(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Tuesday, 18 October 2022 11:58

لاجئة سورية و غلاء المعيشة*

Written by  عفاف عنيبة

هذه الصبيحة، كانت فرصة لي في الإستماع إلي لاجئة سورية، جاءت إلي الجزائر من حوالي عشر سنوات في إطار وكالة الغوث و اللاجئين الأممية.

هي تعيش بيننا مع ابناءها الثلاث، إنها أرملة، قتلت داعش زوجها و بيتها ركام في ريف دمشق، لها إبن مصاب من جراء المعارك التي جرت في منطقتها و لها إبن آخر يجتهد للإسترزاق.

قصة هذه الأرملة السورية بمثابة درس في الشجاعة و الإيمان و الثبات...حكت لي كيف إندلعت المظاهرات في دمشق و كيف إنهار بلد بأكمله من جراء...القصة طويلة جدا و ليست موضوعنا الآن...

إنما حكت لي هذه الصبيحة عن معاناتها في ظل إرتفاع جنوني للأسعار، و صحتها هشة خاصة انها تعرضت لحادث مرور و لها مرض مزمن....قد اصبحت عاجزة عن الخروج، فالألم كبير جدا و ظروف المعيشة لا تطاق ...عليها بكشوفات أشعة و عليها ضمان مأكل و ملبس و كراء و دفع فواتير الكهرباء و ماء و لا مدخول لها علي الإطلاق.

فوكالة الغوث و اللاجئين تشرف فقط إداريا أما لا تؤمن لها شيء لا مبيت و لا راتب و لا شيء.

لنتصور الموقف "كراسة بسعر 640 دينار و نفس الكراسة إشترتها العام الماضي ب180دينار جزائري" و المضاربة في المواد الأساسية و كيف ان المواطن لا يلعب دور في فضح المضاربين و لا يحوز علي ثقافة المواطنة، سلوكه أقرب إلي الهمجية و كل ما يحسنه الشكوي ....

فهي في حيرة شديدة من أمرها، وضعها من اصعب ما يكون، ليس بمقدورها صحيا توفير الحد الأدني لإبنيها و أما إبنتها الوحيدة فقد تزوجت بجزائري.

لا ضمان إجتماعي لها، الإنتقال من مستشفي إلي آخر لإجراء فحوصات و كشوفات اشعة، أحيانا الآلات معطلة و ليس بإمكانها دفع مستحقات الكشف الإشعاعي في القطاع الخاص، و هي في حالة إعياء نفسي و ذهني شديد، تريد العودة إلي سوريا لكن أين تذهب ؟ فكل أسرتها غادرت سوريا و بيتها ركام و الأوضاع لازالت غير مستقرة و المعاناة هناك أكبر بالنظر إلي المقاطعة الدولية المفروضة علي النظام السوري...

يشهد الله كنت أستمع و أنا أتساءل "إلي متي؟إلي متي؟" للصبر حدود و قدرة الإنسان محدودة خاصة إذا ما غابت الصحة...

أقولها بصراحة "من يفكر في هؤلاء اللاجئين الممزقين بين حاضر مصادر و مستقبل مجهول ؟"

*تؤمن الدولة الجزائرية للاجيء الصحة و التعليم بالمجان و الإقامة لصاحب الوثائق المضبوطة.

Read 721 times Last modified on Sunday, 23 October 2022 20:25