(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 04 September 2014 19:43

قد تكون التربية صعبة وعسيرة ولكن ....؟؟

Written by  أمال السائحي ح.
Rate this item
(0 votes)

يقول المثل "فاقد الشيء لا يعطيه" يجب أن نتقبل ما نحن عليه بجميع ظروفه، و نعيش على أمل بأن الجيل القادم يحمل المشعل بكل قيمه الدينية و الاجتماعية و الأخلاقية، لأن ما وصلنا إليه من تمزق في التفكير، و في المنهجية، و في الرؤى المستقبلية، لا يخفى على الأسرة المربية و ما تعانيه من ازدواجية شباب مراهق، انسلخ من قيمه، و مبادئه، و عقيدته، إلى عالم آخر آسر بكل المقاييس، فما هو دور المربي اليوم، و أي جيل نبني؟

إن بعض ما نراه من شبابنا المراهق نستطيع تشخيصه في مرحلة أولية، على أنه أزمة هذا المراهق مع نفسه و أزمته مع بلاده الأم التي تحتضنه، و لذا ترى من الشباب الذي يعلق علم أمريكا في عنقه و في سيارته، و الذي يتهافت على تقليد الغربيين في مظهرهم و مخبرهم، و من يضع قرطا تشبها بفلان أو علان، و تلك الفرحة الغامرة بينهم في التصعيد لهذا التقليد، و الأدهى و الأمر أنهم يتحاملون على من لا يكون على شاكلتهم، و يقذفونه بكل النعوت، فهو من المتأخرين الرجعيين الذي لا أمل فيه ...و أن البلاد كما يسمونها التي من وراء البحار، هي بلد تحقيق الأحلام و الطموحات اللامحدودة، و بلاد الخير و الرفاهية و الازدهار...إلى غير ذلك من المسميات التي ليس لها أول من آخر...

يقول الدكتور عصام هاشم: "يوم أن ضيَّع أفراد الأمة هويتهم، و ذهبوا يتخبطون في دياجير ظلمة الحضارة المعاصرة بحثاً عن هوية، ظهرت نسخة مشوهة من الحضارة الغربية بين شباب بلاد الإسلام، حيث ظهر من يقلدهم في لباسهم و أكلهم و شربهم و قصات شعورهم، بل و حتى في سعيهم البهيمي في إشباع شهواتهم، و ظهر من فتيات الإسلام كذلك من تعرت و تفسخت و تركت حجابها و ظهرت على شاشات الفضائيات و القنوات مغنية أو راقصة أو مقدمة، و الأدهى من ذلك و الأمر أن هناك من بني جلدتنا و ممن يتكلمون بألسنتنا يسعون باسم الثقافة و التقدم إلى مزيد من طمس الهوية الإسلامية؛ فيسعون لكشف المحجبة، و إفساد المؤدبة، و إخراج المكنونة المستترة.."

و بكل ما تحمله هذه الألفاظ ،و ما يوصف به هذا الخطر الذي بات اليوم يهدد أجيالا بأكملها، بما فيها المناطق الأكثر نموّاً، و الأوفر تقدّماً في المجالات كافة، و أياً كانت طبيعة هذه الظاهرة و حجمها و الأدوات التي تستخدم في تحريكها، فإن مما لاشك فيه أن الهوية الأخلاقية و الثقافة بخصوصياتهما و مكوّناتهما و مقوماتهما، هما المستهدفتان في المقام الأول، و أن الغاية التي ينشدها الغرب هي محو الهويات و محاربة التنوع الثقافي، و العمل على انسلاخ الأمم و الشعوب عن مقوماتها، لتندمج جميعاً في إطار النموذج الغربي و النموذج الأمريكي الأقوى إبهاراً، و الأشدّ افتتاناّ في العصر.

و لا بد هنا من ذكر نقطة محورية و هامة في تربية الأجيال، و لا نضع كل اللوم على الدول الغربية، أو الإعلام الفاسد و كفى، و لكن رأينا أن بعض الأسر العربية و الإسلامية هي التي ساهمت في بروز هذه الظاهرة من قريب أو من بعيد، فإذا كانت الأم في حد ذاتها ثقافتها تستمدها من الغرب، أو أنها لا تمتلك الأسس السليمة و الممنهجة في تربية النشء على الأخلاق و العقيدة السليمة هذا من جهة ...

و من جهة أخرى لا ترى الأسرة المسلمة، أو بالأحرى الأم و الأب المربيان يحاولان بقدر الإمكان، أن يمسكا بزمام التربية الأخلاقية و الدينية و الاجتماعية، لتوصل ذاك المراهق أو تلك المراهقة إلى بر الأمان، اللهم إلا المكوث على الدعاء و التضرع لله، و ذلك لا يسهم في شيء في بناء طفل بناء متكاملا، و تربيته على أخلاقيات عقائدية تمنحه المناعة اللازمة، و لعل أهم مرحلة في هذه التربية هي: العمل على إشاعة و ترسيخ القيم العقائدية و الإيمانية، و اليوم بالتحديد تجد الإعلام بكل ما فيه المقروء منه و المسموع، يدندن بما ينقض ذلك و يهدمه تماما...

فالمهمة إذن صعبة على المربين، و ذلك لأنه في وقت مضى كانت الأسرة تربي و المدرسة تعلم و تربي، و العائلة ككل بما فيها الخال و العم يربي، و الجيران كذلك، و لكن اليوم تغيرت هذه العقليات، و أخذت منحنى آخر، لكن مع ذلك فإن ما لا يدرك كله لا يترك جله..

Read 2425 times Last modified on Sunday, 26 March 2017 15:49