كثيرة هي المعطيات التي تغيرت في معادلة شمال جنوب...بالرغم عدم إستقرار دول في الضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط إلا أن بعض الدلائل توحي لنا بأن زمن إستعلاء الشمال علي الجنوب بات من الماضي...
طبعا ليس كل شيء علي ما يرام و لن نحصل علي تعاون شمال جنوب متوازن ما لم يحقق الجنوب الإستقلال السياسي و الإقتصادي، لكن أهم عوامل هذا الإستقلال يظل إمتلاك أنواع الطاقة النظيفة خاصة تلك الشمسية ، فهل سنشهد في يوم ما حركية معاكسة أي تنقل أشخاص من الشمال إلي الجنوب ؟
لم لا إن وفرنا مقومات العيش الكريم و النضال من أجل ذلك فرض عين علينا جميعا. شعوب الجنوب مطالبة بوعي مدني بتفعيل ثقافة المواطنة و بتصفير النزاعات و الأزمات، نار الفتنة مشتعلة في دول مثل السودان لكن في العموم دول الساحل و دول المنطقة المغاربية قادرين علي تقديم بديل سيد يعمل من أجل علاقة متوازنة مع شمال حلت به حرب و أمواج من اللاجئين و أزمة طاقة و تضخم في كلا الضفتين و تشكو مجتمعاته ازمة شيخوخة غير قابلة للعلاج في المدي القصير و تصادم حاد بين مشروعي مجتمع واحد يميني محافظ و الثاني يساري متحرر.
هل سنحسن إستغلال كل هذه الظروف و المتغيرات بحيث نواجه الآخر إنطلاقا من أرضية صلبة لا نتذلل فيها له أو اننا ننكفأ علي تخلفنا و خلافاتنا و أزماتنا و منطق التمادي في الغي ؟
المستقبل كفيل بأن يجيبنا خير جواب و أقولها في علاقتنا مع الشمال غير مسموح لنا بالخطأ...فلا ينبغي أن ننسي بأن من إعتاد الإستعلاء و الوصاية لن يتقبل الأوضاع الجديدة بصدر رحب و لا بد من حزم و عزم و جبهة موحدة من جهتنا...