(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 19 June 2014 15:27

وقفة صدق (2)

Written by  الأستاذة كريمة عمراوي
Rate this item
(0 votes)

ذكر بعض أهل العلم :" أن الرجل قد يقوم بعمل فاضل باعتبار جنسه، لكن لا ينتفع به، لعدم قدرته عليه  أو لعدم إتقانه له، إذا قام العبد بعمل فاضل لكن لا يطيقه  و لا يتقنه، هذا قد يكون فتنة لنفسه و للناس، لعجزه عنه، و لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم: ( عليكم من العمل ما تطيقون) فاشتغال الإنسان بما يحسن  و يتقن هو أفضل ما يكون في حقه."

إذا كان العبد لا يطيق العمل لا يتكلفه، أما إذا اشتبه عليه الأمر، هل ينفعه هذا العمل ؟ هل يفيده في دينه و دنياه ؟ عليه أن يستخير الله مرارا، و يكثر من مسألة الله أن يرشده لأحسن الأعمال فيوفق للخير الكثير، فالدعاء خير و عبادة عليه أن لا يعجل، بقي يعقوب عليه السلام يدعوا أربعين سنة ليرجع إليه يوسف عليه السلام، ثم رجع إليه بفضل الله تعالى، و زكريا دعا الله سبع سنوات حتى رزقه الله الولد، و إبراهيم عليه السلام لم يرزق الولد إلاّ و هو شيخ كبير، حتى تعجبت زوجته.

الأشياء الدنيوية قد تعين الرجل على أمور الآخرة  و قد تشغل أخرين، الناس ليسوا سواء العبرة بانتفاع الإنسان، و من أراد أن يرزقه الله مالا أو زوجة  أو نحوه، فليدع الله قائلا:" اللهم ارزقني مالا  و اجعله عونا لي على طاعتك،  و اجعل زواجي و ذريتي عونا لي على طاعتك".

من الذي يعيش في النعيم بجانب الزوجة الحسناء  و البيت الفاخر  و الأولاد و الخدم ثم يكون مقبلا على العبادة مؤثرا الله عزّ و جل، لا يكون هذا إلاّ ممن عصمه الله عزّ و جل ، و لهذا تقللّ سلف الأمة من الدنيا لما علموا من ضعف النفوس، ليس من العقل أن يقول الإنسان أن هذه الأشياء مباحة  و لا تضر.

السلف من تأمل حالهم، مهما بلغوا من الإيمان و الفضل ، كان الواحد منهم يرى نفسه أمام المعصية ضعيفا و أنه عرضة لأي ذنب، و كان يقول أحدهم " لو ائتمنوني على أموال الدنيا لكنت عليها أمينا، و لو ائتمنوني على جارية سوداء ما كنت عليها أمينا" لما يعلمون من شدة فتنة النساء، كذلك كانوا يعملون باب سد الذرائع، لو تجنّب العبد أسباب المعصية  و أسباب الفتن لكان قويا على الكثير من الطاعات  بتركه لأسباب المعاصي و تجنبها.

جاء الدين شاملا لكل أفراد المجتمع، كتاب الله و سنة الرسول  صلى الله عليه و سلم تغنينا عما سواهما، في الزواج ، في تربية الأبناء،  و غيرها من المعاملات، و هذا لا يعني أن لا نستفيد من خبرات أهل الخبرة، في الطب  و الاقتصاد و غيرها، لكن لا يكون لآراء الناس  و هؤلاء الخبراء أراء في دين الله عز و جل، عندما تحدث فتنة يسأل عنها كل الناس، الصغير  و الكبير، المرأة، الطفل، و الصحيح أن يرجع فيها لأهل العلم ينبغي أن نراجع أنفسنا  و لا نخادعها،  العاقل لا يخادع نفسه و يقف مع الحق حيث كان.

Read 1860 times Last modified on Tuesday, 07 July 2015 12:56