Upper East Side, Manhattan
في رحلتي إلي أمريكا و في إحدي أواخر الأيام التي قضيتها بالمدينة التفاحة، مانهاتن تحديدا. كنت أعلم، أن يومي سيكون طويل جدا. بعد ما إنفصلت عن الوفد و أخبرت سارة بغيابي من أجل التبضع، إتجهت نحو الجهة العلوية الشرقية من مانهاتن، في إحدي المساحات الكبيرة إشتريت كوب كبير من القهوة القوية "ستاربوك" الشهيرة ثم عدت إلي الشارع و مضيت أمشي علي طول الرصيف، أقلب النظر في المحلات.
جذبني محل، كنت أبحث عن آلة تصوير لأحد إخواني فقد كان يحتاجها لأداء عمله.
كان المحل من طابقين عامر بكل أنواع آلات التصوير و الكاميرا بأشكال مختلفة و أسعار متباينة. وقفت أمام إحدي الآلات، فأتي بائع شاب و قد لاحظ إهتمامي بها، ناولني إياها و سمح لي بتجريبها قائلا :
-إنها نموذج للتجريب بإمكانك إستعمالها كيفما شئت، سيدتي.
جربتها كانت الصور تبدو جد واضحة و ناطقة حتي. سألته عن السعر :
-250 دولار
-مستعد لخصم 50 دولار لتشتريها سيدتي... قال لي البائع.
فإبتسمت قائلة :
-كم أنت بائع رأسمالي ماهر!
ضحك :
-أصبت فنظام السوق يتلخص في البيع بأقل قدر من الخسارة سنربح 200 دولار إن إشتريتيها مني.
فسألته :
-في حالة بيعها هل ستأخذ عليها علاوة سيدي ؟
-لا. لا بد لي من بيع عدد من الآلات بمبلغ كذا لأحصل علي علاوة سيدتي.
-طيب أتمني لك حظ سعيد و سأشتري هذه الآلة، غلفها لي غلاف هدية.
-رائع سيدتي.
قام بواجبه علي أكمل وجه ثم أعطيته المبلغ و أضفت عليه إكرامية ب20 دولار . و أخذت الهدية و غادرت. في لحظة إبتعادي، سألني البائع الأمريكي :
-لحظة سيدتي، من أي بلد أنت أعلم أنك مسلمة من حجابك ؟
-من الجزائر في شمال إفريقيا.
-آه بلد الأمير عبد القادر سيدتي، تشرفنا.
ذهلت فعدت أدراجي إليه و سألته :
-كيف تعرف الأمير عبد القادر الجزائري ؟
-كان لي زميل جزائري في الجامعة عرفني بتاريخ بلدكم و نحن لدينا هنا مدينة بإسم هذا الفارس النبيل، سيدتي.
شكرته مرة أخري و عدت إلي الشارع المزدحم و أكملت تجوالي في مانهاتن الساحرة....