(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 27 November 2014 11:56

السنة مصدرا للمعرفة والحضارة

Written by  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

هو عنوان كتاب لشيخنا العلاّمة {يوسف القرضاوي } امد الله في عمره، يتحدّث فيه عن السنّة النبوية كمصدر للتشريع الإسلامي، بعد القرآن الكريم، و السنة كمصدر للمعرفة و الحضارة، استندت إليه الأمة في طريق نهضتها، و بنت عبر تعاليمه صرح تميزها و منبر أستاذيتها قرونا طويلة.
و يرى الشيخ و هو محق تماما فيما يرى، أن الجانب التشريعي في سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلّم قد لاقى من الإهتمام العظيم ما هو أهل له، لأهميته في شريعتنا و ملتنا، و اعتباره مفسرا و شارحا و مشرعا في ديننا الإسلامي، بعد كتاب الله الكريم، و هو {لا خلاف عليه بين المسلمين كافة من كل من رضي بالله ربا و بالاسلام دينا و محمد صلى الله عليه و سلم رسولا. 
إلاّ أن الجانب المعرفي و الجانب الحضاري في السنة المطهرة، كالأحاديث المتعلقة بالصحة و التربيةو الاقتصاد و البيئة و النظافة ...، الخ، و الجانب الحضاري الذي يرتقي بالإنسان من عالم الهمجية و التخلف و التراجع الإنساني، إلى مراقي التحضر و التمدن و العطاء الأدبي و الروحي و الاخلاقي، و هو ما استلزم أن يقوم الإسلام كمنهج حضاري متميز، بالإرتقاء بالبشرية، و تزكية النفوس، و الحض على التعلم المتدرج الحكيم، فنحن أمة [إقرأ ]و إقرأ هي مفتاح كنوز الرقي و التقدم و التميز المدرك الحكيم المتنوع الفاعل. هذا الجانب لم يلق الاهتمام المطلوب كرسالة حضارية و انسانية يجب مضاعفة الجهد فيه. 
و إذا كانت مصادر المعرفة عند الماديين الذين يقيسون كل شيء بالمقاييس المادية المحسوسة، و العقلية المدركة فقط، فإن المسلم يحترم العقل و الحس و الإدراك، و هو ما يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، و لكننا كأمة مسلمة نؤمن بالوحي الرباني الذي يقوّم الخطأ البشري في حال وقوعه في الضلال، و مجانبته الصواب. 
هذا الجانب الحضاري في السنة المطهرة ما يزال بحاجة إلى بحث أكثر و اهتمام أكبر، لكي تحصّل الإنسانية أكبر قدر ممكن من الجواهر النبوية الحكيمة، و لنأخذ مثلا تلك الأحاديث التي تحتوي على توجيهات صحية و اجتماعية و علمية، تمت العناية ببحثها، و التعمق فيها، فجاءت النتائج مبهرة للمسلمين و غير المسلمين على حد سواء، و أسهمت في توصل البشرية إلى ما ينفعها، و كانت السبب في دخول الكثيرين من غير المسلمين في الإسلام. 
إننا كأمة مسلمة تميزت منذ قيامها بالكمال و الشمول و الواقعية، و التكامل الحضاري و العقائدي، نفخر و نعتز بإنجازاتنا، على الصعيدين العقائدي و الحضاري، و نحن نعتقد أن شرعة الله، التي ارتضاها لخلقه، و صبغته التي فطر الناس عليها، و ما فيها من وحدانية الله سبحانه، و تحريم عبادة ما سواه، قد حررت العقل و الروح من قيود العبودية لغير الله، تلك العبودية التي استرقّت الإنسان بكل ما فيه من مقومات التكريم، كالحرية، و التفكر الحر، و الإنتاج القائم على التجريب، و التأليه لمن لايستحق في دائرة ضيقة من المسموحات، فجاءت الشريعة الربانية المحمدية لتقول للإنسان : إقرا، و تفكر، و أنظر، و سر في الأرض، و اعتبر، و أسجد للذي يستحق السجود، و أعبد من تجعلك عبادته أكثر رقيا، و أعظم إدراكا، و أرقى سلوكا، و أبدع حضارة. 
يقول شيخنا في مقدمة الكتاب :{كما أن الله قدبعث رسوله الكريم، ليصنع به أمة ربّانية متميّزة، سمّاها الله،{أمّة وسطا} و [خير أمة أخرجت للناس]، و هي أمة الصراط المستقيم،صراط التوازن و التكامل، بين الروح و المادة، بين الدنيا و الآخرة، بين العقل و الوحي، بين المثالية و الواقعية، بين الفردية و الجماعية، بين الحرية و المسؤولية، بين الابداع المادي، و الالتزام الايماني، فقامت على أساس هذه التعاليم حضارة عالمية فذة، جمعت بين الربانية و الإنسانية، بين العلم و الايمان، بين الرقي و الأخلاق، هي الحضارة الإسلامية، التي سادت العالم قرونا، و اقتبست من حضارات الأقدمين، و هذبتها و أضافت اليها، و ابتكرت الجديد المفيد، في علوم الدين، و معارف الدنيا، فلا عجب ان يجد الباحث المدقق في مصادر السنة الكثير الطيب، مما يشبع نهمه، و يلهب حماسه في مجال البحث عن السنة، بوصفها مصدرا للمعرفة و الحضارة .

الرابط:

http://www.gerasanews.com/index.php?page=article&id=129968

Read 2721 times Last modified on Wednesday, 08 July 2015 09:24