(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 03 August 2023 06:52

التاريخ المهمل

Written by  عفاف عنيبة

كم من مرة تصفحت تقارير كاملة حول صيانة العمران التاريخي و الإرث التاريخي من كتب و اثاث و لوحات و مباني...الحرص علي هذا الكنز الذي يحفظ هوية الشعوب و الحضارات، نحن هنا مقصرين للغاية. إلي اليوم لم يفتح قصر الداي في أعالي القصبة كمتحف مؤهل لإستقبال الزوار. في مرة من المرات، قال لي أحد الشباب ممن خضع إلي تكوين مكتب شبكة التنمية البشرية "نحن لا نملك عمران تاريخي، فالجزائر مسرح فارغ."

 الأمر ليس كذلك، نحن نملك الكثير من الشواهد التاريخية، من رسومات التاسيلي من خمسة آلاف سنة إلي الخلف إلي قصر الداي إلي مباني حقبة الإستدمار الفرنسي. 

تعاطي الحكومات المتوالية منذ 1962 إلي يومنا هذا مع التراث العمراني التاريخي فيه الكثير من الإرتباك و الإرتجال و إنعكس هذا علي نظرة المواطن الجزائري و تفاعله الضعيف و أحيانا المعدوم مع تاريخه الموغل في القدم. 

الأحري بنا أن نخصص لكل ولاية و كل موقع كامل الإهتمام و الصيانة، فما هو قائم اليوم مهدد بالإندثار و هذا بسبب تسيب السلطات المعنية و لامبالاة المواطن و جهله و ضعف عمل المجتمع المدني. لا بد من من بطاقة اثرية لكل منطقة و إعادة النظر في تقييمها و إتاحة الفرصة للزوار بمشاهدتها و الإستفادة من عرض كل معلم تاريخي علي حدة.

إن لم نحسن الحفاظ علي معالم الهوية من خلال المشاهد الأثرية، سنحاسب آجلا أم عاجلا علي ذلك، فجيل الحاضر لا يرحم و لا ذلك الآت غدا و بعد غد و الأمم تاريخ قبل كل شيء و من يهمل ماضيه، يهمله التاريخ.

Read 619 times Last modified on Tuesday, 02 January 2024 16:32