(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Monday, 30 July 2012 10:46

رمضان شهر الرحمة و المغفرة

Written by 

يمر علينا شهر رمضان و قلما نقف علي معانيه السامية بالصدق المطلوب، كثيرا ما نصطدم بسلوكات غريبة تماما عن روح هذا الشهر العظيم، و الصوم مدرسة في تهذيب الأخلاق، فجأة نلاحظ علي الناس تغيرات، منها إيجابي و منها سلبي، يخفت الصخب، التركيز علي العمل يكون أكبر عند البعض و عند البعض الآخر، تكون الأعصاب مشدودة و شرارة الغضب تشتعل لأتفه الأسباب.

كيف نفسر هذه الظواهر ؟ هل تعني أن هناك فئات حريصة علي التليين من طباعها الخشنة ؟ و فئات أخري لا تنظر إلي رمضان إلا من زاوية الإنقطاع عن الشرب و الأكل ؟ نعم لنقل ذلك.

ماذا تكسب الفئة الثانية من تغليظ طباعها في شهر الرحمة و المغفرة ؟

لماذا لا تسعي جاهدة و صادقة لتغيير ما في نفسها من سوء الخلق إلي حسن خلق ؟ هل التغيير في الإتجاه الصحيح و الذي يرضي الله عز و جل و رسوله صلي الله عليه و سلم هو بهذه الصعوبة و التعقيد لنستثقله، فتفتر همتنا و نتراجع خطوات إلي الخلف ؟

تجديد الإيمان مع كل صباح يهدينا إياه الله جل و علا، هذا هو المحبذ و المرغوب فيه و التجديد في ذاته غدي أمرا ملحا بالنظر إلي طغيان مظاهر التغريب و الإنسلاخ الحيوانية علي مجتمع كان أكثر مناعة أخلاقية في عهد الإستدمار الفرنسي منه في عهد الإستقلال.

فأن نعيد معرفتنا بديننا في أصوله و أخلاقه، يمكننا من رؤية عيوبنا و خطايانا و مساوءنا بدون نظارات تجميلية، و هذا ما علينا السعي إليه حثيثا، فالجنة لا نفوز بها هكذا بمجرد ما نقيم العبادات الكبري ، فترانا لا نأبه إن صدق قولنا و فعلنا في يومنا و لا نبتعد عن اللغو و عن كل مظاهر الفراغ الروحي و التسطح الفكري. فالصوم يتيح لنا إصلاح ما هو فاسد، إكمال ما بدأناه و تقوية عزيمتنا بحيث يصير همنا الوحيد : إرضاء الخالق، هذا الخالق تعالي الذي وهبنا كل شيء و أنعم علينا بكل شيء و كرمنا بالإسلام دينا و العربية لغة، كيف لا نفكر جديا في إرضاءه و التقرب منه و حبه الحب المطلق الذي يعلو علي كل حب و محبة ؟

فهل لنا أن نتمعن مليا في معاني رمضان ؟ هل لنا أن نتخذ من التقوي فلسفة حياة كاملة و شاملة ؟ فنغدو إلي عملنا و أهلنا و مجتمعنا و نحن عاقدين العزم علي ألا نعود إلي المعصية و الكبيرة و الإنصراف علي الله و دينه ؟

هذا ما نرجوه صدقا و ينبغي علينا العمل له بدون كلل أو ملل و التوفيق من الله تعالي. 

Read 2991 times Last modified on Wednesday, 07 November 2018 15:13
عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."