(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Sunday, 02 December 2012 12:04

"ليستخلفنهم في الأرض"

Written by 



 

لا شيء يساوي ذلك الشعور الذي ينتاب  الإنسان و هو يعيش إنتماءه العقائدي و الوطني، أن تحيا في أرضك و تساهم في نهضة بلدك و أن تدفع الشر باللتي هي أحسن، هذه نعم قلما ننتبه لها في معترك الحياة. كثيرون يتحدثون و يدبجون صفحات و صفحات حول الحقوق و الواجبات، و لكن بين القول و الممارسة بون شاسع.

أكثر ما ينبغي التركيز عليه، العمل في الميدان، الكفيل وحده بإحداث تغيير نوعي علي المدي المتوسط و البعيد. فالفعل هو التجسيد الحقيقي لإرادة الفرد و الجماعة علي السواء.

إحدي المظاهر السلبية التي طبعت سلوكاتنا منذ جلاء قوات الإستدمار، ذلك التوجه إلي حصد المغانم بدون أن نعي بأن معركة البناء الحضاري بدأت و لم تنتهي إلي يوم يطوي فيه السجل. 

فالعامة غالبا ما يقصر فهمها علي ما تجنيه مباشرة في يومياتها، و أما الخاصة، فتضيع بين المفاهيم و الأطروحات بينما كل شيء حبيس الفعل في الواقع، ماذا فعلنا لطاعة الله و لمحاربة الأهواء و هل حياة الرفاه هدية تقدم علي طبق من ذهب ؟ أم أنها معايشة يومية لفعل الإستخلاف و تعبيد الطريق للخيرين الأمناء ؟

كثيرا ما نكون في موقع مسائلة الغير و يغيب عنا تماما محاسبة أنفسنا أولا : ماذا فعلنا في محيطنا الضيق بداية ؟ إحدي معضلات التغيير، كيف نسمو بأنفسنا عن الخلافات و ننزل إلي الميدان بذهنية المؤمن المخلص لله المقبل علي فعل الإنعتاق بالتحرك الإيجابي نحو الآخر في بيئة سمتها التنوع ؟

رفض ذهنية التصادم تكون بتوليد الفعل المحي للنفوس و لتجنب الأحكام المسبقة، علينا بالحكم علي أفعال الناس و ليس علي نواياهم و ما بدواخلهم، فالله وحده المطلع علي السرائر. و الفعل وحده ترجمان التغيير، لنتذكر جيدا أن المسلمين الأوائل فتحوا العالم بفضل أخلاقهم و ليس بالحروب. و الخلافة الراشدة لم تقم علي الظنون و إنما علي أفعال القائمين عليها، فكان دستور الجميع، تحري العدل في معاملة الجميع المسلم و غير المسلم.

فكيف بنا و نحن نعيش زمن التصحيح علي كل المستويات، لنتمثل صور من تجاربنا المتعددة ، ألا نرمي من وراء التفاعل العملي  تطليق حالة الركود و السلبية و في ذلك التفاعل تعاليم و توصيات تصلح لكل الأعمار و الشرائح ؟

ها أننا اليوم نشارف علي بداية مرحلة جديدة من عمر الأمة الإسلامية، يتقدم الفعل الأمنية و يعلو الحق علي كل الأكاذيب و  يقود العقل الوجدان، فلا يكبله و لا يزدريه. أليست هذه تباشير في الأفق و أي كانت التحديات و المخاطر و التهديدات و سوء نية البعض، فنحن ننكب علي العمل، إنكباب الفلاح علي أرضه يحرثها. في سماءنا سحب الغيث و في أفئدتنا شوق إلي بر الآمان و الأفهام تتطلع إلي ما وراء البشائر و هكذا هي الحياة، صراع حق و باطل، تدافع بين الخير و الشر.

فلا ينبغي التراجع أو التعلل بالضعف أو التخوف من المجهول، لأن الآت وعد إلهي، سبقنا إليه محمد صلي الله عليه و سلم و اللحاق به إختبار عصيب لإيماننا و توحيدنا، و توكيد للآية القرآنية 55 من سورة النور، بسم الله الرحمن الرحيم (وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض...).

Read 3591 times Last modified on Sunday, 11 November 2018 15:22
عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."