(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 13 May 2021 19:07

القرارات الحاسمة علميا و مهنيا

Written by  عفاف عنيبة

من سنين عدة جري حديث بيني و بين محافظة مكتبة في إحدي ثانوياتنا العريقة بالعاصمة و أستمعت إليها بتركيز :

عادة ما أستقبل تلاميذنا خاصة منهم أولئك في الأقسام النهائية و أجد نفسي أصغي إلي إنشغالاتهم محاولة طمأنتهم و إيجاد مخارج لحالة الحيرة و الإرتباك التي يعانون منها. فبعضهم يرنو إلي النجاح لكن علي وجل"أبي يريد لي تخصص و مسيرة مهنية لا أميل إليهما علي الإطلاق."،"والدي الكريمين يقرران كل شيء و ما علي إلا الخضوع...."،"لا تسمح لي نتائجي بإختيارات كثيرة و هذا لا يفهمه والدي..."

في لحظة ما علي الفرد كان فتي يافع أو شاب ناضج أن يتخذ قرارات حاسمة في حياة كل واحد منهما، يحتاجون إلي المشورة مما لا شك فيه لكن يبقي القرار النهائي بين ايديهما. مسيرة كل واحد منا تتخللها منعرجات و لا بد من حسم الموقف و الأقدر علي تقدير إمكاناته و ما يريد و ما يتيح له الواقع هو المعني بالأمر أولا و أخيرا.

في سنة من السنوات، تبعت مداخلتي أمام تلاميذ ثانوية نقاش ثري و طلب مني أحد التلاميذ الذي كان يحضر نفسه لإجتياز إختبار الباكلوريا رأي :

-بماذا تنصحينا أستاذة ؟ سألني.

-وضع عدة خيارات و بدائل، ما هو الخيار الأول و الثاني و الثالث، هذا و عليكم بالتحكم في أهم المواد التي تعينكم علي إجتياز الإمتحان بنجاح باكرا ليس في سنة البكالوريا بل من أول عام ثانوي، إعتمدوا خطة عمل و مراجعة، إستشيروا الناجحين و المجتهدين بينكم و أستمعوا لنصائح أولياءكم فهم يمتلكون خبرة سوق العمل و ما هي المهن المطلوبة، تعاملوا بواقعية مع مردودكم العلمي و إمكانيات التسجيل في التخصصات العلمية.

هذا و الوقت لا يعود بنا إلي الخلف، يتعين إذن علي الفرد أن ينضج قراره بعيدا عن الضغوط و الأوامر، لا ننكر خبرة و تجارب و حنكة البالغين الراشدين غير ان طالب العلم أو المتكون مهنيا هما الأقدر علي معرفة المهنة الأنسب لهما.

القرار مصيري  و كل أحد مسؤول عنه و لا سبيل للرجوع القهقري و هو مظهر من مظاهر التعبير عن الذات. فلنأخذ بيد الفتي و الشاب متمنين لهم التوفيق  و في نهاية المطاف الخيار إختيار المعني و ليس في وسع أحد أن يسير مكانه مسيرة حياتية لها ما لها و عليها ما عليها...

Read 956 times Last modified on Thursday, 13 May 2021 20:02