لنا و لا دراية.

التاريخ لا يكذب أبدا و لكن التأريخ فنستطيع أن نكتب فيه ما شئنا!!

الشعور بالعجز عن الشرح، و الشعور بالضبابية في عدم التمييز تجاه التاريخ و التأريخ.

كتابة تاريخ الأحداث و التأريخ لها و توقيتها هي من تجعل لها قيمة عظيمة في قلوبنا و هي أيضا من ينزعها إذا اكتشفنا يوما أن التاريخ لا يكذب و لكن التأريخ لها من مؤرخين يكذبون؛ فلا قيمة للتباهي و التشدق بتاريخ مكذوب الآن و قد مللنا قراءته مدة طويلة..

عذراً أيتها الأشياء التي تأتينا مؤخراً.. نحن لم نعد بحاجتك، لقد فاتَ أوان اللهفة و تغيرت قلوبنا، ما عادَت تلكَ التي عرَفناها يوماً.. لا قيمة لحلم يتحقق بعد فوات الأوان، فقد كبرنا و تغيرت أحلامنا كثيراً.. لا قيمة لتلبية رغبات طلَبناها قديماً و قد دهسها الزمن لأننا نسينا ما أرَدنا و لم نعُد نتذكّره..

الشعور بالعجز عن كتابة مضمون ما نشعر به يا سادة، عن شرح ما محتوى ما نعايشه لهو أمر جلل، لا ندري هل نحن مكتئبون أم سعداء، لا نستطيع تمييز شعورنا تجاه الأشياء حقاً، تبدو الأمور أمامنا على ما يرام، لكنها في الحقيقة عكس ذلك، شعور فائض بالخوف و الملل و الإرهاق، ارهاق من اللوم و العتاب لمن سمح بالتأريخ الملفق المكذوب، متعبون من الإجابات اللامنطقية و الانتظار، ملل من الروتين و تكرار الأيام و النفاق و الكذب و هزلية الأمور.

ما زلنا نعاني من تنشب نزاعات ثقافية، و لا زلنا نتخبط في مستنقع الخلافات العرقية ايضا بالرغم من توحدنا تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، جمعنا الإسلام و القرآن و هدي نبي الأنام.

لسنا بحاجة الى مصادر قوة أخرى، و لا مؤرخين يكتبون ما يريدون، يزركشون ما يريدون و يعتمون ما لا يريدون من تعبئة اللغة و الدين و التاريخ و توظيفها جميعا لتحقيق أغراض بعينها، و لكن نحن بحاجة الى المصادر الثقافية الثقة ذات الضمائر الحية، ليس من أجلها و لخاطرها هي بل من أجل العدل و الانصاف.

Read 697 times Last modified on Wednesday, 21 August 2024 08:57